أهداف التربية الأخلاقية للطفل
التربية الأخلاقية للطفل
تعرّف التربية الأخلاقيّة بأنّها مجموعة من القيم والخبرات التربوية التي يتعلّمها الطفل داخل الأسرة وخارجها من أجل توجيه سلوكه، ويُعتبر السلوك الأخلاقي الركيزة الأساسيّة التي يُبنى عليها أيّ نشاط إنسانيّ، إذ إنّه أسلوب تعامل يُنظّم الحياة الاجتماعيّة من جميع جوانبها،[١] ويتطوّر السلوك الأخلاقي ويتغيّر كلّما تقدّم الإنسان في العمر، حيث إنّه يستمرّ في التعلُّم طيلة حياته، إذ يُمكن القول أنّ التربية الأخلاقيّة تشتمل على التطوّر العقلي والأخلاقي للشخص، ويكنسب الأطفال الأخلاق من خلال الأمثلة المطروحة لهم ومراقبة ذويهم، فهم يُلاحظون كلّ ما يقوم به الكبار ويقلِّدونه؛ لذلك يجب على الأهل أن يكونوا قدوةً حسنةً لأبنائهم.[٢]
أهداف التربية الأخلاقية للطفل
من أهم أهداف التربية الأخلاقيّة للطفل ما يأتي:[٣]
- اكتساب الطفل مهارة إصدار القرارات والأحكام التي تُبنى على المبادئ التي تمّت تربيته عليها.
- تحلّي الطفل بسلوكيّات إيجابيّة فردية وجماعية.
- تحويل المفاهيم والأفكار والمعلومات إلى سلوكيّات أخلاقيّة.
- تعزيز حبِّ الوطن والانتماء إليه، وتنمية الروح الوطنيّة لدى الطفل.
- تعويد الطفل وتربيته على القيام بالعبادات بشكلٍ مستمرّ ودائم.
- غرس مكارم الأخلاق في الطفل؛ كالاحترام، والحب، والعطف، والتسامح، والتواضع.
- تعزيز شخصيّة الطفل لتكون أكثر مرونةً ومثابرةً، وتعريفه على أخلاقيّات العمل القويمة والانضباط لإعداده لمرحلة النضج.[٤]
- تثقيف الطفل والمحافظة على صحته العقلية والجسدية.[٤]
- تعليم الطفل احترام ثقافته المحليّة والثقافات العالميّة المختلفة.[٤]
- تعزيز قدرات الطفل وتمكينه ليُصبح عضواً فعّالاً في المجتمع.[٤]
- إيجاد بيئة مجتمعية جيّدة من خلال تدريب كلّ طفل على العادات الحسنة ومكارم الأخلاق.[٥]
- بناء شخصيّة مميّزة للطفل، وتعزيز ثقته بنفسه.[٢]
- القضاء على السلوكيّات الذميمة والعادات السيّئة، مثل: العنف، والغيرة، والكذب، وخيانة الأمانة، وإساءة معاملة الأطفال، وإهمال حقوق المرأة.[٢]
أساليب التربية الأخلاقية للطفل
يكتسب الطفل معظم سلوكيّاته سواء كانت إيجابيةً أو سلبيةً من ثقافة أسرته ومجتمعه الذي يعيش فيه بالرّغم من أنّه يولد بفطرة سليمة، حيث إنّ الأسرة وهي أولى مؤسّسات التربية وفي مقدّمتها الأب والأم هي التي تسمح له باكتساب هذه الثقافة بما فيها من قيم وسلوكيات جيّدة أو سيئة؛ لذلك من الأنسب للآباء تعليم أطفالهم الفضائل وتحفيزهم على التحلّي بها وإبعادهم قدر الإمكان عن السلوكيات والمفاهيم السيِّئة، وذلك عن طريق تعريفهم بكافّة الأخلاق، وتوضيح الجيّد والسيّئ منها؛ حتّى يكتسب الأطفال العلم والمعرفة، فعلى سبيل المثال يُمكن تعريف الطفل بفضيلتي الصدق والأمانة ومكافأته على فعلهما، وتحذيره من الكذب والخيانة وعواقبهما،[٦] ومن أهم أساليب التربية الأخلاقيّة للطفل ما يأتي:[٧]
- مراقبة أخلاق الطفل: يُوجّه الآباء الطفل ويربّونه أخلاقياً، وذلك بتعليمه الفضائل ومكارم الأخلاق وكيفية التحلّي بها، والابتعاد عن السلوك الفظّ والذميم، وعدم الاكتفاء بتعليمه بل مراقبة تطبيقه لذلك، علماً أنّ الآباء الذين يسعون لذلك بجديّةٍ ينجحون عادةً في تعليم أطفالهم الأخلاق.
