أشعار الصبر

قصيدة الصبر الجميل للشاعر محمد مهدي الجواهري

ذممَتُ اصطبارَ العاجزينَ وراقني

على الضُرِّ صبرُ الواثبِ المتطلِّعِ

له ثِقَةٌ بالنفسِ أنْ ستقودُه

لحالٍ يرجِّي خيرَها أو لمصرع

وما الصبرُ بالأمرِ اليسيرِ احتمالُه

وإن راحَ ملصوقاً به كلُّ مُدَّعي

ولا هو بالشئ المشرِّفِ أهلَه

إذا لم تكنْ عُقباه غيرَ التوجّع

ولكنَّه صبرُ الأسودِ على الطَّوى

تغطّي عليه وثبةُ المتجمِّع

مِحَكُّ طباعٍ آبياتٍ وطُوَّعٍ

وبَلوى نفوسٍ طامحاتٍ ووُضَّع

يُعنَّى به حُرٌّ لإحقاقِ جرئٍ غايةٍ

ويَخرُجُ عنه آخرٌ للتضرُّع

فإنْ كنتَ ذا قلبٍ جرئٍ طبيعةً

على نكبات الدهر لا بالتطبّع

فبورِكَ نسْجُ الصَّبرِ درعاً مضاعفاً

وبوركْتَ من ذي مِرَّةٍ متدرِّع

قصيدة صبرٌ ينفذ للشاعر عبدالله الفيصل

أرى الصبر أوشك أن ينفذا

وأوشكت في القرب أن أبعدا

وأوشك قلبي أن يستريح

وأوشك طرفي أن يرقدا

وكدت أعايش هذا الأنام

وقد عشت بينهم مفردا

يخيل لي أنني قد أضعت

شبابي وقلبي وعمري سدى

وأن حياتي وأسبابها

خطبت بها عندكم فرقدا

تناءيتم زمنا طائلا

وبنا كما كان رجع الصدى

فإن تلتق اليوم أشباحنا

فذاك لقاء غريب المدى

تقربه اليوم دنيا الخيال

ويبعده كل حاد حدا

يذكرنا كل أمس مضى

وكل غريب به شدا

وما نحن إلا الزمان الذي

عدا في الأنام على من عدا

نصوره صورة في الضمير

ونبدي على ضعفنا ما بدا

فيحسبنا الناس أقوى على

يد الدهر مما يكيد العدى

ولكننا إن خلونا إلى

خواطرنا نستجير الردى

وإن لاح في بابكم عاذل

مررنا به ركعا سجدا

نحاذر من أن ترانا العيون

ونخشى على البؤس أن نحسدا

فعد لي حبيبي كما قد عهدت

على الدهر يا سيدي مسعدا

وخل النواح ودنيا الانين

فقد أوشك العمر أن ينفذا

ومد حبيبي إلى من براه

غرامك عطفا وأهد اليدا

أو اهزأ كما شئت بالذكريات

وأذهب في الحب كبش الفدا

قصيدة قلعة الصبر للشاعر إياد عاطف حياتله

قَبّلتُ رأسَـكِ مُشتاقـاً فأعطينـي

يا قلعـة الصّبْـرِ إيمانـاً يُقَوّينـي

مِنْ وهْجِ عينيكِ شمساً أسْتضيئُ بها

كيْ تُطلعَ الفجرَ من عتْمِ الزّنازيـنِ

إنْ قـدّرَ اللهُ فـي الدّنيـا تفرُّقَنـا

في جنّةِ الخلْدِ أرجـو أنْ تُلاقينـي

مَعْ سيّدِ الرُّسْلِ يا أمّـي وعترتِـهِ

نحظى بِرُؤيـةِ رنتيسـي وياسيـنِ

لا أندمُ اليومَ عـنْ حـالٍ أُعايِشُـهُ

لكنْ تمَنّيْتُ أقضي فـي المياديـنِ

شَرَفُ الشّهادةِ حُلْمٌ كمْ سعيْتُ لـهُ

في الذوْدِ عنْ أقْدسِ الأقْداسِ والدّينِ

روحي فداؤُ كَ يا أقصى، ويا وَطناً

أسْرى إليهِ النّبي ، تِلْكُمْ شرايينـي

حتّي يُرفْرِفَ فوقَ القـدْسِ بَيْرَقُنـا

أوْ رايةُ النّصرِ تعْلو هـامَ حِطّيـنِ

قصيدة أيحلو ، لمنْ لاَ صبرَ ينجدهُ ، صبرُ للشاعر أبو فراس الحمداني

أيحلو ، لمنْ لاَ صبرَ ينجدهُ ، صبرُ

إذا ما انقضى فكرٌ ألمَّ بهِ فكرُ ؟

أممعنة ً في العذلِ ، رفقاً بقلبهِ ‍!

