ما هو سبب تعرق اليدين

فرط تعرق اليدين

يُعرف فرط تعرق (بالإنجليزية: Hyperhidrosis) بأنّه عبارة عن التعرق الزائد عن الوضع الطبيعي الذي لا يحدث نتيجة ازدياد درجة الحرارة أو نتيجة ممارسة التمارين الرياضيّة. ويظهر ذلك جلياً على الملابس كأنّها مبللة خاصة تحت الإبط أو على اليدين أو القدمين مما يقع الشخص في حرج مع المجتمع المحيط به. وقد لا يستطيع مسك القلم أو مصافحة الآخرين أو قيادة السيارة؛ مما قد يؤدي إلى تعطيل الأنشطة اليومية العاديّة. وعادةً ما تبدأ مشاكل الإبط في وقت متأخر من المراهقة، بينما غالباً ما تبدأ مشكلة تعرق اليدين والقدمين في سن مبكرة، وذلك بالمعدل في سن الـ 13 عاماً. ومن الجدير بالذكر بأنّه إذا لم يتم علاج المشكلة فإنّها قد تستمر طوال فترة الحياة، ويتم العلاج باستخدام مضادات التعرق (بالإنجليزية: Antiperspirants)، وإذا لم تنجح هذه الأدوية قد يُلجأ إلى أدوية أخرى، وفي الحالات الشديدة قد يقترح الطبيب إجراء عمليات جراحية إما لإزالة الغدد العرقية أو لفصل الأعصاب المسؤولة عن الإفراط في إفراز العرق. وفي بعض الحالات قد يتم العثور على السبب الكامن وراء فرط التعرق ومعالجته.[١][٢]

أسباب فرط تعرق اليدين

في الحقيقة إنّ التعرق في الوضع الطبيعي يعمل على بقاء الجسم بارداً، ويتعرق الأشخاص في الوضع الطبيعي أكثر عندما يكون الطقس حاراً أو عند ممارسة الأنشطة الرياضية، أو عند تعرضهم لمواقف تستدعي الغضب، أو الحرج، أو الخوف. أمّا حالة فرط التعرق سواءً كانت في اليدين أو غيرها من مناطق الجسم فيحدث فيها التعرق أيضاً دون التعرّض لهذه المؤثرات، وتكون نتيجة وجود غدد عرقية مفرطة النشاط، مما يصعّب على الشخص السيطرة على تعرّقه، ويتسبب بالانزعاج له. ويُقسم فرط التعرق إلى نوعين،هما:[٣][٤]

  • فرط التعرق الأولي: حيث يطلق فرط التعرق الأولي عندما يكون المسبب للتعرق المفرط غير معروف وينتقل في العائلات وغالباً يحدث في اليدين، والقدمين، والرأس والوجه، وتحت الإبطين.
  • فرط التعرق الثانوي: يُعرف فرط التعرق الثانوي بأنّه التعرق الذي يحدث نتيجة ظروف صحية أخرى أو كأثر جانبي لدواء معين، ويمتاز بأنّه يصيب كامل الجسم أو منطقة محددة منه، وممكن أن يحدث ذلك أثناء النوم أيضاً. ومن أهم الأسباب الثانوية لفرط التعرق نذكر ما يلي:[٣]
    • عِظَم الأطراف (بالإنجليزية: Acromegaly).
    • القلق.
    • مرض السرطان.
    • المتلازمة السرطاوية (بالإنجليزية: Carcinoid syndrome).
    • استخدام بعض الأدوية استخداماً خاطئ.
    • اضطراب مستوى الجلوكوز.
    • أمراض القلب مثل؛ النوبة القلبية.
    • فرط نشاط الغدة الدرقية.
    • أمراض الرئة.
    • الوصول لسن اليأس.
    • مرض باركنسون (بالإنجليزية: Parkinson’s disease).
    • ورم القواتم (بالانجليزية:pheochromocytoma).
    • إصابة النخاع الشوكي.
    • السكتة الدماغية.
    • الأمراض المعدية :السل أو فيروس نقص المناعة البشرية.
    • السكتة الدماغية.
    • اضطرابات الغذة الكظرية.
    • الأدوية التي من آثارها الجانبية التعرق الزائد ،ومنها: مضادات الاكتئاب مثل: ديسيبرامين (بالإنجليزية: Desipramine)، ونورتريبتيلين (بالإنجليزية: Nortriptyline)، وبروتريبتيلين (بالإنجليزية: Protriptyline)، وبيلوكاربين (بالإنجليزية: Pilocarpine)، والزنك.

علاج فرط تعرق اليدين

إنّ علاج فرط التعرق يعتمد على معرفة نوع فرط التعرق ومكان حدوثه في الجسم، كما ينظر الطبيب الجلدي إلى الصحة العامة، وعوامل أخرى لتحديد العلاج المناسب، ومن أهم العلاجات التي تُستخدم في السيطرة على فرط التعرق ما يلي:[٥][٦][٧]

