ما هو فتق السرة
فتق السرة
يحدث فتق السرّة (بالإنجليزية: Umbilical hernia) نتيجة خروج جزء من الأمعاء عبر جدار البطن في منطقة السرّة (بالإنجليزية: Umbilicus)، وهي المنطقة التي يعبر من خلالها الحبل السريّ (بالإنجليزية: Umbilical cord) الذي يربط الجنين بأمّه أثناء فترة الحمل، وتُغلق فتحة السرّة بشكلٍ طبيعيّ بعد الولادة، ولكن في بعض الحالات لا يتمّ إغلاق هذه الفتحة بشكلٍ تامّ، ممّا يؤدي إلى بروز جزء من الأمعاء عبر هذه الفتحة، أو بسبب عدد من العوامل الأخرى التي تؤدي إلى حدوث ضغط في منطقة السرّة، وعلى عكس أنواع الفتق الأخرى التي يحدث معظمها أثناء مرحلة المراهقة والبلوغ، فإنّ فتق السرّة يكون أكثر شيوعاً عند الأطفال حديثي الولادة، حيثُ يولد ما نسبته 20% من الأطفال مع وجود فتق في منطقة السرّة، ومن الجدير بالذكر أنّ 90% من هذه الحالات يزول فيها الفتق من تلقاء نفسه قبل بلوغ الطفل الخمس سنوات من العُمر، كما يزداد خطر الإصابة بفتق السرّة في حالات الولادة المبكّرة (بالإنجليزية: Preterm birth)، حيثُ يعاني 75% من الأطفال الذين لا تتجاوز أوزانهم 1.5 كيلو عند الولادة من فتق السرّة.[١][٢]
أسباب فتق السرة
كما تمّ ذكره سابقاً فإنّ معظم حالات إصابة الأطفال بفتق السرّة تحدث نتيجة عدم إغلاق فتحة السرّة بشكلٍ تامّ بعد الولادة، أمّا بالنسبة للأشخاص البالغين فيوجد عدد من الأسباب المختلفة التي قد تؤدي إلى الإصابة بفتق السرّة، ومنها ما يأتي:[١]
- زيادة الضغط على منطقة البطن عند المرأة أثناء الولادة.
- تجمّع السوائل في البطن، والمعروف بالاستسقاء البطنيّ (بالإنجليزية: Ascites).
- الإصابة بالسُمنة.
- السعال المزمن.
- التقيؤ بشكلٍ مستمر.
- الإصابة بالإمساك لفترات طويلة.
- صعوبة التبول بسبب تضخم البروستات عند الرجال.
- زيادة الضغط على منطقة البطن بسبب حمل الأوزان الثقيلة.
أعراض فتق السرة
يظهر فتق السرّة عادةً عند بكاء الطفل، أو الضحك، أو عند بذل الجهد في حال الرغبة بدخول الحمّام، وقد لا تظهر أعراض الفتق عند استرخاء الطفل، وتتميّز معظم حالات فتق السرّة عند الأطفال بعدم تسببها بالألم، أمّا بالنسبة للأشخاص البالغين الذين يعانون من فتق السرّة فيمكن أن يكون الفتق مصحوباً بالشعور بعدم الراحة أو الألم الشديد، ممّا يستدعي إجراء تدخل جراحيّ لعلاج الفتق، كما يوجد بعض الأعراض التي يدلّ ظهورها على وجود مشكلة صحيّة تستدعي التدخل الطبيّ، ومنها ما يأتي:[٣]
- في حال كان مكان الفتق، رقيقاً جداً، أو منتفخاً، أو حدوث تغيّر في لون الفتق.
- تقيؤ الطفل بشكلٍ مفاجئ.
- شعور الطفل بالألم في منطقة الفتق.
