قصيدة للشاعر أحمد شوقي
أحمد شوقي
أحمد شوقي شاعر وأديب مصري ولد في السادس عشر من تشرين الأول سنة 1868م في مدينة القاهرة القديمة ودرس الترجمة وتخرج سنة 1887م ودرس الحقوق في فرنسا، وجمع أحمد شوقي شعره في ديوانه الشوقيات الذي صدر في أربعة أجزاء، وكتب العديد من المسرحيات الشعرية، ومنها: علي بك الكبير، ومجنون ليلى، ومصرع كليوباترا، وقمبيز، وعنترة وأميرة الأندلس، وتوفي في الرابع عشر من تشرين الأول سنة 1932م.
قصيدة ولد الهدى فالكائنات ضياء
تُعدّ القصيدة من أجمل قصائد أمير الشعراء أحمد شوقي في مدح يوم ميلاد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ويصف بها سعادة الزمان والتاريخ بمولد النبي ويشير بقصيدته إلى معجزة النبي الخالدة:[١]
وُلِـدَ الـهُـدى فَـالكائِناتُ ضِياءُ
- وَفَـمُ الـزَمـانِ تَـبَـسُّـمٌ وَثَناءُ
الـروحُ وَالـمَـلَأُ الـمَلائِكُ حَولَهُ
- لِـلـديـنِ وَالـدُنـيـا بِهِ بُشَراءُ
وَالـعَـرشُ يَزهو وَالحَظيرَةُ تَزدَهي
- وَالـمُـنـتَـهى وَالسِدرَةُ العَصماءُ
وَحَـديـقَـةُ الفُرقانِ ضاحِكَةُ الرُبا
- بِـالـتُـرجُـمـ انِ شَـذِيَّةٌ غَنّاءُ
وَالـوَحيُ يَقطُرُ سَلسَلاً مِن سَلسَلٍ
- وَالـلَـوحُ وَالـقَـلَـمُ البَديعُ رُواءُ
نُـظِمَت أَسامي الرُسلِ فَهيَ صَحيفَةٌ
- فـي الـلَـوحِ وَاِسمُ مُحَمَّدٍ طُغَراءُ
اِسـمُ الـجَـلالَةِ في بَديعِ حُروفِهِ
- أَلِـفٌ هُـنـالِـكَ وَاِسمُ طَهَ الباءُ
يـا خَـيـرَ مَن جاءَ الوُجودَ تَحِيَّةً
- مِـن مُرسَلينَ إِلى الهُدى بِكَ جاؤوا
بَـيـتُ الـنَـبِـيّينَ الَّذي لا يَلتَقي
- إِلّا الـحَـنـائِـفُ فـيهِ وَالحُنَفاءُ
خَـيـرُ الأُبُـوَّةِ حـازَهُـم لَكَ آدَمٌ
- دونَ الأَنــامِ وَأَحــرَزَت حَـوّاءُ
هُـم أَدرَكـوا عِـزَّ النُبُوَّةِ وَاِنتَهَت
- فـيـهـا إِلَـيـكَ الـعِزَّةُ القَعساءُ
خُـلِـقَـت لِبَيتِكَ وَهوَ مَخلوقٌ لَها
- إِنَّ الـعَـظـائِـمَ كُفؤُها العُظَماءُ
بِـكَ بَـشَّـرَ الـلَهُ السَماءَ فَزُيِّنَت
- وَتَـضَـوَّعَـت مِـسكاً بِكَ الغَبراءُ
وَبَـدا مُـحَـيّـاكَ الَّـذي قَسَماتُهُ
- حَـقٌّ وَغُـرَّتُـهُ هُـدىً وَحَـيـاءُ
وَعَـلَـيـهِ مِـن نورِ النُبُوَّةِ رَونَقٌ
- وَمِـنَ الـخَـلـيلِ وَهَديِهِ سيماءُ
أَثـنـى المَسيحُ عَلَيهِ خَلفَ سَمائِهِ
- وَتَـهَـلَّـلَـت وَاِهـتَـزَّتِ العَذراءُ
