حياة الشاعر نزار القباني
التعريف بالشاعر نزار قبّاني
نزار قباني هو شاعر عربي مبدع من شعراء العصر الحديث، وهو من أوائل المجددين السوريين واللبنانيين، إذ عُدّ أول من وضع أساسيات الشعر العربي الحديث، وقد تميز بأسلوب رائع أُطلق عليه اسم السهل الممتنع، أسلوب يُعزف به على أوتار عواطف ومشاعر القارئ، وقد أحدث نزار تغييراً لافتاً على بناء القصيدة من حيث المضمون والشكل واللغة، كما جعل من الشعر وسيلة للتعبير عن هموم وقضايا الناس اليومية.[١]
نزار قبّاني الشاعر
لقد خص نزار قباني المرأة بمساحة شاسعة من شعره، فالمرأة عنده هي المحور الذي يدور حوله، والفلك الذي يسير فيه، وقد أخذت مكاناً عظيماً في ديوانه، وتكمن صورة المرأة في أدب نزار قباني في عدة مظاهر، فهي الأم، والطفلة، والحبيبة، والزوجة، وقد كتب لها قصائد شعرية في الحب والغزل بأسلوب تَفرّد به عن سائر شعراء عصره.[٢]
مولد ونشأة الشاعر نزار قبّاني
ولد نزار قباني في حي (مئذنة الشحم) وهو أحد أحياء مدينة دمشق القديمة في 21 آذار/مارس عام 1923م، في بيت عريق تفوح منه رائحة الياسمين، وينعم بالحب والاستقرار، فنشأ وترعرع في كنف والده الذي كان زعيماً وطنياً ومن أعيان البلد، وفي حضن والدته وتحت رعايتها وعنايتها، وكان ترتيبه بين إخوانه الثاني بين أربعة أولاد وبنت، وقد ورث الشعر عن عم والده أبو خليل القباني الشاعر المعروف، والمؤلف، والملحن، ورائد المسرح العربي في القرن التاسع عشر، والذي كان من أبرز أفراد عائلة قباني.[١]
حياة الشاعر نزار قبّاني
أنهى زار قباني مرحلة الدراسية الابتدائية والثانوية في الكلية العلمية الوطنية في دمشق، وكانت تنهج هذه المدرسة نهجاً دراسياً حديثاً، حيث كانت اللغة الفرنسية هي اللغة الثانية، وكان المعلمون فرنسيون يأتون من فرنسا، وقد كان لدراسة نزار في هذه المدرسة أثر كبير من ناحية الأدب؛ لأنّه استقى علمه في بواكر حياته من مصادر الأدب الفرنسي، وبهذا يكون قد اطلع على الثقافة الأوروبية وعلى فكرها الأدبي، وحصل نزار على شهادة الثانوية من هذه المدرسة.[٣]
دخل نزار كلية الحقوق عام 1941م، وتخرج منها عام 1945م، وبعد تخرجه عمل نزار في السلك الدبلوماسي في وزارة الخارجية، حيث عين سفيراً لعدة دول، منها القاهرة، ولندن، والصين، وإسبانيا، وتركيا، وقد أتاح له هذا العمل التنقل بين دول عديدة، لكنه استقال من عمله عام 1966م، واستقر في لبنان لكي يتفرغ لكتابة الشعر، حيث أسس دار نشر خاصة بأعماله سماها (منشورات نزار قباني).[٤]
تزوج نزار قباني عام 1948م من امرأة سورية من دمشق، وأنجبت له من الأبناء توفيق وهدباء، لكن توفي توفيق وهو صغير، أمّا هدباء فقد امتد عمرها إلى ما بعد وفاة والدها، وفي السبيعنات من القرن العشرين وقع نزار قباني في حب بلقيس الراوي وتزوج منها، وهي سيدة عراقية كانت تعمل في السفارة العراقية في بيروت، وقد ذهبت ضحية في حادث انفجار في السفارة، وكان لموتها أثر بالغ في نفس نزار، ورثاها بقصيدته الشهيرة (بلقيس) والتي أثار بها مشاعر كل العرب، إذ حزنوا لحزنه على وفاتها.[٥]
بواكير الشاعر نزار قبّاني في الشعر
بدأ نزار حياته بالاهتمام بأشياء فنية أخرى غير الشعر كالرسم والموسيقى، ففي سن الثانية عشر اتجه ميوله نحو الرسم، وظن أنّ الرسم هو طريقه، لكن في سن الرابعة عشر شعر برغبة في الموسيقى، لكن سرعان ما تلاشت هذه الرغبة، كما تلاشت رغبته في الرسم، فتحول إلى الشعر الذي وجد نفسه فيه، فصار يرسم قصائده بالقلم كما يرسم لوحاته بالألوان، وقد كتب أول قصيدة له عام 1939م وهو لا يزال على مقاعد الدراسة في سن السادسة عشر، وكان ذلك في رحلة مدرسية على متن باخرة كانت متجهة إلى إيطاليا، حيث كتب قصيدته (قالت السمراء) والتي كانت عنواناً لأول ديوان شعري صدر له وكان ذلك عام 1944م.[١][٦]
نتاج الشاعر نزار قبّاني الشعريّ والأدبيّ
ترك نزار قباني إرثاً غزيراً من المؤلفات الأدبية والشعرية، نوردها مقسمة كالآتي:[٧][٨]
المؤلّفات النثريّة
كتاب (عن الشعر والجنس والثورة) صدر عام 1971م.
