مدح الرسول لأحمد شوقي
قصيدة ولد الهدى
وُلِـدَ الـهُـدى فَـالكائِناتُ ضِياءُ
-
-
-
-
- وَفَـمُ الـزَمـانِ تَـبَـسُّـمٌ وَثَناءُ
-
-
-
الـروحُ وَالـمَـلَأُ الـمَلائِكُ حَولَهُ
-
-
-
-
- لِـلـديـنِ وَالـدُنـيـا بِهِ بُشَراءُ
-
-
-
وَالـعَـرشُ يَزهو وَالحَظيرَةُ تَزدَهي
-
-
-
-
- وَالـمُـنـتَـهى وَالسِدرَةُ العَصماءُ
-
-
-
وَحَـديـقَـةُ الفُرقانِ ضاحِكَةُ الرُبا
-
-
-
-
- بِـالـتُـرجُـمـ انِ شَـذِيَّةٌ غَنّاءُ
-
-
-
وَالـوَحيُ يَقطُرُ سَلسَلاً مِن سَلسَلٍ
-
-
-
-
- وَالـلَـوحُ وَالـقَـلَـمُ البَديعُ رُواءُ
-
-
-
نُـظِمَت أَسامي الرُسلِ فَهيَ صَحيفَةٌ
-
-
-
-
- فـي الـلَـوحِ وَاِسمُ مُحَمَّدٍ طُغَراءُ
-
-
-
اِسـمُ الـجَـلالَةِ في بَديعِ حُروفِهِ
-
-
-
-
- أَلِـفٌ هُـنـالِـكَ وَاِسمُ طَهَ الباءُ
-
-
-
يـا خَـيـرَ مَن جاءَ الوُجودَ تَحِيَّةً
-
-
-
-
- مِـن مُرسَلينَ إِلى الهُدى بِكَ جاؤوا
-
-
-
بَـيـتُ الـنَـبِـيّينَ الَّذي لا يَلتَقي
-
-
-
-
- إِلّا الـحَـنـائِـفُ فـيهِ وَالحُنَفاءُ
-
-
-
خَـيـرُ الأُبُـوَّةِ حـازَهُـم لَكَ آدَمٌ
-
-
-
-
- دونَ الأَنــامِ وَأَحــرَزَت حَـوّاءُ
-
-
-
هُـم أَدرَكـوا عِـزَّ النُبُوَّةِ وَاِنتَهَت
-
-
-
-
- فـيـهـا إِلَـيـكَ الـعِزَّةُ القَعساءُ
-
-
-
خُـلِـقَـت لِبَيتِكَ وَهوَ مَخلوقٌ لَها
-
-
-
-
- إِنَّ الـعَـظـائِـمَ كُفؤُها العُظَماءُ
-
-
-
بِـكَ بَـشَّـرَ الـلَهُ السَماءَ فَزُيِّنَت
-
-
-
-
- وَتَـضَـوَّعَـت مِـسكاً بِكَ الغَبراءُ
-
-
-
وَبَـدا مُـحَـيّـاكَ الَّـذي قَسَماتُهُ
-
-
-
-
- حَـقٌّ وَغُـرَّتُـهُ هُـدىً وَحَـيـاءُ
-
-
-
وَعَـلَـيـهِ مِـن نورِ النُبُوَّةِ رَونَقٌ
-
-
-
-
- وَمِـنَ الـخَـلـيلِ وَهَديِهِ سيماءُ
-
-
-
أَثـنـى المَسيحُ عَلَيهِ خَلفَ سَمائِهِ
-
-
-
-
- وَتَـهَـلَّـلَـ ت وَاِهـتَـزَّتِ العَذراءُ
-
-
-
يَـومٌ يَـتـيهُ عَلى الزَمانِ صَباحُهُ
-
-
-
-
- وَمَـسـاؤُهُ بِـمُـحَـمَّـدٍ وَضّاءُ
-
-
-
الـحَـقُّ عـالي الرُكنِ فيهِ مُظَفَّرٌ
-
-
-
-
- فـي الـمُـلـكِ لا يَعلو عَلَيهِ لِواءُ
-
-
-
ذُعِـرَت عُروشُ الظالِمينَ فَزُلزِلَت
-
-
-
-
- وَعَـلَـت عَـلـى تيجانِهِم أَصداءُ
-
-
-
وَالـنـارُ خـاوِيَةُ الجَوانِبِ حَولَهُم
-
-
-
-
- خَـمَـدَت ذَوائِـبُها وَغاضَ الماءُ
-
-
-
وَالآيُ تَـتـرى وَالـخَـوارِقُ جَمَّةٌ
-
-
-
-
- جِــبـريـلُ رَوّاحٌ بِـهـا غَـدّاءُ
-
-
-
نِـعـمَ الـيَـتيمُ بَدَت مَخايِلُ فَضلِهِ
-
-
-
-
- وَالـيُـتـمُ رِزقٌ بَـعـضُهُ وَذَكاءُ
-
-
-
فـي الـمَهدِ يُستَسقى الحَيا بِرَجائِهِ
-
-
-
-
- وَبِـقَـصـدِهِ تُـسـتَـدفَعُ البَأساءُ
-
-
-
بِسِوى الأَمانَةِ في الصِبا وَالصِدقِ لَم
-
-
-
-
- يَـعـرِفـهُ أَهـلُ الصِدقِ وَالأُمَناءُ
-
-
-
يـا مَن لَهُ الأَخلاقُ ما تَهوى العُلا
-
-
-
-
- مِـنـهـا وَمـا يَـتَعَشَّقُ الكُبَراءُ
-
-
-
لَـو لَـم تُـقِـم ديناً لَقامَت وَحدَها
-
-
-
-
- ديـنـاً تُـضـيءُ بِـنـورِهِ الآناءُ
-
-
-
زانَـتـكَ في الخُلُقِ العَظيمِ شَمائِلٌ
-
-
-
-
- يُـغـرى بِـهِـنَّ وَيـولَعُ الكُرَماءُ
-
-
-
أَمّـا الـجَمالُ فَأَنتَ شَمسُ سَمائِهِ
-
-
-
-
- وَمَـلاحَـةُ الـصِـدّيـقِ مِنكَ أَياءُ
-
-
-
وَالـحُـسنُ مِن كَرَمِ الوُجوهِ وَخَيرُهُ
-
-
-
-
- مـا أوتِـيَ الـقُـوّادُ وَالـزُعَماءُ
-
-
-
فَـإِذا سَـخَوتَ بَلَغتَ بِالجودِ المَدى
-
-
-
-
- وَفَـعَـلـتَ مـا لا تَـفعَلُ الأَنواءُ
-
-
-
وَإِذا عَـفَـوتَ فَـقـادِراً وَمُـقَدَّراً
-
-
-
-
- لا يَـسـتَـهـيـنُ بِعَفوِكَ الجُهَلاءُ
-
-
-
وَإِذا رَحِــمـتَ فَـأَنـتَ أُمٌّ أَو أَبٌ
-
-
-
-
- هَـذانِ فـي الـدُنيا هُما الرُحَماءُ
-
-
-
وَإِذا غَـضِـبـتَ فَإِنَّما هِيَ غَضبَةٌ
-
-
-
-
- فـي الـحَـقِّ لا ضِغنٌ وَلا بَغضاءُ
-
-
-
وَإِذا رَضـيـتَ فَـذاكَ في مَرضاتِهِ
-
-
-
-
- وَرِضـى الـكَـثـيـرِ تَحَلُّمٌ وَرِياءُ
-
-
-
وَإِذا خَـطَـبـتَ فَـلِـلمَنابِرِ هِزَّةٌ
-
-
-
-
- تَـعـرو الـنَـدِيَّ وَلِـلقُلوبِ بُكاءُ