  • مضادات التعرق: حيث تُعتبر مضادات التعرق خط العلاج الأول الذي يوصي به الأطباء، ويُلاحظ أنّ بعض المصابين يحتاجون لعلاج منتظم بمضادات التعرق، وتتمثل آلية عملها بأنّها تبقى على سطح البشرة، وعندما يبدأ الجسم بإفراز العرق تدخل إلى الغدد العرقية وتملأها فتغلقها، وعند ذلك ترسل إشارة للجسم للتوقف عن إفراز الكثير من العرق، أمّا بالنسبة إلى آثارها الجانبية، فمنها: الشعور بالحرقة والالتهاب في البشرة.
  • الإرحال الأيوني: (بالإنجليزية: Ionotophoresis)، وهو جهاز طبي يرسل تياراً منخفض الجهد عبر الماء، فيعمل على إيقاف عمل غدد العرق المعرضة للتيار مؤقتاً، ويُستخدم عادة على اليدين والقدمين، إذ يحتاج معظم الناس إلى حوالي 6-10 جلسات لإغلاق الغدد العرقية، ففي البداية، قد يحتاج المصاب إلى جلستين أو ثلاث جلسات في الأسبوع وتستغرق جلسة العلاج عادة من 20-40 دقيقة. وعند رؤية النتائج يمكن تكرار العلاج حسب الحاجة للحفاظ على النتائج؛ حيث يمكن أن يتراوح عدد الجلسات من مرة واحدة في الأسبوع إلى مرة واحدة في الشهر، ومن الآثار الجانبية لهذا النوع من العلاج: جفاف الجلد، والتهاب البشرة، بالإضافة لاحتمالية الألم أو الانزعاج أثناء جلسة العلاج.
  • حقن البوتولينوم توكسين: (بالإنجليزية: Botulinum toxin injections)، حيث يتم استخدام مادة البوتكس وحقنها في الإبط، ويحتاج المصاب إلى حقن كميات صغيرة جداً في أماكن عديدة من الإبط، ونتيجة الحقن قد يعاني المصاب من ألم وانزعاج بسيط، ويقوم مبدأ عمل هذه الحقن على السد المؤقت للمواد الكيميائية التي تحفز الغدد العرقية في الجسم، وتتم ملاحظة النتائج بعد مور 4-5 أيام من تلقي العلاج، ويمتد مفعوله من 4-6 أشهر، وأحيانًا أطول.
  • الأدوية الموصوفة من الطبيب: يتلقى بعض المصابين وصفة طبية لدواء يمنعهم مؤقتًا من التعرق، كما يمكن استخدامه للنساء بعد انقطاع الطمث اللواتي يتعرقن بشكل مفرط من الرأس فقط، وتمتاز هذه الأدوية بأنّها تعمل في جميع أنحاء الجسم؛ إذ تتمثل آلية عملها بمنع الغدد العرقية من العمل. ومن آثارها الجانبية: جفاف الفم والعيون، وغباش الرؤية، وعدم انتظام ضربات القلب.
  • العمليات الجراحية: في الحقيقة يلجأ الطبيب إلى العمليات الجراحية عند فشل العلاجات الأخرى في التخفيف من العرق الزائد، ومن أهم أنواع العمليات الجراحية لوقف التعرق الزائد ما يلي:
    • إزالة الغدد العرقية جراحياً: (بالإنجليزية: Surgically remove sweat glands)؛ حيث يقوم الطبيب باستئصال الغدد العرقية من تحت الإبط، وعادةً يتم عمل ذلك في عيادة الطبيب الجلدي بحيث يكون التخدير موضعياً فقط ويبقى المصاب مستيقظاً.
    • عملية القطع الودي: (بالإنجليزية: Sympathectomy)؛ تُعدّ هذه العملية من عمليات الجراحة الكبرى؛ حيث يقوم بها الجراح المختص في غرفة العمليات، ويقوم مبدأ عملها على إدخال الجراح منظار صغير من أسفل الإبط مباشرة، وذلك لمعرفة أماكن الأعصاب المسؤولة عن نقل الإشارات العصبية التي يرسلها الجسم إلى الغدد العرقية، وبعدما يتم تحديد هذه الأعصاب وقطعها وتدميرها، ويتم استخدام هذه العملية لعلاج تعرق باطن اليدين. وتتضمن الآثار الجانبية المحتملة ما يلي: تلف الأعصاب التي تقع بين الدماغ والعينين، وانخفاض ضغط الدم، وعدم انتظام ضربات القلب، وعدم القدرة على تحمل الحرارة.

مضاعفات فرط تعرق اليدين

في الحقيقة قد تحدث بعض المضاعفات الصحية في حال عدم علاج فرط التعرق، ومن أهم مضاعفات فرط التعرق ما يلي:[٨]

  • عدلى الأظافر.
  • ظهور الثآليل.
  • الالتهابات البكتيرية؛ خاصة حول بصيلات الشعر.
  • الإصابة بالطفح الحراري، ويظهر على شكل طفح جلدي أحمر، ويصاحبه الحكة ويسبب الإحساس بالوخز، و يزداد الطفح الجلدي عندما تُغلق قنوات العرق ويبقى العرق محصوراً تحت الجلد.
  • التأثير النفسي؛ فالتعرق الزائد يمكن أن يؤثر في ثقة المصاب بنفسه، ويتعرض للتوتر والانسحاب الاجتماعي.

المراجع

  1. Jennifer Robinson (20/7/2018), “Excessive Sweating (Hyperhidrosis)”، www.webmd.com, Retrieved 25/3/2019. Edited.
  2. “Hyperhidrosis”, www.mayoclinic.org, Retrieved 25/3/2019.
  3. ^ أ ب Kevin Berman. (14/4/2017), “Hyperhidrosis”، medlineplus.gov, Retrieved 25/3/2019. Edited.
  4. Amanda Delgado (13/9/2017), “Hyperhidrosis Disorder (Excessive Sweating)”، www.healthline.com, Retrieved 8/4/2019. Edited.
  5. Bechara F, Gambichler T, Bader A, “Hyperhidrosis”، www.aad.org, Retrieved 9/4/2019. Edited.
  6. Robert A Schwartz (2/7/2018), “Hyperhidrosis Treatment & Management”، emedicine.medscape.com, Retrieved 9/4/2019. Edited.
  7. “Excessive sweating (hyperhidrosis)”, www.nhs.uk,23/11/2017، Retrieved 9/4/2019. Edited.
  8. Christian Nordqvist (21/12/2017), “What is hyperhidrosis”، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 8/4/2019. Edited.