أيحملُ ذا قلبٌ ، ولوْ أنهُ صخرُ ؟

عَذيرِي من اللاّئي يَلُمنَ على الهَوَى

أما في الهوى ، لو ذقنًَ طعمَ الهوى عذرُ؟

أطَلْنَ عَلَيْهِ اللّوْمَ حَتى تَرَكْنَهُ

وَسَاعَتُهُ شَهْرٌ، وَلَيْلَتُهُ دَهْرُ

و منكرة ٍ ما عاينتْ من شحوبهِ

وَلا عَجَبٌ، ما عَايَنَتهُ، وَلا نُكْرُ

وَيُحمَدُ في العَضْبِ البِلى وهوَ قاطعٌ

ويحسنُ في الخيلِ المسمومة ِ، الضمرُ

و قائلة ٍ : ” ماذا دهاكَ ” ؟ ـ تعجباً ـ

فقلتُ لها : ” يا هذهِ أنتِ والدهرُ ! “

أبِالبَينِ؟ أمْ بالهَجرِ؟ أمْ بِكِلَيْهِمَا

تشاركَ ، فيما ساءني ، البينُ والهجرُ ؟

يُذَكّرُني نَجْداً حَبيبٌ، بأرْضِهَا،

أيا صاحبيْ نجوايَ ، هلْ ينفعُ الذكرُ ؟

نطاولت الكثبانُ ، بيني وبينهُ ،

وَبَاعَدَ، فيمَا بَيْنَنَا، البَلَدُ القَفْرُ

مفاوزُ لا يعجزنَ صاحبَ همة ٍ

وإن عجزتْ ، عنها ، الغريرية ُ الصبرُ

كَأنّ سَفِيناً، بينَ فَيْدٍ وَحَاجِرٍ

يحفُّ بهِ ، منْ آلِ قيعانهِ ، بحرُ

عدانيَ عنهُ : ذودُ أعداءِ منهلٍ

كثيرٌ إلى ورادهُ النظرُ الشزرُ

وَسُمرُ أعَادٍ، تَلمَعُ البِيضُ بَينَهمْ

وَبِيضُ أعَادٍ، في أكُفّهِمُ السُّمْرُ

وَقَوْمٌ، مَتى مَا ألْقَهُمْ رَوِيَ القَنَا

و أرضٌ متى ما أغزها شبعَ النسرُ

وَخَيلٌ يَلُوحُ الخَيرُ بَينَ عُيُونِهَا

و نصلٌ ، متى ما شمتهُ نزلَ النصرُ

إذَا مَا الفَتى أذْكَى مُغَاوَرَة َ العِدى

فكلُّ بلادٍ حلَّ ساحتها ُ ثغرُ

و يوم ٍ، كأنَّ الأرضَ شابتْ لهولهِ

قطعتُ بخيلٍ حشوُ فرسانها صبرُ ،

تَسِيرُ عَلى مِثْلِ المُلاءِ مُنَشَّراً

وَآثَارُهَا طَرْزٌ لأطْرَافِهَا حُمْرُ

أُشَيّعُهُ وَالدّمْعُ مِنْ شِدّة ِ الأسَى

على خدهِ نظمٌ ، وفي نحرهِ نثرُ

وعدتُ ، وقلبي في سجافِ غبيطه ِ

ولي لفتاتٌ ، نحو هودجه، كثرُ

و فيمنْ حوى ذاكَ الحجيجُ خريدة ٌ

لها دونَ عَطفِ السّترِ من صَوْنها سترُ

و في الكم ِّكفٌّ يراها عديلها

و في الخدرِ وجهٌ ليسَ يعرفهُ الخدرُ

فَهَلْ عَرَفاتٌ عَارِفاتٌ بِزَوْرِهَا؟

و هلْ شعرتْ تلكَ المشاعرُ والحجرُ ؟

أمَا اخضَرّ من بُطْنانِ مكّة َ ما ذَوَى ؟

أما أعشبَ الوادي أما أنبتَ الصخرُ ؟

سَقَى الله قَوْماً، حَلّ رَحلُكِ فيهمُ

سحائبَ، لا قُلَّ جداها ، ولا نزرُ!

قصيدة الطويل للشاعر محمد حسن أبو المحاسن

عليك بحسن الصبر فالصبر منحة

من الله ان الله جم مواهبه

فأيسر ما في الصبر تنفيس كربة

وتفريج غم تعتريك غواربه

وليس بمغن عنك بث وعبرة

وشكوى زمان لا ترد نوائبه

واعظم رزء فقد اصطباره

وان كثرت ارزاؤه ومصائبه

ومن جد في أمر يعز طلابه

ينل بجميل الصبر ما هو طالبه

قصيدة ودّعَ الصبرَ محبٌّ ودّعَكْ للشاعر ابن زيدون

ودّعَ الصبرَ محبٌّ ودّعَكْ

ذائعٌ منْ سرّهِ ما استودَعَكْ

يقرَعُ السّنَّ على أنْ لمْ يكنْ

زَادَ في تِلْكَ الحُطَا، إذْ شَيّعَكْ

يا أخا البدرِ سناءً وسناً

حفظَ اللهُ زماناً أطلعَكْ

إنْ يَطُلْ، بَعْدَكَ، لَيلي، فلَكَمْ

كنت أشكُو قِصَرَ اللّيْلِ مَعَكْ!