ما هو الربو

الربو

يمكن تعريف الرّبو (بالإنجليزية: Asthma) على أنّه مرض مزمن يُصيب الممرّات الهوائية التي تنقل الهواء من الرئتين وإليها، ويتمثل بالتهاب هذه الممرات وانتفاخها بشكلٍ يتسبّب بتضيّقها، وهذا ما يجعل عبور الهواء فيها أصعب، ومن جهة أخرى يتسبب الالتهاب بتهيّج الممرات وجعلها شديدة الحساسية عند التعرّض لأيّ مُهيّج. وتجدر الإشارة إلى أنّ الربو قد يؤثر في الأشخاص من مختلف الفئات العمرية، إلا أنّه غالباً ما يبدأ في مرحلة الطفولة، وفي الحقيقة يُقدّر عدد المصابين بالربو في الولايات الأمريكية بما يٌقارب 25 مليوناً، سبعة ملايين منهم من الأطفال. وفي بعض الأحيان تكون نوبة الربو بسيطة، فلا تظهر الأعراض إلا بشكل خفيف، وسرعان ما تزول بإعطاء بعض الأدوية المناسبة، ومن جهة أخرى هناك بعض النوبات التي تكون فيها الأعراض شديدة للغاية، وهذا لا ينفي أنّ الربو مرض مزمن كما ذكرنا ولم يتوصل العلم إلى علاج للتخلص منه حتى الآن، والخيارات العلاجية المتوفرة ما هي إلا للسيطرة على الأعراض، وتقليل الحاجة لاستخدام بعض الأدوية بشكل مستمر، والمحافظة على صحة وسلامة الرئتين، والمساعدة على قيام الشخص بروتينه اليوميّ من ممارسة للأنشطة والنوم بشكل جيد أثناء الليل، وكذلك لمنع حدوث النوبات الخطيرة التي قد تتطلب المساعدة الطبية الفورية.[١]

أعراض الإصابة بالربو

في الحقيقة تتفاوت أعراض الإصابة بالربو من مريض إلى آخر، وبالإضافة إلى ذلك فإنّ منهم من يُعاني من نوبات الربو بشكلٍ غير متكرر، ومنهم من يُعاني منها عند ممارسة بعض الأنشطة كالرياضة أو عند التعرّض لبعض المُهيّجات، ومنهم من يُعاني منها أغلب الأوقات، ويمكن إجمال أهم أعراض نوبات الربو فيما يأتي:[٢]

  • ضيق التنفس وصعوبته.
  • الشعور بضيق أو ألم في الصدر.
  • اضطرابات النوم بسبب مشاكل التنفس.
  • صوت الصفير أثناء الزفير، وخاصة في الأطفال.
  • نوبات من السعال تزداد سوءاً عند تعرّض المصاب للفيروسات التي تُصيب الجهاز التنفسيّ مثل الإنفلونزا ونزلات البرد.

محفزات نوبات الربو

على الرغم من اختلاف العوامل أو الظروف التي تتسبّب بتحفيز ظهور نوبة الربو، إلا أنّ هناك بعض العوامل العامة التي يمكن إجمالها فيما يأتي:[٢]

  • المواد المحمولة في الجوّ، مثل عثّ الغبار، واللقاح، والعفن وغيرها.
  • العدوى التي تصيب الجهاز التنفسي مثل نزلات البرد (بالإنجليزية: Common Cold).
  • الأنشطة البدنية مثل التمارين الرياضية.
  • الهواء البارد.
  • ملوّثات الهواء مثل الدخان والغبار.
  • بعض أنواع الأدوية مثل الآيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen)، والنابروكسين (بالإنجليزية: Naproxen)، وحاصرات مستقبلات بيتا (بالإنجليزية: Beta blockers).
  • التعرّض للتوتر أو المرور بمراحل من المشاعر الفائضة أو القوية.
  • مادة السَلفيت (بالإنجليزية: Sulfites) أو المواد الحافظة التي تُضاف لبعض أصناف الأطعمة والمشروبات، مثل الجمبري، الفواكه المجففة، والخمر أو النبيذ، والبطاطا المعالجة.
  • مرض الارتجاع المعديّ المريئيّ (بالإنجليزية: Gastroesophageal reflux disease-GERD)، والذي يتمثّل بارتجاع حمض المعدة إلى الحلق.