يَـومٌ يَـتـيهُ عَلى الزَمانِ صَباحُهُ
- وَمَـسـاؤُهُ بِـمُـحَـمَّـدٍ وَضّاءُ
الـحَـقُّ عـالي الرُكنِ فيهِ مُظَفَّرٌ
- فـي الـمُـلـكِ لا يَعلو عَلَيهِ لِواءُ
ذُعِـرَت عُروشُ الظالِمينَ فَزُلزِلَت
- وَعَـلَـت عَـلـى تيجانِهِم أَصداءُ
وَالـنـارُ خـاوِيَةُ الجَوانِبِ حَولَهُم
- خَـمَـدَت ذَوائِـبُها وَغاضَ الماءُ
وَالآيُ تَـتـرى وَالـخَـوارِقُ جَمَّةٌ
- جِــبـريـلُ رَوّاحٌ بِـهـا غَـدّاءُ
نِـعـمَ الـيَـتيمُ بَدَت مَخايِلُ فَضلِهِ
- وَالـيُـتـمُ رِزقٌ بَـعـضُهُ وَذَكاءُ
فـي الـمَهدِ يُستَسقى الحَيا بِرَجائِهِ
- وَبِـقَـصـدِهِ تُـسـتَـدفَعُ البَأساءُ
بِسِوى الأَمانَةِ في الصِبا وَالصِدقِ لَم
- يَـعـرِفـهُ أَهـلُ الصِدقِ وَالأُمَناءُ
يـا مَن لَهُ الأَخلاقُ ما تَهوى العُلا
- مِـنـهـا وَمـا يَـتَعَشَّقُ الكُبَراءُ
لَـو لَـم تُـقِـم ديناً لَقامَت وَحدَها
- ديـنـاً تُـضـيءُ بِـنـورِهِ الآناءُ
زانَـتـكَ في الخُلُقِ العَظيمِ شَمائِلٌ
- يُـغـرى بِـهِـنَّ وَيـولَعُ الكُرَماءُ
أَمّـا الـجَمالُ فَأَنتَ شَمسُ سَمائِهِ
- وَمَـلاحَـةُ الـصِـدّيـقِ مِنكَ أَياءُ
وَالـحُـسنُ مِن كَرَمِ الوُجوهِ وَخَيرُهُ
- مـا أوتِـيَ الـقُـوّادُ وَالـزُعَماءُ
فَـإِذا سَـخَوتَ بَلَغتَ بِالجودِ المَدى
- وَفَـعَـلـتَ مـا لا تَـفعَلُ الأَنواءُ
وَإِذا عَـفَـوتَ فَـقـادِراً وَمُـقَدَّراً
- لا يَـسـتَـهـيـنُ بِعَفوِكَ الجُهَلاءُ
وَإِذا رَحِــمـتَ فَـأَنـتَ أُمٌّ أَو أَبٌ
- هَـذانِ فـي الـدُنيا هُما الرُحَماءُ
وَإِذا غَـضِـبـتَ فَإِنَّما هِيَ غَضبَةٌ
- فـي الـحَـقِّ لا ضِغنٌ وَلا بَغضاءُ
وَإِذا رَضـيـتَ فَـذاكَ في مَرضاتِهِ
- وَرِضـى الـكَـثـيـرِ تَحَلُّمٌ وَرِياءُ
وَإِذا خَـطَـبـتَ فَـلِـلمَنابِرِ هِزَّةٌ
- تَـعـرو الـنَـدِيَّ وَلِـلقُلوبِ بُكاءُ
وَإِذا قَـضَـيـتَ فَـلا اِرتِيابَ كَأَنَّما
- جـاءَ الـخُصومَ مِنَ السَماءِ قَضاءُ
وَإِذا حَـمَـيـتَ الماءَ لَم يورَد وَلَو
- أَنَّ الـقَـيـاصِـرَ وَالمُلوكَ ظِماءُ
وَإِذا أَجَـرتَ فَـأَنـتَ بَـيتُ اللَهِ لَم
- يَـدخُـل عَـلَـيهِ المُستَجيرَ عَداءُ
وَإِذا مَـلَـكـتَ النَفسَ قُمتَ بِبِرِّها
- وَلَـوَ اَنَّ مـا مَـلَكَت يَداكَ الشاءُ
وَإِذا بَـنَـيـتَ فَـخَيرُ زَوجٍ عِشرَةً
- وَإِذا اِبـتَـنَـيـتَ فَـدونَـكَ الآباءُ
