كيف أعتني بطفلي الاول

مقدمة

الطفولة هي المرحلة التي يعيش خلالها الإنسان أجمل اللحظات، كما أنّ الحياة بدون طفل أشبه بالنار التي يتولد عنها جمرٌ ينطفئ بعد قليل، ومن يبالي بحياة لا يوجد بها ما يجمّل أوقاتها، فالأطفال هم زينة الحياة الدنيا، هكذا أبلغنا الله بآيات قرآنه الحكيم، وهم السند والروح في هذه الحياة العقيمة، وقد يعاني الرجل أو المرأة طوال حياتهما من أجل إنجاب طفل واحد يعيشون معه أجمل اللحظات، ويبنون به أجمل معاني الحب والرأفة، فالطفل يعلّم الوالدين كيفية التصرف في الأوقات الحرجة، فتجد الأب قد ظهرت عليه أعراض الحب والحنين، وبدأ يربطه بالبيت رباطاً مقدساً، فالوقت أصبح بالنسبة إليه أبناءه وبيته بصفة عامة، ولا عجب أن يتحدث الشخص بصفة الحب والحنان، فقد جرب الطفولة، وجرب معاني الألفة.

كيف أعتني بطفلي الأول

الاهتمام بالأطفال هو أصل الحياة بصفة عامة، فالمرأة التي تلد لأول مرة، وتعرف طعم الأمومة لا بدّ لها أن تهتمّ بطفلها منذ اليوم الأول الذي يأتي به إلى هذه الحياة، لأنّ الطفل يكون قطعة القماش الصغيرة التي تشكلها تصرّفات الوالدين كما يشكل الخياط الملابس بمقصه، إبرته وخيطه، والحديث عن أبرز النقاط التي يجب على الأم أن تأخذها بعين الاعتبار عند التعامل مع الطفل، خاصة الطفل الأول حديث الولادة، أو ممن مضى على ولادته أشهر، فهذه الفترة هي أهم فترات الحياة التي يجب أن ينشأ بها الطفل بالطريقة الصحيحة حتى يصل إلى مرحلة النضج الكامل.

وفي خضم الحديث عن الطفل لا بدّ أن نذكر أكثر العوامل التي تساعد في حماية الطفل الأول، ومساعدته للوصول إلى بر الأمان، وهي طرق فاعلة جداً، وينصح بأن تقوم بذلك كل أم من الممكن أن تساعدها في حماية طفلها من أي متغيرات بيئية من حولها.

حمل الطفل من منطقة الظهر

وهي أكثر الأمور التي يجب أن تنتبه لها المرأة حديثة العهد في الأمومة، فطريقة حمل الطفل تعبر بشكل عام عن إمكانية الحفاظ عليه من أي تعرض لضربة قد تصيب ظهره، أو ألم قد يصيبه نتيجة الحمل الخاطئ، وهناك العديد من الأطفال الذين يصابون بتمزق في العضلات نتيجة رفعهم بطريقة خاطئة، سواء من أمهاتهم أو من أحد أفراد الأسرة، وعلى نفس الوتيرة تجد أنّ الطفل الذي اعتادت أمه على حمله من ظهره وضمّه لذراعيها من أكثر الأطفال صحة، ويتمتع بقدرة قوية على المشي في الفترات المحددة لذلك، وفي الوقت الذي يسمح بذلك.

عدم تعريض الطفل للهواء بشكل مباشر

وفي كثير من الأحيان تنسى الأم أو تغيب عنها معلومة أن رئة الطفل صغيرة جداً، وجسده لا يمكنه أن يتحمل المشاكل الصحية التي قد يصاب بها، كلفحة الهواء أو التعرض لأشعة الشمس القوية أو الهواء الشديد خاصة البارد منه، فمناعة الطفل في بداية عمره ضعيفة، ويستمد مناعته ويبنيها من غذاء الأم ورضاعته الطبيعية، لذلك ينصح أن تأخذ الأم هذه النقطة بعين الاعتبار، وتعمل على حفظ الطفل من الخروج به في الأوقات التي قد يتعرض بها لأي تيار بارد قد يؤذي جسده بصفة عامة، وفي حال كان الأمر طارئاً لا بد من اتخاذ الإجراءات اللازمة، كربط بطن الطفل، أو لفه ببطانية كبيرة لتفادي التعرض المباشر للهواء، أما في فترت الصيف، فيمكن للأم أن تستعمل الغطاء الخفيف المخصص للطفل للاستخدام صيفاً لأن ذلك يحفظ رأسه، ويخفف من حدة التعرض للشمس.

