كيف يتغذى الجنين في بطن أمه

تغذية الجنين

يتغذى الجنين في بطن أمه عن طريق المشيمة التي عضو يتطور في رحم الأم أثناء الحمل، فهي العضو المسؤول عن توفير العناصر الغذائية والأكسجين للجنين، وإزالة الفضلات من دمه، والمشيمة متصلة بجدار الرحم، وينشأ منها الحبل السري (بالإنجليزيّة: umbilical cord)،[١] الذي تتصل بواسطته بالجنين.[٢] وتصل المشيمة الجنين بجدار الرحم، وتتكون من الأنسجة الخاصة بالأم (بالإنجليزيّة: Maternal Tissues)، وأنسجة الجنين (بالإنجليزيّة: embryonic tissues)، ولا توجد إلا في الثدييات، وتتيح للأم نقل كميات كبيرة من العناصر الغذائية للجنين لمدة طويلة من الوقت قبل ولادته.[٣]

كيفيّة تغذية الجنين في بطن الأم

يتكوّن الجزء الجنيني من المشيمة المعروف باسم المشيماء (بالإنجليزيّة: Chorion) من خلايا الأرومات المغذية (يالإنجليزية: Trophoblast)، وهي تشكّل تراكيب تشبة أصابع اليد يُطلق عليها اسم الزُّغابات المشيمية (بالإنجليزيّة: Chorionic villi)، وتضم المشيمة أيضاً الحيِّز بين الزُّغابات (بالإنجليزيّة: Intervillous space) الذي يحيط بالزغابات المشيمية ويحتوي على دم الأم.[٣] ويتدفق دم الأم من الدورة الدموية لها ويمر عبر الحيِّز بين الزُّغابات، ثم يعود مرة ثانية إلى أوعيتها الدموية، أما دم الجنين فيتدفق من الجنين نحو الشريانين الرئيسين في الحبل السري (بالإنجليزيّة: Umbilical cord)، ثم عبر شبكة الشعيرات الدموية للزغابات المشيمية، ثم يعود مرة أخرى إليه عبر الوريد السريّ (بالإنجليزيّة: Umbilical vein).[٣]

ويحتاج الجنين إلى الكثير من العناصر الغذائية والأكسجين، والتي لا يستطيع الحصول عليها بنفسه، لذلك يكون دم الجنين المتدفق في الشعرات الدموية للزغابات المشيمية فقيراً بالأكسجين والعناصر الغذائية، بينما يكون دم الأم الداخل إلى المشيمة غنياً بالعناصر الغذائيّة والأكسجين، لذلك يؤدّي الاختلاف بين تركيز هذه المواد بين دم الأم الموجود في الحيز بَينَ الزُّغابات ودم الجنين الموجود في الزغابات المشيمية، إلى انتشارها من دم الأم إلى الزُّغابات ومنها إلى دم الجنين.[٣] ولدم الجنين في المقابل تركيزات مرتفعة من غاز ثاني أكسيد الكربون، وغيره من الفضلات، بينما يكون دم الأم في الحيز تركيزات قليلة من تلك المواد، مما يؤدي إلى انتشارها من دم الجينن إلى دم الأم المحيط بالزغابات عبر الأرومات المغذية للزغابات المشيمية، لتزيلها أعضاء الأم المختلفة مثل الرئتين، والكبد، والكليتين بكل سهولة من دمها، ومن الجدير بالذكر أنه لا يمكن لدم الأم ودم الجنين أن يختلطا في المشيمة؛ حيث تفصل بينهما خلايا الجنين البطانية الغشائية، وخلايا الأرومة المغذية.[٣]

الغذاء المناسب أثناء الحمل

يحتاج جسم الحامل أثناء فترة الحمل إلى المزيد من العناصر الغذائية، والفيتامينات، والمعادن؛ حيث تحتاج إلى تناول كمية إضافية تتراوح من 350-500 سعر حراري يومياً أثناء الثلثين الثاني والثالث من الحمل، ويؤدي النظام الغذائي الذي يفتقر إلى العناصر الغذائية المهمة إلى التأثير بشكل سلبيّ على نمو الجنين وتطوره.[٤] ويجب على الحامل اختيار الأطعمة الصّحية والغنيّة بالعناصر الغذائيّة؛ للحفاظ على صحتها وصحة جنينها، ومن هذه الأطعمة: منتجات الألبان، والبقوليات، والبيض، وسمك السلمون، والبطاطا الحلوة، والبروكلي، والخضروات الخضراء؛ مثل: السبانخ، واللحم قليل الدهن، والتوت البري، والحبوب الكاملة، والفواكه المجففة، والأفوكادو، بالإضافة إلى شرب كميات كافية من المياه تتراوح بين 1-2 لتر في اليوم.[٤]

