فوائد رياضة المشي للبطن

رياضة المشي

تُساعد الممارسة المنتظمة للرياضة بشكل عام على تحسين مزاج الإنسان، والحفاظ على صحّة جسمه ووزنه، كما أنّها تُقلّل من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة؛ كأمراض القلب، والسكّري، والسرطان، بالإضافة إلى أنّها تساعد على العيش بصحّة جيّدة لعمر أطول، وبالنسبة لرياضة المشي؛ فهي تُعَد من الرياضات الهوائيّة معتدلة الشدّة، والتي يسهل ممارستها بانتظام؛ ولذلك فهي مناسبة لمعظم الأشخاص؛ فهي بسيطة وقليلة الخطورة من حيث الممارسة ولا تحتاج لأيّة تكاليف، وهي من أفضل الرياضات التي يمكن إضافتها إلى نظام الحياة اليومي.[١]

أهمية رياضة المشي

حرق دهون البطن

إنّ تراكم الدهون حول منطقة البطن يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب، والسكّري من النوع الثاني، ويُعدّ قياس محيط الخصر أحد الطرق المستخدمة لتقييم مدى خطورة الأمر؛ حيثُ إنّ زيادة قياس محيط الخصر عن 102سم لدى الرجال، وعن 88 سم لدى النساء يعتبر مؤشراً على حدوث السُمنة المركزيّة (بالإنجليزيّة: abdominal obesity)؛ وبالتالي زيادة خطر الإصابة بتلك الأمراض.[١]

إنّ الانتظام في ممارسة الرياضات الهوائيّة؛ كالمشي مثلاً، يُعَدّ من أكثر الطرق فاعليّة في التخلّص من دهون البطن؛ حيثُ وجدت دراسة تمّ إجراؤها على عيّنة صغيرة أنّ ممارسة المشي لـمدة 50-70 دقيقة ثلاث مرّات أسبوعيّاً، ولمدّة شهر؛ قد أدت إلى التقليل من محيط الخصر بمقدار 2.8 سم، وأدّت إلى التخلّص من 1.5% من دهون الجسم لدى النساء اللواتي يعانين من السمنة، وكذلك وجدت دراسة أخرى أنّ الأشخاص الذين مارسوا رياضة المشي إلى جانب اتبّاع حمية ذات سعرات حراريّة محسوبة لمدّة ساعة خمس مرات أسبوعيّاً، وعلى مدار اثني عشر أسبوعاً، قد أفقدهم 3.7 سم من محيط الخصر؛ أي ما يعادل 1.3% من دهون الجسم مقارنةً بمن اتبعوا حميّة غذائيّة دون ممارسة الرياضة، وقد أظهرت عدّة دراسات أخرى نتائج مشابهة عند ممارسة المشي السريع لمدّة 30-60 دقيقة باليوم.[١]

الحفاظ على كتلة العضلات

عادة ما يفقد الجسم بعضاً من كتلة العضلات عند خسارة الوزن؛ حيث إنّ الجسم لا يفقد الدهون فقط، وعلى عكس الدهون فإنّ العضلات تعمل على تنشيط عمليات الأيض بشكل كبير؛ أي أنّها تساعد على حرق الدهون بشكل أكبر، ولهذا فإنّ ممارسة الرياضة بما فيها رياضة المشي تساعد على الحد من خسارة العضلات، وبالتالي تُقلّل من حدوث هبوط في مستوى عمليّات الأيض، ويؤخّر من فقدان العضلات المرتبط بزيادة العمر، ما يعني التمتّع بقوّة وكفاءة العضلات لمدّة أطول.[١]

الحفاظ على الوزن الذي تّمت خسارته

يُعاني معظم الأشخاص من رجوع الوزن الذي تمّ فقدانه، وتُعتبَر ممارسة الرياضة حلاً مناسباً لحل تلك المشكلة، بحيث تساعد ممارسة الرياضة الجسم على تثبيت الوزن وعدم استعادة الوزن المفقود بعد اتبّاع حمية مخصصة لذلك؛ حيثُ إنّ ممارسة الرياضة لا تساعد فقط على زيادة حرق السعرات الحراريّة؛ بل تساهم أيضاً في بناء المزيد من العضلات لحرق كميّة أكبر من السعرات الحراريّة؛ حيث وجدت الدراسات أنّ الأشخاص الذين استطاعوا الحفاظ على أوزانهم بعد الحمية كانوا يمارسون الرياضة بشكل منتظم.[٢]