تغيير الحفاضة للطفل بشكل مستمر

وقد تنشأ عند الأم حالة من الانهيار العصبي نتيجة التعرض المستمر لحالات تسلّخ الجلد عند الطفل، وخاصة منطقة ما بين الأقدام، وهذه التسلخات يكون السبب الرئيسي لها هو بقاء الحفاضة على الطفل لعدة ساعات متواصلة الأمر الذي يصيبه بالضيق والتعب، فيلجأ للصراخ، وفي هذه الحالة لا بدّ من استخدام بعض العلاجات المهدئة لتهيّج الجلد كالمراهم أو الزيت أوغيرها، والتعامل بشكل جدي مع هذه الظاهرة لتفادي تكرارها مرة أخرى، ويمكن تفاديها من خلال تغيير الحفاضة للطفل بشكل مستمر، واستخدام صنبور الماء بدلاً من المناديل الورقية خاصة في فصل الصيف، ومراعاة عدم استخدام المناديل الورقية المبللة إلا إن كانت علاجية، وأيضاً تغيير الملابس المتسخة أو التي سكب عليها الحليب أو الطعام أثناء فترة الرضاعة وغيرها، فهذه النقطة قد تحفظ الطفل من الوقوع في العديد من المشاكل المختلفة التي قد تضر بجسمه.

قمط الطفل بالرباط

وقد عمل العديد من الأطباء في الوقت الحالي على نصح الأمهات بضرورة ربط الطفل منذ الولادة، وحتى مرور شهرين على الولادة، لأن ذلك يعزز من إمكانية النمو المتكامل لدى الطفل، كما ويخفف من حدة الألم الذي قد يشعر به في حال حدوث أي مشكلات قد يتعرض لها نتيجة الحمل غير المستوي وغيرها، وعلى الصعيد الآخر، كما أن بعض الأطفال يحركون أصابعهم على وجوههم بطريقة لا إرادية متسببين بجروح، لذلك ربط أيديهم بالمبلابس أو إلباسهم كفات واقية تساهم في الحد من هذه التصرفات. هناك فئة من الأطباء التي تطالب الأمهات بعدم ربط الطفل، وتركه على حريته، ولكن يجب الانتباه إلى نظافة الأظافر وقصها باستمرار، لأن الطفل لا يستطيع التحكم في أطرافه في أولى مراحل حياته، وإفلات يده يعني تعريضه للضرر أو الإصابة من وقت لآخر.

إرضاع الطفل بأوقات معيّنة

ومن العادات السليمة التي يجب على الأم التشبث بها هي إرضاع الطفل في أوقات محددة خلال اليوم، والتي من المفترض أن تكون كل ثلاث ساعات بجرعات محددة، لأن ذلك قد يؤدي إلى وصول الطفل إلى مرحلة الشبع طوال فترة اليوم، كما أنه يساعد في نموه بشكل متكامل، حتى أنّ فترات نومه ستنتظم في حال انتظم وقت طعامه، ولا بد من التعامل مع الطفل كالكبار، فيجب أن تكون وجبات طعامه كافية، ومذاقها جيد، حتى يتقبلها الطفل بصورة سليمة، ولا ينفر من الطعام بكافة أشكاله، وإن كان الطعام غير لذيذ فمن الممكن أن يتأثر الطفل بذلك، ويرفض الطعام بشكل قاطع، وفي حال تم فطام الطفل فلا داعٍ لأن يُغصب على أن يأكل الطعام كله في وقت واحد، ويكفي أن يكون في حالة من الشبع، وكل الأمهات تشعر بذلك الشعور إن كان الطفل غير جائع أو لا، فمع الوقت تستطيع الأم تمييز هذا الشعور.

الاهتمام بسرير الطفل

والخطوة التالية التي يجب أن تهتم بها الأم هي توفير المكان الهادئ والآمن، والمريح للطفل، فهذا الطفل هو في طور النمو، وهناك من يقوم بوضع الطفل في الأرجوحة الصغيرة لفترات طويلة، وهذا يؤثر سلباً على صحته من جهة، وعلى الطريقة التي ينمو بها ظهره من جهة أخرى، وقد رصدت دوائر الصحة العديد من حالات تقوس الظهر عند الأطفال نتيجة عدم النمو المتساوي أو السرير المريح الذي يوفر للطفل نمواً صحيحاً خالياً من أي مشكلة مستقبلية قد تعترض حياته في، فيجب أن تتوافر فيه وسائل الراحة كأن يكون السرير معتدلاً، ويحتوي على الفراش النظيف، وموجوداً في مكان جيد التهوية، ودافئ في نفس الوقت، ولا يمكن أن ينمو الطفل بشكل صحي ما دام سريره لا يحتوي على أهم أسباب الراحة.

الاهتمام بإطعام الطفل بعد الشهر الرابع

فالرضاعة الطبيعية هي السبيل الأول لحصول الطفل على كافة العناصر التي يجب أن يحصل عليها خلال فترة حياته الأولى والمتمثلة بكون هذه الرضاعة الوسيلة الأكثر أماناً للطفل في هذا السن الصغير والمتمثل بسنتين كاملتين وهي المكمل له لبناء جهاز مناعته التي يكتسبها من أمه من خلال الرضاعة الطبيعية، ولكن ظروف المرأة قد تحكمها لأن تفطم الطفل في وقت أقل، لذلك يجب عليك أن تلتزمي بإطعامه الطعام الخفيف الطري الذي يحتوي على نسب عالية من السوائل، لأن معدته لم تعتد بعد على الطعام الصلب، وبعد أن يتحرر من السوائل مرة تلو الأخرى حاولي أن تغيري من نمط إطاعمه، واسعِ لأن يكون طعامه طبيعياً، وخالياً من المنكهات حتى مرور سنة من حياته على الأقل.