-
-
-
وَإِذا قَـضَـيـتَ فَـلا اِرتِيابَ كَأَنَّما
-
-
-
-
- جـاءَ الـخُصومَ مِنَ السَماءِ قَضاءُ
-
-
-
وَإِذا حَـمَـيـتَ الماءَ لَم يورَد وَلَو
-
-
-
-
- أَنَّ الـقَـيـاصِـرَ وَالمُلوكَ ظِماءُ
-
-
-
وَإِذا أَجَـرتَ فَـأَنـتَ بَـيتُ اللَهِ لَم
-
-
-
-
- يَـدخُـل عَـلَـيهِ المُستَجيرَ عَداءُ
-
-
-
وَإِذا مَـلَـكـتَ النَفسَ قُمتَ بِبِرِّها
-
-
-
-
- وَلَـوَ اَنَّ مـا مَـلَكَت يَداكَ الشاءُ
-
-
-
وَإِذا بَـنَـيـتَ فَـخَيرُ زَوجٍ عِشرَةً
-
-
-
-
- وَإِذا اِبـتَـنَـيـتَ فَـدونَـكَ الآباءُ
-
-
-
وَإِذا صَـحِـبتَ رَأى الوَفاءَ مُجَسَّماً
-
-
-
-
- فـي بُـردِكَ الأَصـحابُ وَالخُلَطاءُ
-
-
-
وَإِذا أَخَـذتَ الـعَـهـدَ أَو أَعطَيتَهُ
-
-
-
-
- فَـجَـمـيـعُ عَـهدِكَ ذِمَّةٌ وَوَفاءُ
-
-
-
وَإِذا مَـشَـيـتَ إِلى العِدا فَغَضَنفَرٌ
-
-
-
-
- وَإِذا جَـرَيـتَ فَـإِنَّـكَ الـنَـكباءُ
-
-
-
وَتَـمُـدُّ حِـلـمَـكَ لِلسَفيهِ مُدارِياً
-
-
-
-
- حَـتّـى يَـضيقَ بِعَرضِكَ السُفَهاءُ
-
-
-
فـي كُـلِّ نَـفسٍ مِن سُطاكَ مَهابَةٌ
-
-
-
-
- وَلِـكُـلِّ نَـفـسٍ فـي نَداكَ رَجاءُ.
-
-
-
قصائد أخرى لأحمد شوقي
قصيدة ريم على القاع بين البان و العلم
- يقول أحمد شوقي:
ريمٌ عَلى القاعِ بَينَ البانِ وَالعَلَمِ
-
-
-
-
- أَحَلَّ سَفكَ دَمي في الأَشهُرِ الحُرُمِ
-
-
-
رَمى القَضاءُ بِعَينَي جُؤذَرٍ أَسَدًا
-
-
-
-
- يا ساكِنَ القاعِ أَدرِك ساكِنَ الأَجَمِ
-
-
-
لَمّا رَنا حَدَّثَتني النَفسُ قائِلَةً
-
-
-
-
- يا وَيحَ جَنبِكَ بِالسَهمِ المُصيبِ رُمي
-
-
-
جَحَدتُها وَكَتَمتُ السَهمَ في كَبِدي
-
-
-
-
- جُرحُ الأَحِبَّةِ عِندي غَيرُ ذي أَلَمِ
-
-
-
رُزِقتَ أَسمَحَ ما في الناسِ مِن خُلُقٍ
-
-
-
-
- إِذا رُزِقتَ اِلتِماسَ العُذرِ في الشِيَمِ
-
-
-
يا لائِمي في هَواهُ وَالهَوى قَدَرٌ
-
-
-
-
- لَو شَفَّكَ الوَجدُ لَم تَعذِل وَلَم تَلُمِ
-
-
-
لَقَد أَنَلتُكَ أُذنًا غَيرَ واعِيَةٍ
-
-
-
-
- وَرُبَّ مُنتَصِتٍ وَالقَلبُ في صَمَمِ
-
-
-
يا ناعِسَ الطَرفِ لا ذُقتَ الهَوى أَبَدًا
-
-
-
-
- أَسهَرتَ مُضناكَ في حِفظِ الهَوى فَنَمِ
-
-
-
أَفديكَ إِلفًا وَلا آلو الخَيالَ فِدًى
-
-
-
-
- أَغراكَ باِلبُخلِ مَن أَغراهُ بِالكَرَمِ
-
-
-
سَرى فَصادَفَ جُرحًا دامِيًا فَأَسا
-
-
-
-
- وَرُبَّ فَضلٍ عَلى العُشّاقِ لِلحُلُمِ
-
-
-
مَنِ المَوائِسُ بانًا بِالرُبى وَقَنًا
-
-
-
-
- اللاعِباتُ بِروحي السافِحاتُ دَمي
-
-
-
السافِراتُ كَأَمثالِ البُدورِ ضُحًى
-
-
-
-
- يُغِرنَ شَمسَ الضُحى بِالحَليِ وَالعِصَمِ
-
-
-
القاتِلاتُ بِأَجفانٍ بِها سَقَمٌ
-
-
-
-
- وَلِلمَنِيَّةِ أَسبابٌ مِنَ السَقَمِ
-
-
-
العاثِراتُ بِأَلبابِ الرِجالِ وَما
-
-
-
-
- أُقِلنَ مِن عَثَراتِ الدَلِّ في الرَسَمِ
-
-
-
المُضرِماتُ خُدودًا أَسفَرَتْ وَجَلَتْ
-
-
-
-
- عَن فِتنَةٍ تُسلِمُ الأَكبادَ لِلضَرَمِ
-
-
-
الحامِلاتُ لِواءَ الحُسنِ مُختَلِفًا
-
-
-
-
- أَشكالُهُ وَهوَ فَردٌ غَيرُ مُنقَسِمِ
-
-
-
مِن كُلِّ بَيضاءَ أَو سَمراءَ زُيِّنَتا
-
-
-
-
- لِلعَينِ وَالحُسنُ في الآرامِ كَالعُصُمِ
-
-
-
يُرَعنَ لِلبَصَرِ السامي وَمِن عَجَبٍ
-
-
-
-
- إِذا أَشَرنَ أَسَرنَ اللَيثَ بِالعَنَمِ
-
-
-
وَضَعتُ خَدّي وَقَسَّمتُ الفُؤادَ رُبًى
-
-
-
-
- يَرتَعنَ في كُنُسٍ مِنهُ وَفي أَكَمِ
-
-
-
يا بِنتَ ذي اللَبَدِ المُحَميِّ جانِبُهُ
-
-
-
-
- أَلقاكِ في الغابِ أَم أَلقاكِ في الأُطُمِ
-
-
-
ما كُنتُ أَعلَمُ حَتّى عَنَّ مَسكَنُهُ
-
-
-
-
- أَنَّ المُنى وَالمَنايا مَضرِبُ الخِيَمِ
-
-
-
مَن أَنبَتَ الغُصنَ مِن صَمصامَةٍ ذَكَرٍ
-
-
-
-
- وَأَخرَجَ الريمَ مِن ضِرغامَةٍ قَرِمِ
-
-
-
بَيني وَبَينُكِ مِن سُمرِ القَنا حُجُبٌ
-
-
-
-
- وَمِثلُها عِفَّةٌ عُذرِيَّةُ العِصَمِ
-
-
-
لَم أَغشَ مَغناكِ إِلا في غُضونِ كِرًى
-
-
-
-
- مَغناكَ أَبعَدُ لِلمُشتاقِ مِن إِرَمِ
-
-
-
يا نَفسُ دُنياكِ تُخفى كُلَّ مُبكِيَةٍ
-
-
-
-