- تعريف الطفل على ثقافة ذويه الأخلاقيّة: يجب على الآباء التفكير في القيم المبادئ التي يُريدون غرسها في الطفل، وأن تكون هذه القيم والمبادئ واضحة، ثمّ مشاركتها مع الطفل وشرحها له وتوضيح سبب تعليمه إيّاها؛ حيث إنّ الطفل سيتعرّف لاحقاً على أمور أخرى قد تتعارض مع معتقدات ذويه؛ لذا يجب أن يكون مُطّلعاً على أهميّة ما تعلّمه من والديه وسبب تعليمه إيّاه.
- جعل الانضباط درس أخلاقيّ: ينبغي أن يُساعد الآباء الطفل على التفكير في عواقب الأفعال التي يقوم بها، وتوجيه عدّة أسئلة له عن صحّة سلوكه من عدمه والآثار المترتّبة عليه، حيث يُساعد ذلك الطفل على إدراك سلوكه الخاطئ والتفكير بالطريقة المناسبة التي يجب اتباعها لجعل سلوكياته صحيحةً في المرّة القادمة.
- دفع الطفل للتفكير في تأثير سلوكه: يُعدّ دفع الطفل للتفكير في تأثير سلوكه على المتضرّر من الأمور المهمّة في التربية الأخلاقيّة، حيث إنّ تسليط الضوء على شعور الطرف المتضرّر يُساعد الطفل على تخيّل نفسه مكان المتضرّر وبالتالي تصحيح سلوكه في المرّات القادمة، فمثلاً عندما يُزعج الطفل زميله، يُمكن للآباء لفت نظره إلى زميله الذي بدأ بالبكاء بسببه.
- حثّ الطفل على معاملة الآخرين كما يُحبّ أن يُعاملوه: يُساعد تعليم الطفل أن يُعامل الآخرين كما يُريد أن يعاملوه على التفكير في سلوكه وعواقبه على الآخرين؛ لذا يجب على الآباء جعل هذه القاعدة هي المبدأ الأخلاقي للعائلة.
- تعزيز التفكير بشكلٍ أخلاقي: يُمكن الاستفادة من الأحداث اليومية التي يمرّ بها الطفل من خلال مناقشته بخصوصها ومنحه فرصةً للتعبير عن آرائه بها واحترامها، فهذا يُعزّز التفكير بشكلٍ أخلاقيّ لديه.[٨]
- التعرّف على أصدقاء الطفل: تُعدّ معرفة أصدقاء الطفل من الأمور المهمّة جداً في التربية الأخلاقيّة، حيث إنّ سلوكيّاتهم المختلفة قد تؤثّر عليه بطريقة إيجابية أو سلبية، فالطفل الذي يكذب قد يجعل صديقه يكذب، والطفل الذي يتكلّم بكلماتٍ بذيئةٍ يؤثّر على صاحبه أيضاً، وكذلك باقي السلوكيّات الحسنة والسيئة.[٨]
- الثناء على السلوكيات الجيدة واستنكار السلوكيات السيئة: من المهم مدح الطفل عند قيامه بسلوك جيّد وأخلاقي وتشجيعه على الاستمرار في ذلك، واستنكار السلوكيّات السيِّئة والذميمة التي قد تصدر عنه.[٣]
- الاتّصاف بالأخلاق الحسنة: حيث إنّ الطفل يتّخذ والديه قدوةً له، فاتّصاف الآباء بالأخلاق الحسنة يُشجّع الطفل على ممارسة السلوك الجيد منذ الصغر واعتياده عليه.[٣]
- تقويم أخلاق الطفل: تُعتبر الأخلاق قابلةً للتغيير، ويجب على الآباء متابعة أخلاق أبنائهم وسلوكيّاتهم المختلفة، وتحويلها إلى أفعال سليمة؛ حتّى يتحلّون بالفضائل والأخلاق الحسنة، ويتجنّبون الذميمة والسّيئة منها والتي إن وجدت يستبدلونها بالحسنة.[٦]
المراجع
- ↑ أمل الكليب (2018-4-15)، “ما هي التربية الأخلاقية ؟ تاريخها و أهميتها ؟”، new-educ، اطّلع عليه بتاريخ 2019-2-11. بتصرّف.
- ^ أ ب ت “What is Moral Education?”, www.edsys.in, Retrieved 01-09-2020. Edited.
- ^ أ ب ت جميلة حقيقي (2014-2015)، دور المعلم في تنمية القيم الأخلاقية لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية، الجزائر: جامعة عبد الحميد بن باديس–مستغانم، صفحة 40،41. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث “WHAT IS MORAL EDUCATION?”, moraleducation, Retrieved 2019-2-23. Edited.
- ↑ Staff Writer (25-03-2020)، “What Are the Benefits of Moral Education?”، www.reference.com, Retrieved 01-09-2020. Edited.
- ^ أ ب سعيد القاضي (2012)، التربية الأخلاقية للأبناء والآباء، مصر: عالم الكتب للنشر والتوزيع، صفحة 59-62. بتصرّف.
- ↑ “10 Ways to Raise a Moral Child”, micheleborba.com, Retrieved 01-09-2020. Edited.
- ^ أ ب “Raising a Moral Child”, www.askdrsears.com, Retrieved 01-09-2020. Edited.