أبرز شعراء العصر العباسي الثاني

الشريف الرضي

أبو الحسن محمّد بن الحسين بن موسى بن محمّد بن موسى بن إبراهيم (الكاظم)، ولُقّب بالشريف الرضي، وقد حظي والده أبو أحمد بمكانة عظيمة، وولد الشريف الرضي ونشأ في مدينة بغداد عام 969م، ودرس علوم اللغة، والأدب، وتعلّم على يد أشهر علماء بغداد علوم العربيّة، والأدب، والبلاغة، والفقه، والتفسير، والحديث، والكلام، وتميّز بشاعريّته وفقهه، فكان نقيباً للطالبيين في عهد الدولة العباسيّة حتّى وفاته، وتميّز شعره بالبلاغة، وعذوبة اللفظ، وقوّة المعاني، واستقامة العروض، حيثُ إنّه نظم في موضوعات الشعر المتعدّدة؛ كالغزل، والفخر، والرثاء، ومن الجدير بالذكر أنَّه كان أحد فحول الشعراء؛ إذ نظم الشعر في العاشرة من عمره.[١]

البحتريّ

البحتريّ هو أبو عبادة الوليد بن عبيد الطائيّ، ولُقّب بالبحتريّ نسبةً إلى عشيرته بُحتر، وقد وُلد عام 204هـ في منطقة منبج شمال شرق مدينة حلب، وتوفي في عام 284هـ، وظهرت موهبته الشعريّة في وقت مُبكّر من حياته، حيثُ نظم في العديد من الموضوعات الشعريّة، ويُعدّ المدح من أهم موضوعات البحتريّ الشعريّة، حيث إنّه عاش مادحاً للخلفاء العباسيين من المتوكّل إلى المعتضد، ومن أشعاره في مدح بني العباس الأبيات الآتية:[٢]

شرفا بنيّ العباس إنّ أبـاكـم

عمّ النبيّ وعيصه المتفرّع

إنّ الفضيلة للذي استسقى بـه

عمر وشفّع إذ غدا يستشفع

وأرى الخلافة وهي أعظم رتبة

حقّا لكم ووراثة مـاتنـزع

أعطاكموها الله عن علم بكـم

والله يعطي من يشاء ويمنع

ابن الروميّ

ابن الروميّ هو علي بن العباس بن جريج، وهو يونانيّ الأصل، وقد نشأ موالياً لعبد الله بن عيسى بن جعفر المنصور العباسيّ، وعاش في رحاب أسرةٍ ميسورة الحال، حيث التحق بالدراسة في الكتاتيب التي اهتمّت بتحفيظ القرآن الكريم، وتدريس النحو، وبعض الأشعار، والخطب، وبعض المسائل الحسابيّة، وانخرط في حلقات العلماء في المساجد، كما برزت موهبته الشعريّة في فترة مبكّرة من حياته؛ حيث كتب أبياتاً في هجاء زميله جعفر أحد زملائه في الكُتّاب، واتخذ من الشعر مهنةً لكسب المال،[٣] ومن أشعاره الأبيات الآتية:[٤]

أذاقتنيَ الأسفارُ ما كَرَّه الغِنَى

الى ّ وأغراني برفض المطالب

فأصبحت في الاثراء أزهد زاهدٍ

وإن كنتُ في الاثراء أرغبُ راغب

حريصاً، جباناً، أشتهي ثم أنتهي

بلحظي جنابَ الرزق لحظ المراقب

ابن المعتز

ابن المعتز هو عبد الله بن محمّد المعتز بالله، وهو ابن المتوكّل بن المعتصم بن الرشيد العباسيّ، كان يُكنّى بأبي العباس، وقد وُلد هذا الشاعر المُبدع في مدينة بغداد، واهتمّ بالأدب كثيراً، إذ كان يقصد فصحاء الأعراب لينهل منهم، وقيّل إنَّه خليفة يومٍ وليلة؛ حيث شهدت أيّامه خلافة المقتدر العباسيّ، وتمّ خلعه عن الخلافة، وبعد ذلك بايع الناس ابن المعتز على الخلافة، فأقام خليفةً عليهم مدّة يومٍ وليلة، ثمّ أتى عليه غُلمان المقتدر وخلعوه عن الحكم، ورجع المقتدر إلى الحكم، وتمكّن من القبض على ابن المعتز، وسلّمه إلى خادمه الذي قتله خنقاً.[٥]

المراجع

  1. فالح نصيف الحجية ، شعراء العصر العباسي ، صفحة 40-43. بتصرّف.
  2. ثائر سمير حسن الشمري (6-4-2011)، “البحتري”، www.uobabylon.edu.iq، اطّلع عليه بتاريخ 16-5-2019. بتصرّف.
  3. شوقي ضيف ، العصر العباسي الثاني (الطبعة الطبعة: ألثانية عشر )، بيروت : دار المعارف ، صفحة 296-300. بتصرّف.
  4. “أذاقتنيَ الأسفارُ ما كَرَّه الغِنَى”، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 16-5-2019. بتصرّف.
  5. “نبذة حول : ابن المعتز”، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 16-5-2019.