وَإِذا صَـحِـبتَ رَأى الوَفاءَ مُجَسَّماً
- فـي بُـردِكَ الأَصـحابُ وَالخُلَطاءُ
وَإِذا أَخَـذتَ الـعَـهـدَ أَوأَعطَيتَهُ
- فَـجَـمـيـعُ عَـهدِكَ ذِمَّةٌ وَوَفاءُ
وَإِذا مَـشَـيـتَ إِلى العِدا فَغَضَنفَرٌ
- وَإِذا جَـرَيـتَ فَـإِنَّـكَ الـنَـكباءُ
وَتَـمُـدُّ حِـلـمَـكَ لِلسَفيهِ مُدارِياً
- حَـتّـى يَـضيقَ بِعَرضِكَ السُفَهاءُ
فـي كُـلِّ نَـفسٍ مِن سُطاكَ مَهابَةٌ
- وَلِـكُـلِّ نَـفـسٍ فـي نَداكَ رَجاءُ
مملكة النحل
من أروع قصائد أحمد شوقي التي وصف بها السلوك الاجتماعي للنحل وهي عبارة عن حوار بين ملك وملكة النحل يتساءل عن سبب التنظيم والسيطرة في حياة مملكة النحل:[٢]
مَملَكَةٌ مُدَبَّرَةْ
- بِامرَأَةٍ مُؤَمَّرَةْ
تَحمِلُ في العُمّالِ وَالصـ
- ـصُنّاعِ عِبءَ السَيطَرَةْ
فَاعجَب لِعُمّالٍ يُوَلـ
- ـلونَ عَلَيهِم قَيصَرَةْ
تَحكُمُهُمْ راهِبَةً
- ذَكّارَةٌ مُغَبِّرَةْ
عاقِدَةٌ زُنّارَها
- عَن ساقِها مُشَمِّرَةْ
تَلَثَّمَت بِالأُرجُوا
- نِ وَارتَدَتهُ مِئزَرَةْ
وَارتَفَعَت كَأَنَّها
- شَرارَةٌ مُطَيَّرَةْ
وَوَقَعَت لَم تَختَلِجْ
- كَأَنَّها مُسَمَّرَةْ
مَخلوقَةٌ ضَعيفَةٌ
- مِن خُلُقٍ مُصَوَّرَةْ
يا ما أَقَلَّ مُلكَها
- وَما أَجَلَّ خَطَرَةْ
قِف سائِلِ النَحلَ بِهِ
- بِأَيِّ عَقلٍ دَبَّرَةْ
يُجِبكَ بِالأَخلاقِ وَهـ
- ـيَ كَالعُقولِ جَوهَرَةْ
تُغني قُوى الأَخلاقِ ما
- تُغني القُوى المُفَكِّرَةْ
وَيَرفَعُ اللَهُ بِها
- مَن شاءَ حَتّى الحَشَرَةْ
أَلَيسَ في مَملَكَةِ النـ
- ـنَحلِ لِقَومٍ تَبصِرَةْ
مُلكٌ بَناهُ أَهلُهُ
- بِهِمَّةٍ وَمَجدَرَةْ
لَوِ التَمَستَ فيهِ بَطـ
- ـطالَ اليَدَينِ لَم تَرَةْ
تُقتَلُ أَو تُنفى الكُسا
- لى فيهِ غَيرَ مُنذَرَةْ
تَحكُمُ فيهِ قَيصَرَةْ
- في قَومِها مُوَقَّرَةْ
مِنَ الرِجالِ وَقُيو
- دِ حُكمِهِمْ مُحَرَّرَةْ
لا تورِثُ القَومَ وَلَو
- كانوا البَنينَ البَرَرَةْ
المُلكُ لِلإِناثِ في الد
- دُستورِ لا لِلذُكَرَةْ
نَيِّرَةٌ تَنزِلُ عَن
- هالَتِها لِنَيِّرَةْ
فَهَل تُرى تَخشى الطَما
- عَ في الرِجالِ وَالشَرَه
فَطالَما تَلاعَبوا
- بِالهَمَجِ المُصَيَّرَةْ
وَعَبَروا غَفلَتَها
- إِلى الظُهورِ قَنطَرَةْ
وَفي الرِجالِ كَرَمُ الضـ
- ـضَعفِ وَلُؤمُ المَقدِرَةْ
وَفِتنَةُ الرَأيِ وَما
- وَراءَها مِن أَثَرَةْ