- وَإِن بَدا لَكِ مِنها حُسنُ مُبتَسَمِ
-
-
-
فُضّي بِتَقواكِ فاهًا كُلَّما ضَحِكَتْ
-
-
-
-
- كَما يَفُضُّ أَذى الرَقشاءِ بِالثَرَمِ
-
-
-
مَخطوبَةٌ مُنذُ كانَ الناسُ خاطِبَةٌ
-
-
-
-
- مِن أَوَّلِ الدَهرِ لَم تُرمِل وَلَم تَئَمِ
-
-
-
يَفنى الزَمانُ وَيَبقى مِن إِساءَتِها
-
-
-
-
- جُرحٌ بِآدَمَ يَبكي مِنهُ في الأَدَمِ
-
-
-
لا تَحفَلي بِجَناها أَو جِنايَتِها
-
-
-
-
- المَوتُ بِالزَهرِ مِثلُ المَوتِ بِالفَحَمِ
-
-
-
كَم نائِمٍ لا يَراها وَهيَ ساهِرَةٌ
-
-
-
-
- لَولا الأَمانِيُّ وَالأَحلامُ لَم يَنَمِ
-
-
-
طَورًا تَمُدُّكَ في نُعمى وَعافِيَةٍ
-
-
-
-
- وَتارَةً في قَرارِ البُؤسِ وَالوَصَمِ
-
-
-
كَم ضَلَّلَتكَ وَمَن تُحجَب بَصيرَتُهُ
-
-
-
-
- إِن يَلقَ صابا يَرِد أَو عَلقَمًا يَسُمُ
-
-
-
يا وَيلَتاهُ لِنَفسي راعَها وَدَها
-
-
-
-
- مُسوَدَّةُ الصُحفِ في مُبيَضَّةِ اللَمَمِ
-
-
-
رَكَضتُها في مَريعِ المَعصِياتِ وَما
-
-
-
-
- أَخَذتُ مِن حِميَةِ الطاعاتِ لِلتُخَمِ
-
-
-
هامَت عَلى أَثَرِ اللَذّاتِ تَطلُبُها
-
-
-
-
- وَالنَفسُ إِن يَدعُها داعي الصِبا تَهِمِ
-
-
-
صَلاحُ أَمرِكَ لِلأَخلاقِ مَرجِعُهُ
-
-
-
-
- فَقَوِّمِ النَفسَ بِالأَخلاقِ تَستَقِمِ
-
-
-
وَالنَفسُ مِن خَيرِها في خَيرِ عافِيَةٍ
-
-
-
-
- وَالنَفسُ مِن شَرِّها في مَرتَعٍ وَخِمِ
-
-
-
تَطغى إِذا مُكِّنَت مِن لَذَّةٍ وَهَوًى
-
-
-
-
- طَغيَ الجِيادِ إِذا عَضَّت عَلى الشُكُمِ
-
-
-
إِن جَلَّ ذَنبي عَنِ الغُفرانِ لي أَمَلٌ
-
-
-
-
- في اللَهِ يَجعَلُني في خَيرِ مُعتَصِمِ
-
-
-
أَلقى رَجائي إِذا عَزَّ المُجيرُ عَلى
-
-
-
-
- مُفَرِّجِ الكَرَبِ في الدارَينِ وَالغَمَمِ
-
-
-
إِذا خَفَضتُ جَناحَ الذُلِّ أَسأَلُهُ
-
-
-
-
- عِزَّ الشَفاعَةِ لَم أَسأَل سِوى أُمَمِ
-
-
-
وَإِن تَقَدَّمَ ذو تَقوى بِصالِحَةٍ
-
-
-
-
- قَدَّمتُ بَينَ يَدَيهِ عَبرَةَ النَدَمِ
-
-
-
لَزِمتُ بابَ أَميرِ الأَنبِياءِ وَمَن
-
-
-
-
- يُمسِك بِمِفتاحِ بابِ اللهِ يَغتَنِمِ
-
-
-
فَكُلُّ فَضلٍ وَإِحسانٍ وَعارِفَةٍ
-
-
-
-
- ما بَينَ مُستَلِمٍ مِنهُ وَمُلتَزِمِ
-
-
-
عَلَّقتُ مِن مَدحِهِ حَبلاً أُعَزُّ بِهِ
-
-
-
-
- في يَومِ لا عِزَّ بِالأَنسابِ وَاللُّحَمِ
-
-
-
يُزري قَريضي زُهَيرًا حينَ أَمدَحُهُ
-
-
-
-
- وَلا يُقاسُ إِلى جودي لَدى هَرِمِ
-
-
-
مُحَمَّدٌ صَفوَةُ الباري وَرَحمَتُهُ
-
-
-
-
- وَبُغيَةُ اللهِ مِن خَلقٍ وَمِن نَسَمِ
-
-
-
وَصاحِبُ الحَوضِ يَومَ الرُسلِ سائِلَةٌ
-
-
-
-
- مَتى الوُرودُ وَجِبريلُ الأَمينُ ظَمي
-
-
-
سَناؤُهُ وَسَناهُ الشَمسُ طالِعَةً
-
-
-
-
- فَالجِرمُ في فَلَكٍ وَالضَوءُ في عَلَمِ
-
-
-
قَد أَخطَأَ النَجمَ ما نالَت أُبُوَّتُهُ
-
-
-
-
- مِن سُؤدُدٍ باذِخٍ في مَظهَرٍ سَنِمِ
-
-
-
نُموا إِلَيهِ فَزادوا في الوَرى شَرَفًا
-
-
-
-
- وَرُبَّ أَصلٍ لِفَرعٍ في الفَخارِ نُمي
-
-
-
حَواهُ في سُبُحاتِ الطُهرِ قَبلَهُمُ
-
-
-
-
- نورانِ قاما مَقامَ الصُلبِ وَالرَحِمِ
-
-
-
لَمّا رَآهُ بَحيرًا قالَ نَعرِفُهُ
-
-
-
-
- بِما حَفِظنا مِنَ الأَسماءِ وَالسِيَمِ
-
-
-
سائِل حِراءَ وَروحَ القُدسِ هَل عَلِما
-
-
-
-
- مَصونَ سِرٍّ عَنِ الإِدراكِ مُنكَتِمِ
-
-
-
كَم جَيئَةٍ وَذَهابٍ شُرِّفَتْ بِهِما
-
-
-
-
- بَطحاءُ مَكَّةَ في الإِصباحِ وَالغَسَمِ
-
-
-
وَوَحشَةٍ لِاِبنِ عَبدِ اللَهِ بينَهُما
-
-
-
-
- أَشهى مِنَ الأُنسِ بِالأَحسابِ وَالحَشَمِ
-
-
-
يُسامِرُ الوَحيَ فيها قَبلَ مَهبِطِهِ
-
-
-
-
- وَمَن يُبَشِّر بِسيمى الخَيرِ يَتَّسِمِ
-
-
-
لَمّا دَعا الصَحبُ يَستَسقونَ مِن ظَمَإٍ
-
-
-
-
- فاضَت يَداهُ مِنَ التَسنيمِ بِالسَنَمِ
-
-
-
وَظَلَّلَتهُ فَصارَت تَستَظِلُّ بِهِ
-
-
-
-
- غَمامَةٌ جَذَبَتها خيرَةُ الدِيَمِ
-
-
-
مَحَبَّةٌ لِرَسولِ اللَهِ أُشرِبَها
-
-
-
-
- قَعائِدُ الدَيرِ وَالرُهبانُ في القِمَمِ
-
-
-
إِنَّ الشَمائِلَ إِن رَقَّت يَكادُ بِها
-
-
-
