طرق التربية الحديثة للأطفال

التربية الحديثة للأطفال

يُطلق مفهوم التربية الحديثة للأطفال على العمليّة التربوية التي يستخدمُ فيها الوالدان إمكانيّاتهما، وشغفهما، وقيَمهما، ومعتقداتهما من أجل اتّخاذ أفضل القرارات التربويّة التي تصبّ في مصلحة أطفالهما وتبقيهم منجذبين للأجواء العائلية، بالإضافة إلى توفير بيئة تُساهم في تكوين أشخاص جيّدين في المستقبل، ومن الاعتقادات الخاطئة بشأن التربية الحديثة السماح للأطفال بفعل أيّ شيءٍ يُريدونه دون قواعد أو توجيهات، أو مبالغة الأهل في الحرص على أطفالهم وانشغالهم الدائم في ملاحظة سلوكات الاطفال وتوجيههم باستمرار.[١]

طرق التربية الحديثة للأطفال

هناك عدّة طرق وأساليب يُمكن اتّباعها في التربية الحديثة للأطفال وهي كالآتي:[٢]

  • الإيمان بإمكانيات الأطفال: من المهم أن يؤمن الوالدان بأطفالهما وبإمكانيّاتهم وتذكيرهم بها وتشجيعهم بعبارات حماسية، فهذا من شأنه أن يمنح الأطفال إحساساً بأنّهم قادرون على فعل أيّ شيءٍ مهما كان صعباً، ويزيد من ثقتهم بأنفسهم، ويُمكّنهم من التعامل بشكل سليم مع السلبيّة التي قد يتعرّضون لها من أقرانهم.
  • تجنّب المنافسة في التربية: يميل بعض الآباء إلى مقارنة أطفالهم بالأطفال الآخرين، ويُحاولون تقليد الآباء الآخرين، وفي بعض الأحيان يقلق الآباء لمجرّد أنّ طفلاً آخر في عُمر طفلهم قد اكتسب مهاراتٍ لم يكتسبها طفلهم بعد، فهذه المقارنات لا تُفيد في العملية التربوية، إذ إنّ لكلّ طفلٍ طبيعته وميّزاته الخاصة؛ لذا من الأجدر بالآباء ألّا يُقارنوا أطفالهم ببقيّة الأطفال، وأن يحرصوا على رعايتهم بما يُحقّق الأفضل لهم.
  • وضع قواعد وحدود واضحة: إنّ وضع الآباء للقواعد والضوابط الواضحة لأطفالهم أمر يتوافق مع الطبيعة الفطريّة للأطفال، إذ يحتاج الأطفال إلى مسارٍ واضحٍ بقواعد محددة ووسائل مناسبة تُساعدهم على النموّ والتطوّر بأفضل شكلٍ ممكن، فمثلاً يُمكن للأهل أن يضعوا قواعد واضحة بشأن موعد نوم طفلهم وألّا يُربكوه بأنْ يسمحوا له يوماً ما بالنوم متأخراً وفي اليوم الآخر يُعاقبوه إذا تأخّر في نومه، وينطبق الأمر على بقيّة السلوكات الروتينية للطفل.
  • منح الأطفال فرصة عيش طفولتهم: للأطفال طبيعة مختلفة عن الأشخاص البالغين؛ لذا يجب أن يحصلوا على حقّهم في عيش طفولتهم وفق طبيعتهم، والحرية في اللعب والحركة وتتبّع فضولهم، وعلى الآباء أن يتوقّعوا من أطفالهم ما هو متوافق ومناسب لمرحلتهم العمرية وألّا يتوقّعوا منهم التصرّف كأشخاص بالغين.
  • تعريض الأطفال للفشل: يُحاول بعضُ الآباء إنقاذ أطفالهم من الفشل قبل أن يقعوا فيه، لكن من مصلحة الأطفال أحياناً أن يختبروا مشاعر الفشل بأنفسهم للتهيّؤ نفسياً لاحتمالات الفشل في المستقبل، وليكونوا قادرين على تقويم الأمور بأنفسهم عندما لا يجدون والديهم قربهم، ممّا يمنحهم مرونةً وثقةً بالنفس وقدرةً على تجاوز العقبات.
