ما هو داء الحفر

داء الحفر

داء الحفر (بالإنجليزية: Scurvy) أو الإسقربوط؛ وهو مُسمّى يُطلق على النقص الحاد، والمزمن في فيتامين ج، أو حمض الأسكوربيك (بالإنجليزية: Ascorbic acid)، فقد وُجد أنّ داء الحفر هو داء مُتعارف عليه منذ العصور اليونانية، والمصرية القديمة؛ حيث إنّه كان شائعاً بين البحّارين، وذلك لأنّه كان من الصعب الحصول على الكميات اللازمة من الخضراوات، والفواكه الطازجة، المحتوية على فيتامين ج خلال رحلات الإبحار الطويلة، مما أدّى إلى وفاة الكثير منهم بسبب الأعراض الناتجة عن داء الحفر، وتجدر الإشارة هنا إلى أنّ داء الحفر رغم أنّه نادر الحدوث في وقتنا الحالي، إلا أنّه قد يصيب أي شخص لا يتناول كميات كافية من فيتامين ج، وتعتمد بداية حدوث أعراض داء الحفر، على المدة الزمنية المستغرقة عند الأشخاص لاستخدام المخزون الجسمي المحدود من فيتامين ج، ومن الضروري معرفة أنّ جسم الإنسان غير قادر على صنع فيتامين ج بنفسه، لذلك إذا كان النظام الغذائي المُتبع لا يحتوي على فيتامين ج، تبدأ أعراض داء الحفر بالظهور خلال مدة تستغرق أربعة أسابيع تقريباً.[١]

[٢]

أهمية فيتامين ج في الجسم

يلعب فيتامين ج أدواراً هامّة كثيرة ومفيدة لصحة الجسم، ومن هذه الفوائد:[٢]

  • تكوين الكولاجين: يُستفاد من الكولاجين بطرق عدة في جسم الإنسان، لكنّ دوره الأساسي هو تقوية البشرة، والأوعية الدموية، والعظم، ويعتمد الجسم أيضاً على الكولاجين في علاج الجروح.
  • مضاد للأكسدة: إنّ عمليات أيض الأكسجين في الجسم، تعمل على تكوين مركبات جزيئية تُدعى الجذور الحرة (بالإنجليزية:Free radicals)، والتي بدورها تعمل على تدمير جدران خلايا الجسم، ويقوم عمل مضادات الأكسدة على تدمير هذه الجذور الحرّة، ويُعتبر فيتامين ج أحد مضادات الأكسدة القوية والفعالة.
  • امتصاص الحديد: يعمل فيتامين ج على تسهيل عملية امتصاص الحديد، خصوصاً امتصاص الحديد الموجود في الأطعمة النباتية؛ مثل: الفول والعدس.
  • مكافحة العدوى: تحتاج خلايا جهاز المناعة خصوصاً الخلايا الليمفاوية (بالإنجليزية: Lymphocytes)، إلى فيتامين ج لأداء عملها بشكل جيد.
  • مهام أخرى: يدخل فيتامين ج في تصنيع مواد هامة أخرى في الجسم؛ مثل المواد الكيميائية الموجودة في الجهاز العصبي، والتي تُدعى الناقلات العصبية.

عوامل الخطورة للإصابة بداء الحفر

هناك العديد من الأسباب والعوامل التي تزيد من احتمال الإصابة بداء الحفر، منها:[١]

  • النظام الغذائي المفتقر إلى الخضراوات والفواكه الطازجة، وقد يكون ذلك بسبب انخفاض الدخل أو حدوث المجاعات.
  • النظام غذائي المقيّد بأنواع معيّنة من الأغذية، وذلك بسبب أمراض الحساسية، أو المعاناة من صعوبة في البلع، أو غيرها من الأسباب.
  • مرض فقدان الشهية العصابي.
  • التقدم في العمر.
  • التناول المفرط للمشروبات الكحولية، أو تعاطي المخدرات.
  • الفطام المُتأخر للرُّضع.
  • الحالات المرضية أو العلاجات الدوائية؛ التي تعمل على تقليل قدرة الجسم على امتصاص المواد الغذائية، بما فيها فيتامين ج، مثل: داء كرون (بالإنجليزية: Crohn’s disease)، والتهاب القولون التقرحي (بالإنجليزية: Ulcerative colitis)، والعلاج الكيماوي، والتدخين.

داء الحفر عند الأطفال الرُّضع

يُعاني الأطفال الرُّضع المُصابون بداء الحفر من الكثير من المشاكل الصحية؛ مثل: النزيف، وضعف وهشاشة في العظام، ويكون الأطفال في هذه الحالة في حالة تهيّج شديد، بحيث يكون من الصعب تهدئتهم. وقد وُجد أنَ داء الحفر يحدث عند الرُّضع في حالات عدة، نذكر منها الآتي:[٣]

  • سوء التغذية لدى الأم.
  • استخدام حليب مُبخّر ومغلي.
  • وجود صعوبة في الرضاعة.
  • مشاكل صحية وهضمية، تتعلّق بامتصاص المواد الغذائية.