كتاب (قصتي مع الشعر) صدر عام 1973م.
كتاب (يوميات مدينة كان اسمها بيروت) صدر عام 1978م.
كتاب (المرأة في شعري، وفي حياتي) صدر في عام 1981م.
كتاب (العصافير لا تطلب تأشيرة مرور) صدر عام 1981م.
كتاب (الكلمات تعرف الغضب) صدر في جزئين عام 1983م.
كتاب (لعبت بإتقان وها هي مفاتیحي) صدر عام 1990م.
كتاب (بيروت حرية لا تشيخ) صدر عام 1992م.
كتاب (دمشق نزار قباني).
كتاب (الشعر قنديل أخضر).
كتاب (شيء من النثر).
كتاب (الكتابة عمل انقلابي).
كتاب (ما هو الشعر).
القصائد والدواوين الشعريّة
قصيدة (سامبا) صدرت عام 1949م.
ديوان (أنت لي) صدر عام 1950م.
قصيدة (قصائد) صدرت عام 1956م.
ديوان (حبيبتي) صدر عام 1961م.
ديوان (الرسم بالكلمات) صدر عام 1966م.
ديوان (قصائد متوحشة) صدر عام 1968م.
ديوان (يوميات إمرأة غير مبالية) صدر عام 1968م.
ديوان (كتاب الحب) صدر عام 1970م.
ديوان (مائة رسالة حب) صدر عام 1970م.
ديوان (لا) صدر عام 1970م.
ديوان (قاموس العاشقين) صدر عام 1971م.
ديوان (أشعار خارجة عن القانون) صدر عام 1972م.
ديوان (أنا رجل واحد وأنت قبيلة من النساء) صدر عام 1975م.
ديوان (خمسون عاماً في مديح النساء) صدر عام 1975م.
ديوان (قصائد مغصوب عليها) صدر عام 1975م.
قصيدة (بلقيس) صدرت عام 1975م.
ديوان (أحبـك أحبـك والبقیـة تـأتي) صدر عام 1978م.
ديوان (إلى بیروت الأنثى مع حبي) صدر عام 1978،
ديوان (كل عام وأنـت حبیبتـي) صدر عام 1978م.
ديوان (أشهد أن لا امرأة إلا أنت) صدر عام 1979م.
ديوان (هكــذا أكتــب تاريخ النســاء) صدر عام 1981م.
قصيدة (العصافیر لا تطلب تأشیرة الدخول) صدر عام 1983م.
ديوان (الأوراق السرية لعاشق قرمطي) صدر عام 1989م.
ديوان (لا غالب إلا الحب) صدر عام 1990م.
ديوان (إضاءات) صدر عام 1998م.
ديوان (طفولة نهد).
قصيدة (هوامش على دفتر النكسة).
ديوان (موواويل دمشقية إلى قمر بغداد).
ديوان (أشعار مجنونة).
ديوان (الحب لا يقف على الضوء الأحمر).
ديوان (الكلمات تعرف الغضب).
ديوان (تزوجتك أيتها الحرية).
ديوان (الكبريت في يدي وبلادكم من ورق).
ديوان (هوامش على الهوامش).
ديوان (هل تسمعين صهيل أحزاني).
قصيدة (متى يعلنون وفاة العرب).
قصيدة (المهرولون).
ديوان (تنويعات نزارية على مقامات العشق).
ديوان (سيبقى الحب سيدي).
ديوان (قصائد لم تمت).
ديوان (لها).
