وقت ظهور الحمل

الحمل

يبدأ الحمل بتلقيح بويضةٍ أنثويّة من قبل حيوانٍ منويٍّ داخل قناة فالوب (بالإنجليزيّة: Fallopian tube)، لينتج ما يُسمّى بالبويضة المُخصبة (بالإنجليزيّة: Zygote)، والتي تمرّ بعددٍ من الانقسامات لتُصبح كتلة من الخلايا تُسمّى مُضغة (بالإنجليزيّة: Embryo)، ثمّ تنغرس في جدار الرّحم (بالإنجليزيّة: Uterus) وتبدأ عمليّات النموّ للأعضاء المُختلفة وتشكّل الأعصاب والعظام والدم، ليُسمّى بعد ذلك جنيناً (بالإنجليزيّة: Fetus)؛ حيث يكون مُحاطاً بالسائل الأمنيوسي (بالإنجليزيّة: Amniotic fluid). ويعتمد الجنين على المشيمة (بالإنجليزيّة: Placenta) في الحصول على الغذاء والأكسجين والتّخلص من الفضلات، وعادةً ما يستمرّ الحمل لمدّة أربعين أسبوعاً أي ما يُقارب التّسعة أشهر، ويُقسّم الحمل خلالها إلى ثلاث مراحل أو أثلاث (بالإنجليزيّة: Trimesters)، ومن الجدير بالذكر أنّ غياب الدّورة الطّبيعي هو المُؤشّر الأساسيّ للحمل.[١]

أعراض الحمل الأوليّة

هناك مجموعة من الأعراض التي تُعطي مُؤشّراً لاحتماليّة وجود حمل عند المرأة، وبعض هذه الأعراض تظهر بالقرب من وقت غياب الدّورة أو بعد أسبوع أو أسبوعين من ذلك؛ حيث إنّ ستّين بالمئة من النّساء يشعرن بأعراض الحمل المُبكّرة في الأسبوع السّادس من الحمل، بينما تشعر تسعون بالمئة منهم بالأعراض في الأسبوع الثّامن من الحمل، وتختلف النّساء في أعراض الحمل وتختلف الأعراض من حملٍ إلى آخر عند المرأة ذاتها.[٢][٣]

ومن الجدير بالذّكر أنّ الأعراض وحدها لا تكفي للتأكد من وجود الحمل؛ إذ إنّ أعراض الحمل الأوّلية تتشابه مع أعراض ما قبل الدّورة الشهريّة الطبيعيّة النّاتجة عن تقلّب وتغيّر مستويات هرمون الإستروجين (بالإنجليزيّة: Estrogen) وهرمون البروجسترون (بالإنجليزيّة: Progesterone) في الدّم، وقد تظهر الأعراض نتيجة وجود حملٍ كاذبٍ (بالإنجليزيّة: Pseudocyesis)؛ حيث تُعاني المرأة من أعراض الحمل الحقيقيّة مثل كبر حجم البطن وتغيّراتٍ في الثّدي ولكن دون وجود حمل فعليّ. بناءً على ما سبق فإنّ الطريقة الوحيدة للتأكّد من وجود الحمل هو بعمل فحص الحمل (بالإنجليزيّة: pregnancy test).[٢][٤]

وقت ظهور أعراض الحمل الأوليّة

قد لا تشعر المرأة بأعراض الحمل خلال الأسابيع القليلة الأولى من الحمل، وذلك لأنّ فترة الحمل يتم احتسابها من تاريخ آخر دورة شهرية؛ إذ تُعدّ آخر دورة قبل الحمل أولَ أسبوع في الحمل رغم أنّ المرأة لا تكون حاملاً بعد. وفيما يلي الجدول الزّمني لمجموعةٍ من أعراض الحمل الأوليّة:[٥]

العَرَض وقت حدوث العَرَض
مغص خفيف وتبقيع الأسبوع الأوّل إلى الرّابع
غياب الدّورة الأسبوع الرّابع
التّعب الأسبوع الرّابع أو الخامس
الغثيان الأسبوع الرّابع إلى السّادس
ألم أو وخز في الثّديين الأسبوع الرّابع إلى السّادس
التّبول المُتكرّر الأسبوع الرّابع إلى السّادس
الانتفاخ الأسبوع الرّابع إلى السّادس
دُوار الحركة الأسبوع الخامس إلى السّادس
تقلّب المزاج الأسبوع السّادس
تغيّرات في درجة الحرارة الأسبوع السّادس
ارتفاع ضغط الدّم الأسبوع الثّامن
التّعب الشّديد وحرقة في المعدة الأسبوع التّاسع
تزايد في ضربات القلب الأسبوع الثّامن إلى العاشر
تغيّرات في الثّدي والحلمات الأسبوع الحادي عشر
ظهور حب الشّباب الأسبوع الحادي عشر
زيادة ملحوظة في الوزن الأسبوع الحادي عشر

