كيف يعيش الجنين داخل الرحم

حياة الجنين داخل الرحم

تبدأ حياة الجنين في الرحم منذ اللحظة الأولى التي يتم فيها التلقيح ( التقاء البويضة بالحيوان المنويّ)، ويبدأ انقسام الخلايا الكروموسميّة لتُشكل فيما بعد جنيناً صغيراً يحمل صفات مشتركة من الوالدين، ويبقى الجنين في الرحم مدّة تسعة أشهر، وهو الوقت الطبيعيّ لفترة الحمل، فكيف يعيش الجنين في هذه الفترة؟ وبماذا يشعر؟ وما هي المؤثرات التي تؤثّر فيه؟ كلّ هذه الأسئلة ترواد جميع الأمهات وغيرها الكثير، وهنا نضع بعض من الدّراسات التي أُجريت على الأجنّة في مراحل مختلفة من الحمل، والتي أثارت العلماء بغرابتها ودلائل على قدرة الله عز وجل في خلق الإنسان.

وقت بداية حركته

من خلال مراقبة الجنين عبر الأجهزة الحديثة تبيّن أن أول الحركات التي يقوم بها تكون في ما بين الأسبوع السادس والثامن، وهذه الحركات غير محسوسة من قبل الأم، وتكون عبر الجدار الداخليّ للرحم، وتكون حركات لا إراديّة، ولا تُعبّر عن أي استجابة لمؤثّر خارجي، ولا تزيد مدة الحركة الواحدة عن ثلاث ثواني كحد أقصى، وتكون حركة كليّة لكامل الجسم، وبهذه الفترة يتم سماع صوت نبضات القلب بشكل واضح، بالرغم من حجمه الصغير الذي لا يتعدّى 2سم تقريباً، ومع تقدّم فترات الحمل يبدأ الجنين بتحريك اليدين والأرجل والتثاؤب، والمضغ والحركة من جهة لأخرى، وتستمرّ حركته طويلاً، ولا يهدأ إلاّ عند النوم، ويمكن الشعور بها بشكل جيّد من قبل الأم، وتتراوح من قوية إلى ضعيفة حسب المؤثرات، حيث إنّه يبدأ بالاستجابة لما حوله بالأسابيع المتقدّمة من الحمل.

حركاته داخل الرحم

  • الحازوقة: يستغرب العديد من الأشخاص عند سماعهم أن الجنين في رحم أمه يتعرض للحازوقة، فهل هي نفسها التي تحدُث للبالغين والأطفال الصغار؟ وما أثبتته الدراسات أنّ ما يحدث للجنين هو ما يحدث للبالغين، أي عملية انقباض للحجاب الحاجز، ولكنّها تختلف من حيث المدة والتكرار عند الجنين، بأنّها تتكرر بشكل مستمرّ وعلى فترات متقاربة في الأسبوع التاسع، ومن النادر أن تحصل الحازوقة مرة واحدة في اليوم.
  • حركات الفم: بالأسبوع العاشر يبدأ الجنين بتحريك فمه عن طريق فتحه وإغلاقه، والقيام بحركات تُشبه المضغ، وتكون هذه الحركات تعبيراً عن نشاط الجنين، وفي الأسبوع الحادي عشر تتطوّر الحركات للتثاؤب كما يحدث للبالغين، وهو علامة لحاجة الجنين للأكسجين الذي يتم الحصول عليه من خلال التثاؤب، وهي من الدلائل على صحة الجنين، بعدها يُصبح قادراً على التحكّم بأطرافه ليبدأ بمص أصابعه في الأسبوع الثاني عشر.
  • حركة الأطراف: في الأسبوع الثالث عشر يستطيع الجنين البلع، فيبلع ويتذوّق السائل الأمينوسي المحيط به، وتكون نكهته مشابهة للأطعمة التي تتناولها الأم، وقد وجد العلماء أنّ الجنين يُصبح أكثر نشاطاً وحيوية عندما تتناول الأم الأطعمة ذات الطعم الحلو، وتزداد حركة البلع لدى الجنين بشكل ملحوظ، مع ظهور بعض الحركات تعبيراً عن سعادته بهذه النكهة، ويستمرّ في حركة اليدين والأرجل بين القوية والضعيفة لحين وقت الولادة، وتتم ملاحظتها من قبل الأم والأب، حيث إنّها تظهر بشكل واضح على البطن، وخصوصاً الحركة القوية التي تترك أثراً على بطن الأم من الخارج لعدة ثواني وتختفي، وتكون بداية هذه الحركات في الأسبوع السابع عشر.
  • حركة العيون: ما أثبتته الدراسات أنّ الجنين يقضي ما يُعادل 90% من حياته داخل الرحم وهو نائم، ويتم تحريك الجفون بشكل بطيء، وتظهر على وجهه علامات السعادة والغضب في نومه، وتُشبه لحد كبير تصرفات حديثي الولادة، وتزداد قدرته على التحكم بالنوم واليقظة من خلال نمو الدماغ والخلايا العصبية، وينتهي تكوين الجنين عندما تصل فترة الحمل ل 32 أسبوعاً في هذه الفترة تُصبح حركاته ناتجة عن المؤثّرات التي يتعرّض لها من الخارج، وأصبحت حركاته مدروسة ويمكن تتبّعها من خلال الأم.

المثيرات الخارجية التي يتأثّر بها

  • الأصوات: أثبتت الدراسات العلمية أنّ جميع الأجنة تتأثر بالأصوات الخارجية بشكل كبير، وأكثر ما يؤثّر فيها هو صوت الأم، ومن بعض التجارب الواضحة على الأجنّة استجابتها لحديث الأم الهادئ والإصغاء لها والنوم عند سماع القصص أو صوت محبّب لديها اعتادت على سماعه، وقد يُصدر الجنين حركة قويّة عند سماعه صوتاً عالياً ومفاجئاً مثل صوت الخلاط، أو المكنسة الكهربائيّة وغيرها.
  • الأضواء: أثبتت جمعية ألمانيّة متخصّصة في دراسة علم الأجنّة مدى تأثّر الجنين بالأضواء القوية، من خلال تعريضه لضوء عالٍ ومُركّز على العيون، وقد لوحظ أنّ الجنين يختبئ ويُظهر علامات الضيق منه، وهذا ما دفع الجمعيّة الأمريكيّة لإجراء بعض الدراسات على مدى تأثير الضوء على شبكيّة العين، وقد أثبتوا أن الضوء غير الطبيعيّ يؤثر سلباً، فتم منع إجراء أيّ تجارب من هذا النوع لحساسيّة هذا العضو.
  • الشعور بالألم: أجريت بعض التجارب على الأجنّة وأثبتت أنّها عندما تتعرّض لوخز خفيف من الإبر تحاول الهرب والابتعاد عن المكان، مع محاولة الدفاع عن النفس من خلال الركل والدفع بالجهة التي جاء منها الألم، وهذا دليل على اكتمال الخلايا الحسيّة والدماغ عند الأجنة، فسبحان الخالق.