طفلك بدأ الاعتماد على نفسه بالأكل… هل تعرفين ما يكفي لمساعدته؟
استعداد طفلي لتناول الطعام الصلب
إذا كنتِ أماً لطفل يبلغ من العمر 6 شهور وأكثر، فغالباً ستجدين أنّه لم يعد مستسلماً لقراراتك كالسابق؛ فهو الآن أكثر انتباهاً، وأكثر قدرةً على تمييز الأطعمة، واختيار ما يحلو له من الطعام لتناوله، وبذلك فهو يفرض رغبته عليك بتناول الطعام بنفسه كي يستمتع به، فبالنسبة له قد حان وقت الاعتماد على النفس تدريجياً، وهنا يأتي دوركِ لمساعدته على تولّي المهمة الجديدة.
كيف أعرف أن طفلي يبدي استعداداً للطعام الصلب؟
عندما يتم طفلك الستة أشهر، يُصبح جاهزاً للاعتياد على الطعام الصلب، وفي هذه المرحلة ستلاحظين أنّه سيكون أكثر قدرةً على الجلوس المستقيم والتحكّم بتوازن رأسه، وأنّه أصبح يتقن حمل الأشياء ويحكم قبضته عليها، خاصّةً بعد الشهر التاسع، فهو الآن يُمسك الملعقة ويُبدي رغبته باختبار الأطعمة بنفسه، ويرفض بشكل أو بآخر أن تفرضي عليه خياراتك، خاصّة إذا قدمتِ له مذاقاً لا يروق له.
ما هو دوري في هذه المرحلة؟
في مرحلة تقديم الطعام الصلب عليكِ تغيير سياستك السابقة والتأقلم مع رغبات طفلك الجديدة، وتقديم المساعدة له من خلال المهام التالية:
- راقبي مزاج طفلك لتحديد الوقت المناسب؛ فالطفل يكون أكثر استعداداً لتقبّل الطعام حين يكون بمزاجٍ جيد، ويميل لرفض الطعام حين يكون متعباً أو يحتاج للنوم.
- من الضروري التدرّج في اختيار الأطعمة، قدّمي أولاً الأطعمة شبه الصلبة ليعتاد عليها، ومن ثمّ قدمي أطعمة أكثر صلابة.
- راقبي طفلك أثناء تناول الطعام وابقي حوله للتأكد من سلامته، وتجنّباً للاختناق قطّعي الأطعمة المطبوخة إلى قطع صغيرة، وابتعدي عن الأغذية التي لا تذوب بالفم، أو المُغلّفة بقشور قاسية.
- الجلسة الصحيحة تؤثر بشكل كبير على تقبّل الطفل للطعام واستمتاعه به، وكذلك على عملية البلع؛ لذا اختاري كرسياً مرتفعاً ومخصصاً لتناول الطعام.
- اجعلي وقت تناول الطعام وقتا ممتعاً، أشعريه بأنك تشاركيه وجبته، وأظهري حماسك للأطعمة الصحية، ودعيه يرى ردود أفعال إيجابية منكِ حول مذاقها، فذلك سيزيد من تقبّله لها.
- لا تقلقي من الفوضى التي قد يُحدثها طفلك؛ فهو بحاجة لاستكشاف الطعام بحريّة دون قيود.
- امنحيه متسعاً من الوقت ليتناول طعامه بأريحية؛ فالاستعجال في الأكل غير جيّد للطفل ، فهو يعتبر وقت الطعام وقتاً مسلياً يتعلم خلاله الكثير من الأمور المفيدة.
- إذا لاحظتِ أن الطفل شعر بالشبع وبدأ يغلق فمه أو يُحرّك رأسه، فلا تجبريه على إكمال وجبته فذلك سيؤدي إلى رفضه لتناول الطعام مستقبلاً.
ماذا يمكن أن أقدم لطفلي كوجبات رئيسية أو وجبات خفيفة؟
كوجبات رئيسية لطفلك، يمكنك تقديم شرائح الدجاج والبطاطس المشوية، أو حتى المعكرونة المسلوقة مع صلصة الطماطم أو الصلصة البيضاء، كما يمكنك التنويع بين الدجاج واللحم المفروم والسمك و صفار البيض، وتذكري أنه من الجيد دائماً أن تقدمي له الخضراوات المطبوخة المهروسة أو الخضراوات الورقية كالسبانخ مع الأرز الأبيض و القليل من عصير الليمون. أما كوجبات خفيفة، والتي يمكنك اعتمادها وتقديمها لطفلك بين الوجبات الرئيسية، يمكنك الاختيار بين أصابع الجزر أو الكوسا المسلوقة، أو شرائح صغيرة طوليه من الجبن الصلب أو أصابع الخبز المحمص مع الجبن أو اللبنة أو شرائح الموز، كما يمكنك تقديم سيريلاك نوتري بسكويت بنكهة القمح الأصلية أو الفواكه الحمراء، والتي تعد خياراً رائعاً وصحياً للوجبات الخفيفة إن أتم طفلك عمر السنة، حيث أنه غني بدقيق الحبوب و الحليب ليوفر إحتياجات طفلك اليومية من الحديد، الكالسيوم و الفيتامين ب١ لدعم نموه الكامل و تطوره أثناء السنوات الأولى، وما يميزه أنه سهل المضغ والابتلاع، ويسهل على طفلك حمله بيديه الصغيرتين.
أما الأطعمة التي ننصحك بإبعادها عن طفلك في عمر صغير، فهي المكسرات أو الزبيب و الأطعمة الدائرية بشكلها الكامل كالبازيلاء أو العنب والتي يمكن أن تسبب الاختناق للطفل، واللحوم أو الأجبان المقطعة لشرائح كبيرة، والخبز الأبيض غير المحمّص قليلا لأنه قد يلتصق ببعضه في الفم، وزبدة الفول السوداني وزبدة الجوز أو البذور الأخرى بالإضافة إلى العسل.
ملاحظة هامة: توصي منظمة الصحة العالمية بالرضاعة الطبيعية وحدها خلال الأشهر الستة الأولى من حياة الطفل ومواصلة الرضاعة الطبيعية لأطول فترة ممكنة. ومع نمو الأطفال الرضع في مختلف المراحل، يجب على الأخصائيين في مجال الصحة إعطاء المشورة للأمهات فيما يتعلق بالوقت المناسب للبدء في إعطاء المكملات الغذائية للأطفال.
هذا المقال برعاية: Cerelac Arabia