حقائق عن أعراض الحمل الأوليّة

فيما يلي أعراض الحمل المبكرة الأكثر شيوعاً:[٢][٥]

  • المغص والتّبقيع: يكون السبب في التّبقيع (بالإنجليزيّة: Spotting) أو النّزف المهبلي الخفيف هو انغراس البويضة المُخصّبة (بالإنجليزيّة: fertilized egg) في جدار الرّحم ليحدث ما يُسمّى بنزيف الانغراس (بالإنجليزيّة: Implantation bleeding)، ويكون المغص (بالإنجليزيّة: Cramping) خفيفاً ومُشابهاً لمغص وألم الدّورة الشهريّة، كما قد تلاحظ المرأة وجود إفرازاتٍ مهبليّة بيضاء حليبيّة يكون سببها الأساسي هو زيادة سُمك جدار المهبل.
  • تغيُّرات في الثّديين: إنّ التغير السريع في مستويات الهرمونات خلال الحمل قد يُؤدّي لحدوث بعض التّغيّرات في الثدي (بالإنجليزيّة: Breast Changes)، مثل الانتفاخ، أو الألم عند اللّمس، أو الامتلاء والثّقل، أو الوخز، كما قد يُصبح لون هالة حلمة الثّدي (بالإنجليزيّة: Areola) قاتماً أكثر. ومن الجدير بالذّكر أنّ جسد المرأة يعتاد على المستوى الجديد للهرمونات، ويخفّ الشعور بهذه التغيرات.
  • غياب الدّورة الشهريّة: يُعزى غياب الدورة (بالإنجليزيّة: Missed Period) إلى إنتاج الجسم لهرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمائية البشرية (بالإنجليزيّة: Human Chorionic Gonadotropin)، وهو الهرمون المسؤول عن الحفاظ على الحمل وتنبيه المبيضين للتّوقف عن عمليّة الإباضة (بالإنجليزيّة: Ovulation) كل شهر.
  • التّعب: يُعد ارتفاع هرمون البروجسترون السّبب الرّئيسي وراء الشّعور بالتّعب (بالإنجليزيّة: Fatigue)، وأحياناً النُّعاس، وقد يُساعده على ذلك عوامل أخرى كقلّة السّكر في الدّم، وانخفاض ضغط الدّم وغيرها.
  • غثيان الصّباح: يُمكن أن يحدث الغثيان (بالإنجليزيّة: Nausea) أو القيء (بالإنجليزيّة: Vomiting) في أيّ وقت خلال اليوم، ولكن غالباً ما يحدث في فترة الصباح، وبالرّغم من عدم معرفة سبب حدوث غثيان الصّباح (بالإنجليزيّة: Morning Sickness)، إلاّ أنّ تغير الهرمونات خلال الحمل قد يلعب دوراً مهماً في حدوثه.
  • رغبة الطّعام أو النّفور منه: تُعاني بعض النّساء الحوامل من رغبةٍ شديدةٍ (بالإنجليزيّة: Cravings) تجاه أنواع مُعيّنة من الطّعام، أو قد تُعاني من النّفور (بالإنجليزيّة: Aversions) من بعض أنواع الطّعام، ويعود السّبب في ذلك إلى التّغيّرات الهرمونيّة خلال فترة الحمل، كما وقد تُساهم حساسيّة الرّوائح (بالإنجليزيّة: Smell sensitivity) التي تحدث عند بعض النّساء خلال الثّلث الأوّل من الحمل (بالإنجليزيّة: First trimester) في إثارة الغثيان والنّفور من الطّعام.
  • تقلّبات المزاج: إنّ ارتفاع مستوى الهرمونات خلال الحمل يجعل المرأة عاطفيّةً أكثر، ومتقلبّة المزاج؛ حيث تتنوّع المشاعر لديها بين الاكتئاب (بالإنجليزيّة: Depression)، والتّهيّج، وحدّة المزاج (بالإنجليزيّة: Irritability)، والقلق (بالإنجليزيّة: Anxiety)، والابتهاج (بالإنجليزيّة: Euphoria).
  • التّبوّل المُتكرّر: يحدث تكرار التّبوّل (بالإنجليزيّة: Frequent urination) عند النّساء الحوامل نتيجة زيادة كميّة الدّم الذي يضُخّه القلب، وبالتّالي زيادة كميّة البول الخارج من الكليتين والمُتجمّع في المثانة، كما تلعب هرمونات الحمل دوراً مُهمّا في هذا أيضاً.
  • الإمساك: ارتفاع هرمون البروجسترون يُبطّئ من حركة الجهاز الهضمي وبالتّالي يُسبّب الإمساك (بالإنجليزيّة: Constipation)، والذي بدوره قد يُسبّب الانتفاخ (بالإنجليزيّة: Bloating) في منطقة البطن.
  • أعراض أخرى للحمل: مثل ارتفاع درجة حرارة الجسم الأساسيّة (بالإنجليزيّة: Basal Body Temperature)، وزيادة ضربات القلب (بالإنجليزيّة: Heart rate) بسبب هرمونات الحمل، والشّعور بالدّوار نتيجة انخفاض ضغط الدّم وتوسّع الأوعية الدّمويّة، والشّعور بحرقة في المعدة (بالإنجليزيّة: Heartburn) نتيجة ارتخاء الصّمّام الواصل بين المعدة والمريء.

