أشعار عن جمال الطبيعة

أجمل الأشعار عن الطبيعة و جمالها

  • يقول الشاعر ابن سهل الأندلسي:

الأرضُ قد لبِستْ رِداءً أخضَرا

و الطلُّ ينثرُ في رباها جوهرا

هاجتْ فخِلتُ الزَّهرَ كافوراً بها

وحسِبتُ فيها التُّربَ مِسكاً أذفَرا

وكأنَّ سوسنها يصافحُ وردها

ثغرٌ يقبلُ منه خداً أحمرا

والنهرُ ما بينَ الرّياضِ تخالُه

سَيفاً تَعَلّقَ في نِجَادٍ أخضَرا

وجرت بصفحته الصبا فحسبتها

كَفّاً تُنَمِّقُ في الصَّحيفة ِ أسطُرا

وكأنّه إذ لاحَ ناصِعُ فِضّة ٍ

جعلتهُ كفُّ الشمسِ تبراً أصفرا

أو كالخدودِ بدَتْ لَنَا مُبيَضَّة ً

فارْتَدَّ بالخَجَلِ البياضُ معصْفرا

والطّيرُ قد قامت عليه خَطِيبَة ً

لم تتخذْ إلاَّ الأراكة َ منبرا

تلك الطبيعة، قِف بنا يا ساري

حتى أُريكَ بديعَ صُنْعِ الباري

الأَرضُ حولك والسماءُ اهتزَّتا

لروائع الآياتِ والآثار

من كلّ ناطقة ِ الجلال، كأَنها

أُمُّ الكتاب على لسان القاري
  • ويقول أيضاً:

أَمِنَ البَحرِ صائِغٌ عَبقَرِيٌّ

بِالرِمالِ النَواعِمِ البيضِ مُغرى

طافَ تَحتَ الضُحى عَلَيهُنَّ وَالجَو

هَرُ في سوقِهِ يُباعُ وَيُشرى

جِئنَهُ في مَعاصِمٍ وَنُحورٍ

فَكَسا مِعصَماً وَآخَرَ عَرّى

وَأَبى أَن يُقَلِّدَ الدُرَّ وَاليا

قوتَ نَحراً وَقَلَّدَ الماسَ نَحرا

وَتَرى خاتماً وَراءَ بَنانٍ

روَبَناناً مِنَ الخَواتِمِ صِفرا

وَسِواراً يَزينُ زَندَ كَعابٍ

وَسِواراً مِن زَندِ حَسناءَ فَرّا

وَتَرى الغيدَ لُؤلُؤاً ثَمَّ رَطباً

وَجُماناً حَوالِيَ الماءِ نَثرا

وَكَأَنَّ السَماءَ وَالماءَ شِقّا

صَدَفٍ حُمِّلا رَفيفاً وَدُرّا

وَكَأَنَّ السَماءَ وَالماءَ عُرسٌ

مُترَعُ المَهرَجانِ لَمحاً وَعِطرا

أَو رَبيعٌ مِن ريشَةِ الفَنِّ أَبهى

مِن رَبيعِ الرُبى وَأَفتَنُ زَهرا

قصيدة الطبيعة

  • يقول الشاعر إيليا أبو ماضي:

روض إذا زرته كئيبا

نفّس عن قلبك الكروبا

يعيد قلب الخليّ مغرا

و ينسى العاشق الحبيبا

إذا بكاه الغمام شقّت

من الأسى زهرة الجيوبا

تلقى لديه الصّفا ضروبا

و لست تلقى له ضريبا

و شاه قطر الندى فأضحى

رداؤه معلما قشيبا

فمن غصون تميس تيها

و من زهور تضوع طيبا

و من طيور إذا تغنّت

عاد المعنّى بها طروبا

و نرجس كالرقيب يرنو

و ليس ما يقتضي رقيبا

و أقحوان يريك درّا

و جلّنار حكى اللّهيبا

و جدول لا يزال يجري

كأنّه يقتفي مريبا

تسمع طورا له خريرا

و تارة في الثرى دبيبا

إذا ترامى على جديب

أمسى به مربعا خصيبا

أو يتجنّى على خصيب

أعاده قاحلا جديبا

صحّ فلو جاءه عليل

لم يأت من بعده طبيبا

و كلّ معنى به جميل

يعلّم الشاعر النسيبا

أرض إذا زارها غريب

أصبح عن أرضه غريبا

أحلى أشعار عن الطبيعة

  • تقول الشاعر نازك الملائكة:

