كيف تقوي قدراتك الدماغية

القدرات الدماغية

يُعدّ الدماغ (بالإنجليزيّة: Brain) العضو الأكثر تعقيداً من حيث البنية والوظيفة في جسم الإنسان؛ حيث يزن الدماغ 1.36 كيلوغرام تقريباً، ويحتوي على 100 بليون خلية عصبية مسئولة عن نقل المعلومات، وتشير الدراسات إلى أنّ نسبة الأجزاء المستخدمة من الدماغ خلال إنجاز الاعمال تختلف من شخص لآخر، كما تختلف من عمل لآخر، وتجدر الإشارة إلى أنّ هناك أجزاء من الدماغ تستمرّ في العمل حتى في أوقات استراحة أو نوم الفرد.[١] ينتمي الدماغ إلى الجهاز العصبي المركزي مع النخاع الشوكيّ، بينما تنتمي الأعصاب القحفية المتفرّعة من الدماغ إلى الجهاز العصبي المحيطي، وفي الحقيقة فإنّ الدماغ يتحكم في جميع وظائف الجسم، ويفسّر المعلومات التي يحصل عليها من العالم الخارجي عن طريق الحواس الخمسة، وهو المسئول عن الذكاء، والذاكرة، والإبداع، والعاطفة، وغيرها الكثير من الأمور.[٢]

كيفية تقوية القدرات الدماغية

تعديل النظام الغذائي

يجدر بالفرد الحصول على غذاء صحي متوازن، بحيث يمدّ الجسم بالكامل بما في ذلك الدماغ بالطاقة التي يحتاجها، مع ضرورة التركيز على تناول الوجبة الأساسية الأولى في اليوم وهي الإفطار؛ حيث يُعيق الجوع تركيز وقدرة الدماغ على العمل، وفي الحقيقة هناك بعض الأطعمة الطبيعية التي تدعم الدماغ في أداء وظائفه، وهناك مواد غذائية تؤثر بطريقة مؤقتة في قدرة الدماغ على إنجاز مهامه وأهمّها؛ الكافيين الذي يعزّز الانتباه والقدرات الدماغية في حال تم تناوله بكميات معقولة تتراوح بين كوب إلى كوبين، بالإضافة إلى تناول وجبة خفيفة من الكربوهيدرات المعقّدة عالية الجودة مثل؛ الحبوب الكامل، والتي تساعد على حصول الدماغ على سكر الجلوكوز اللازم له بصورة منطقية، وهناك مواد غذائية تؤثر في قدرة الدماغ لفترات طويلة وأهمّها؛ الحمض الدهنيّ أوميغا 3 الذي يزيد الانتباه والتركيز لدى الفرد، ويتوفر بشكل طبيعي في الأسماك الدهنية مثل؛ السلمون والسردين، والفواكه والخضراوات ذات اللون الداكن والمليئة بمضادات الأكسدة وأهمّها التوت، والخضراوات الغنية بفيتامين ب مثل السبانخ والبروكلي المهمة للحفاظ على الجهاز العصبيّ.[٣]

تغيير أسلوب الحياة

يتضمّن ذلك الأمور التالية:

