أبيات شعر تتحدث عن جمال الربيع

الربيع

يحل الربيع ومعه الزهور الجميلة، والروائح العطرة، والشمس الدافئة التي تبعث السكينة بالنفس، فتتمايل الأشجار والزهور طرباً وتراقصاً على أنغام النسيم العذب، وتظهر الفراشات بألوانها الزهية لتزين لوحة الربيع، وتضفي عليها الرونق الخاص، ليبقى الربيع اللوحة الفنية الخالدة التي يعجز عن رسمها ووصفها أمهر فنان، وفي هذه المقالة سنقدم لكم أجمل الشعر الذي قاله الشعراء عن الربيع.

قصيدة سحر الربيع

قصيدة سحر الربيع هي للشاعر عبدالله البردوني، الذي ولد في قرية برودن باليمن عام 1929م، وتخرج من دار العلوم في صنعاء عام 1953م وعُين أستاذاً للعربية بذات المدرسة، وله عدة دواوين ومنها: كائنات الشوق الاخر، ووجوه دخانية في مرايا الليل، وفي طريق الفجر، والسفر إلى الأيام الخضر، وترجمة رملية لأعراس الغبار، ورواغ المصابيح، أما قصيدته سحر الربيع من ديوان من أرض بلقيس وقد قال فيها:[١]

رصّع الدنيا أغاريد وشعرا

وتفجر يا ربيع الحبّ سكرا

وافرش الأرض شعاع و ندى

وترقرق في الفضا سحرا وإغرا

يا ربيع الحبّ لاقتك المنى

تحتسي من جوّك سحرا

يا عروس الشعر صفّق للغنا

ترقص في ضفاف الشعر كبرا

أسفرت دنياك للشعر كما

أسفرت للعاشق المحروم عذرا

فهنا الطير تغنّي وهنا

جدول يذري الغنا ريذا وطهرا

وصبايا الفجر في حضن السنا

تنثر الأفراح والإلهام نثرا

و السهول الخضر تشدو و الربّا

جوقة تجلو صبايا اللّحن خضرا

فكأنّ الجو عزف مسكر

والحياة الغضّة الممراح سكرى

والرياحين شذيّات الغنا

تبعث اللّحن مع الأنسام عطرا

وكأنّ الرّوض في بهجته

شاعر يبتكر الأنغام زهرا

وكأنّ الورد في أشواكه

مهج أذكى عليها الحبّ جمرا

وكأنّ الفجر في زهر الربا

قبلة عطريّة الأنفاس حرّا

يا ربيع الحبّ يا فجر الهوى

ما أحيلاك وما أشذاك نشرا

طلعة فوجا وجوّ شاعر

عاطفيّ كلّه شوق وذكرى

تبعث الدنيا حسنها

مثلما تجلو ليالي العرس بكرا

وتبثّ الحبّ في الأحجار لو

أنّ للأحجار أكبادا وصدرا

أنت فجر كلّما ذرّ الندى

أنبتت من نوره الأغصان فجرا

أنت ما أنت جمال سائل

لم يدع فوق بساط الأرض شبرا

وفتون ملهم يضفي على

صبوات الفن إلهاما و فكرا

ترانيما وفنّا كلّه

عبقريّات توشّي الأرض تبرا

ما ربيع الحبّ يا شعر و ما

سحره أنت بسحر الكون أدرى

كلّما أورقت الأعشاب في

حضنه أورقت الأرواح بشرى

هو سرّ الأرض غذّته السما

و جلته فتنا بيضا و سمرا

ورواها الفنّ لحنا للهوى

وأدارته كئوس الزهر خمرا

منظر أودعه فنّ السما

من فنون الخلد والآيات سرّا

قصيدة ضحك الربيعُ إلى بكى الديم

قصيدة ضحك الربيعُ هي للشاعر ابن الرومي واسمه علي بن العباس بن جريج أو جورجيس الرومي، رومي الأصل ولد في بغداد، وتوفي مسموماً فيها، والذي دس له السم هو القاسم بن عبيد، أما قصيدته ضحك الربيع فقال فيها:[٢]