وبالنسبة إلى المدّة التي يجب الالتزام بها للحفاظ على الوزن الذي تمّت خسارته، فقد أظهرت دراسة حديثة أنّه يلزم ممارسة المشي لمدّة 150 دقيقة أسبوعيّاً على الأقل للحفاظ على الوزن المفقود، أمّا في حال كان الوزن الذي تمّ فقده كبيراً فإنّ الجسم سيحتاج إلى ما يزيد عن 200 دقيقة أسبوعيّاً للحفاظ على الوزن ثابتاً،[١] وبالإضافة إلى ذلك فقد توصّل الباحثون من خلال دراسة تم نشرها في عام 1999م إلى أنّ الأشخاص الذين يمارسون الرياضة أكثر من 200 دقيقة أسبوعيّاً فقدوا وزناً أكبر مقارنة بالأشخاص الذين مارسوا الرياضة لمدّة أقل.[٣]

كيفية ممارسة رياضة المشي

للحصول على أفضل النتائج فإنّه يُنصَح بممارسة التمارين الرياضيّة ومنها المشي بحيث تكون شدّتها متوسّطة أو عالية، وبالنسبة لخسارة الوزن، فإنّه كلما كانت التمارين أكثر كثافة، أو تمّت ممارستها لوقت أطول يتم حرق المزيد من السعرات الحراريّة، ولهذا فإنّ ممارسة المشي السريع لمدّة ثلاثين دقيقة يوميّاً يحرق ما يقارب 150 سعراً حرارياً، في حين يحتاج الجسم إلى حرق 500 سعر حراري يوميّاً لخسارة حوالي نصف كيلوغرام أسبوعيّاً، ويُنصَح بالتدرّج في ممارسة الرياضة، والبدء من المستوى الخفيف إلى المتوسط في الشدّة إلى الأكثر كثافة؛ بحيث يُعَد ذلك أمراً مهماً للحفاظ على التوازن، والوقاية من الإرهاق، والتعب، والإصابات.[٢]

تأثير المشي في بعض الحالات الصحيّة

مرض السكّري

يُساعِد المشي على تقليل مستوى السكّر في الدم لدى مرضى السكّري، ولكن إذا كان المريض يعاني من تلف الأعصاب المُرتبِط بالسكّري (بالإنجليزية: Diabetes-related nerve damage)؛ فإنّ عليه أخذ استشارة الطبيب لمعرفة ما إذا كان المشي أفضل الرياضات المتاحة له، كما يجب استشارة الطبيب لمعرفة أنواع الأحذية المُناسِبَة لممارسة هذه الرياضة.[٤]

أمراض القلب

إنّ ممارسة رياضة المشي قد تقي القلب من عدّة أمراض؛ بحيث أنّها تقلّل من مستوى الكوليسترول الضار (بالإنجليزية: LDL) بالجسم، وتساعد على رفع مستوى الكوليسترول النافع (بالإنجليزية:HDL)، كما أنّها تساعد على خفض ضغط الدم، وفي حال الإصابة بأمراض القلب؛ فإنّ الأطباء عادة ما يقترحون البدء ببرامج خاصّة برياضة المشي؛ وذلك من خلال جلسات إعادة التأهيل القلبي؛ حيثُ يقوم كادر التأهيل بمتابعة ومراقبة قراءات ضغط الدم والقلب أثناء بناء القدرة على التحمّل في برامج المشي.[٤]

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج by Helen West, RD (5-11-2015), “How Walking Can Help You Lose Weight and Belly Fat”، www.healthline.com, Retrieved 26-11-2017.
  2. ^ أ ب Katherine Zeratsky, R.D., L.D., “Can I lose weight if my only exercise is walking?”، www.mayoclinic.org, Retrieved 26-11-2017.
  3. Jakicic JM1, Winters C, Lang W, et al (27-10-1999), “Effects of intermittent exercise and use of home exercise equipment on adherence, weight loss, and fitness in overweight women: a randomized trial.”، www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 26-11-2017.
  4. ^ أ ب Melinda Ratini, DO, MS (13-4-2016), “Walking: How to Make It a Workout”، www.webmd.com, Retrieved 26-11-2017.