ديوان المختار من شعر نزار.
الأعمال السياسية الكاملة.
المسرحيّات
كتب نزار قباني مسرحية واحدة هي: جمهورية جنونستان، لبنان سابقاً عام 1977م.[٩]
خصائص شعر الشاعر نزار قبّاني
الأسلوب واللغة الشعريّة
اهتم نزار قباني بلغته الشعرية اهتماماً بالغاً، فمن الأمور التي شغلت باله عندما بدأ الكتابة هي اللغة التي يكتب بها، فاختار لغة تكون وسطاً بين لغة الفصاحة المتقنة ولغة المشافهة اليومية الجارية على الألسن، فجاء بلغة بسيطة سلسة تحاكي لغة الشارع العربي، واستمدّت مفرداتها من الحياة اليومية، فامتازت ألفاظها بالبعد عن التعقيد والغرابة، إذ لا تحتاج إلى شرح لفهم ما ترمي إليه من معاني، وقد مزج نزار في شعره بين ثلاثة استعمالات لغوية، هي:[١٠]
- استعمال اللغة الفصحى المكتوبة.
- استعمال اللغة المحكية، مثل: الشتا، ويشيل، وحلو، وعبارات مثل: من زمان زمان، والنقاط على الحروف، وغيرها.
- استعمال عامي، مثل: أزاميل، واستنظر، ومنقوشة زعتر، والكورنيش.
أطلق نزار على لغته الشعرية الجديدة هذه (اللغة الثالثة)، وعلى الرغم من بساطتها إلّا أنّ تقليدها صعب، إذ تفرد بها وأصبحت سمة خاصة بشعره، وتجدر الإشارة إلى أنّ شاعرنا لم يُهمل أو ينبذ اللغة الفصحى تماماً، إنّما كان يهدف إلى إيجاد لغة تكون قريبة من لغة عامة الناس، وقد قال معبراً عن ذلك: (لم أسـقط القاموس كله مـن حسابي، لأنّ اغتيال لغة بأكملها هو نوع من الجرائم المستحيلة، أنا قتلت من المفردات ما هو مقتول فعلاً، أي المفردات التي تصلبت شرايينها وتخشبت مفاصلها، ولم تُعدّ قادرة على المشي أو عـلى الكلام… ومهمتي كشاعر أن ألتقط الشعر من أفـواه الناس وأعيـده إليهم).[١٠]
تنوُّع القافية
تنوع القافية يعني عدم التزام الشاعر بالوزن التقليدي، والذي يقوم على بناء القصيدة على قافية واحدة، وقد لجأ الشعراء المعاصرون إلى هذا النوع من القافية بسبب تطور أدوات الشعر الفنية بشكل خاص، وبسبب تطور قضايا الحياة والعصر بشكل عام، وقد تأتي القافية المتنوعة بسيطة بمجرد كسر رتابة القافية الموحدة، وقد تأتي بشكل معقد أكثر، أي مركبة تقوم على التنوع الموسيقي، أو متناوبة تقوم على تحطيم وحدة الروي*، كأن يأتي الشاعر بسطرين على قافية واحدة، ثمّ بسطرين على قافيتين مغايرتين للقافية السابقة، ثمّ يأتي بسطر على قافية السطر الأخير، ثمّ يأتي بسطر آخر على قافية السطر الذي قبله، فتبدو التقفية على هذا النحو متبادلة.[١١]
وقد ظهر هذا النوع من التفاوت في القافية بشكل كثيف في شعر نزار قباني، وإن دلّ ذلك على شيء فإنما يدلّ على وعي الشاعر وسيطرته على أدواته الفنية، وعلى عمق وتنوع تجربته الإنسانية في الحياة، ومثال على تنوع القافية في شعر نزار قصيدة مع الجريدة:[١١]
أخرج من معطفه الجريده..
وعلبة الثقاب
ودون أن يلاحظ اضطرابي..
ودونما اهتمام
تناول السكر من أمامي..
ذوب في الفنجان قطعتين
ذوبني.. ذوب قطعتين
وبعد لحظتين
ودون أن يراني
ويعرف الشوق الذي اعتراني..