-
- يُغرى الجَمادُ وَيُغرى كُلُّ ذي نَسَمِ
-
-
-
وَنودِيَ اِقرَأ تَعالى اللهُ قائِلُها
-
-
-
-
- لَم تَتَّصِل قَبلَ مَن قيلَت لَهُ بِفَمِ
-
-
-
هُناكَ أَذَّنَ لِلرَحَمَنِ فَاِمتَلأَتْ
-
-
-
-
- أَسماعُ مَكَّةَ مِن قُدسِيَّةِ النَغَمِ
-
-
-
فَلا تَسَل عَن قُرَيشٍ كَيفَ حَيرَتُها
-
-
-
-
- وَكَيفَ نُفرَتُها في السَهلِ وَالعَلَمِ
-
-
-
تَساءَلوا عَن عَظيمٍ قَد أَلَمَّ بِهِمْ
-
-
-
-
- رَمى المَشايِخَ وَالوِلدانِ بِاللَمَمِ
-
-
-
يا جاهِلينَ عَلى الهادي وَدَعوَتِهِ
-
-
-
-
- هَل تَجهَلونَ مَكانَ الصادِقِ العَلَمِ
-
-
-
لَقَّبتُموهُ أَمينَ القَومِ في صِغَرٍ
-
-
-
-
- وَما الأَمينُ عَلى قَولٍ بِمُتَّهَمِ
-
-
-
فاقَ البُدورَ وَفاقَ الأَنبِياءَ فَكَمْ
-
-
-
-
- بِالخُلقِ وَالخَلقِ مِن حُسنٍ وَمِن عِظَمِ
-
-
-
جاءَ النبِيّونَ بِالآياتِ فَاِنصَرَمَتْ
-
-
-
-
- وَجِئتَنا بِحَكيمٍ غَيرِ مُنصَرِمِ
-
-
-
آياتُهُ كُلَّما طالَ المَدى جُدُدٌ
-
-
-
-
- يَزينُهُنَّ جَلالُ العِتقِ وَالقِدَمِ
-
-
-
يَكادُ في لَفظَةٍ مِنهُ مُشَرَّفَةٍ
-
-
-
-
- يوصيكَ بِالحَقِّ وَالتَقوى وَبِالرَحِمِ
-
-
-
يا أَفصَحَ الناطِقينَ الضادَ قاطِبَةً
-
-
-
-
- حَديثُكَ الشَهدُ عِندَ الذائِقِ الفَهِمِ
-
-
-
حَلَّيتَ مِن عَطَلٍ جِيدَ البَيانِ بِهِ
-
-
-
-
- في كُلِّ مُنتَثِرٍ في حُسنِ مُنتَظِمِ
-
-
-
بِكُلِّ قَولٍ كَريمٍ أَنتَ قائِلُهُ
-
-
-
-
- تُحيِ القُلوبَ وَتُحيِ مَيِّتَ الهِمَمِ
-
-
-
سَرَت بَشائِرُ باِلهادي وَمَولِدِهِ
-
-
-
-
- في الشَرقِ وَالغَربِ مَسرى النورِ في الظُلَمِ
-
-
-
تَخَطَّفَتْ مُهَجَ الطاغينَ مِن عَرَبٍ
-
-
-
-
- وَطَيَّرَت أَنفُسَ الباغينَ مِن عُجُمِ
-
-
-
ريعَت لَها شَرَفُ الإيوانِ فَاِنصَدَعَتْ
-
-
-
-
- مِن صَدمَةِ الحَقِّ لا مِن صَدمَةِ القُدُمِ
-
-
-
أَتَيتَ وَالناسُ فَوضى لا تَمُرُّ بِهِمْ
-
-
-
-
- إِلا عَلى صَنَمٍ قَد هامَ في صَنَمِ
-
-
-
وَالأَرضُ مَملوءَةٌ جَورًا مُسَخَّرَةٌ
-
-
-
-
- لِكُلِّ طاغِيَةٍ في الخَلقِ مُحتَكِمِ
-
-
-
مُسَيطِرُ الفُرسِ يَبغي في رَعِيَّتِهِ
-
-
-
-
- وَقَيصَرُ الرومِ مِن كِبرٍ أَصَمُّ عَمِ
-
-
-
يُعَذِّبانِ عِبادَ اللَهِ في شُبَهٍ
-
-
-
-
- وَيَذبَحانِ كَما ضَحَّيتَ بِالغَنَمِ
-
-
-
وَالخَلقُ يَفتِكُ أَقواهُمْ بِأَضعَفِهِمْ
-
-
-
-
- كَاللَيثِ بِالبَهْمِ أَو كَالحوتِ بِالبَلَمِ
-
-
-
أَسرى بِكَ اللَهُ لَيلاً إِذ مَلائِكُهُ
-
-
-
-
- وَالرُسلُ في المَسجِدِ الأَقصى عَلى قَدَمِ
-
-
-
لَمّا خَطَرتَ بِهِ اِلتَفّوا بِسَيِّدِهِمْ
-
-
-
-
- كَالشُهبِ بِالبَدرِ أَو كَالجُندِ بِالعَلَمِ
-
-
-
صَلّى وَراءَكَ مِنهُمْ كُلُّ ذي خَطَرٍ
-
-
-
-
- وَمَن يَفُز بِحَبيبِ اللهِ يَأتَمِمِ
-
-
-
جُبتَ السَماواتِ أَو ما فَوقَهُنَّ بِهِمْ
-
-
-
-
- عَلى مُنَوَّرَةٍ دُرِّيَّةِ اللُجُمِ
-
-
-
رَكوبَةً لَكَ مِن عِزٍّ وَمِن شَرَفٍ
-
-
-
-
- لا في الجِيادِ وَلا في الأَينُقِ الرُسُمِ
-
-
-
مَشيئَةُ الخالِقِ الباري وَصَنعَتُهُ
-
-
-
-
- وَقُدرَةُ اللهِ فَوقَ الشَكِّ وَالتُهَمِ
-
-
-
حَتّى بَلَغتَ سَماءً لا يُطارُ لَها
-
-
-
-
- عَلى جَناحٍ وَلا يُسعى عَلى قَدَمِ
-
-
-
وَقيلَ كُلُّ نَبِيٍّ عِندَ رُتبَتِهِ
-
-
-
-
- وَيا مُحَمَّدُ هَذا العَرشُ فَاستَلِمِ
-
-
-
خَطَطتَ لِلدينِ وَالدُنيا عُلومَهُما
-
-
-
-
- يا قارِئَ اللَوحِ بَل يا لامِسَ القَلَمِ
-
-
-
أَحَطتَ بَينَهُما بِالسِرِّ وَانكَشَفَت
-
-
-
-
- لَكَ الخَزائِنُ مِن عِلمٍ وَمِن حِكَمِ
-
-
-
وَضاعَفَ القُربُ ما قُلِّدتَ مِن مِنَنٍ
-
-
-
-
- بِلا عِدادٍ وَما طُوِّقتَ مِن نِعَمِ
-
-
-
سَل عُصبَةَ الشِركِ حَولَ الغارِ سائِمَةً
-
-
-
-
- لَولا مُطارَدَةُ المُختارِ لَم تُسَمَ
-
-
-
هَل أَبصَروا الأَثَرَ الوَضّاءَ أَم سَمِعوا
-
-
-
-
- هَمسَ التَسابيحِ وَالقُرآنِ مِن أُمَمِ
-
-
-
وَهَل تَمَثَّلَ نَسجُ العَنكَبوتِ لَهُمْ
-
-
-
-
- كَالغابِ وَالحائِماتُ الزُغْبُ كَالرُخَمِ
-
-
-
