علاج الغازات عند الرضع
الغازات عند الرضع
الغازات عند الرضع (بالإنجليزية: Gas in babies)، أو امتلاء البطن بالغازات عند الرضع، أو غازات الأمعاء عند الرضع هي إحدى المشاكل الصحية الشائعة بين الرضع، وتتمثل بتكون الغازات في الجهاز الهضميّ لدى الرضيع لتخرج على شكل غازات عبر المستقيم، وبالرغم من انتشار هذه المشكلة بين الرضّع كثيرًا، إلا أنّها أكثر شيوعًا في بداية حياته، وحقيقة فإنّ هناك العديد من العوامل التي تلعب دورًا في معاناة الرضيع من الغازات، من بينها نوع الحليب الصناعي الذي يأخذه الرضيع، وطبيعة الطعام الذي تتناوله الأمّ، وكذلك الأطعمة المُدخلة إلى الرضيع عندما يحين الوقت المناسب، وبغض النظر عن السبب الكامن وراء معاناة الرضيع من الغازات، فإنّ تخليص الرضيع من مشكلة الغازات والسيطرة عليها أمر مهم للغاية لأنّ الغازات تُسبب إزعاجًا ملحوظًا له،[١][٢] وبشكل عامّ فإنّ مشكلة الغازات لا تُسبب أي أعراض في العادة، وببلوغ الرضيع الخامسة أو السادسة من العمر فإنّ يمكن تعليم الطفل كيفية التحكم بالغازات؛ فلا تُسبب الحرج الاجتماعيّ.[٣]
نصائح للتعامل مع غازات الرضع منزليًا
توجد بعض النصائح التي يمكن اتباعها في المنزل لتخفيف الانزعاج الذي يشعر به الرضيع إثْر معاناته من الغازات، إذ يمكن من خلال هذه النصائح تسهيل إطلاق الغازات خارج جسمه،[٤] ومن هذه النصائح نذكر الآتي:[٥]
- الحرص على تجشئة الرضيع؛ إذ يساعد ذلك على تخليص الرضيع من الغازات الموجودة في بطنه، وفي هذا السياق فإنّنا نشير إلى أهمية تجشئة الرضيع أثناء إرضاعه، وليس الانتظار حتى ينتهي من الرضاعة، إذ يُنصح بأن تتم تجشئة الطفل قبل تبديل الرضاعة بين الثديين، أي يجب تجشئة الرضيع بعد إتمام الرضاعة من الثدي الأول ثمّ نقله إلى الثدي الثاني، وأمّا بالنسبة للرضاعة الصناعية فيُنصح بتجشئته كل بضع دقائق، وفي حال لم تكن التجشئة كافية؛ فإنّه من الممكن وضع الرضيع على ظهره لمدة دقيقة أو دقيقتين، إذ يساعد ذلك على التخلص من الغازات.
- الحرص على توفير بيئة مناسبة هادئة لإرضاع الطفل، إذ يُنصح بإرضاع الرضيع في غرفة إضاءتها خافتة مع الحرص على عدم لعب الأشقاء أو الأطفال فيها أثناء الرضاعة، كما يُنصح بإرضاع الرضيع بين الفينة والأخرى، وعدم الانتظار حتى يبكي من الجوع؛ إذ إنّ جوع الرضيع الشديد يُسبب شربه للحليب أو تناوله لوجبته بنَهم وسرعة، الأمر الذي يزيد فرصة معاناته من الغازات.
- التأكد من أنّ زجاجة الحليب الصناعية المُستخدمة جيدة، ولا تسمح لفقاعات الهواء بالدخول، تجنبًا لمعاناة الرضيع من الغازات، ويمكن التحقق من ذلك بالحرص على اختيار زجاجة بحلمة صناعية مناسبة، بحيث لا يكون الثقب في الحلمة الصناعية صغيرًا ولا كبيرًا، إذ إنّ الثقب الصغير يدفع الرضيع لبلع الحليب بسرعة أكبر حرصًا منه على أخذ حاجته، في حين أنّ الثقب الكبير يُسبب إدرار كمية من الحليب تفوق قدرة الرضيع على البلع، وفي كلتا الحالتين تزداد فرصة معاناته من الغازات، وفي هذا السياق فإنّنا نُنوّه إلى أن هناك العديد من الرضّاعات الصناعية المُصمّمة خصيصًا للحدّ من مشكلة الغازات عند الرضع، فمنها ما يحتوي على منحنى أو خط معين لمنع الهواء من التجمع أو حتى التكون في الحليب.