تناول المعطف من أمامي
وغاب في الزحام
التكرار
التكرار الصوتي
يُعدّ تكرار الصوت من التقنيات البارزة التي دخلت مضمار القصيدة في العصر الحديث، لما يُحققه من إيقاع موسيقي، وذلك عن طريق تكرار حرف يسيطر صوتياً على بنية القصيدة أو المقطع، ومن ميّزاته أنّه يحدث نغمة موسيقية مؤثرة في نفس السامع، مع صعوبة الكشف عن بواعثه لدى الشاعر، ويُعدّ الصوت البنية الرئيسية للنص، فنتيجة لتضافرالأصوات تتكون الكلمات، ومن تكون الكلمات تتكون الجمل، ثمّ ترتسم الصور، فيحدث إيقاعاً خاصاً يؤكّده التكرار نستطيع من خلاله معرفة ما تحتويه القصيدة من معاني، ومن أمثلة التكرار الصوتي الحرفي في شعر نزار تكراره لحرف (الراء) 26 مرة في قصيدة (وجودية)، والذي دّل على الانفعالات النفسية التي أثرت على الشاعر، والتي فجرت طاقاته الإبداعية، إذ قُصد بهذا التكرار إظهار كل ما هو جديد من مواقف وأفكار:[١١]
كان اسمها جانين..
لقيتها –أذكر– في باريس من سنين
أذكر في مغارة (التابو).
وهي فرنسيه..
في عينيها تبكي سماء باريس الرماديه
تعرفها من خفها الجميل
من هسهسات الحلق الطويل
كأنه غرغرة الضوء بفسقيه
تعرفها من قصة الشعر الغلاميه
من خصلةٍ في الليل مزروعة
وخصلة .. لله مرميه
بنطالها سحبة كبرياء
وخفها المقطع الصغير
سفينةٌ مجهولة المصير
التكرار اللفظي
يُعدّ التكرار اللفظي الجانب الثاني الذي تستند إليه القصيدة بعد تكرار الحرف، وهو تكرار كلمة على طول المقطع أو القصيدة، كما أنّه من أكثر أنواع التكرار استخداماً في الشعر المعاصر لبساطته، ولما يُكسب القصيدة من إيقاعٍ ونغمٍ قويان، يضفيان عليها حيوية جميلة، ويزيد التكرار اللفظي من القيمة الصوتية والفنية في القصيدة مما يزيد من قوة وقعها في النفس، وقد تجلى التكرار اللفظي في شعر نزار في قصيدة (بلقيس) حيث قال:[١١][١٢]
بلقيس ..
كانتْ أجملَ المَلِكَاتِ في تاريخ بابِِلْ
بلقيس
كانت أطولَ النَخْلاتِ في أرض العراقْ
كانتْ إذا تمشي ..
ترافقُها طواويسٌ ..
وتتبعُها أيائِلْ ..
بلقيسُ .. يا وَجَعِي ..
ويا وَجَعَ القصيدةِ حين تلمَسُهَا الأناملْ
قتلوك يا بلقيس
هذا هو التاريخ.. يا بلقيس..
بلقيس..
أيَّتها الشهيدةُ .. والقصيدةُ ..
تكرار العبارة
عرف هذا النوع من التكرار منذ العصر الجاهلي، فقد كان الشاعر قديماً يتخذ من التكرار مرتكزاً لإظهار أهمية الأمر وعظمته، ويُعدّ تكرار العبارة من أبلغ أنواع التكرار وأكثرها تأثيراً على السامع، ويكون بتكرار العبارة كاملة أكثر من مرة منذ بداية القصيدة إلى نهايتها، وهو أسلوب يتبعه الشعراء بغية لفت انتباه السامع للرجوع إلى بداية القصيدة والاستمرار، ومن الجدير بالذكر أنّ التكرار في الشعر المعاصر مختلف عن التكرار في الشعر القديم، حيث إنّ للتكرار في الشعر الحديث وظيفة إيقاعية إلى جانب الوظيفة المعنوية، فهو يهدف إلى رفع مستوى الشعور الإنساني في القصيدة إلى درجة كبيرة، تُغني الشاعر عن الإفصاح المباشر عما في نفسه، كما ويهدف إلى صنع الإيقاع في القصيدة، ومن أمثلة تكرار العبارة في شعر نزار قباني هذه الأبيات التي كرر بها (عبارة نحن راجعون): [١١]
وصوت فيروز، من الفردوس يأتي
(نحن راجعون)
تغلغل اليهود في ثيابنا
(ونحن راجعون)
ناموا على فراشنا
(ونحن راجعون)
وكل ما نملك أن نقوله (إن إلى الله لراجعون)
وظيفة الشعر عند الشاعر نزار قبّاني
نزار قباني شاعر من الشعراء المتفاعلين مع قضايا عصرهم، والذين يحملون على عاتقهم هموم الشعوب، وقد عبّر عن ذلك في قوله: (الشعوب وحدها هي التي تشغل بالي، وتستأثر باهتماماتي، وهي مرجعي العاطفي والشعري والتاريخي والثقافي)، والفن والأدب عند نزار هو احتجاج دائم ضد الظلم والنفاق، وللشاعرعنده سمات لا بدّ أن يتحلى بها لكي يكون شعره مؤثراً ومزلزلاً، وهي:[١٣]
- أن يكون الشاعر متفاعلاً مع قضايا المجتمع، ولا يقف موقف المتفرج، بل عليه أن يعيش معاناة الشعب لكي يكون صادقاً وقوياً في التعبير.