مضاعفات الإصابة بالربو

تكمن وظيفة الالتزام بالعلاج بمنع حدوث المضاعفات التي قد تؤثر بشكلٍ جليّ في حياة المصاب، وكذلك لمنع حدوث المضاعفات يجدر بالمصاب عدم تجاهل الأعراض الشديدة التي تتطلب الرعاية الطبية الفورية، ومن المضاعفات المحتمل حدوثها ما يأتي:[٣]

  • الشعور بالتعب والإرهاق طول الوقت.
  • تراجع الأداء في المدرسة أو العمل أو التغيّب عنها.
  • الشعور بالتوتر، أو القلق، أو الاكتئاب.
  • المعاناة من التهاب ذات الرئة المعروف بالالتهاب الرئويّ (بالإنجليزية: Pneumonia).
  • تأخر في نمو وبلوغ الطفال.

علاج الربو

غالباً ما يقوم علاج الربو بشكلٍ رئيسيّ على استعمال البخاخات، ويجدر بالذكر أنّ لكل نوع من البخاخات طريقة استخدام معينة، يجب تعلّمها وتطبيقها بشكل سليم للحصول على الفائدة المرجوّة، ويمكن تقسيم الخيارات العلاجية الممكنة في حال المعاناة من الربو إلى ما يأتي:[٤]

  • البخاخات التي تمنع حدوث النوبات: وهي أشهر أنواع البخاخات، وتهدف إلى منع حدوث الأعراض وظهورها، وتقوم على مبدأ السيطرة على التهاب الممرات الهوائية، ومنها ما يحتوي على الستيرويدات المُصنّعة التي تُشبه الستيرويدات الطبيعية المنتجة في الجسم، وتعمل هذه الستيرويدات على السيطرة على الالتهاب ومنع حدوث الأعراض، ومن الجدير بالذكر أنّ هذه البخاخات تُعطى عادة عن طريق الفم بشكل منتظم مرة أو مرتين في اليوم الواحد، وغالباً ما تكون جرعة الستيرويدات المعطاة قليلة فلا تتسبّب بحدوث أيّة آثار جانبية باستثناء احتمالية معاناة المصاب من جفاف الفم وإصابته بالقروح، وتجدر الإشارة إلى أنّ هذا الأثر الجانبيّ يمكن تجنب حدوثه بغسل الفم بعد استعمال البخاخ.
  • البخاخات التي تخفف أعراض النوبة: تُعطى هذه البخاخات فور بداية ظهور أعراض الربو، وتحتوي على الأدوية المعروفة بناهضات بيتا 2 الأدرينالية قصيرة المفعول (بالإنجليزية: Short-acting beta agonists) مثل دواء سالبوتامول (بالإنجليزية: Salbutamol)، إذ تعمل على إرخاء الممرات الهوائية مُسبّبة سهولة التنفس وتخفيف الأعراض، ومن الجدير بالذكر أنّ هذه البخاخات تُعطي مفعولها بشكلٍ سريعٍ للغاية، غالباً خلال ثوانٍ معدودة.
  • علاجات أخرى: ويُلجأ لهذه الخيارات العلاجية في الحالات التي لا تكون فيها نوبات الربو تحت السيطرة، وتتمثل بإضافة أدوية لتخفيف الالتهاب، مثل مونتيلوكاست (بالإنجليزية: Montelukast)، والذي يُعطى عن طريق الفم.
  • نصائح عامة: يُنصح المصابون بالربو بتجنّب المحفزات التي تُهيّج الممرات الهوائية لديهم وتُسبّب لهم الأعراض مثل الدخان والحيوانات والأمثلة الأخرى المذكورة سلفاً، وقد يتطلب الأمر تحويل المصاب إلى مختصّ بالأمراض المناعية لعلاج الحساسية التي يعاني منها، ومن النصائح الأخرى التي تُقدّم لمرضى الربو ضرورة المحافظة على وزن مثاليّ، والإقلاع عن التدخين، وأخذ مطعوم الإنفلونزا بشكل سنويّ.

المراجع

  1. “Asthma”, www.nhlbi.nih.gov, Retrieved April 3, 2018. Edited.
  2. ^ أ ب “Asthma”, www.mayoclinic.org, Retrieved April 3, 2018. Edited.
  3. “Asthma”, www.nhs.uk, Retrieved April 3, 2018. Edited.
  4. “Asthma”, www.blf.org.uk, Retrieved April 3, 2018. Edited.