- تقسيم رضعات أو وجبات الحليب إلى وجبات أكثر تكرارًا وأقل كمية في الوجبة الواحدة، وذلك لأنّ تناول الرضيع لوجبة كبيرة من الحليب يُسبب مواجهته صعوبة في تحطيم سكر اللاكتوز الموجود فيه، الأمر الذي يُسبب مشكلة الغازات، ولذلك يُنصح بإرضاع الرضيع وجبات صغيرة بشكل أكثر تكرارًا.
- مراقبة تأثير اللهّاية على الرضيع؛ فبعض الرضّع يُبدون استجابة إثْر استخدامها، الأمر الذي يحدّ من مشكلة الغازات لديهم، في حين أنّ بعضهم الآخر يُعاني من الغازات بصورة أكبر عند استخدامها لأنّها قائمة على مصّ الرضيع لجسم صلب، الأمر الذي قد يسمح بدخول الغازات، ولذلك يجدر بالأم مراقبة ابنها واتخاذ الإجراء المناسب بحسب ردة فعل الرضيع للهّاية.
- اتباع التعليمات الخاصة بإرضاع الطفل عند اعتماد أو استخدام زجاجة الحليب الصناعية، ومن ذلك الحرص على إراحة زجاجة الحليب بعد تحضير الحليب وتركها بضع دقائق قبل تقديمها للرضيع، وذلك لأنّ تحضير الحليب ورجّه يُسبب بالضرورة تجمعًا للغازات في الجزء العلوي من الزجاجة، الأمر الذي يسمح بوصول فقاعات الغازات للرضيع ومعاناته من الغازات، ومن التعليمات الأخرى المرتبطة بتقديم الحليب الصناعي للرضيع: الحرص على إمالة الزجاجة بزاوية مناسبة عند إرضاع الرضيع؛ وذلك للتأكد من أنّ الحلمة ممتلئة بالحليب وليس الهواء، وبالتالي تقليل فرصة وصول الهواء إلى الرضيع وبلعه، الامر الذي يحدّ من مشكلة الغازات عنده.[٦]
- الحرص على أن يكون رأس الرضيع في مستوىً أعلى من مستوى معدته، ولذلك فإنّه يُنصح بأن يُحمل الرضيع بوضعية تساعد على ذلك مع الحرص على أن تكون الزاوية المُتخذة لزجاجة الحليب مناسبة كذلك، بالطريقة السابقة التي بينّاها.[٦]
- مراقبة الطعام الذي تتناوله الأم في حال كانت تُرضع طفلها رضاعة طبيعية، فإنّ بعض أنواع الطعام يُسبب مشكلة الغازات، مثل القرنبيط والملفوف والبقوليات والبروكلي كذلك، وفي سياق الحديث عن الطعام فإنّ الطعام الذي يُقدّم للرضيع يلعب دورًا كذلك في مشكلة الغازات لديه، بدءًا من مرحلة تقديم الطعام الصلب لأول مرة؛ حيث يُعاني الرضيع بشكل طبيعيّ من الغازات آنذاك، وإنّ استشارة المختص حول كيفية تقديم الطعام والأمور المتعلقة به خاصة إذا كان الرضيع يُعاني من الغازات بشكل ملحوظ؛ أمر مهم للغاية، كما تجدر مراقبة الرضيع وطبيعة الأطعمة التي قد تُسبب الغازات له.[٦]
- استشارة الطبيب حول طبيعة الأطعمة الصلبة التي يمكن تقديمها للرضيع، فبعضها حتى وإن تسببت بمشكلة الغازات، إلا أنّها تحتوي على عناصر غذائية مهمة لنموّه، ولذلك فإنّ طلب المشورة الطبيبة أمر مهم للغاية بهذا الخصوص، ويُشار إلى أنّ بعض الأهالي يُقدّمون عصير الفواكه الطبيعية للرضيع، ولكنّه يحتوي على السوربيتول (بالإنجليزية: Sorbitol)، الذي يصعب على الرضيع امتصاصه، وعليه فإنّ استشارة الطبيب بخصوص ذلك أمر جيد أيضًا.[٧]