أيها الشاعرون يا عاشقي النب

ل وروح الخيال والأنغام

ابعدوا ابعدوا عن الحبّ وانجو

بأغانيكم من الآثام

اهربوا لا تدّنسوا عالم الفنّ

بهذي العواطف الآدميّه

احفظوا للفنون معبدها السا

مي وغنوا أنغامها القدسيّه

قد نعمتم من الحياة بأحلى

ما عليها وفزتم بجناها

يعمه الآخرون في ليلها الدا

جي وأنتم تحيون تحت سناها

اقنعوا باكتآبكم واعشقوا الفنّ

وعيشوا في عزلة الأنبياء

وغدا تهتف العصور بذكرا

كم وتحيون في رحاب السماء

اقنعوا من حياتكم بهوى الفنّ

وسحر الطبيعة المعبود

واحلموا بالطيور في ظلل الأغ

صان بين التحليق والتغريد

اعشقوا الثلج في سفوح جبال ال

أرض والورد في سفوح التلال

وأصيخوا لصوت قمرّية الحق

ل تغني في داجيات الليالي

اجلسوا في ظلال صفصافة الوا

دي وأصغوا إلى خرير الماء

واستمدّوا من نغمة المطر السا

قط أحلى الإلهام والإيحاء

وتغّنوا مع الرعاة إذا مرّ

وا على الكوخ بالقطيع الجميل

وأحبوا النخيل والقمح والزه

ر وهيموا في فاتنات الحقول

شجرات الصفصاف أجمل ظلاّ

من ظلال القصور والشرفات

وغناء الرعاة أطهر لحنا

من ضجيج الأبواق والعجلات

وعبير النارنج أحلى وأندى

من غبار المدينة المتراكم

وصفاء الحقول أوقع في النف

س من القتل والأذى والمآثم

وغرام الفراش بالزهر أسمى

من صبابات عاشق بشريّ

ونسيم القرى المغازل أوفى

لعهود الهوى من الآدميّ

  • يقول الشاعر حافظ إبراهيم:

جَمالُ الطَبيعَةِ في أُفقِها

تَجَلّى عَلى عَرشِهِ وَاِستَوى

فَقُل لِلحَزينِ وَقُل لِلعَليلِ

وَقُل لِلمَولي هُناكَ الدَوا

وَقُل لِلأَديبِ اِبتَدِر ساحَها

إِذا ما البَيانُ عَلَيكَ اِلتَوى

وَقُل لِلمُكِبِّ عَلى دَرسِهِ

إِذا نَهَكَ الدَرسُ مِنهُ القُوى

تَنَسَّم صَباها تُجَدِّد قُواكَ

فَأَرضُ الجَزيرَةِ لا تُجتَوى

فَفيها شِفاءٌ لِمَرضى الهُمومِ

وَمَلهىً كَريمٌ لِمَرضى الهَوى

وَفيها وَفي نيلِها سَلوَةٌ

لِكُلِّ غَريبٍ رَمَتهُ النَوى

وَفيها غِذاءٌ لِأَهلِ العُقول

إِذا الرَأسُ إِثرَ كَلالٍ خَوى

وَيا رُبَّ يَومٍ شَديدِ اللَظى

رَوى عَن جَهَنَّمَ ما قَد رَوى

بِهِ الريحُ لَفّاحَةٌ لِلوُجوهِ

بِهِ الشَمسُ نَزّاعَةٌ لِلشَوى

قَصَدتُ الجَزيرَةَ أَبغي النَجاةَ

وَجِسمي شَواهُ اللَظى فَاِشتَوى

فَأَلفَيتُ نادِيَها زاهِراً

وَأَلفَيتُ ثَمَّ نَعيماً ثَوى

أروع قصيدة عن جمال الطبيعة في أيلول

الحُسنُ حَولَك في الوِهاد وَفي الذُرى

فَاِنظُر أَلَستَ تَرى الجَمالَ كَما أَرى

أَيلولُ يَمشي في الحُقول وَفي الرُبى

وَالأَرضُ في أَيلولَ أَحسَنُ مَنظَرا

شَهرٌ يُوَزِّعُ في الطَبيعَةِ فَنُّهُ

شَجَراً يُصَفِّقُ أَو سَناً مُتَفَجِّرا

فَالنورُ سِحرٌ دافِق وَالماءُ شِعرٌ

رائِق وَالعِطرُ أَنفاسُ الثَرى

لا تَحسَبِ الأَنهارَ ماءً راقِصاً

هَذي أَغانيهِ اِستَحالَت أَنهُرا

وَاِنظُر إِلى الأَشجارِ تَخلَعُ أَخضَراً

عَنها وَتَلبِسُ أَحمَراً أَو أَصفَرا

تَعرى وَتُكسى في أَوانٍ واحِدٍ

وَالفَنُّ في ما تَرتَديه وَفي العُرا

فَكَأَنَّما نارٌ هُناكَ خَفِيَّةٌ

تَنحَلُّ حينَ تَهُمُّ أَن تُستَشعَرا

وَتَذوبُ أَصباغاً كَأَلوانِ الضُحى

وَتَموجُ أَلحانا وَتَسري عَنبَرا

صُوَر وَأَطيافٌ تَلوحُ خَفيفَةً

وَكَأَنَّها صُوَرٌ نَراها في الكَرى

لِلَّهِ مِن أَيلولَ شَهرٍ ساحِرٍ

سَبَقَ الشُهور وَإِن أَتى مُتَأَخِّرا

مَن ذا يُدَبِّجُ أَو يَحوكُ كَوَشيهِ

أَو مَن يُصَوِّرُ مِثلَما قَد صَوَّرا

لَمَسَت أَصابِعُهُ السَماءَ فَوَجهُها

ضاح وَمَرَّ عَلى التُرابِ فَنَوَّرا

رَدَّ الجَلالَ إِلى الحَياة وَرَدَّني

مِن أَرضِ نيويوركَ إِلى أُمِّ القُرى