فَأَدبَروا وَوُجوهُ الأَرضِ تَلعَنُهُمْ
-
-
-
-
- كَباطِلٍ مِن جَلالِ الحَقِّ مُنهَزِمِ
-
-
-
لَولا يَدُ اللهِ بِالجارَينِ ما سَلِما
-
-
-
-
- وَعَينُهُ حَولَ رُكنِ الدينِ لَم يَقُمِ
-
-
-
تَوارَيا بِجَناحِ اللهِ وَاستَتَرا
-
-
-
-
- وَمَن يَضُمُّ جَناحُ اللهِ لا يُضَمِ
-
-
-
يا أَحمَدَ الخَيرِ لي جاهٌ بِتَسمِيَتي
-
-
-
-
- وَكَيفَ لا يَتَسامى بِالرَسولِ سَمي
-
-
-
المادِحونَ وَأَربابُ الهَوى تَبَعٌ
-
-
-
-
- لِصاحِبِ البُردَةِ الفَيحاءِ ذي القَدَمِ
-
-
-
مَديحُهُ فيكَ حُبٌّ خالِصٌ وَهَوًى
-
-
-
-
- وَصادِقُ الحُبِّ يُملي صادِقَ الكَلَمِ
-
-
-
اللهُ يَشهَدُ أَنّي لا أُعارِضُهُ
-
-
-
-
- من ذا يُعارِضُ صَوبَ العارِضِ العَرِمِ
-
-
-
وَإِنَّما أَنا بَعضُ الغابِطينَ وَمَنْ
-
-
-
-
- يَغبِط وَلِيَّكَ لا يُذمَم وَلا يُلَمِ
-
-
-
هَذا مَقامٌ مِنَ الرَحمَنِ مُقتَبَسٌ
-
-
-
-
- تَرمي مَهابَتُهُ سَحبانَ بِالبَكَمِ
-
-
-
البَدرُ دونَكَ في حُسنٍ وَفي شَرَفٍ
-
-
-
-
- وَالبَحرُ دونَكَ في خَيرٍ وَفي كَرَمِ
-
-
-
شُمُّ الجِبالِ إِذا طاوَلتَها انخَفَضَتْ
-
-
-
-
- وَالأَنجُمُ الزُهرُ ما واسَمتَها تَسِمِ
-
-
-
وَاللَيثُ دونَكَ بَأسًا عِندَ وَثبَتِهِ
-
-
-
-
- إِذا مَشَيتَ إِلى شاكي السِلاحِ كَمي
-
-
-
تَهفو إِلَيكَ وَإِن أَدمَيتَ حَبَّتَها
-
-
-
-
- في الحَربِ أَفئِدَةُ الأَبطالِ وَالبُهَمِ
-
-
-
مَحَبَّةُ اللَهِ أَلقاها وَهَيبَتُهُ
-
-
-
-
- عَلى اِبنِ آمِنَةٍ في كُلِّ مُصطَدَمِ
-
-
-
كَأَنَّ وَجهَكَ تَحتَ النَقعِ بَدرُ دُجًى
-
-
-
-
- يُضيءُ مُلتَثِمًا أَو غَيرَ مُلتَثِمِ
-
-
-
بَدرٌ تَطَلَّعَ في بَدرٍ فَغُرَّتُهُ
-
-
-
-
- كَغُرَّةِ النَصرِ تَجلو داجِيَ الظُلَمِ
-
-
-
ذُكِرتَ بِاليُتمِ في القُرآنِ تَكرِمَةً
-
-
-
-
- وَقيمَةُ اللُؤلُؤِ المَكنونِ في اليُتُمِ
-
-
-
اللهُ قَسَّمَ بَينَ الناسِ رِزقَهُمُ
-
-
-
-
- وَأَنتَ خُيِّرتَ في الأَرزاقِ وَالقِسَمِ
-
-
-
إِن قُلتَ في الأَمرِ «لا» أَو قُلتَ فيهِ «نَعَم»
-
-
-
-
- فَخيرَةُ اللهِ في «لا» مِنكَ أَو «نَعَمِ»
-
-
-
أَخوكَ عيسى دَعا مَيتًا فَقامَ لَهُ
-
-
-
-
- وَأَنتَ أَحيَيتَ أَجيالاً مِنَ الزَّمَمِ
-
-
-
وَالجَهلُ مَوتٌ فَإِن أوتيتَ مُعجِزَةً
-
-
-
-
- فَابعَث مِنَ الجَهلِ أَو فَابعَث مِنَ الرَجَمِ
-
-
-
قالوا غَزَوتَ وَرُسلُ اللَهِ ما بُعِثوا
-
-
-
-
- لِقَتلِ نَفسٍ وَلا جاؤوا لِسَفكِ دَمِ
-
-
-
جَهلٌ وَتَضليلُ أَحلامٍ وَسَفسَطَةٌ
-
-
-
-
- فَتَحتَ بِالسَيفِ بَعدَ الفَتحِ بِالقَلَمِ
-
-
-
لَمّا أَتى لَكَ عَفوًا كُلُّ ذي حَسَبٍ
-
-
-
-
- تَكَفَّلَ السَيفُ بِالجُهّالِ وَالعَمَمِ
-
-
-
وَالشَرُّ إِن تَلقَهُ بِالخَيرِ ضِقتَ بِهِ
-
-
-
-
- ذَرعًا وَإِن تَلقَهُ بِالشَرِّ يَنحَسِمِ
-
-
-
سَلِ المَسيحِيَّةَ الغَرّاءَ كَم شَرِبَتْ
-
-
-
-
- بِالصابِ مِن شَهَواتِ الظالِمِ الغَلِمِ
-
-
-
طَريدَةُ الشِركِ يُؤذيها وَيوسِعُها
-
-
-
-
- في كُلِّ حينٍ قِتالاً ساطِعَ الحَدَمِ
-
-
-
لَولا حُماةٌ لَها هَبّوا لِنُصرَتِها
-
-
-
-
- بِالسَيفِ ما انتَفَعَت بِالرِفقِ وَالرُحَمِ
-
-
-
لَولا مَكانٌ لِعيسى عِندَ مُرسِلِهِ
-
-
-
-
- وَحُرمَةٌ وَجَبَت لِلروحِ في القِدَمِ
-
-
-
لَسُمِّرَ البَدَنُ الطُهْرُ الشَريفُ عَلى
-
-
-
-
- لَوحَينِ لَم يَخشَ مُؤذيهِ وَلَم يَجِمِ
-
-
-
جَلَّ المَسيحُ وَذاقَ الصَلبَ شانِئُهُ
-
-
-
-
- إِنَّ العِقابَ بِقَدرِ الذَنبِ وَالجُرُمِ
-
-
-
أَخو النَبِيِّ وَروحُ اللهِ في نُزُلٍ
-
-
-
-
- فَوقَ السَماءِ وَدونَ العَرشِ مُحتَرَمِ
-
-
-
عَلَّمتَهُمْ كُلَّ شَيءٍ يَجهَلونَ بِهِ
-
-
-
-
- حَتّى القِتالَ وَما فيهِ مِنَ الذِّمَمِ
-
-
-
دَعَوتَهُمْ لِجِهادٍ فيهِ سُؤدُدُهُمْ
-
-
-
-
- وَالحَربُ أُسُّ نِظامِ الكَونِ وَالأُمَمِ
-
-
-
لَولاهُ لَم نَرَ لِلدَولاتِ في زَمَنٍ
-
-
-
-
- ما طالَ مِن عُمُدٍ أَو قَرَّ مِن دُهُمِ
-
-
-
تِلكَ الشَواهِدُ تَترى كُلَّ آوِنَةٍ
-
-
-
-