أُنثى وَلَكِن في جَنا
- حَيها لَباةٌ مُخدِرَةْ
ذائِدَةٌ عَن حَوضِها
- طارِدَةٌ مَن كَدَّرَه
تَقَلَّدَت إِبرَتَها
- وَادَّرَعَت بِالحَبَرَةْ
كَأَنَّها تُركِيَّةٌ
- قَد رابَطَت بِأَنقَرَةْ
كَأَنَّها جاندَركُ في
- كَتيبَةٍ مُعَسكِرَةْ
تَلقى المُغيرَ بِالجُنو
- دِ الخُشُنِ المُنَمِّرَةْ
السابِغينَ شِكَّةً
- البالِغينَ جَسَرَةْ
قَد نَثَرَتهُمْ جُعبَةٌ
- وَنَفَضَتهُم مِئبَرَةْ
مَن يَبنِ مُلكًا أَو يَذُد
- فَبِالقَنا المُجَرَّرَةْ
إِنَّ الأُمورَ هِمَّةٌ
- لَيسَ الأُمورُ ثَرثَرَةْ
ما المُلكُ إِلّا في ذُرى الـ
- ـأَلوِيَةِ المُنَشَّرَةْ
عَرينُهُ مُذ كانَ لا
- يَحميهِ إِلّا قَسوَرَةْ
رَبُّ النُيوبِ الزُرقِ وَالـ
- ـمَخالِبِ المُذَكَّرَةْ
مالِكَةٌ عامِلَةٌ
- مُصلِحَةٌ مُعَمِّرَةْ
المالُ في أَتباعِها
- لا تَستَبينُ أَثَرَه
لا يَعرِفونَ بَينَهُمْ
- أَصلًا لَهُ مِن ثَمَرَةْ
لَو عَرَفوهُ عَرَفوا
- مِنَ البَلاءِ أَكثَرَه
وَاتَّخَذوا نقابَةً لِ
- أَمرِهِم مُسَيَّرَةْ
سُبحانَ مَن نَزَّهَ عَنـ
- ـهُ مُلكُهُم وَطَهَّرَه
وَساسَهُ بِحُرَّةٍ
- عامِلَةٍ مُسَخَّرَةْ
صاعِدَةٍ في مَعمَلٍ
- مِن مَعمَلٍ مُنحَدِرَةْ
وارِدَةٍ دَسكَرَةً
- صادِرَةٍ عَن دَسكَرَةْ
باكِرَةٍ تَستَنهِضُ الـ
- ـعَصائِبَ المُبَكِّرَةْ
السامِعينَ الطائِعيـ
- ـنَ المُحسِنينَ المَهَرَةْ
مِن كُلِّ مَن خَطَّ البِنا
- ءَ أَو أَقامَ أَسطُرَه
أَو شَدَّ أَصلَ عَقدِهِ
- أَو سَدَّهُ أَو قَوَّرَه
أَو طافَ بِالماءِ عَلى
- جُدرانِهِ المُجَدَّرَةْ
وَتَذهَبُ النَحلُ خِفا
- فًا وَتَجيءُ مُوقَرَةْ
جَوالِبَ الشَمعِ مِنَ الـ
- ـخَمائِلِ المُنَوَّرَةْ
حَوالِبُ الماذِيِّ مِن
- زَهرِ الرِياضِ الشَيِّرَةْ
مَشدودَةٌ جُيوبُها
- عَلى الجَنى مُزَرَّرَةْ
وَكُلُّ خُرطومٍ أَدا
- ةُ العَسَلِ المُقَطِّرَةْ
وَكُلُّ أَنفٍ قانِئٍ
- فيهِ مِنَ الشُهدِ بُرَةْ
حَتّى إِذا جاءَت بِهِ
- جاسَت خِلالَ الأَدوِرَةْ
وَغَيَّبَتهُ كَالسُلا
- فِ في الدِنانِ المُحضَرَةْ
فَهَل رَأَيتَ النَحلَ
- عَن أَمانَةٍ مُقَصِّرَةْ
ما اقتَرَضَت مِن بَقلَةٍ
- أَوِ استَعارَت زَهَرَةْ
أَدَّت إِلى الناسِ بِهِ
- سُكَّرَةً بِسُكَّرَةْ
قصيدة وداع فروق
يقول أمير الشعراء أحمد شوقي في قصيدته عن المشاعر والحزن الشديد عند الوداع والفراق واحتراق القلب من الهم والشوق وقوة الصبر الذي اتصف بها في كتابه الشوقيات:[٣]