- أن تطابق أقوال الشاعر أفعاله، فلا يكتب على الورق شيئاً وسلوكه في الحياة شيء آخر، وقد قال نزار في ذلك: (أنا لا أفهم كيف يمكن لشاعر أن يتحدث عن المثل العليا ولا يطبقه، وأن يتغنى بالجمال ونفسه مسكونة بالبشاعة).
عوامل مهمّة أثرت في حياة وشعر نزار قبّاني
كان في حياة نزار عدة عوامل كان لها أثر عميق في نفسه انعكس على شعره، وقد ذكرها في كتاباته النثرية، وهي:[٧]
- انتحار شقيقته بسبب رفض أهلها الزواج بمن تحب، فقد كان موتها أحد العوامل النفسية التي دفعته للكتابة عن المرأة والحب بكل طاقته، ولذلك أطلق عليه لقب شاعر المرأة.
- وفاة والدته التي كانت بالنسبة له مصدر العطف والحنان إذ كانت تُوليه رعاية خاصة، فحين فقدها تولّد لديه شعور بالحرمان.
- وفاة والده الذي كان بالنسبة إليه رمزاً من رموز الوطن، فموته زَرَع في نفسه الخوف من المستقبل.
- شعوره بعدم الاستقرار نتيجة سفره المستمر وإحساسه الدائم بالغربة والحنين إلى الوطن.
- قضية فلسطين لا سيما أحداث حزيران، كونت لديه إحساساً بالضياع.
- أحداث بيروت وما حدث فيها من دمار وخراب.
- المرض الذي أصابه في قلبه، ولّد لديه إحساس بالقلق والخوف من الموت.
- وفاة زوجته بلقيس التي أحبها كثيراً.
الجوائز التي حصل عليها الشاعر نزار قبّاني
نال نزار قباني العديد من الجوائز والأوسمة العربية والعالمية، منها:[٦]
- وسام الجمهور من المحيط إلى الخليج وهو أرفع وسام حصل عليه.
- وسام الاستحقاق الثّقافي الإسباني عام 1964م، وقد حصل على هذا الوسام تقديراً لجهوده في إقامة الصلات الثقافية بين العرب وإسبانيا.
- جائزة سلطان بن علي العویص للإنجاز العلمي والثقافي، حصل عليها في دبي في 24 آذار/مارس عام 1994م.
- وسام الغار قدمه له النّادي السوري الأمریكي في بلدیة دمشق (C,D) في 24 أيار/مايو عام 1994م.
- میدالیة التّقدیر الثقافي قدمتها له الجمعیة الطبیّة العربیّة الأمریكیّة، لجنة الثقافة والتّرك لكیفلان بونیه عام 1994م.
- عضویة شرفیة في جمعیة خریجي الجامعة الأمریكیّة في بیروت، وحصل على درع الجمعية في 30 تشرين الثاني/نوفمبر عام 1995م.
- جائزة جبران العالمیّة، قدمتها له رابطة إحیاء التّراث العربي، في سیدني، أسترالیا.
وفاة الشاعر نزار قبّاني
توفي الشاعر نزار قباني في بريطانيا في مدينة لندن يوم الخميس بتاريخ 30 نيسان/ إبريل عام 1998م، وقد نُقِل جثمانه إلى سوريا حيث دفن في دمشق في مقابر العائلة بناءً على وصيته التي قال فيها يصف دمشق: (هي الرحم الذي علمني الشعر وعلمني الإبداع، وأهداني أبجدية الياسمين.. وهكذا يعود الطائر إلى بيته، والطفل إلى صدر أمه)، وهكذا انتهت رحلة الشاعر نزار قباني وعاد إلى وطنه ليحتضنه ثراه.[٣]
أبيات شعريّة من قصائد نزار قبّاني
أبيات قصيدة (أسألك الرحيل)[١٤]
لنفترق قليلا..