  • السماح للأطفال بالحديث بعد ارتكاب الأخطاء: عادةً ما يُسارع الآباء إلى عقاب الأطفال عندما يصدر منهم سلوك خاطئ أو مزعج، لكن من الأساليب الفعّالة في التربية الحديثة منح الأطفال فرصةً للتعبير عن شعورهم إذا بدر منهم تصرّف خاطئ، وذلك بأخذهم إلى مكان آخر غير المكان الذي تمّ ارتكاب الخطأ فيه، ومنحهم الفرصة للتعبير عن مشاعرهم، ثمّ توجيههم بأسلوبٍ مناسبٍ والسماح لهم بالتعويض عن خطئهم إذا كان ذلك ممكناً.[٣]
  • إدراك المسؤولية تجاه الطفل: إنّ توفير بيئة مثالية للتربية ومنزل آمن وطعام ومأوى من مسؤوليّات الآباء تجاه أطفالهم، لكن التربية الحديثة تُشير إلى أنّ الإحساس بالمسؤوليّة يجب أن يكون نابعاً من الآباء بشكلٍ طبيعي دون أن يشعروا بأنّهم مجبورون على ذلك، فإذا شعر الأطفال بحسّ المسؤولية الصادق النابع من آبائهم فإنّهم يتمكّنون من اتخاذ قرارات سليمة والاعتماد على أنفسهم.[٣]
  • استغلال أخطاء الطفل لتعليمه: فبدلاً من فرض الاعتذار على الأطفال عندما يقعون في الخطأ يُمكن استثمار هذه الفرصة من أجل شرح الأسباب التي جعلت الأمر المُقترف خاطئاً وكيف أنّ هذا الخطأ قد يؤثّر على مشاعر الأشخاص المحيطين، ممّا سيُعلّم الأطفال كيف يتصرّفون على نحوٍ أفضل في المرّات القادمة.[٣]
  • عدم عقاب الأطفال بالضرب: تتنوّع أساليب العقاب التي يُمكن للآباء اتّباعها مع الأطفال، كما أنّ لكلّ مرحلة عمريّة طرق مناسبة للعقاب تجعلهم يُدركون خطأهم، لكنّ العقاب بالضرب قد يُقلّل من ثقتهم بأنفسهم، كما أنّ الأثر النفسي للضرب يكون أسوأ عليهم إذا كان الضرب أمام الآخرين ممّا يُصعّب عليهم تكوين شخصيّات مستقلّة وقويّة.[٤]
  • تجنّب الثناء المستمر: يجب مدح الأطفال والثناء عليهم عند تحقيقهم الإنجازات ولكن من الضروري عدم المبالغة في ذلك، فعند مدح الأطفال والثناء عليهم دون فعل شيء يستحق ذلك يتولّد لديهم شعور بالغرور والتعالي، ويعتقدون بأنّهم مُحقّون في كلّ شيء وأنّ كلّ ما يفعلونه مثاليّ.[٥]
  • التصرف بأدب: يكتسب الأطفال سلوكهم وطريقة تفاعلهم مع الآخرين بشكلٍ أساسي من خلال ملاحظة أفعال والديهم أو الأشخاص البالغين من حولهم، فإذا أراد الوالدان أن يكتسب أطفالهم سلوكاً سويّاً ومُهذّباً يجب أن يحرصا على التعامل مع الجميع باحترام وأدب واستخدام الكلمات اللطيفة أثناء حديثهم، مثل: شكراً ومن فضلك؛ ليكونا قدوةً حسنةً لأطفالهما.[٦]

أهداف التربية الحديثة للأطفال

تهدفُ التربية الحديثة إلى ما يأتي:[٧]

  • التعامل مع الأطفال بأفضل استراتيجيّات التأديب والتربية.
  • تحقيق التوزان بين الأسرة والتزامات الحياة اليوميّة وانشغالاتها.
  • تحقيق الرضا والقناعة عن حال الأسرة والعلاقة بين أفرادها.
  • اجتياز العقبات والأزمات، ومواكبة تطوّر أفراد الأسرة مع تقدّم الزمن.
  • الاستخدام الفعّال للتكنولوجيا من قِبل الآباء، وتعليم الأطفال كيفيّة الاستخدام الآمن لها وكيفيّة الاستفادة منها.