- تغيير نوع الحليب إن استدعت الحاجة؛ فبعض الأطفال الرضع مصابون بمشكلة عدم تحمل اللاكتوز، وبعضهم الآخر يُعانون من حساسية معينة تحول دون قدرتهم على تحطيم الحليب واستهلاك أجسامهم له على الوجه المطلوب، الأمر الذي يلعب دورًا في معاناة الرضيع من الغازات، ولذلك فإنّه يُنصح بمراجعة الطبيب في حال معاناة الرضيع من الغازات لفترة طويلة؛ فقد يُوصي الطبيب بتغيير نوع الحليب الذي يعتمد الرضيع عليه إلى نوع آخر، كالحليب المحتوي على الصويا بشكل أساسي أو الحليب المُحلل أو غير ذلك، ويجدر سؤال الطبيب في بداية الأمر حول النوع الأنسب للرضيع والكمية المُوصى بها بحسب عمره.[٢]
- تحريك ساقي الرضيع بشكل دائري؛ إذ يُنصح بإراحة الرضيع على ظهره، ثم تحريك ساقيه مع ثني ركبتيه بشكل سليم؛ بحيث يتم تحريكهما كما لو أنّه يقود دراجة، مع الحرص على أن يكون ذلك برفق ودون إيذاء الطفل أو إيلامه؛ فهذه الحركات عُرفت بمساعدتها على تخليص الرضيع من الغازات.[٤]
- أخذ الطفل في جولة في السيارة في حال كان يشعر الطفل بتحسن عند القيام بذلك.[٤]
- تقميط الرضيع في حال كان يشعر بالتحسن إثر ذلك، مع العلم أنّه يوجد الكثير من الرضع الذين لا يُحبّون هذا التصرف ولا يُبدون استجابة جيدة له.[٤]
- حمل الطفل بين الذراعين، ولكن بدلًا من نومه على ظهره؛ يُنصح بأن ينام الرضيع على بطنه، أي بجعل وجهه نحو الأسفل، مع الحرص على ألّا يكون هناك أي شيء يُعيق تنفس الرضيع أو يُغطّي وجهه.[٤]
- تدليك بطن الرضيع برفق، وذلك من خلال القيام بحركات بسيطة لطيفة إمّا مع عقارب الساعة وإمّا بعكس اتجاه عقارب الساعة، ويجدر عدم إزعاج الرضيع والضغط بمقدار خفيف لا يُؤلم الرضيع ولا يُؤذيه.[٤]
- محاولة تشتيت الرضيع، وخاصة إذا كان الرضيع ليس حديث ولادة، بمعنى أنّه يستجيب للأصوات أو الألعاب؛ ففي مثل هذه الحالات يمكن الغناء للرضيع أو الرقص أو تقديم الألعاب له، أو اللعب والتفاعل معه بطريقة تُشتت انتباهه، فقد تبيّن أنّ تشتيت انتباه الرضع (في حال إدراكهم) يقلل من تركيزهم في الألم بما في ذلك الناجم عن الغازات.[٤]
- إعطاء الرضيع الوقت الكافي للعب والحركة بعد وضعه على بطنه؛ فهذا يساعد على تقوية قدرته على رفع رقبته وحملها وبالتالي يُعزز قدرته على التخلص من الغازات، فضلًا عن أنّ هذا يساعد على تقوية عضلات الجزء العلوي من الجسم.[٤]
علاج الغازات عند الرضع دوائيًّا