تشخيص فتق السرة
يمكن تشخيص الإصابة بفتق السرّة من خلال إجراء الفحص السريريّ للشخص المصاب بالفتق، وتقييم الطبيب لحالة الفتق، والكشف عن إمكانيّة إعادة المنطقة البارزة من الأمعاء إلى داخل البطن، كما يسأل الطبيب عن التاريخ الصحيّ للشخص المصاب بالفتق للكشف عن احتماليّة تطور الفتق إلى ما يُعرف بفتق السرّة الخانق (بالإنجليزية: Strangulated umbilical hernia)، وهي حالة صحيّة خطيرة ينحصر فيها جزء الأمعاء البارز داخل فتحة جدار البطن، ممّا قد يؤدي إلى انقطاع وصول الدم إلى هذا الجزء من الأمعاء، وقد ينتج عنه موت وتنخّر المنطقة المحصورة، ممّا يستدعي إجراء تدخل جراحي لإزالة المنطقة المتأثرة بانقطاع الدم، ويمكن إجراء بعض تحاليل الدم للكشف عن الإصابة بالعدوى في منطقة الأمعاء المتأثّرة، أو إجراء بعض الاختبارات التصويريّة مثل؛ التصوير بالأشعة السينيّة، والموجات فوق الصوتيّة، والتصوير بالرنين المغناطيسيّ، للمساعدة على تشخيص الحالة، ومن الأعراض التي قد تدلّ على إصابة الشخص بفتق السرّة الخانق ما يأتي:[١]
- الإصابة بالإمساك.
- الإصابة بالحمّى (بالإنجليزية: Fever).
- الشعور بألم في منطقة البطن.
- التقيؤ.
- تدور البطن، وامتلائه.
- تلوّن المنطقة البارزة من الأمعاء بلون داكن، أو أحمر، أو أُرجوانيّ.
علاج فتق السرّة
لا تحتاج معظم حالات فتق السرّة عند الأطفال للعلاج وتزول من تلقاء نفسها مع بلوغ الطفل عُمُر السنة أو السنتين، وقد يكون الطبيب قادراً على إعادة الجزء البارز من الأمعاء إلى مكانه الطبيعيّ خلال إجراء الفحص السريريّ، ولا يتمّ تصحيح منطقة الفتق باستخدام الجراحة عند الأطفال إلا في بعض الحالات مثل؛ الشعور بالألم، أو تجاوز قُطر منطقة الفتق 1.5 سنتيمتر، أو عدم زوال الفتق مع بلوغ الطفل الأربع سنوات من العُمر، أو انحباس الفتق ومنعه لحركة الأمعاء الطبيعيّة، أمّا بالنسبة للأشخاص البالغين فيُنصح بإجراء عملية جراحيّة لعلاج فتق السرّة لمنع حدوث المضاعفات الصحيّة، خصوصاً في حال زيادة حجم الفتق أو تسببه بالألم.[٤]
تُعتبر العمليّة الجراحيّة المُتّبعة لعلاج فتق السرّة من العمليّات البسيطة، حيثُ يتراوح وقت العمليّة بين 20 -30 دقيقة، وفي معظم الحالات يمكن للشخص الخروج من المستشفى في اليوم نفسه، ومن الجدير بالذكر أنّ الطبيب يجري فيها شق جراحيّ صغير تحت السرّة ليتمكن من دفع الجزء البارز من الأمعاء إلى داخل منطقة البطن مرة أخرى، ثمّ يتمّ خياطة طبقة العضلات فوق المنطقة الضعيفة من جدار البطن لتعزيزها، ويتمّ استخدام خيوط خاصة قابلة للانحلال لخياطة الجرح، أو عن طريق استخدام جل خاص، كما يتمّ في بعض الحالات استخدام ضماد ضغطيّ (بالإنجليزية: Pressure dressing) لمدّة تتراوح بين أربعة إلى خمسة أيام.[٢]
فيديو عن الفتق السري والجنب سري
ولمزيد من المعلومات يمكنكم مشاهدة فيديو تتحدث فيه الدكتورة نغم القرة غولي أخصائية الجراحة العامة والثدي والمنظار عن الفتق السري والجنب السري.
المراجع
- ^ أ ب ت “Umbilical Hernia”, www.hopkinsmedicine.org, Retrieved 29-5-2018. Edited.
- ^ أ ب Christian Nordqvist (22-8-2016), “Umbilicial hernia: What you need to know”، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 29-5-2018. Edited.
- ↑ Shannon Johnson, Jacquelyn Cafasso, “Umbilical Hernia”، www.healthline.com, Retrieved 29-5-2018. Edited.
- ↑ “Umbilical hernia”, www.mayoclinic.org,24-4-2015، Retrieved 29-5-2018. Edited.