أشعار صداقة
قصيدة إلى صديق
- يقول الشاعر مسعد محمد زياد:
يا أيها الصحب الكرام تحيــة
- أزجي بها في الأمسيات العاطرهْ
الليل يهمس باللقـــاء مرحِّبا
- والغصن يرقص كالفتاة الماهره
وصبا النسيم مع النجوم ملامسا
- ومدغدغا هذي الوجوه الناضره
وتدحرجت حُبَبُ النـدى .. ريانة
- تروي حكايا من سنين عابـره
ويحفـنا نور الإله .. وفضلـه
- ويظلنا مَـلك السماء العامره
جئــنا نهنئ فارسا .. مترجلا
- لا أن نودع .. ذكريات غابـره
وأرى الوفاء .. مع المحبة أقسما
- أن يفرح الخلان … بابن الزاهره
لا تعجبوا إن قلت طلقني الخيا ل
- وعشت فردا .. في حياة قاهره
واليوم ملهمة القصيـد تصـدني
- وتشيح عنّي في الليالي الداجره
لكنني أشتاق للكلم .. الجميــل
- وهاج في الأعماق طيف الخاطِره
لحظات أُنس حــركت في داخلي
- ذكرى سنينٍ .. كالثواني العابره
أجمل أشعار الصداقة
- يقول الشاعر مهيار الدليمي:
صديقٌ يداري الحزنَ عنكَ مماذقُ
- ودمعٌ يغبُّ العينَ فيكَ منافقُ
وقلبٌ إذا عانى الأسى طلبَ الاسى
- لراحتهِ منْ رقَّ ودكّ آبقُ
بكى القاطنون الظاعنونَ وقوَّضَ ال
- حلولُ وصاحتْ بالفراقِ النواعقُ
ولكننّي بالأمسِ لمْ تسرِ ناقة ٌ
- بمختلسَ منّي ولمْ يحدُ سائقُ
سلا عنهُ في أيِّ المفاوزِ فاتني
- وطرفي لهُ راعٍ وطرفي سابقُ
تباغضنا الدنيا على حبِّنا وإنْ
- رأتْ مللاً ظلّتْ خداعاً توامقُ
سوى أنّنا نعترُ يا يومَ وبلها
- بعاجلة ٍ والآجلاتُ الصواعقُ
تصدّتْ بزورِ الحسنِ تقنصنا وما
- زخارفها إلاّ ربى ً وخنادقُ
تبّسمَ والثغرُ المقبِّلُ ناهشٌ
- وتحسرُ والكفُّ المصافحُ حابقُ
أتأملْ منها حظوة ً وهي عانسْ
- ولمْ يحظَ أقوامُ بها وهي عاتقُ
اماتَ أخي في الودَّ أمْ غاضَ زاخرٌ
- منَ العيشِ عنّي أمْ تقوّضَ شاهقُ
أظلَّ غمامُ ثمَّ طلَّ حمامهُ
- وقدْ كنتُ في عمياءَ وهي بوارقُ
أعدُّ لهُ الأيامُ ارجو شفاءهُ
- ولا علمَ لي أنَّ المنونَ تسابقُ
وأعدلُ بالخوفِ الشكوكَ تعلُّلا
- فيا سوءَ ما جرّتْ عليَّ الحقائقُ
بمنْ لستُ أنسى منْ رواحٍ وبكرة ٍ
- مضى صابحٌ بالأمسِ قبلي وغابقُ
دعوتُ فما لي لمْ اجبْ إنَّ عائقاً
- أصمَّكَ عنّي أنْ يلبّي لعائقُ
تخطّى الدواءُ الداءَ وهو مجرَّبٌ
- وفاتَ طبيباً رأيهُ وهو حاذقُ
خفرناكَ حقَّ الودَّ إذ أنتَ آمن
- وخناكَ يومَ الموتُ غذْ انتَ واثقُ
وقمنا فأوسعنا إليكَ طريقهُ
- وحولكَ منّا حجفلٌ متضايقُ
نخالفكَ القصدَ اعتماداً وكنتَ منْ
- تساقُ إلى أهوائنا فتوافقُ
رحيباً على الطرّاقِ منّا فما لنا
- بعلنا جميعاً يومَ باعكَ طارقُ
طوى معشرٌ ذاكَ التنافسُ واستوى ال
- حسودُ المعادي فيكَ لي والموافقُ
- يقول الشاعر جبران خليل جبران:
إلى الصديق الأبر أهدي
- جهد مقل هذا المثالا
وليس فيه إلا وفاء
- شعاعه يملأ الظلالا
- يقول الشاعر الخبز الأرزي:
وكان الصديق يزور الصديقَ
- لشرب المدام وعزف القيانِ
فصار الصديق يزور الصديقَ
- لبثِّ الهموم وشكوى الزمانِ
- يقول الشاعر محمود سامي البارودي:
يَمُوتُ مَعِي سِرُّ الصَّدِيق وَلَحْدُهُ
- ضَمِيرٌ لَهُ الْجَنْبَانِ مَكْتَنِفَانِ
وَأُسْأَلُ يَوْمَ الْبَعْثِ عَنْ كُلِّ مَا وَعَى
- سَمَاعٌ وَمَا فَاهَتْ بِهِ شَفَتَانِ
فأنكرهُ منْ بينِ ما في صحيفتي
- وَأجحدهُ إذْ يشهدُ الملكانِ
وَذَنْبِيَ فِي ذَا الْجَحْدِ أَيْسَرُ مَحْمَلاً
- منَ الذنبِ في إفشائهِ بلساني
