عالم الرياضة كمال الأجسام
كمال الأجسام
كمال الأجسامِ رياضةٌ تساعدُ على تضخيم عضلات الجسد وإبرازها، واستعراضها بالمقارنة مع عضلات المنافسين الآخرين، وذلك وفقاً لعددٍ من القواعدِ المحددة الخاضعة للحكم على كلٍّ من الكثافة، والتحديد، ولون الجلد، والوضوح، ويقومُ سبعة من الحكام بمنحِ النقاط للمتنافسين، ومَن يحصلْ على أقلّ عددٍ من النقاط يَحْظَ بالّلقب.
تسمية كمال الأجسام
يطلقُ على هذه الرياضة شعبيّاً اسم رياضة المصارعين، أو رياضة الحديد، أو البدي بلدنج “Body Bulding”، وأوّل من قام بترجمة هذه الكلمة إلى العربيّة باسم كمال الأجسام هم المصريّون في أربعينيّات القرن المنصرم، وانتشر بعدها خاصةً بعد انتشار اللعبة واشتهارها بشكلٍ كبير في العقديْن السابع والثامن من القرن الماضي، والترجمة الحرفيّة عن اللغة الإنجليزيّة تجعل من اسم هذه الرياضة: بناء الجسم أو بناء الأجسام، ومن الأسماء الأخرى التي أطلقت على هذه الرياضة: بناء العضلات، وجمال الأجسام، والتنمية العضليّة.
أمّا الاسم الرسمي المستخدم لهذه الرياضة في الاتحادات الرياضيّة العربيّة فهو “بناء الأجسام” في كلٍّ من: الأردن، والسعوديّة، والإمارات، وعُمان، وقطر، وسوريا، والجزائر، وليبيا، والعراق، والسودان، واليمن، والكويت، والمغرب. أمّا باقي الدول العربيّة فيطلقون عليها اسم “كمال الأجسام”، وهي: فلسطين، ولبنان، ومصر، ويطلق عليها في البحرين وتونس اسم “التربية البدنيّة”.
تاريخ كمال الأجسام
عُرفت رياضة كمال الأجسام بشكلها الحاليّ كما ذكرت آنفاً في أواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين، وكانتْ انطلاقتُها في مدينة لندن على يد الروسي “يوجين ساندو)”، الذي كان يعرضُ عضلاتِ جسده أمام الجمهور في المهرجانات، وبعد وفاته أنتِجَ فيلم موسيقيّ سمي “زيجفيلد العظيم”، عامَ ألفٍ وتسعمئةٍ وستّة وثلاثين، يحكي فيه تاريخَ ساندو الذي لعب دوره الممثل “نات بندلتون”، وقد حصل هذا الفيلم على جائزة الأوسكار.
قام ساندو بتنظيم مسابقة لعرضِ العضلات في الرابع عشر من أيلول عام ألفٍ وتسعمئةٍ وواحد، وقد لاقت هذه المسابقة رواجاً واستحساناً كبيراً، وقد شارك هو في التحكيم خلال هذه المسابقة التي فاز بلقبها المتسابق الإنجليزيّ “وليام ل. مورّاي”، وكانت الجائزة عبارة عن تمثالٍ برونزي يجسد ساندو، ومن بعدِها توالى تنظيم تلك المسابقات حول العالم.
جمال الأجسام في التاريخ
كان التمجيد منذ القدم من نصيب الأجسام القويّة المكتملة مفتولة العضلات، وقد وصف ويل ديورانت الأسطورة الرافديّة (جلجامش) قائلاً:
((هو طويل القامة، ضخمُ الجسم، مفتولُ العضلات، جريءٌ، ومقدامٌ جميلٌ يُفتنُ الناس بجماله، لا يماثله أحدٌ في صورة جسمه، ويرى جميع الأشياء ولو كانت في أطراف العالم، كان كلَّ شيء ويعرفُ كلّ شيء، واطّلع على جميع الأسرار، واخترق ستار الحكمة الذي يحجب كل شسء، ورأى ما كان خافياً وكشف الغطاء عمّا كان مغطّى، وجاء بأخبار الأيّام التي كانت قبل الطوفان، وسار في طريقٍ بعيدٍ طويل، كابدَ فيهِ المشاق والآلام، ثم كتب على لوحٍ حجريّ كلّ ما قام به من أعمال)).
كان ملوك مصر القديمة وآلهتها يُنحتون بِتماثيلَ تجسدّهم، مفتولي العضلات وممشوقي القوام أجسادهم مشدودة، وهذا دليلٌ على الكمال والقوّة والجمال الذي يجب أن يكونَ عليه الإنسان.
في اليونان كان هرقل -البطل الأسطوري الخارق- نصف الإله ونصف البشر، يتمتّع جسده بجسمٍ خارق للعادة، قويٍّ في بنيانه مفتول العضلات، وتحوّل هذا البطل إلى رمزٍ للألعاب اليونانيّة القديمة على جبل الأولمب بالقرب من أثينا.
في الصين والهند، كان النحاتون يبدعون في نحت الأجسام البشريّة التي تظهر بكامل قوّتها ورونقها، وذكرت أساطيرهم نماذجَ من الكمال العضليّ، والجسمانيّ، والعقلي لأبطال تلك الأساطير وآلهتهم في الوقتِ نفسه. وقد وردت في الكتاب المقدّس إشاراتٌ إلى مدى قوّة القادة والأنبياء، ومن أبرز هؤلاء البطل الشعبي “شمشون الجبّار”، الذي وُصف جسده بأنّه مفتول العضلات، ويملك قوّةً جبّارة.
أمّا القرآن الكريم فقد أشار إلى ميّزة كمال الجسد وقوته بوصفه طالوت، حيث قال تعالى: (قال إنّ الله اصطفاه عليكم وزاده بسطةً في العلم والجسم والله يؤتي ملكه من يشاء والله واسعٌ عليم) [البقرة، الآية:247]، وكذلك قول الله تعالى عن موسى: (قالت يا أبتِ استأجره، إنّ خير من استأجرت القويّ الأمين) [القصص، الآية: 26].