- في الأَعصُرِ الغُرِّ لا في الأَعصُرِ الدُهُمِ
-
-
-
بِالأَمسِ مالَت عُروشٌ وَاعتَلَتْ سُرُرٌ
-
-
-
-
- لَولا القَذائِفُ لَم تَثلَمْ وَلَم تَصُمِ
-
-
-
أَشياعُ عيسى أَعَدّوا كُلَّ قاصِمَةٍ
-
-
-
-
- وَلَم نُعِدَّ سِوى حالاتِ مُنقَصِمِ
-
-
-
مَهما دُعيتَ إِلى الهَيجاءِ قُمتَ لَها
-
-
-
-
- تَرمي بِأُسْدٍ وَيَرمي اللهُ بِالرُجُمِ
-
-
-
عَلى لِوائِكَ مِنهُم كُلُّ مُنتَقِمٍ
-
-
-
-
- للهِ مُستَقتِلٍ في اللهِ مُعتَزِمِ
-
-
-
مُسَبِّحٍ لِلِقاءِ اللهِ مُضطَرِمٍ
-
-
-
-
- شَوقًا عَلى سابِخٍ كَالبَرقِ مُضطَرِمِ
-
-
-
لَو صادَفَ الدَهرَ يَبغي نَقلَةً فَرَمى
-
-
-
-
- بِعَزمِهِ في رِحالِ الدَهرِ لَم يَرِمِ
-
-
-
بيضٌ مَفاليلُ مِن فِعلِ الحُروبِ بِهِمْ
-
-
-
-
- مِن أَسيُفِ اللهِ لا الهِندِيَّةُ الخُذُمُ
-
-
-
كَم في التُرابِ إِذا فَتَّشتَ عَن رَجُلٍ
-
-
-
-
- مَن ماتَ بِالعَهدِ أَو مَن ماتَ بِالقَسَمِ
-
-
-
لَولا مَواهِبُ في بَعضِ الأَنامِ لَما
-
-
-
-
- تَفاوَتَ الناسُ في الأَقدارِ وَالقِيَمِ
-
-
-
شَريعَةٌ لَكَ فَجَّرتَ العُقولَ بِها
-
-
-
-
- عَن زاخِرٍ بِصُنوفِ العِلمِ مُلتَطِمِ
-
-
-
يَلوحُ حَولَ سَنا التَوحيدِ جَوهَرُها
-
-
-
-
- كَالحَليِ لِلسَيفِ أَو كَالوَشيِ لِلعَلَمِ
-
-
-
غَرّاءُ حامَتْ عَلَيها أَنفُسٌ وَنُهًى
-
-
-
-
- وَمَن يَجِد سَلسَلاً مِن حِكمَةٍ يَحُمِ
-
-
-
نورُ السَبيلِ يُساسُ العالَمونَ بِها
-
-
-
-
- تَكَفَّلَتْ بِشَبابِ الدَهرِ وَالهَرَمِ
-
-
-
يَجري الزَمانُ وَأَحكامُ الزَمانِ عَلى
-
-
-
-
- حُكمٍ لَها نافِذٍ في الخَلقِ مُرتَسِمِ
-
-
-
لَمّا اعتَلَت دَولَةُ الإِسلامِ وَاتَّسَعَتْ
-
-
-
-
- مَشَتْ مَمالِكُهُ في نورِها التَّمَمِ
-
-
-
وَعَلَّمَتْ أُمَّةً بِالقَفرِ نازِلَةً
-
-
-
-
- رَعيَ القَياصِرِ بَعدَ الشاءِ وَالنَعَمِ
-
-
-
كَم شَيَّدَ المُصلِحونَ العامِلونَ بِها
-
-
-
-
- في الشَرقِ وَالغَربِ مُلكًا باذِخَ العِظَمِ
-
-
-
لِلعِلمِ وَالعَدلِ وَالتَمدينِ ما عَزَموا
-
-
-
-
- مِنَ الأُمورِ وَما شَدّوا مِنَ الحُزُمِ
-
-
-
سُرعانَ ما فَتَحوا الدُنيا لِمِلَّتِهِمْ
-
-
-
-
- وَأَنهَلوا الناسَ مِن سَلسالِها الشَبِمِ
-
-
-
ساروا عَلَيها هُداةَ الناسِ فَهيَ بِهِمْ
-
-
-
-
- إِلى الفَلاحِ طَريقٌ واضِحُ العَظَمِ
-
-
-
لا يَهدِمُ الدَهرُ رُكنًا شادَ عَدلَهُمُ
-
-
-
-
- وَحائِطُ البَغيِ إِن تَلمَسهُ يَنهَدِمِ
-
-
-
نالوا السَعادَةَ في الدارَينِ وَاِجتَمَعوا
-
-
-
-
- عَلى عَميمٍ مِنَ الرُضوانِ مُقتَسَمِ
-
-
-
دَع عَنكَ روما وَآثينا وَما حَوَتا
-
-
-
-
- كُلُّ اليَواقيتِ في بَغدادَ وَالتُوَمِ
-
-
-
وَخَلِّ كِسرى وَإيوانًا يَدِلُّ بِهِ
-
-
-
-
- هَوى عَلى أَثَرِ النيرانِ وَالأَيُمِ
-
-
-
وَاترُك رَعمَسيسَ إِنَّ المُلكَ مَظهَرُهُ
-
-
-
-
- في نَهضَةِ العَدلِ لا في نَهضَةِ الهَرَمِ
-
-
-
دارُ الشَرائِعِ روما كُلَّما ذُكِرَتْ
-
-
-
-
- دارُ السَلامِ لَها أَلقَتْ يَدَ السَلَمِ
-
-
-
ما ضارَعَتها بَيانًا عِندَ مُلتَأَمٍ
-
-
-
-
- وَلا حَكَتها قَضاءً عِندَ مُختَصَمِ
-
-
-
وَلا احتَوَت في طِرازٍ مِن قَياصِرِها
-
-
-
-
- عَلى رَشيدٍ وَمَأمونٍ وَمُعتَصِمِ
-
-
-
مَنِ الَّذينَ إِذا سارَت كَتائِبُهُمْ
-
-
-
-
- تَصَرَّفوا بِحُدودِ الأَرضِ وَالتُخَمِ
-
-
-
وَيَجلِسونَ إِلى عِلمٍ وَمَعرِفَةٍ
-
-
-
-
- فَلا يُدانَونَ في عَقلٍ وَلا فَهَمِ
-
-
-
يُطَأطِئُ العُلَماءُ الهامَ إِن نَبَسوا
-
-
-
-
- مِن هَيبَةِ العِلمِ لا مِن هَيبَةِ الحُكُمِ
-
-
-
وَيُمطَرونَ فَما بِالأَرضِ مِن مَحَلٍ
-
-
-
-
- وَلا بِمَن باتَ فَوقَ الأَرضِ مِن عُدُمِ
-
-
-
خَلائِفُ اللهِ جَلّوا عَن مُوازَنَةٍ
-
-
-
-
- فَلا تَقيسَنَّ أَملاكَ الوَرى بِهِمِ
-
-
-
مَن في البَرِيَّةِ كَالفاروقِ مَعدَلَةً
-
-
-
-
- وَكَابنِ عَبدِ العَزيزِ الخاشِعِ الحَشِمِ
-
-
-
وَكَالإِمامِ إِذا ما فَضَّ مُزدَحِمًا
-
-
-
-
- بِمَدمَعٍ في مَآقي القَومِ مُزدَحِمِ
-
-
-