قصيدة الصديق
- يقول الشاعر حميد العقابي:
كـانَ جـالـســاً أمـامـي بـوجـهـهِ الـكـئـيـبِ وعودهِ الـنـاحلِ
يبتسمُ إذ أبـتـسـمُ ويعبسُ إذ أعبسُ
أتـذكـرُ أني رأيـتـهُ
مــرةٍ حـيـنمـا كنا صلصالاً فـي شـرفـاتِ قـصرِ اللهِ
ومرةً أخرى فــي جـهـنـم
لـمـاذا اخـتـارنــي مـن بـيـن كـلّ هؤلاءِْ الـجـالـسـيـن ؟
ولـمـاذا لـم يـذهـبْ مـع مُـحـبـي الـكـرة لـمشـاهـدة الـتلـفـزيـون ؟
أراهُ غـريـبــاً
يـنـفـضُ عـن رأســهِ أفـكــاراً كـتـرابِ الـقـبــرِ
أقــرأُ فـي وجـهـهِ
ثـلاثـيـنَ عـامـاً مـن الـحـيـرةِ
ثـلاثـيـنَ عاماً مـن الـرحيـل إلـى مـدنِ الـحـلـمِ الـمـغـلـقـة
ثـلاثـيـنَ عـامـاً مـن الـسهـر
يـقــرأُ كـتـابــي
ويـرتــدي كـفـناً
لـمـاذا غـامـت عـيـنـاهُ حـيـن رآنـي أغـازلُ تـلـك الـشـقـراء؟
هـل يـشـعـرُ بـالـغـيــرةِ ؟
ــ أكــرهــكَ
يـضـحـكُ ويـتـمـتـمُ بـكـلـمـاتٍ لا أسـمـعـهـا
والآن سـأتـركــهُ يـمـارسُ الـلـعـبـةَ وحــدهُ
ولـكـن حـيـن خـرجـتُ
تـذكـرتُ بـأنـي نـسـيـتــهُ
فـعــدتُ
وجــدتـهُ يـبـحـث عنــي
بـوجـهــهِ الـكـئـيـبِ
وعــودهِ الـنــاحــل
قصائد حزينة عن وداع الصديق
- يقول الشاعر محمد مهدي الجوهري:
حَمَلَتْ إليك رسالةَ المفجوعِ
- عينٌ مرقرقةٌ بفيضِ دموعي
لا تبخَسوا قَدْرَ الدموع فانها
- دفعُ الهموم تَفيضُ من يَنْبوع
للنفس حالاتٌ يَلَذُّ لها الأسى
- وترى البكاءَ كواجبٍ مشروع
وأمضَّها فقدُ الشبابِ مضرَّجاً
- بدمائه من كفِ غير قريع
أأبا فلاحٍ هل سمعتَ مَنَاحَةً
- وَصَلَتْ إلى أسماعِ كلِّ سميع
قد كنتَ في مندوحةٍ عن مثلِها
- لولا قضاءٌ ليس بالمدفوع
أبكيكَ للطبعِ الرقيقِ وللحِجىَ
- أبكي لحبلِ شبابِكَ المقطوع
أبكيك لستُ أخْصُّ خلقاً واحداً
- لكنما أبكي على المجموع
جَزَعاً شقيقيه فهذا موقفٌ
- يَشْقَى به من لم يكنْ بجَزوع
أن التجلُّدَ في المصاب تطبُّعٌ
- والحزنُ شيءٌ في النفوس طبيعي
وإذا صدقتُ فانَّ عينَ أبيكما
- قد خَبَّرَتْ عن قلبِه الصدوع
شيخوخةٌ ما كان أحوجَها إلى
- شملٍ تُسَرُّ بقربِهِ مجموع
وبحَسْبِ ” أحمدَ ” لوعة “أنَّ ابنهُ ”
- ” لبس الغروبَ ولم يَعُدْ لطلوع”
لو تأذنون سألتُهُ عن خاطرٍ
- مُبْكٍ يَهُزُّ فؤادَ كلِّ مَروع
أعرفْتَ في ساعاتِ عُمْركَ موقِفاً
- بَعَثَ الشُّجونَ كساعةِ التوديع؟
قصيدة ظهر الصديق لي في الحلم
- يقول الشاعر محمد إقبال:
ظهر الصديق لي في الحلم
- مزهراً منه تراب القدم
ذا أمن الناس فينا من جلا
- طورنا منه الكليم الأولا
هو ثاني اثنين في الدين وفي
- صحبة الغار وفي القبر الوفي
قلت يا صفوة أصحاب الصفاء
- مطلع الديوان من أهل الوفاء
بك قر الأس في بنياننا
- فانظرن ما الطب من أدوائنا
قال حتام أسير الوهم
- سورة الإخلاص برء السقم
نفس في كل صدر جائل
- وهي للتوحيد سر هائل
فاجل هذا السر في كل الفعال
- ولتكن منه مثالا للجمال
الذي سماك عبداً مسلما
- بك للوحدة في الدنيا سما
قلت أفغان وترك وعجم
- لم تزل عما تعودت القدم
طهرن الحق من هذي السمات
- اقصد البحر وخل القنوات
يا أسيرا لسمات ويحكا
- قد بعدت اليوم من دوحتكا
أبدل الوحدة بالتثنية
- لا تقطع صاح حبل الوحدة
عابد الواحد وحد واهجرن
- كل تفريق وللحق ارجعن
أيها المغفل معنى الكلم
- أثبتن في القلب ألفاظ الفم
أمة قطعتها في أمم
- وهدمت الحصن فيه تحتمى