لخيرِ هذا الحُبِّ يا حبيبي
وخيرنا..
لنفترق قليلا
لأنني أريدُ أن تزيدَ في محبتي
أريدُ أن تكرهني قليلا
بحقِّ ما لدينا..
من ذِكَرٍ غاليةٍ كانت على كِلَينا..
أبيات من قصيدة (حب بلا حدود)[١٥]
يا سيِّدتي:
كنتِ أهم امرأةٍ في تاريخي
قبل رحيل العامْ.
أنتِ الآنَ.. أهمُّ امرأةٍ
بعد ولادة هذا العامْ..
أنتِ امرأةٌ لا أحسبها بالساعاتِ وبالأيَّامْ.
أبيات من قصيدة (إلى تلميذة)[١٦]
قُلْ لي -ولو كذباً- كلاماً ناعماً
قد كادً يقتُلُني بك التمثالُ
مازلتِ في فن المحبة .. طفلةً
بيني وبينك أبحر وجبالُ
لم تستطيعي، بَعْدُ، أن تَتَفهَّمي
أن الرجال جميعهم أطفالُ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الروي: هو الحرف الذي يتكرر في آخر كل بيت في القصيدة، وتُسمى به، مثلاً يتكرر حرف الراء، أو الألف، وغيرها.[١٧]
المراجع
- ^ أ ب ت علي العرود، جدلية نزار قباني في النقد العربي الحديث، الأردن- إربد: دار الكتاب الثقافي، صفحة 1،5،11،12. بتصرّف.
- ↑ هالة العبوشي، دراسة أسلوبية في شعر الحب عند نزار قباني، الأردن: جامعة فلادلفيا، صفحة 115. بتصرّف.
- ^ أ ب جواد زاده، مظاهر أدب المقاومة في شعر نزار قباني، صفحة 6. بتصرّف.
- ↑ أسيل الدليمي (2016)، الإنزياح الأسلوبي دراسة في نثر نزار قباني، الأردن: جامعة الشرق الأوسط، صفحة 43. بتصرّف.
- ↑ حسن الأبيض (1919)، يوم الشاعر نزار قباني في جامعة بلمند، بيروت: جامعة بلمند، صفحة 5. بتصرّف.
- ^ أ ب فرحوم كريمة، بلحديد سهام (2013)، ظاهرة التكرار في شعر نزار قباني، الجزائر: جامعة أكلي محند أولحاج، صفحة 8 ،7، 4. بتصرّف.
- ^ أ ب وفاء العزي، بسام سليمان (2007-5-24)، “بناء المقالة عند نزار قباني”، مجلة أبحاث كلية التربية الأساسية، العدد 1، المجلد 6، صفحة 284. بتصرّف.
- ↑ شعر نزار قباني السياسي قبل نكسة 1967م، صفحة 4،3. بتصرّف.
- ↑ محمود شوش (2018-6)، “المرأة في شعر نزار قباني”، Journal of Bitlis Eren University ، العدد 1، صفحة 7. بتصرّف.
- ^ أ ب فرزانه كوشككي، ريحانة ملازادة (1438-11-30)، “توظيف الشعر العربي المعاصرفي تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها( شعر نزار قباني نموذجا)”، دراسات في تعليم اللغة العربية وتعلمها، العدد 2، صفحة 8،9. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث ج هجيرة قادري، زريقة طاوطاو (2014م)، شعرية الإيقاع في شعر نزار قباني، الجزائر: جامعة العربي بن مهدي- أم البواقي، صفحة 70، 69 ،65 ،64 ،47-49. بتصرّف.
- ↑ “قصيدة بلقيس”، adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 24-3-2020. بتصرّف.
- ↑ عدنان عبيدات (1997)، “مفهوم الشعر عند نزار قباني”، مجلة مركز الوثائق والدراسات الإنسانية جامعة قطر، العدد التاسع، صفحة 368-369. بتصرّف.
- ↑ “نزار قباني :أسألك الرحيل”، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 220-3-14. بتصرّف.
- ↑ “نزار قباني: حب بلا حدود”، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-3-14. بتصرّف.
- ↑ ” إلى تلميذة”، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 220-3-14. بتصرّف.
- ↑ احمد رشيد وهاب الموسوي (19-1-2018)، “تعريف القافية”، uobabylon.edu.iq، اطّلع عليه بتاريخ 24-3-2020. بتصرّف.