نصائح بخصوص التربية الحديثة للأطفال

هناك بعض النصائح التي تُساعد على إتمام عمليّة التربية الحديثة بشكل فعّال وتُجنِّب الوقوع في مشاكلها، وهي كالآتي:[٨]

  • البحث عن الطريقة الأنسب للتربية: تختلف طرق التربية الحديثة باختلاف العائلات وظروفها، ولا يوجد طريقة واحدة يجب اتّباعها، فقد تكون الطريقة التي تتصف بالمرونة هي الأنسب في بعض الأحيان، وقد تتطلّب بعض الظروف طريقةً حازمةً، لكن في جميع الأحوال يجدر بالوالدين الثقة بالنفس والاستمتاع بعمليّة التربية.
  • الصبر أثناء التربية: تتطلّب عمليّة التربية الصبر والاستمراريّة والثبات لضمان نجاحها، إلى جانب عدم اللجوء إلى الضرب كعقاب طالما أنّ هناك طرق أخرى للتأديب، حيث إنّ الضرب يولّد العدوانيّة عند الأطفال.
  • غرس الأخلاق الحسنة: عندما تتمثّل الأخلاق الحسنة للأطفال في آبائهم ويعتادون على رؤيتها سيقلّدون آباءهم ويتمثّلون بأخلاقهم الحسنة، ممّا ينعكس إيجاباً على شخصياتهم كأفراد بالغين.
  • الاهتمام بالتعليم الأكاديمي: يجب الحرص على تعليم الأطفال ضرورة العمل الجاد وتطوير مهاراتهم وإمكانيّاتهم وألّا يكون تركيزهم على تحقيق درجات جيّدة أثناء الدراسة فقط، كذلك يجب الحرص على تنمية المهارات الخاصّة بالأطفال وليس تلك التي يطمح لها الأهل.
  • وضع قواعد للتعامل مع التكنولوجيا: لا يُمكن في هذا العصر إبعاد الأطفال عن الشاشات والأجهزة التي صارت في متناول الجميع؛ لذا يجب أن يكون هناك قواعد وضوابط لتعامل الأطفال مع التكنولوجيا بشكلٍ يضمن أن يُحقّق الأبناء منها أقصى استفادة وأن يتجنّبوا مشاكلها.
  • التوازن العاطفي: يقتدي الأبناء بوالديهم دائماً؛ لذا فإنّ العائلة المستقرّة والسعيدة والمتوازنة عاطفياً، سيكون أطفالها سعداء ومتّزنين عاطفياً كحال والديهم.

المراجع

  1. Becca Ballinger, “What Exactly IS Modern Parenting?”، www.modernparentingsolutions.org, Retrieved 2020-8-9. Edited.
  2. Magdalena Battles, “12 Pieces of Child Rearing Advice for Today’s Modern Family”، www.lifehack.org, Retrieved 2020-8-9. Edited.
  3. ^ أ ب ت Maressa Brown (2019-4-26), “The 7 most common parenting styles — with modern makeovers”، www.care.com, Retrieved 2020-8-9. Edited.
  4. Laila Gabriel (2019-3-29)، “أساليب التربية الحديثة للأطفال”، www.mlzamty.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-8-9. بتصرّف.
  5. Richard Weissbourd (15-4-2009), “Ten Tips for Raising Kids Who Care”،www.psychologytoday.com, Retrieved 23-7-2018. Edited.
  6. Stephanie Pappas, Elizabeth Peterson (10-10-2016), “25 Scientific Tips For Raising Happy (& Healthy) Kids”، www.livescience.com, Retrieved 23-7-2018. Edited.
  7. Becca Ballinger, “The 5 Core Areas of Modern Parenting”، www.parentingthemodernfamily.com, Retrieved 2020-8-9. Edited.
  8. Ruchi Lal (2019-7-22), ” Your Ultimate Guide To Be A Modern Parent”، www.thinkright.me, Retrieved 2020-8-9. Edited.