مراحل الحمل أسبوع بأسبوع
مراحل الحمل أسبوع بأسبوع
إنّ فترة الحمل تستغرق عادةً ما بين خمسة وثلاثين إلى أربعين أسبوعاً، وهي الفترة الطبيعية قبل الولادة وتتمثّل بتسعة أشهر كما ذكر الله تعالى في كتابه العزيز، ولكن هناك أمهات يلدن قبل انتهاء هذه الفترة، وهذا يختلف حسب جسد الأم، وخلال فترة الحمل يمرّ الجنين بعدّة مراحل، وتطرأ عليه عدة تغيرات ملحوظة في كلّ أسبوع، وهي تغيرات متشابهة بين معظم الأجنة ولكنها مختلفة في نتائجها، وفي هذا المقال سنقوم بعرض تطوّرات الأجنّة أسبوعاً بأسبوع وسنتابع مراحل تطوّرها.
مراحل الحمل
تقسم فترة الحمل إلى ثلاثة أو أربعة مراحل متعددة الأشهر والأسابيع، وكلّ منها تتميّز بأمر معين يحدث للجنين وفيما يلي شرح لما يحدث في كل مرحلة بأسابيعها:
أوّل ثلاثة شهور
تتضمن هذه المرحلة الشهر الأول والثاني والثالث، ويبدأ فيها الأسبوع الأول من الحمل عند حدوث تخصيب البويضة بحيوان منوي وتطرأ فيها تغيّرات في جسد المرأة استعدادً للحمل، ويستمرّ هذا حتّى الأسبوع الثالث الذي تحدث فيه سلسلة من الانقسامات المنصفة والمتساوية، وصولاً إلى الأسبوع الرابع الذي تصبح فيه البويضة المخصبة على شكل كرة تنمو لتصبح على شكل طبقات صغيرة، تحمل العديد من الخلايا والسوائل أهمها السائل الأميني الذي يقوم على حماية الجنين وراحته، وفي الأسبوع الخامس من الحمل تبدأ الطبقات الصغيرة بالبناء، لتكوين الأعضاء والأنسجة لاحقاً، وكل طبقة تكون مسؤولة عن بناء عضو معين، فالقلب يتكون في الطبقة الوسطى وكذلك الرئة والمعدة، ويتكون الجهاز البولي في الطبقة الثالثة، كما ويبدأ الشكل الأولي للمشيمة والحبل السري بالنمو.
في الأسبوع السادس، يبدأ قلب الجنين بالنبض وتبدأ الأعضاء الأساسية كالكليتين والكبد بالظهور والنمو، ويتشكل الحبل السري ويبدأ بالقيام بوظيفته، ويبدأ الشكل الخارجي للوجه بالنمو ويظهر مكان فتحات الأنف وشبكية العين، كما وتبدأ براعم الأطراف في الانشقاق والتكون، وفي الأسبوع السابع ينمو الجنين بشكلٍ أكبر ويكون حجم الرأس أكبر نسبياً من حجم الجسم، ويستمرّ نموّه لتتكوّن أجزاء الوجه والعينين والأنف، وتظهر فتحة صغيرة مكان الأذن.
الأسبوع الثامن هو من أهمّ الأسابيع في فترة الحمل، ففيه يبدأ الجنين بالنمو بشكل سريع، وتبدأ الأجزاء التي تكونت في الأسابيع الأولى بالنمو بشكلٍ أسرع، ويبدأ الجنين بتلقي الغذاء من خلال الحبل السري عن طريق مشيمة الأم، وفي الأسبوع التاسع يبدأ رحم الأم بالاتساع ويبدأ الجنين بالنمو أسرع، وصولاً إلى الأسبوع العاشر الذي تظهر فيه جفون العين، ويزداد طول ذراعيه وتظهر أصابع اليد والقدم، أمّا في الأسبوع الحادي عشر فتظهر تفاصيل الجنين الأخرى كالأظافر، ويكتمل نمو بعض الأعضاء كالكبد، والكلى، والمخ، والرئة وتبدأ بالقيام بوظيفتها.
الأسبوع الثاني عشر وهو تقريباً نهاية المرحلة الأولى من الحمل، ويكون نمو الأعضاء هنا على مقربةٍ من الانتهاء، وفيه يثبت الحمل وتقلّ احتمالية الإجهاض، وتبدأ اليد والقدم في الانفصال عن بعضهما البعض، وبالنسبة للأسبوع الثالث عشر يكون وجه الجنين واضحاً، ويبدأ الكبد في إفراز العصارة الصفراء، ويتحرك الجنين بشكلٍ بسيط جداً وتتضاعف خلاياه العصبية، أمّا في الأسبوع الرابع عشر فالتغيرات تكون بالنسبة للأم أكثر؛ فيبدأ صدرها في تكوين الحليب الذي يتغذى عليه الطفل بعد الولادة، وبالنسبة للجنين فيصبح أطول.
الأسبوع الخامس عشر يكتمل فيه نمو الجنين تحديداً رأسه، ويتكون غطاء شبه شعري يغطي جلد الجنين، وعادةً ما يختفي بعد الولادة، ويبدأ الجنين بإصدار حركات بسيطة، وبالنسبة للأسبوع السادس عشر، ففيه يتحدد نوع الجنين عن طريق الفحوصات المتبعة كالموجات الصوتية، وتستطيع الأم هنا الشعور بحركة الجنين.
الشهر الرابع للشهر السادس
تمتد من الأسبوع السابع عشر وحتى الثاني والعشرين، وفيها يبدأ الجنين بالحركة داخل الرحم، وتبدأ الدورة الدموية ومجرى البول بالعمل، ويتزايد نموه حتى الأسبوع الثامن عشر، ويبدأ النخاع في التكوّن وإحاطة الحبل الشوكي، ويمكن هنا سماع صوت نبضات قلب الجنين بوضوح، ويظهر اتّساع الرحم بشكلٍ واضح في الفترة ما بين الأسبوع التاسع عشر والعشرين؛ فهنا تبدأ الكلية في تكوين البول، وينمو شعر الرأس، وتبدأ الحواس بالعمل ويزداد نمو الخلايا العصبية وعملها، وفي الأسبوع الحادي والعشرين، يستمر نمو الجنين ويزداد وزنه وتظهر مادة دهنية بيضاء تغطي جلده؛ وذلك لحمايته أثناء بقائه في السائل الأمينوسي، كما وتسهل عملية ولادته، وفي الأسبوع الثاني والعشرون تقوى حاسة السمع فيستطيع سماع حوارات الأم له.
الشهر السابع للتاسع
وهي من بداية الأسبوع الثالث والعشرين وحتى موعد الولادة، وهنا يبدأ الجنين في الحركة والالتفاف حول نفسه، والعودة إلى وضعه الطبيعي ، ويقوم بفتح عينيه وتغيير وضعيته داخل الرحم، ويبدأ في النزول إلى الحوض وتخفيف الضغط عن بطن الأم، ويكون قد اكتمل نموه، ويتراوح وزنه من 3 – 3.5 كيلوغرام، ثمّ يبدأ عنق الرحم بالتوسع استعداداً لولادة الجنين.