شعر عن الوطن
الوطن
الوطن كلمة تُداعب حروفها الأسماع، وتسلب نغماتها الألباب، وقد قيل في الأثر (حُب الأوطان من الإيمان)، فمن منّا لا يُحب وطنه ؟ ومن منّا لا يعشق الانتماء إلى وطن؟ تُذرف الدّموع عند فراق الوطن، وتسيل الدّماء رخيصةً دفاعاً عن الوطن، وتنسى كل شيءٍ ولا شيء في الدنيا ينسيك الوطن.
شعر عن الوطن
- وطني عليك تحيتي وسلامي
وقف بحلّي غربتي ومقامي
وطني إليك أحنُ في سفرفي وفي
حضري أجل وبيقظتي ومنامي
وطني ولي بك ما بغيرك لم يكن
من كوثر عذب ودار سلام
وطني وإن نقلت شذاك لي الصبا
هاجت شجوني وتفتح كلامي
وطني ويلويني لدى خطراتها
ذكر الصبا ومراتع الآرام
وطني وأدعو في ظلام الليل أن
لا يبتليك الله بالظّلام
وطني وأرجو أن يدوم لك الهنا
أبداً بظلّ عدالة الحكّام
وطني بروحي افتديك إذا التوت
عنك الرّعاة وطاشَ سهم الحامي
وطني إذا ما شاك مجدك شائك
فكأنما هو ناخر بعظامي
وطني إذا ما شان فضلك شائن
فأنا الغيور وعزة الإسلام
وطني العزيز وفيك كل صبابتي
وتدلّهي وتولّهي وهيامي
وطني العزيز وعنك خلت محدّثي
أنحى على سمعي ببنت الجام
وطني العزيز وإن ألمّ بك الأسى
قامت بقلبي سائر الآلام
وطني العزيز وأنت حنّتي التي
فيها أعدّ العيش من أيامي
وطني العزيز وأنت من يحلو به
غزلي وتشبيبي وسجع نظامي
وطني العزيز وأنت من أدعو له
عُقبى صلاتي دائماً وصيامي
وعلاك في الأوطان جلّ مطالبي
ومآربي ومقاصدي ومرامي
وإذا أضلّ الحزم قومك تلقني
أبكي بعيني عروة بن حزام
فالمجد ما قد جددتموه بجدكم
لا ذكر أجداد قدمن كرام
والعلم أصلٌ للمفاخر كلها
وبنوره ينجاب كل ظلام
فيه الحياة لكل مجد تالد
أو طارف كالروح للأجسام
- وطني إليك تحيتي وسلامي
الحب يغمرني يزيد هيامي
كل القلوب تزاحمت وبصدقها
كي تلقى حبّك فلتزيد مقامي
- وطني ..
يا من عشقت هواءك وتغزّلت
بسمائك وراقصت نجومك
وداعبت ترابك وتمايلت دلالاً
في أحضانك أحبــــــك يا وطني
وأرتوي بمائك، وأشقي بعدك
وأموت فداء لك يا وطني
وطني ..
- وطني وأنت الحب ينعش خافقي
فأراك في دنيا الوجود الأجملا
وطني سموت على الدنى قدسية
حرماً له تهفو القلوب لتنهلا
- نحن لجل الوطن كلنا جنوده
مع القاده توحدنا بحياده
كريمٍ موطني ربي يزوده
بخير وعز وأمجاد وريادهْ
- سلاماً موطن الأخيار
سلاماً قبلة الأسفار
سلاماً موطني الغالي
بعد الرمل والأحجار
عمان المجد ملهمتي
وتاريخ يعتلي المضمار
- وطني اُحِبُكَ لا بديل
أتريدُ من قولي دليل
سيظلُ حُبك في دمي
لا لن أحيد ولن أميل
سيضلُ ذِكرُكَ في فمي
ووصيتي في كل جيل
حُبُ الوطن ليسَ إدّعاء
حُبُ الوطن عملٌ ثقيل
ودليلُ حُبي يا بلادي
سيشهد به الزمنُ الطويل
فأنا أُجاهِدُ صابراً
لاِحُققَ الهدفَ النبيل
عمري سأعملُ مُخلِصاً
يُعطي ولن اُصبح بخيل
وطني يا مأوى الطفولة
علمتني الخلقُ الأصيل
قسماً بمن فطر السماء
ألا اُفرِِطَ َ في الجميل
فأنا السلاحُ المُنفجِر
في وجهِ حاقدٍ أو عميل
وأنا اللّهيب ُ المشتعل
لِكُلِ ساقط أو دخيل
سأكونُ سيفاً قاطعاً
فأنا شجاعٌ لا ذليل
عهدُ عليا يا وطن
نذرٌ عليا يا جليل
سأكون ناصح ُمؤتمن
لِكُلِ من عشِقَ الرحيل
- وطني عشقتك منذ ولدت وغرّدت في الكون نفسي
واستلهمت روحي نشيدك من مآتمنا وعرسي
وغدتْ خمائلك التي من جدول الشهـداء نَســـقي
أملاً يلوح لخاطري ما زلــت ألمحـه بأمســـي
وطـني هواؤك عطـرنا وبطيبه لا زلـت أحــيا
وشعـاع شمسك دوحـة ستظلّ للشعراء وَحـــيا
كم هزّني شوقـي إليك وكنت للأرواح محـــيا
ستـظل نبضـاً في فــؤادٍ ودّع الدنـيا لتحــيا
وطني لأنت الروضة الخضراء من جـنات ربّــي
فيك القداســة والطهـارة إنها زادي وحـــبِّي
فـيك المحبة والبساطة شمعـتان يـُنِرْنَ دربــي
فيك المودة والرضى مغـروستان بعمـق قلبــي
وطـني ربـيع دائم في ظّله نسـعى ونـلهــو
نجني الـورود من الخمائل كالفراش إليه نهفــو
ونطير من شغـف الجوى وبخلده ندعو ونشــدو
ونعانق المجد التليد وفرحة الأجيــال تسمــو
وطـني قصائـد عشقنـا تروي مع الأزمان لحنـاً
كلماتهـا نقشت على جدُر الفـؤاد هـوى ومعنـى
والأهل والسمار في بلدي أحالـوا مأتمـي مغنـى
وطني ستبقى فـي عـيون الدهر للأجيال عيــنا
جنـد السـماء تراهمُ حِمَمَاً قعوداً أو قيامـــاً
هتفـوا جميعـاً موطني للحب والدنيا سلامـــا