الزاخِرُ العَذبُ في عِلمٍ وَفي أَدَبٍ
-
-
-
-
- وَالناصِرُ النَدبُ في حَربٍ وَفي سَلَمِ
-
-
-
أَو كَابنِ عَفّانَ وَالقُرآنُ في يَدِهِ
-
-
-
-
- يَحنو عَلَيهِ كَما تَحنو عَلى الفُطُمِ
-
-
-
وَيَجمَعُ الآيَ تَرتيبًا وَيَنظُمُها
-
-
-
-
- عِقدًا بِجيدِ اللَيالي غَيرَ مُنفَصِمِ
-
-
-
جُرحانِ في كَبِدِ الإِسلامِ ما اِلتَأَما
-
-
-
-
- جُرحُ الشَهيدِ وَجُرحٌ بِالكِتابِ دَمي
-
-
-
وَما بَلاءُ أَبي بَكرٍ بِمُتَّهَمٍ
-
-
-
-
- بَعدَ الجَلائِلِ في الأَفعالِ وَالخِدَمِ
-
-
-
بِالحَزمِ وَالعَزمِ حاطَ الدينَ في مِحَنٍ
-
-
-
-
- أَضَلَّتِ الحُلمَ مِن كَهلٍ وَمُحتَلِمِ
-
-
-
وَحِدنَ بِالراشِدِ الفاروقِ عَن رُشدٍ
-
-
-
-
- في المَوتِ وَهوَ يَقينٌ غَيرُ مُنبَهِمِ
-
-
-
يُجادِلُ القَومَ مُستَلًّا مُهَنَّدَهُ
-
-
-
-
- في أَعظَمِ الرُسلِ قَدرًا كَيفَ لَم يَدُمِ
-
-
-
لا تَعذُلوهُ إِذا طافَ الذُهولُ بِهِ
-
-
-
-
- ماتَ الحَبيبُ فَضَلَّ الصَبُّ عَن رَغَمِ
-
-
-
يا رَبِّ صَلِّ وَسَلِّم ما أَرَدتَ عَلى
-
-
-
-
- نَزيلِ عَرشِكَ خَيرِ الرُسلِ كُلِّهِمِ
-
-
-
مُحيِ اللَيالي صَلاةً لا يُقَطِّعُها
-
-
-
-
- إِلا بِدَمعٍ مِنَ الإِشفاقِ مُنسَجِمِ
-
-
-
مُسَبِّحًا لَكَ جُنحَ اللَيلِ مُحتَمِلاً
-
-
-
-
- ضُرًّا مِنَ السُهدِ أَو ضُرًّا مِنَ الوَرَمِ
-
-
-
رَضِيَّةٌ نَفسُهُ لا تَشتَكي سَأَمًا
-
-
-
-
- وَما مَعَ الحُبِّ إِن أَخلَصتَ مِن سَأَمِ
-
-
-
وَصَلِّ رَبّي عَلى آلٍ لَهُ نُخَبٍ
-
-
-
-
- جَعَلتَ فيهِم لِواءَ البَيتِ وَالحَرَمِ
-
-
-
بيضُ الوُجوهِ وَوَجهُ الدَهرِ ذو حَلَكٍ
-
-
-
-
- شُمُّ الأُنوفِ وَأَنفُ الحادِثاتِ حَمى
-
-
-
وَأَهدِ خَيرَ صَلاةٍ مِنكَ أَربَعَةً
-
-
-
-
- في الصَحبِ صُحبَتُهُم مَرعِيَّةُ الحُرَمِ
-
-
-
الراكِبينَ إِذا نادى النَبِيُّ بِهِمْ
-
-
-
-
- ما هالَ مِن جَلَلٍ وَاشتَدَّ مِن عَمَمِ
-
-
-
الصابِرينَ وَنَفسُ الأَرضِ واجِفَةٌ
-
-
-
-
- الضاحِكينَ إِلى الأَخطارِ وَالقُحَمِ
-
-
-
يا رَبِّ هَبَّتْ شُعوبٌ مِن مَنِيَّتِها
-
-
-
-
- وَاستَيقَظَت أُمَمٌ مِن رَقدَةِ العَدَمِ
-
-
-
سَعدٌ وَنَحسٌ وَمُلكٌ أَنتَ مالِكُهُ
-
-
-
-
- تُديلُ مِن نِعَمٍ فيهِ وَمِن نِقَمِ
-
-
-
رَأى قَضاؤُكَ فينا رَأيَ حِكمَتِهِ
-
-
-
-
- أَكرِم بِوَجهِكَ مِن قاضٍ وَمُنتَقِمِ
-
-
-
فَالطُف لأَجلِ رَسولِ العالَمينَ بِنا
-
-
-
-
- وَلا تَزِد قَومَهُ خَسفًا وَلا تُسِمِ
-
-
-
يا رَبِّ أَحسَنتَ بَدءَ المُسلِمينَ بِهِ
-
-
-
-
- فَتَمِّمِ الفَضلَ وَاِمنَح حُسنَ مُختَتَمِ.
-
-
-
قصيدة يا قلبُ، ويحكَ والمودة ُ ذمّة
يا قلبُ، ويحكَ والمودة ُ ذمّة ٌ
-
-
-
-
- ماذا صنَعْت بعهدِ عبدِ الله؟
-
-
-
جاذبتني جنبي عشية َ نعيهِ
-
-
-
-
- وخفقتَ خفقة َ موجعٍ أوّاه
-
-
-
ولَوَ أنْ قلباً ذابَ إثرَ حَبيبِه
-
-
-
-
- لهوَى بك الركنُ الضعيفُ الواهي
-
-
-
فعليكَ من حُسن المروءَة ِ آمرٌ
-
-
-
-
- وعليك من حسن التجلَّدِ ناه
-
-
-
نزل الطويرُ في الترابِ منازلاً
-
-
-
-
- تهوي المكارمُ نحوها بشفاه
-
-
-
عَرَصاتُها مَمطورَة ٌ بمدامعٍ
-
-
-
-
- مَوْطوءَة ٌ بمفارِقٍ وجِباه
-
-
-
لولا يمينُ الموتِ فوقَ يمينه
-
-
-
-
- فيها؛ لفاضَت من جَنًى ومياه
-
-
-
يا كابراً من كابرين، وطاهراً
-
-
-
-
- من آلِ طهرٍ عارفٍ بالله
-
-
-
ومُحكِّماً عَلمَ القضاءِ مكانَه
-
-
-
-
- في المقسطينَ الجلَّة ٍ الأنزاه
-
-
-
وحكيماً کسْتعصَتْ أَعِنَّتُه على
-
-
-
-
- كذبِ النعيمِ، وتُرَّهاتِ الجاه
-
-
-
وأخاً سَقى الإخوانَ مِنْ راووقِه
-
-
-
-
- بودادِ لا صَلِفٍ، ولا تَيّاه
-
-
-
قد كان شعري شغلَ نفسكَ، فاقترح
-
-
-
-
- من كلِّ جائلة ٍ على الأفواه
-
-
-
أنزلتَ منه حينَ فاتكَ جمعه
-
-
-
-
- في منزلٍ بهجٍ بنوركَ زاه
-
-
-
فاقرأ على حَسّانَ منه، لعله
-
-
-
-
- بفتاه في مدحِ الرسولِ مُباه
-
-
-
وأنزل بنور الخلدِ جدّكَ، واتصلْ
-
-
-
-
- بملائكٍ من آلهِ أَشباه
-
-
-
ناعيكَ ناعي حاتمٍ أو جعفرٍ
-
-
-
-
- فالناسُ بين نوازِلٍ ودواهِ.