إنّ اتباع النصائح المذكورة أعلاه هي الطريقة المثلى في التعامل مع مشكلة الغازات لدى الرضيع، وفي حال اشتداد المشكلة وعدم القدرة على السيطرة عليها باتباع ما ذُكر سابقًا؛ فإنّه يُنصح بمراجعة طبيب الأطفال وسؤاله عن الخيارات الدوائية الممكن استخدامها، وفي سياق الحديث عن الأدوية يُشار إلى أنّ تلك التي تُباع دن وصفة طبية غير مخصصة للرضع، وأنّ الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال (بالإنجليزية: American Academy of Pediatrics) سمحت بإمكانية استخدام قطرات دواء سيميثكون (بالإنجليزية: Simethicone) للمساعدة على التخلص من مشكلة الغازات، بشرط أن تُتبع التعليمات المرفقة باستخدامه، وحقيقة يساعد هذا الدواء على التخلص من الغازات عن طريق تحفيز تجمّعها في الجهاز الهضميّ، وبالتالي تسهيل التخلص منها، ومع ذلك فإنّ هناك العديد من الرضّع الذين لا يستجيبون لهذا الدواء أبدًا. وأخيرًا وقبل إنهاء الحديث عن دور الأدوية في تخفيف الغازات لدى الرضع، فإنّه يجدر التحذير من استخدام القطرات الدوائية المحتوية على بنزوات الصوديوم (بالإنجليزية: Sodium benzoate) أو حمض البنزويك (بالإنجليزية: Benzoic acid)؛ إذ يمكن أن تُسبب الضرر للرضيع في حال استخدامها بجرعات مرتفعة.[٢][٨]
دواعي مراجعة الطبيب
إن أغلب حالات الغازات عند الرضع تكون بسيطة ويتم التخلص منها دون أن تُسبب مشاكل، ولكن توجد حالات نادرة قد تدل فيها الغازات عند الرضع على وجود مشاكل صحية، ولذلك تجدر مراجعة الطبيب في حال حدوث أي مما يأتي:[٧][٩]
- ظهور الدم في قيء الرضيع أو إخراجه، أو عدم إخراج الرضيع.
- تهيج الطفل بشكل كبير للغاية بحيث لا يمكن للأم السيطرة عليه أو تهدئته.
- ارتفاع درجة حرارة الرضيع بحيث تكون درجة الحرارة عند قياسها عن طريق الشرج 38 درجة مئوية؛ فقد يدل ذلك على وجود التهاب أو عدوى.
- إذا كان عمر الرضيع أقل من ثلاثة شهور.
- تغير مفاجئ في تصرفات الرضيع.
- الإخراج المائي للرضيع بشكل متكرر.
- ظهور أعراض غير طبيعية.
المراجع
- ↑ “Passing wind or flatulence”, raisingchildren.net.au, Retrieved May 29, 2020. Edited.
- ^ أ ب ت “Gas In Babies: Causes, Symptoms And Home Remedies”, www.momjunction.com, Retrieved May 29, 2020. Edited.
- ↑ ” GAS (FLATULENCE): EXCESSIVE”, www.summitmedicalgroup.com, Retrieved May 29, 2020. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ د “Causes and how to relieve gas in a baby”, www.medicalnewstoday.com, Retrieved May 29, 2020. Edited.
- ↑ “Gassy tummy”, www.babycenter.com, Retrieved May 29, 2020. Edited.
- ^ أ ب ت “Signs Your Baby Has Gas and How to Treat It”, www.parents.com, Retrieved May 29, 2020. Edited.
- ^ أ ب “Infant Gas: How to Prevent and Treat It”, www.webmd.com, Retrieved May 29, 2020. Edited.
- ↑ “Have a Gassy Baby? What to Know About Infant Gas Symptoms, Remedies and Causes”، www.whattoexpect.com, Retrieved May 29, 2020. Edited.
- ↑ “Gassy Baby”, www.babycareadvice.com, Retrieved May 29, 2020. Edited.