صيد عصفور التين
عصفور التين
عصفور التين والاسم العلمي له هو طائر (الدخل)، وهو من الطيور المهاجرة، حيث إنّها تقضي فصل الربيع والصيف في المناطق الشماليّة، كروسيا، ودول شرق أوروبا، وتركيا، وأما في فصل الشتاء فينتقل بأسراب ليست كبيرة إلى المناطق الجنوبيّة كشبه الجزيرة العربيّة، وبلاد الشّام، ودول حوض النيل الشماليّة.
أما بالنسبة لشكله، فهو طائرٌ صغيرٌ لا يتعدى حجمه حجم طائر الكنار أو الحسون، وله منقارٌ مدبَّبٌ حاد، وأما ريشه فهو ذو لونٍ رماديّ يميل للسواد بعض الشيء على الجناحين، وأما بطنه فهي بلونٍ رمادي فاتح (أشهب).
يتغذّى طائر التين على بعض أنواع الفواكه الطريَّة، كالتين، والتوت، والعنب، وكذلك يأكل بعض أنواع الحشرات الصغيرة، كالديدان، والفراشات، كما إن طائر التين يُعشِّشُ على شكلِ جماعاتٍ، حيث يمكن رؤية عدَّة أعشاشٍ لهذه الطيور على شجرةٍ واحدة، وتضع الأنثى من ثلاث إلى خمس بيضات في كل موسم.
يتميَّز طائر التين بطعمه اللذيذ الذي يفضِّله الصيّادون بشكلٍ كبير، حيث إنّ كمية الشحوم الموجودة على اللحم تعطي له نكهةً مميَّزةً وخاصَّةً إذا ما تمَّ شيُّه على الجمر بلهبٍ منخفض، ويُؤكل بكامله مع عظمه الهشّ بعد نتفه وتنظيفه بالكامل، ويعتقد بعض المغرمين بهذا الطائر أنّ لحم عصفور التين يعطي قدرةً جنسية كبيرة للرِّجال.
طُرُق صيد عصفور التين
يستخدم الصَّيادون عِدَّة طُرُقٍ لصيد هذا الطائر، وهنا سنذكر هذه الطُّرُق بالتفصيل، حتى يستطيع القارئ أن يُصبح صيَّاداً ماهراً لهذا العصفور، حيث إنّ عصفور التين ليس من الطيور الحذرة، بل وإن الصيادون يقولون إنه طائرٌ غبي.
الصيد بالبندقيّة
لا يحتاج عصفور التين بندقية ذات عيارٍ كبير، وإنما يُفضِّل الصيادون استخدام بندقية ضغط الهواء (الخردق) في عملية اصطياد عصفور التين، وذلك لأنها لا تُلحِق الأذى الكبير بجسمه فيتفتَّت ويذهب شحمه في الهواء عبثاً، حيث يمكن استخدام بندقية الضغط الهوائي (الخردق) ذات العيار (6) أو حتى العيار (11)، وكلَّما كان العيار أصغر كان ذلك أفضل.
فما على الصَّياد إلا الجلوس في مزرعةٍ (بيَّارة) التي بها بعض أنواع الثِّمار، كالتوت، والتين، واللوز، والعنب، لأنه يوجد على هذه الأشجار بكثرة، وأثناء الجلوس تبدأ هذه الطيور بالقفز فوق رؤوس الصيّادين على الأغصان، وأحياناً يستخدم بعض الصيادين صوت هذا الطائر مسجلاً حتى يجلبه للشجرة التي يجلس تحتها.
الصيد بالشبكة المُعلَّقة
يستخدم بعض الصيادين الشَّبكة المُعلَّقة في صيد هذا الطائر، لأنهم لا يريدون أن يخسروا شيئاً من جسم هذا الطائر بفعلِ البنادق، حيث إنّ الشَّبكة المستخدمة تكون معلَّقةً بشكلٍ عرضي بين أعمدةٍ، كما أنّ طولها لا يقلُّ عادةً عن 15 متراً، وأحياناً يستخدم الصيّادون شبكةً بطول 30 متراً، وأما ارتفاعها فلا يقل عن المترين، ولكن الارتفاع الأفضل هو ثلاثة أمتار، حيث إنّ خيطانها من النوع الرفيع جداً وشفَّافة اللون.
بعد تعليق الشبكة وتثبيتها، يبدأ الصيّادون بإخافة الطيور من الجهة المقابلة للشبكة، فمثلاً إذا تمَّ نصب الشبكة في الجهة الشماليّة، فإن الصيّادين يبدؤون بطرد الطيور من الجهة الجنوبيّة، حتى تتَّجه شمالاً حيث توجد الشبكة.
الصيد بالصَّمغ (الغراء)
يلجأ بعض الصيادين لاستخدام الصمغ المستخدم لصيد الفئران، وأحياناً يُباع صمغٌ خاص للصيد في متاجر مستلزمات الصيد، ولأن عصفور التين من الطيور الخفيفة والضعيفة، فإن كميَّةً قليلةً من الصَّمغ على غصنٍ كافيةٌ لتثبيته والإمساك به، وأما عن آلية الصيد فهي بسيطةٌ جداً، وهي جمع بعض الأغصان الرفيعة وطَلْيُها بالصَّمغ، ثم تثبيتها على أغصان الأشجار، ويمكن استخدام بعض الفواكه لإغراء الطائر بالوقوف على هذا الغصن بالذات.