ضحك الربيعُ إلى بكى الديم

وغدا يسوى النبتَ بالقممِ

من بين أخضرَ لابسٍ كمماً

خُضْراً، وأزهرَ غير ذي كُمَم

متلاحق الأطراف متسقٌ

فكأنَّه قد طُمَّ بالجَلم

مُتَبلِّجِ الضَّحواتِ مُشرِقها

متأرّجُ الأسحار والعتم

تجد الوحوشُ به كفايتَها

والطيرُ فيه عتيدةُ الطِّعَم

فظباؤه تضحى بمنتطَح

وحمامُه تَضْحِي بمختصم

والروضُ في قِطَع الزبرجد والـ

ياقوتُ تحت لآلىءٍ تُؤم

طلٌّ يرقرقه على ورقٍ

هاتيك أو خيلانُ غاليةٍ

وأرى البليغَ قُصورَ مُبْلغِه

فغدا يهُزُّ أثائثَ الجُمم

والدولة ُ الزهراءُ والزمن الـ

هارُ حسبُك شافَيْى قَرَم

إن الربيعَ لكالشَّباب وإنْ

صيف يكسعه لكالهرم

أشقائقَ النُّعمانِ بين رُبَى

نُعمانَ أنتِ محاسنُ النِّعم

غدتِ الشقائقُ وهْي واصفة

آلاء ذى الجبروت والعظم

تَرَفٌ لأبصارٍ كُحلنَ بها

ليُرين كيف عجائبُ الحكم

شُعَلٌ تزيدك في النهار سنًى

وتُضيءُ في مُحْلَوْلك الظُّلمِ

أعجب بها شعلا على فحم

لم تشتعل في ذلك الفحم

وكأنما لُمَعُ السوادِ إلى

ما احمرَّ منها في ضُحَى الرَهَم

حَدَقُ العواشق وسِّطَتْ مُقَلاً

نَهلت وعلّت من دموع دم

يا للشقائق إنها قِسَمٌ

تُزهى بها الأبصارُ في القسم

ما كان يُهدى مثلَها تُحفاً

إلا تطوّل بارئِ النسم

برق الربيع لنا برونق مائه

قصيدة برق الربيع هي للشاعر بديع الزمان الهمذاني، واسمه أحمد بن الحسين بن يحيى الهمذاني، أبو الفضل ولد في همذان، وهو أحد أئمة الكتاب، وعرف بقوة حفظه وأكثر مقاماته ارتجال، وقد قيل إنه كان يكتب الكتاب بدءاً بأخر سطر ثم إلى أول سطر، أما وفاته فقد توفي في هراة مسموماً، ولقد نظم قصيدة بعنوان برق الربيع لنا برونق مائه وقال فيها:[٣]

برق الربيع لنا برونق مائه

فانظر لروعةِ أرضه وسمائهِ

فالترب بين ممسك ومعنبر

من نوره بل مائه وروائه

والماء بين مُصندل ومكفر

من حسن كدرته ولون صفائه

والطير مثل المحسنات صوادح

مثل المغنّي شادياً بغنائه

والورد ليس بممسك رياه بل

يُهدي لنا نفحاته من مائه

زمن الربيع جلبت أزكى متجر

وجلوت للرائين خير جلائه

فكأنه هذا الرئيس إذا بدا

في خلقه وصفائه وعطائه

يعشو إليه المجتدي والمجتني

والمجتوي هو هارب بذَمائه

ما البحر في تزخاره والغيث في

أمطاره والجوْد في أنوائهِ

بأجلَ منه مواهباً ورغائباً

لا زال هذا المجد حول فنائه

والسادة الباقون سادة عصره

متمدحين بمدحه وثنائهِ

شعر عن الربيع

ربيع سريع

قصيدة ربيع سريع هي للشاعر محمود درويش وهو شاعر فلسطيني ولد في قرية البروة، ولجأ الى لبنان وهو في السابعة من عمره ثم عاد الى فلسطين ودرس الابتدائية في مدرسة دير الأسد، أما تعليمه الثانوي فكان في قرية كفر ياسيف، وتميزت حياته في كتابة الشعر والمقالات واشترك في تحرير جريدة الفجر، كما شغل منصب الرئيس في رابطة الكتاب والصحفيين الفلسطينيين، كما عمل كمحرر في مجلة الكرمل، أما قصيدته ربيع سريع فقد قال فيها:[٤]