فحوصات الحمل

بعد ظهور عَرَض أو أكثر من أعراض الحمل الشائعة يُنصح بعمل فحص الحمل للتأكد من وجود الحمل،[٦] ويعتمد اختبار الحمل على فحص محتوى هرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمائية البشرية في البول أو الدّم، والذي يقوم الجسم بتصنيعه في الغالب بعد ستّة أيّام من حدوث الإخصاب (بالإنجليزيّة: Fertilization)؛ أي بعد أن تتم عمليّة انغراس البويضة المُخصّبة في بطانة الرّحم، ومن الجدير بالذّكر أنّ هذا الهرمون يستمرّ في الزيادة الملحوظة طيلة فترة الحمل.[٧] وفيما يلي شرح مُبسّط عن النّوعين الأساسيّين لفحوصات الحمل:

فحص البول

غالباً ما تقوم النساء بعمل فحص البول (بالإنجليزيّة: Urine test) بعد مرور أسبوعٍ على غياب الدّورة الشهريّة، ويمكن إجراء فحص البول في المنزل أو في عيادة الطبيب. ويتميّز فحص الحمل المنزلي (بالإنجليزيّة: Home pregnancy test) بأنّه سهل الاستخدام، وغير مُكلف، وسريع بحيث تظهر النّتائج خلال دقائق على شكل خطّ أو لون أو رمز، كما يُعتبر دقيقاً للغاية إذا تمّ استخدامه بدقّة حسب التّعليمات.[٧]

فحص الدّم

باستخدام فحص الدمّ يمكن الكشف عن هرمون الحمل بعد وجوده في الجسم بفترة قصيرة جداً، على عكس فحص البول الذي يحتاج لفترة أطول من وجود هرمون الحمل في الجسم ليعطي نتيجةً إيجابية، ولكنّه أغلى ثمناً، ويحتاج وقتاً أطول لمعرفة النّتائج، وهناك نوعان لفحص الدّم:[٦]

  • فحص هرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمائية البشرية النّوعيّ (بالإنجليزيّة: Qualitative hCG blood test)؛ يكشف الفحص النّوعي عن وجود هذا الهرمون في الدّم من عدمه وبالتّالي التّأكد من وجود الحمل أو لا.
  • فحص هرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمائية البشرية الكميّ (بالإنجليزيّة: Quantitative hCG blood test)؛ يقوم بقياس الكميّة المُحدّدة من الهرمون الموجودة في الدّم حتّى وإن كانت كميّة صغيرة نسبيّاً، لذلك يُعتبر فحصاً دقيقاً جدّاً.

المراجع

  1. Christian Nordqvist (23-1-2017), “What to expect during pregnancy”، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 27-9-2017. Edited.
  2. ^ أ ب ت Trina Pagano (10-10-2016), “Pregnancy Symptoms”، www.webmd.com, Retrieved 26-9-2017. Edited.
  3. BabyCenter Medical Advisory Board (1-5-2017), “Pregnancy symptoms: Top 11 early signs of pregnancy”، www.babycenter.com, Retrieved 26-9-2017. Edited.
  4. Tracey Telles (1-5-2017), “Every month I feel like I’m pregnant, but I test negative. Is it all in my head?”، www.babycenter.com, Retrieved 26-9-2017. Edited.
  5. ^ أ ب Kimberly Holland and Rachel Nall (10-3-2017), “Early Pregnancy Symptoms: 17 Signs to Look For”، www.healthline.com, Retrieved 26-9-2017. Edited.
  6. ^ أ ب Tracy Stickler and Tim Jewell (27-1-2017), “Tests Used to Confirm Pregnancy”، www.healthline.com, Retrieved 26-9-2017. Edited.
  7. ^ أ ب Traci C. Johnson (12-7-2017), “Pregnancy Tests”، www.webmd.com, Retrieved 26-9-2017. Edited.