  • ممارسة التمارين الرياضية: إنّ ممارسة التمارين الرياضية بانتظام قد تساعد على الوقاية من مرض الزهايمر؛ حيث تحفّز الدماغ إلى تكوين خلايا عصبية جديدة، وتقوية الترابط بين الخلايا العصبية في الدماغ، كما تنشّط مناطق الدماغ المسئولة عن الذاكرة والتعلّم.[٤]
  • النوم الجيد: يُنصح الفرد البالغ بالحصول على قسط وافر من النوم العميق ذو النوعية الجيّدة، ويقدّر ذلك بالنوم لثماني ساعات ليلاً مع إغلاق جميع الأجهزة الإلكترونية والإضاءة في البيئة المحيطة بالنوم، وفي الحقيقة فإنّ قلّة النوم تؤثر بشكل سلبيّ في قدرة الدماغ على التركيز، والإبداع، والإدراك، والتذكّر، وحلّ المشاكل.[٥]
  • السيطرة على التوتر: يؤدي التوتر المزمن إلى ضمور دماغي في بعض المناطق المهمة، وإتلاف الروابط العصبية بين الخلايا في المناطق المسئولة عن التعلّم والذاكرة، وذلك نتيجة ارتفاع هرمون التوتر الكورتيزول،[٤] وفي الحقيقة يمكن لممارسة التأمل (بالإنجليزيّة: Meditation) التي تهدف إلى السكون، والهدوء، والتركيز على التنفس أن تُقلّل من التوتر، كما تعزّز من تركيز الدماغ، وتحسّن من الذاكرة، وزيادة قدرة الدماغ على التعلّم، ودعم الذكاء.[٦] تجدر الإشارة إلى دور الضحك في تقليل التوتر والضغط النفسيّ على الفرد، وتحفيز عمل العديد من مناطق الدماغ، الأمر الذي يؤدي إلى شمولية التفكير والاستيعاب.[٥]
  • توطيد العلاقات الاجتماعية: تؤثر العلاقات الاجتماعية المتنوعة بين الأفراد بشكل إيجابي في الدماغ؛ حيث يمثّل التفاعل الاجتماعي أحد التمارين الذهنية المهمة لتطوير قدرات الدماغ، وذلك لأنّ العلاقات الاجتماعية تمنح الفرد الفرصة لمهاتفة أو التقاء الآخرين، وتبادل الأفكار والمشاعر فيما بينهم، كما أنّ التعامل مع الأفراد المختلفين من أقارب، وأصدقاء، وزملاء، وجيران يُعدّ امراً صعباً يُحفّز مهارات الذكاء لدى الفرد، بينما تؤدي العزلة إلى انخفاض القدرة على الإدراك والمعرفة.[٤]
  • التوقف عن التدخين: يُنصح الفرد بالإقلاع عن التدخين، وذلك لما له آثار وأضرار على الجسم بالكامل وعلى الدماغ بالتحديد؛ حيث يؤدي التدخين سواء كان بكميات قليلة أو كبيرة إلى زيادة احتمالية الإصابة بالخرف مع تقدّم العمر، بينما تشير الدراسات إلى أنّ التوقف عن التدخين يُعيد النسب الطبيعية للإصابة بالخرف مع التقدّم في السن.[٦]

ممارسة الأنشطة الذهنية

يشكّل التنوع في المهارات والفضول في معرفة الأشياء الجديدة هو أساس الحفاظ على قدرات الدماغ وتطويرها بغض النظر عن العمر، وفيما يلي بعض الأفكار العملية لتقوية القدرات الدماغية:[٤][٧]

  • إجراء تعديلات يومية بسيطة: يعتاد الإنسان على القيام ببعض الأمور بشكل يوميّ وبصورة آلية أحياناً، وهذا النمط الرتيب من الحياة أو كما يُعرف بالروتين يجعل الدماغ لا يهتم بهذه الأحداث المكرّرة والتي تسمّى الطبيعة الثانية، لذلك يُنصح الفرد بالقيام ببعض التغييرات البسيطة التي تُنبّه الدماغ وتثير اهتمامه من جديد، فمثلاً يمكن استبدال الطريق المعتاد، أو استخدام اليد الأخرى التي لا يعتمد عليها الفرد عادةً لفتح الباب.
  • الاستمرار في التعلّم: تشير الأبحاث إلى أنّ الاستمرار بتعلّم الأشياء الجديدة والحفاظ على النشاط العقلي يشجّع على استمرار نموّ الدماغ، وتعزيز الذاكرة، والحفاظ على الخلايا الدماغية الجديدة، وإنتاج المزيد من الوصلات العصبية المهمة لتواصل الخلايا الدماغية مع بعضها، كما يُقلّل من خطر الإصابة بالخرف، ومن أبرز الأفكار للقيام بذلك؛ تعلّم العزف على آلة موسيقية، والاستمتاع بهواية جديدة، وتعلّم لغة جديدة، واتقان طهي طبق جديد.
  • تنشيط وظائف الدماغ: إنّ ممارسة التمارين الذهنية تحافظ على قوة الدماغ وتساهم في زيادة الذكاء، وسرعة البديهة، وتطوير القدرات المعرفية والإدراكية، لذلك يُنصح بزيارة المعارض والمتاحف، وقراءة الكتب، وسرد القصص سواء القديمة أو الجديدة، وتجربة قراءة كتب من نوعيات وتصنيفات مختلفة عن المألوف بالنسبة للفرد، فهذا يُعطي الدماغ بعضاً من الإثارة لمعرفة قصص جديدة، وتصوّر فترات زمنية وثقافات الشعوب المختلفة، والتوقف عن استخدام الآلة الحاسبة في بعض الأحيان، والتطوّع.
  • استخدام البرامج والألعاب: يُعتبر استخدام البرامج التي تعتمد على قوة العقل، وبعض الألعاب المنشّطة للدماغ مثل؛ الكلمات المتقاطعة، والشطرنج، والألعاب الإلكترونية، طريقة رائعة وممتعة لتقوية الذاكرة، وسرعة الدماغ، وتنمية بعض المهارات مثل؛ الكلمات، والرياضيات، والمنطق، وفي الحقيقة يفضّل ممارسة هذه الألعاب بشكل يوميّ لمدّة لا تزيد عن 15 دقيقة تقريباً.

