كيف أعرف شخصيتي من إسمي

يقولون: (لكل امرىء من اسمه نصيب)، ما مدى صحة هذا الكلام؟ وما مدى مقاربة شخصية الإنسان من اسمه؟ وكيف يبحث الإنسان عن شخصيته من خلال اسمه؟ وكيف يتعرّف عليها من اسمه؟

صحة مقولة (لكل امرىء من اسمه نصيب)

قد تكون هذه المقولة صحيحة للبعض، وقد تكون ظالمةً للبعض الآخر؛ فالأشخاص الذين يحملون أسماء ذات معاني جميلة، يحتفلون بهذه العبارة ويهتفون بها دائماً، ومن أمثلة الأشخاص الذين يحملون أسماء ذات معاني جميلة: (وسيم، وكريم، وسعيد، وفاتنة، ونرجس)، أما من يحملون أسماء ذات معاني سلبية، فقد يضيقون ذرعاً بهذه العبارة التي يعتقدون بأنها ظالمة، ومن أمثلتهم بعض الأسماء التي قد تفاجئكم، وتقودكم للاستغراب والحيرة، والسؤال بينكم وبين أنفسكم كيف طاب لوالديّ هذا الشخص أن يقوما بتسميته بهذا الاسم؟ ومن أمثلة هذه الأسماء: (حزين، ومتعب، وزعل، ومجحم، وجزعة).

مدى مقاربة شخصية الإنسان من اسمه

المسألة نسبية، ليس من الضروريّ مقاربة شخصية الإنسان من اسمه؛ فمن اسمه جواد قد يكون بخيلاً، ومن اسمه جميل قد يكون قبيحاً، وقد تأتي هذه المسألة بالصدفة المحضة، أي إنّها ليست مسألة جازمة ومفروغ من أمرها.

البحث عن شخصيتي والتعرف عليها من خلال اسمي

قد تأتي الصدفة المحضة وتمنح شخصيتي نصيباً من اسمي، ولكن الأمر الذي يتفق مع العقل والمنطق هو محاولة أن أجبل شخصيتي على المعاني الجميلة والإيجابية التي يتضمنها اسمي، فلا بدّ لي أولاً أن ابحث عن المعنى الصحيح لاسمي، وأعرف إلى ماذا يرمي هذا الاسم، وما هي المعاني الإيجابية التي يحتويها، وبعد أن أتعرّف على هذه المعاني، أبدأ بالبحث عن شخصيتي، وأعدّد إيجابياتها وسلبياتها، ثم أبدأ بالمقارنة والمقاربة؛ بحيث أقارن ما أحمله من إيجابيات وسلبيات وبين ما يحمله اسمي من إيجابيات وسلبيات.

وبعد ذلك تجب المقاربة مع معاني هذا الاسم؛ لأنه عندها وحين يهتف الشخص المقابل قائلاً لي: (إن لك نصيب من اسمك) يحق لي الافتخار والزهو بنفسي لأنني أنا من عمل على نفسه، وصقل شخصية متجهاً نحو معاني اسمه الإيجابية، وتكوين شخصيّته وفق هذه المعاني الجميلة التي يحتويها معنى اسمه.

ولكن ليس على الإنسان الذي يحمل اسماً سيئاً أن يبتئس، ويكتئب، ويحقد على والديه، ومن دون شعور يسير بشخصيته نحو معاني اسمه السلبية، ولكن عليه أن يبحث عن هذه المعاني السلبية ويحاول الابتعاد عنها قدر الإمكان؛ حيث إنّ هذه الأسماء التي تحمل معاني سلبية في مجملها قد تحمل بعض الإيجابيات القليلة وغير المرئية، فهي التي من الممكن أن يبحث عنها الإنسان ويُطوّر نفسه على أساسها.

وفي النهاية نشير إلى أنّ الإنسان هو من يصنع نفسه، وشخصيته، ويهذبها، ويطورها، ويصقلها نحو الإيجابيات، ومكارم الأخلاق.