مَرَّ الربيعُ سريعاً

مثل خاطرةٍ طارت من البالِ-

قال الشاعر القَلِقُ

في البدء، أَعجبه إيقاعُهُ

فمشى سطراً فسطراً

لعلَّ الشكل ينبثقُ

وقال: قافيةٌ أخرى

تساعدني على الغناء

فيصفو القلبُ والأُفُقْ

مَرَّ الربيع بنا

لم ينتظر أَحداً

لم تنتظرنا “عصا الراعي”

ولا الحَبَقَ

غنّي، ولم يجد المعنى

وأَطربَهُ

إيقاع أُغنية ضاقت بها الطُرُقُ

وقال: قد يُولَدُ المعنى

مصادفةً

وقد يكون ربيعي…ذلك القَلَقُ!

وفد الربيع إليك قبل أوانه

جبران خليل جبران، ولد جبران في بلدة بشراي شمال لبنان عام 1883م، ثم ذهب الى أمريكا في عام 1895م ودرس هناك فن التصوير ثم عاد الى لبنان، أما مؤلفاته باللغة العربية فكانت: الأروح المتمردة، والعواصف، ودمعة وابتسامة، والأجنحة المتكسرة، أما ما قاله في شعره فكان:[٥]

وفد الربيع إليك قبل أوانه

يهدي حلى جناته الفيحاء

من كل بارعة الجمال يرى بها

شبه لبعض خلالك الحسناء

في النظم أو في النثر من طاقاتها

لطف البيان ورونق الإخفاء

نم البديع بحسنها فرأى النهى

من فنها ما ليس بالمترائي

أبهج بإكليل الزفاف وقد جلا

للعين كل أثيرة غراء

لو شئت صيغ من الفريد وما وفى

لكن أبيت وكان خير إباء

هل في يد الدهقان أبهج زينة

من زينة البستان للعذراء

الربيع

ولد الشاعر إبراهيم ناجي في حي شبرا بالقاهرة عام 1898م، وتخرج من مدرسة الطب في عام 1922م، وعمل طبيباً في وزارة المواصلات، وفي وزارة الصحة بعد ذلك، وأخيراً في وزارة الأوقاف بوظيفة مراقب عام للقسم الطبي، ومن أشهر دواوينه: ليالي القاهرة، والطائر الجريح، ووراء الغمام، وفي معبد الليل، وأما ما قاله عن الربيع فكان:[٦]

مرحى ومرحى يا ربيع العامِ

أشرق فدْتك مشارقُ الأيامِ

بعد الشتاء وبعد طولِ عبوسه

أرِنا بشاشةَ ثغرِكَ البسّامِ

وابعث لنا أرجَ النسيمِ معطراً

متخطراً كخواطر الأحلامِ

المراجع

  1. عبدالله البردوني (2002 م)، ديوان عبدالله البردوني، صنعاء: الهيئة العامة للكتاب، صفحة 71-72-73.
  2. ابن الرومي، “ضحك الربيعُ إلى بكى الديم”، www.adab.com.
  3. بديع الزمان الهمذاني، “برق الربيع لنا برونق مائه”، www.aldiwan.net.
  4. محمود درويش، “ربيع سريع”، www.aldiwan.net.
  5. جبران خليل جبران، “وفد الربيع إليك قبل أوانه”، www.adab.com.
  6. إبراهيم ناجي، “الربيع”، www.adab.com.