-
-
-
قصيدة مضى الدهر بابن إمام اليَمَنْ
مضى الدهر بابن إمام اليَمَنْ
-
-
-
-
- وأودى بزين شبابِ الزمنْ
-
-
-
وباتت بصنعاءَ تبكي السيوفُ
-
-
-
-
- عليه، وتبكي القنا في عدن
-
-
-
وأَعْوَلَ نجدٌ، وضجَّ الحجازُ
-
-
-
-
- ومالَ الحسينُ، فعزَّ الحسن
-
-
-
وغصَّتْ مناحاه في الخيام
-
-
-
-
- وغصَّتْ مآتمه في المدن
-
-
-
ولو أنّ ميتاً مشى للعزاء
-
-
-
-
- مشى في مآتمه ذو يَزن
-
-
-
فتًى كاسمِه كان سيفَ الإله
-
-
-
-
- وسيفَ الرسولِ، وسيفَ الوطن
-
-
-
ولقِّبَ بالبدرِ من حسن
-
-
-
-
- وما البدرُ؟ ما قدرُه؟ وابنُ مَنْ؟
-
-
-
عزاءً جميلاً إمامَ الحِمَى
-
-
-
-
- وهونْ جليلَ الرزايا يهن
-
-
-
وأَنتَ المُعانُ بإيمانه
-
-
-
-
- وظنُّك في الله ظنُّ حسن
-
-
-
ولكن متى رقَّ قلبُ القضاء؟
-
-
-
-
- ومن أَيْن لِلموتِ عقلٌ يَزِن؟
-
-
-
يجامِلُك العربُ النازحون
-
-
-
-
- وما العربيَّة ُ إلا وطن
-
-
-
ويجمَعُ قومك بالمسلمين
-
-
-
-
- عظيمُ الفروضِ وسمحُ السن
-
-
-
وأَنَّ نبيَّهمُ واحدٌ
-
-
-
-
- نبيُّ الصوابِ، نبيُّ اللَّسَن
-
-
-
ومصرُ التي تجمع المسلمين
-
-
-
-
- كما اجتمعوا في ظلال الرُّكُن
-
-
-
تعزِّي اليمانينَ في سيفهم
-
-
-
-
- وتأْخذ حِصَّتَها في الحَزَن
-
-
-
وتَقعُد في مأْتم ابنِ الإمامِ
-
-
-
-
- وتبكيه بالعَبرات الهُتُن
-
-
-
وتنشر ريحانتي زنبقٍ
-
-
-
-
- من الشِّعرِ في رَبَواتِ اليمن
-
-
-
تَرِفَّانِ فوقَ رُفاتِ الفقيدِ
-
-
-
-
- رفيفَ الجنى في أَعالي الغُصُن
-
-
-
قَضَى واجباً، فقضَى دونَه
-
-
-
-
- فتى ً خالص السر، صافي العلن
-
-
-
تطوَّحَ في لُجَجٍ كالجبال
-
-
-
-
- عِراضِ الأَواسِي طِوَالِ القُنَن
-
-
-
مشى مشية َ الليثِ، لا في السلاح
-
-
-
-
- ولا في الدُّروع، ولا في الجُنَن
-
-
-
متى صرتَ يا بحرُ غمدَ السيوفِ
-
-
-
-
- وكنا عَهدناك غِمدَ السُّفن؟
-
-
-
وكنتَ صوانَ الجمانِ الكريمِ
-
-
-
-
- فكيف أزيلَ؟ ولمْ لمْ يصن؟
-
-
-
ظفرتَ بجوهرة ٍ فذَّة ٍ
-
-
-
-
- من الشرف العبقريِّ اليُمُن
-
-
-
فتًى بذَلَ الروحَ دونَ الرِّفاق
-
-
-
-
- إليكَ، وأَعطى الترابَ البَدن
-
-
-
وهانتْ عليه ملاهي الشبابِ
-
-
-
-
- ولولا حقوقُ العلا لم تهن
-
-
-
وخاضَك يُنقِذُ أَترابَه
-
-
-
-
- وكان القضاءُ له قد كَمَن
-
-
-
غدرتَ فتى ً ليس في الغادرين
-
-
-
-
- وخنتَ امرأ وافياً لم يخن
-
-
-
وما في الشجاعة ِ حَتْفُ الشجاعِ
-
-
-
-
- ولا مدَّ عمر الجبان الجبن
-
-
-
ولكن إذا حانَ حينُ الفتى
-
-
-
-
- قَضَى ، ويَعيش إذا لم يَحِن
-
-
-
ألا أيهذا الشريفُ الرضيُّ
-
-
-
-
- أبو السمراء الرماحِ اللدن
-
-
-
شهيدُ المُروءَة ِ كان البَقِيعُ
-
-
-
-
- أحقَّ به من تراب اليمن
-
-
-
فهل غَسَّلوه بدمعِ العُفاة ِ
-
-
-
-
- وفي كلِّ قلبٍ حزينٍ سكن؟
-
-
-
لقد أَغرقَ ابنكَ صرْفُ الزمانِ
-
-
-
-
- واغرقْتَ أَبناءَه بالمِنن
-
-
-
أَتذكر إذ هو يَطوِي الشهورَ
-
-
-
-
- وإذ هو كالخشفِ حلوُّ أغنّ؟
-
-
-
وإذ هو حولك حسنُ القصورِ
-
-
-
-
- وطِيبُ الرياضِ، وصَفْوُ الزمَن؟
-
-
-
بشاشتُه لذَّة ٌ في العيون
-
-
-
-
- ونَغْمتُه لذَّة ٌ في الأذن؟
-
-
-
يلاعب طرَّتهُ في يديكَ
-
-
-
-
- كما لاعبَ المهرُ فضل الرسن؟
-
-
-
وإذ هو كالشبل يحكي الأسودَ
-
-
-
-
- أدلّ بمخلبه وافتتن؟
-
-
-
فشبَّ، فقامَ وراءَ العرينِ
-
-
-
-
- يَشُبّ الحروبَ، ويُطفِي الفِتَن؟
-
-
-
فما بالُه صار في الهامدين
-
-
-
-
- وأمسى عفاءً كأنْ لم يكنْ؟
-
-
-
نظَمْتُ الدموعَ رِثاءً له
-
-
-
-
- وفصَّلْتُها بالأَسَى والشَّجَن.
-
-
-