أعراض داء الحفر

يلعب فيتامين ج أدوار عديدة في الجسم، وينتج عن نقصه الكثير من الأعراض، منها ما يظهر خلال أسابيع ومنها ما يحتاج إلى أشهر عدة، ومن هذه الأعراض نذكر الآتي:[٣]

  • أعراض مبكرة: مثل:
    • الضعف عام في الجسم.
    • الشعور بالتعب غير المُبرر.
    • المعاناة من نقصان الشهية.
    • الشعور بالانزعاج والغضب.
    • المعاناة من آلام في الساقين.
    • ارتفاع طفيف في درجة حرارة الجسم.
  • أعراض تظهر بعد شهر إلى ثلاثة أشهر: تظهر هذه الأعراض في حال عدم معالجة داء الحفر فيعاني المصاب من:
    • فقر الدم (بالإنجليزية: Anemia).
    • التهاب اللثة (بالإنجليزية: Gingivitis).
    • نزيف البشرة، أو نزول الدم من تحت الجلد.
    • ظهور نتوءات محمره ومنتفخة على بصيلات الشعر.
    • ظهور كدمات زرقاء مُحمرّة أو سوداء، على الساقين والأقدام.
    • تسوّس الأسنان، والتهاب ونزيف اللثة.
    • تورّم المفاصل.
    • ضيق التنفس.
    • الشعور بألم في الصدر.
    • جفاف أو حرقة العين، أو حدوث نزيف في ملتحمة العين (بالإنجليزية: Conjunctiva)، أو في عصب العين.
    • انخفاض المناعة، بالإضافة إلى انخفاض القدرة على التئام الجروح.
    • عدم وضوح الرؤية وزيادة الحساسية تجاه الضوء.
    • حدوث تقلّبات في المزاج وأحياناً قد يصل الأمر إلى الإصابة بالاكتئاب.
    • المعاناة من نزيف في الجهاز الهضمي.
    • المعاناة من الصداع.
  • أعراض ومضاعفات حادة وخطيرة: تحدُث هذه الأعراض على المدى البعيد، عند عدم أخذ العلاج اللازم، وقد تسوء حالة المصاب لينتهي به المطاف إلى الوفاة، وتشمل هذه الأعراض ما يأتي:
    • اليرقان الشديد، وهو اصفرار لون البشرة والمنطقة البيضاء من العيون.
    • الشعور بألم عام في الجسم، وانتفاخه.
    • انحلال الدم (بالإنجليزية: Hemolysis)؛ وهو نوع من أنواع فقر الدم، والذي ينتج عن تكسّر خلايا الدم الحمراء.
    • الإصابة بالحُمّى.
    • تكسُّر الأسنان.
    • حدوث نزيف داخلي.
    • اعتلال الأعصاب، والشعور بخدران، وألم في الأطراف السفلية واليدين.
    • المعاناة من التشنجات، والهذيان، وفقدان الوعي.

علاج داء الحفر

يتم علاج داء الحفر بسهولة، عن طريق إضافة بعض الأطعمة الغنية يفيتامين ج إلى النظام الغذائي الذي يتّبعه المصاب، مثل: الخضراوات والفواكه الطازجة، أو قد يطلب الطبيب من المصاب تناول المكملات الغذائية التي تحتوي على فيتامين ج لتحسين حالته، وقد وُجد أنّ معظم الأشخاص المصابين بداء الحفر يشعرون بتحسّن خلال 48 ساعة، وقد يتم شفائهم بشكل تام خلال أسبوعين تقريباً.[٤] ويجدر التنويه إلى أنّ فيتامين ج يذوب في المياه. وقد يقلل الطبخ، والتعليب، والتخزين المُطوّل، من محتوى الطعام من فيتامين ج بشكل كبير؛ لذلك يُنصح بتناول الأطعمة الغنية بفيتامين ج وهي نيئة، أو أن تكون أقرب ما يمكن لذلك، وهذه بعض الأمثلة على الأطعمة الغنية بفيتامين ج:[٣]

  • الفلفل حلو.
  • الجوافة.
  • الخضار الورقية، وخاصةً اللفت والسبانخ.
  • البروكلي.
  • الكيوي.
  • التوت والفراولة.
  • الأناناس والمانجا.
  • الطماطم، وخاصة معجون الطماطم أو العصائر.
  • الشمام والبطيخ.
  • البازلاء الخضراء.
  • البطاطا.
  • القرنبيط.

مراجع

  1. ^ أ ب Peter Crosta (5-December-2017), “Everything you need to know about scurvy”, www.medicalnewstoday.com, Retrieved 15-January-2019. Edited.
  2. ^ أ ب “Scurvy”, www.betterhealth.vic.gov.au, Retrieved 18-January-2019. Edited.
  3. ^ أ ب ت “What Is Scurvy?”, www.healthline.com, Retrieved 18-January-2019. Edited.
  4. “Scurvy”, www.nhs.uk, Retrieved 18-January-2019. Edited.