تجلد للرحيل فما استطاعا
- وداعا جنة الدنيا وداعا
عسى الأيام تجمعني فإني
- أرى العيش افتراقا واجتماعا
ألا ليت البلاد لها قلوب
- كما للناس تنفطر التياعا
وليت لدى فروق بعض بثي
- وما فعل الفراق غداة راعا
أما والله لو علمت مكاني
- لأنطقت المآذن والقلاعا
حوت رق القواضب والعوالي
- فلما ضفتها حوت اليراعا
سألت القلب عن تلك الليالي
- أكن لياليا أم كن ساعا
فقال القلب بل مرت عجالا
- كدقاتي لذكراها سراعا
أدار محمد وتراث عيسى
- لقد رضياك بينهما مشاعا
فهل نبذ التعصب فيك قوم
- يمد الجهل بينهم النزاعا
أرى الرحمن حصن مسجديه
- بأطول حائط منك امتناعا
فكنت لبيته المحجوج ركنا
- وكنت لبيته الأقصى سطاعا
هواؤك والعيون مفجرات
- كفى بهما من الدنيا متاعا
وشمسك كلما طلعت بأفق
- تخطرت الحياة به شعاعا
وغيدك هن فوق الأرض حور
- أوانس لا نقاب ولا قناعا
حوالى لجة من لازورد
- تعالى الله خلقا وابتداعا
يروح لجينها الجاري ويغدو
- على الفردوس آكاما وقاعا
رزق الله أهل باريس خيراً
وصف الشاعر أحمد شوقي في قصيدته هذه جمال رحلته إلى العاصمة باريس ويقول إنّ الله رزق وأنعم على أهلها بالخير الوفير ومن هذه النعم الفواكه والورود المتعددة شكلاً ولوناً ومنحهم عقولاً مميزة ناضجة:[٤]
رزق الله أهلَ باريسَ خيراً
- وأَرى العقلَ خيرَ ما رُزِقوه
عندهم للثنار والزّهر ممّا
- تُنجِب الأَرضُ مَعْرِضٌ نَسقوه
جنَّة ٌ تَخلِب العقولَ وروضٌ
- تجمع العينُ منه ما فرقوه
من رآه يقول قد حُرموا الفر
- دوسَ لكنْ بسحرهم سرقوه
ما ترى الكَرْم قد تشاكلَ حتى
- لورآه السُّقاة ُما حقَّقوه
يُسْكِرُ الناظرين كَرْماً ولمَّا
- تَعْتَصِرْهُ يَدٌ ولاعتَّقوه
صوروه كما تشاءُون حتى
- عَجبَ الناسُ كيفَ لم يُنطِقُوه
يجدُ المتَّقي يد الله فيه
- ويقول الجَحودُ قد خَلَقوه
المراجع
- ↑ احمد شوقي، “ولد الهدى فالكائنات ضياء”، /www.aldiwan.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-5-3.
- ↑ احمد شوقي، “مملكة النحل”، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 2019-5-3.
- ↑ أحمد شوقي (1988)، الشوقيات، بيروت: دار العودة، صفحة 154-155.
- ↑ احمد شوقي، “رزق الله أهلَ باريسَ خيراً”، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 2019-5-3.