المشيمة

تبدأ المشيمة بالنمو والتشكل منذ التصاق البويضة المخصبة بجدار الرحم، وينمو الحبل السُريّ منها إلى سرة الجنين، وهو يسمح بتدفق الدم من الأم إلى الجنين، ومن الجنين إلى الأم، وتستمر المشيمة السليمة بالنمو طوال فترة الحمل. تقدر الجمعية الأمريكية للحمل وزن المشيمة بنحو 454-907غ عند الولادة، وهي تخرج من الرحم أثناء المخاض، بعد مدة تتراوح بين 5-30 دقيقة من خروج الجنين.[٥] وتنتج المشيمة الهرمونات المتعلقة بالحمل؛ مثل: هرمون موجهة الغدد التناسليّة المشيمائية (hCG)، والإستروجين (بالإنجليزيّة: estrogen)، والبروجيستيرون (بالإنجليزيّة: progesterone).[٢]

الحبل السريّ

يتكون الحبل السري من ثلاثة أنواع من الأوعية الدموية، وهي: شريانان صغيران ينقلان الدم من المشيمة، ووريد كبير يعيد الدم إلى الجنين، ويمكن للحبل السري أن يصل في طوله إلى 60 سم، مما يتيح للجنين الحركة دون التسبب بأضرار للحبل السري أو المشيمة، وبعد الولادة يتم قطعه، ليشكل الجزء المتبقي منه بعد التئام سرة الطفل.[٢] وقد يلتف الحبل السُريّ حول جزء من أجزاء الجنين أثناء الحمل، أو ربما يشكل عقدة وهذا يعد أمراً شائعاً، ولا يشكل خطراً على الجنين، ودائماً ما يمتلك كل من التوأمين المتطابقين حبلاً سرياً خاصاً بكل واحد منهما، وكيساً أمنيوسيّاً منفصلاً عادةً، بينما يتشاركان في المشيمة ذاتها.[٢]

السائل الأمنيوسي

يعد السائل الأمنيوسي (بالإنجليزيّة: Amniotic fluid) سائلاً شفافاً يميل لونه إلى الأصفر يحيط بالجنين أثناء الحمل، ويقع داخل الكيس الأمنيوسيّ، وهو يتيح للجنين إمكانية الحركة داخل الرحم، مما يساعد على النمو الصحي للعظام لديه، كما يسمح للرئتين بالنمو السليم، وهو يساعد أيضاً على ثبات درجة الحرارة حول الجنين، ومنع فقد الحرارة، كما يحميه من الحركات والصدمات المفاجئة الخارجية.[٦] ويتكون السائل الأمنيوسي في البداية من الماء الذي يتم إنتاجه من قبل الأم، وفي الفترة التي تقارب الأسبوع العشرين من الحمل يُستبدل هذا الماء ببول الجنين، وهو يضم مواد حيوية؛ مثل المواد الغذائبة، والهرمونات، والأجسام المضادة للالتهابات، كما يساعد في حماية الحبل السري من التعرّض للضغط، ويصل إلى أعلى مستوى له في الأسبوع 36 تقريباً من الحمل ليبلغ حجمه نحو لتر واحد.[٧]

المراجع

  1. “Placenta: How it works, what’s normal”, www.mayoclinic.org, Retrieved 7-12-2018. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث “The Fetal Life-Support System: Placenta, Umbilical Cord, & Amniotic Sac”, www.americanpregnancy.org, Retrieved 7-12-2018. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج Paulina M., “The Placenta and the Fetus: Structure and Function”، www.study.com, Retrieved 7-12-2018. Edited.
  4. ^ أ ب Adda Bjarnadottir, MS (17-7-2018), “13 Foods to Eat When You’re Pregnant”، www.healthline.com, Retrieved 7-12-2018. Edited.
  5. Sandy Calhoun Rice and Kristeen Cherney (9-1-2018), “Placental Insufficiency”، www.healthline.com, Retrieved 7-12-2018. Edited.
  6. “Amniotic fluid”, www.medlineplus.gov, Retrieved 7-12-2018. Edited.
  7. Lori Smith BSN MSN CRNP (27-6-2018), “What’s to know about amniotic fluid?”، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 7-12-2018. Edited.