أجزاء الدماغ

يتكوّن الدماغ من ثلاثة أجزاء رئيسية هي؛ المخ الذي يهتم بتفسير المعلومات التي يحصل عليها الدماغ من اللمس والرؤية والسمع، بالإضافة إلى الكلام، والتفكير، والعواطف، والتعلّم، والتحكم في الحركات الدقيقة، والمخيخ الذي يهتم بتنسيق حركات العضلات، والحفاظ على وضعية الجسم، والتوازن، وجذع الدماغ الذي يربط المخ والمخيخ بالنخاع الشوكيّ، ويقوم بالوظائف التلقائية مثل؛ التنفس، ودرجة الحرارة، والهضم، والسعال والعطس،[٢] وينقسم الدماغ إلى نصفين يتميّز كل منهما بقدرته على التحكم في وظائف معيّنة؛ حيث يميل النصف الأيسر من من الدماغ إلى التحليل، والتنظيم، والمنطق، والتسلسل، والرياضيات، والحقائق، والتفكير بالكلمات لذلك يسمّى الدماغ الرقمي، بينما يميل النصف الأيمن من الدماغ إلى الخيال، والحدس، والفنون، وتناغم الإيقاع، والتلميحات غير اللفظية، وتصوّر المشاعر، وأحلام اليقظة، وتجدر الإشارة إلى أنّ الدماغ البشريّ لا يُفضّل أحد النصفين على الآخر، بل يرتبط نصفيّ الدماغ معاً بالألياف العصبية، ويعملان معاً بطريقة متكاملة في نفس الوقت، وذلك بالرغم من اختلاف كيفية معالجة المعلومات الواصلة للدماغ في كل منهما.[٨]

المراجع

  1. Lana Burgess (27-2-2018), “What percentage of our brain do we use?”، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 30-4-2019. Edited.
  2. ^ أ ب Tonya Hines (1-4-2018), “Anatomy of the Brain”، www.mayfieldclinic.com, Retrieved 30-4-2019. Edited.
  3. Susan Seliger (1-2-2007), “Healthy Foods to Eat for Brain Power”، www.webmd.com, Retrieved 30-4-2019. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث eMedExpert staff (1-8-2018), “How to Boost Brain Power and Memory”، www.emedexpert.com, Retrieved 30-4-2019. Edited.
  5. ^ أ ب Brown (25-4-2017), “How to increase brain power and concentration naturally”، www.vkool.com, Retrieved 30-4-2019. Edited.
  6. ^ أ ب Bryan Roche (17-7-2014), “10 Ways to Improve Your Brain Health”، www.psychologytoday.com, Retrieved 30-4-2019. Edited.
  7. Mark Stibich (29-9-2018), “10 Ways to Improve Your Brain Fitness”، www.verywellmind.com, Retrieved 30-4-2019. Edited.
  8. Ann Pietrangelo (18-1-2017), “Left Brain vs. Right Brain: What Does This Mean for Me?”، www.healthline.com, Retrieved 30-4-2019. Edited.