أشعار وقصائد قصيرة
قصيدة رويدك أيها الملك الجليل
- يقول المتنبي:
رُوَيدَكَ أَيُّها المَلِكُ الجَليلُ
- تَأَنَّ وَعُدَّهُ مِمّا تُنيلُ
وَجودَكَ بِالمُقامِ وَلَو قَليلاً
- فَما فيما تَجودُ بِهِ قَليلُ
لِأَكبِتَ حاسِداً وَأَرى عَدُوّاً
- كَأَنَّهُما وَداعُكَ وَالرَحيلُ
وَيَهدَأَ ذا السَحابُ فَقَد شَكَكنا
- أَتَغلِبُ أَم حَياهُ لَكُم قَبيلُ
وَكُنتُ أَعيبُ عَذلاً في سَماحٍ
- فَها أَنا في السَماحِ لَهُ عَذولُ
وَما أَخشى نُبوَّكَ عَن طَريقٍ
- وَسَيفُ الدَولَةِ الماضي الصَقيلُ
وَكُلُّ شَواةِ غِطريفٍ تَمَنّى
- لِسَيرِكَ أَنَّ مَفرِقَها السَبيلُ
وَمِثلِ العَمقِ مَملوءٍ دِماءً
- جَرَت بِكَ في مَجاريهِ الخُيولُ
إِذا اِعتادَ الفَتى خَوضَ المَنايا
- فَأَهوَنُ ما يَمُرُّ بِهِ الوُحولُ
وَمَن أَمَرَ الحُصونَ فَما عَصَتهُ
- أَطاعَتهُ الحُزونَةُ وَالسُهولُ
أَتَخفِرُ كُلَّ مَن رَمَتِ اللَيالي
- وَتُنشِرُ كُلَّ مَن دَفَنَ الخُمولُ
وَنَدعوكَ الحُسامَ وَهَل حُسامٌ
- يَعيشُ بِهِ مِنَ المَوتِ القَتيلُ
وَما لِلسَيفِ إِلّا القَطعَ فِعلٌ
- وَأَنتَ القاطِعُ البَرُّ الوَصولُ
وَأَنتَ الفارِسُ القَوّالُ صَبراً
- وَقَد فَنِيَ التَكَلُّمُ وَالصَهيلُ
يَحيدُ الرُمحُ عَنكَ وَفيهِ قَصدٌ
- وَيَقصُرُ أَن يَنالَ وَفيهِ طولُ
فَلَو قَدَرَ السِنانُ عَلى لِسانٍ
- لَقالَ لَكَ السِنانُ كَما أَقولُ
وَلَو جازَ الخُلودُ خَلَدتَ فَرداً
- وَلَكِن لَيسَ لِلدُنيا خَليلُ
قصيدة مرحبا بالفتى العظيم الشان
- يقول أحمد شوقي:
مرحبا بالفتى العظيم الشان
- سيد الكل من بنى الألمان
وارث النسر للسلام جناحا
- ه وللحرب ذانك المِخلبان
يخطف النصر في وجوه السرايا
- زاهدا في غنائم العقبان
مصر من نوركم ونور اخيكم
- قد مشى فوق أرضها الفرقدان
أنت في كل بلدة تتجلى
- وأبوك العظيم ملء الزمان
مظهر الشمس في الوجود علوا
- ونشاط الأفلاك في الدوران
عالم شاعر حكيم خطيب
- ماله فوق منبر العصر ثاني
ما نسينا وقوفه بصلاح ال
- دين والعالمون في نسيان
كلمات قد زادت القبر طيبا
- فوق طيب العظام والأكفان
وإذا القلب كان سمحا كريما
- ظهرت طيباته في اللسان
والمروءات عند أربابها فو
- ق اختلاف الآراء والأديان
قف برمسيس إنه كصلاح ال
- دين أهل لذلك الإحسان
قل له يا أبا الملوك هل العي
- ش وإن طال غير بضع ثوان
قم فعظنا فهذه هامة أبن ال
- شمس اين النحاس والتاجان
ونعم هذه يمينك لكن
- حيل بين اليمين والصولجان
وتأمل على الصعيد بقايا
- دولة فوق دولة الرومان
قهرت أربعين شعبا إلى أن
- قبرتها طوارق الحدثان
يا ابن غليوم يوم ترجع بر
- لين ويصغى لقولك الوالدان
قل لمولاك يا أبي ومليكي
- مصر أم الشعوب ذات الحنان
منهل العالمين من كل جنس
- وخِوان لكل قاصٍ دانى
قصيدة محمد أشرف الأعراب والعجم
- يقول البوصيري:
مُحَمَّدٌ أَشْرَفُ الأعْرَابِ والعَجَمِ
- مُحَمَّدٌ خَيْرٌ مَنْ يَمْشِي عَلَى قَدَمِ
مُحَمَّدٌ باسِطُ المَعْرُوفِ جَامِعَةً
- مُحَمَّدٌ صاحِبُ الإِحْسانِ والكَرَمِ
مُحَمَّدٌ تاجُ رُسْلٍ اللهِ قاطِبَةً
- مُحَمَّدٌ صادِقُ الأٌقْوَالِ والكَلِمِ
مُحَمَّدٌ ثابِتُ المِيثاقِ حافِظُهُ
- مُحَمَّدٌ طيِّبُ الأخْلاقِ والشِّيَمِ
مُحَمَّدٌ خُبِيَتْ بالنُّورِ طِينَتُهُ
- مُحَمَّدٌ لَمْ يَزَلْ نُوراً مِنَ القِدَمِ
مُحَمَّدٌ حاكِمٌ بالعَدْلِ ذُو شَرَفٍ
- مُحَمَّدٌ مَعْدِنُ الإنْعامِ وَالحِكَمِ
مُحَمَّدٌ خَيْرُ خَلْقِ اللهِ مِنْ مُضَرٍ
- مُحَمَّدٌ خَيْرُ رُسْلِ اللهِ كُلِّهِمِ
مُحَمَّدٌ دِينُهُ حَقَّ النَّذِرُ بِهِ
- مُحَمَّدٌ مُجْمَلٌ حَقَاً عَلَى عَلَمِ
مُحَمَّدٌ ذِكْرُهُ رُوحٌ لأَنْفُسِنَا
- مُحَمَّدٌ شُكْرُهُ فَرْضٌ عَلَى الأُمَمِ
مُحَمَّدٌ زِينَةُ الدُّنْيَا ومُهْجَتُها
- مُحَمَّدٌ كاشِفُ الغُمَّاتِ وَالظُّلَمِ
مُحَمَّدٌ سَيِّدٌ طابَتْ مناقِبُهُ
- مُحَمَّدٌ صاغَهُ الرَّحْمنُ بِالنِّعَمِ
مُحَمَّدٌ صَفْوَةُ البارِي وخِيرَتُهُ
- مُحَمَّدٌ طاهِرٌ ساتِرُ التُّهَمِ
مُحَمَّدٌ ضاحِكٌ لِلضَّيْفِ مَكْرُمَةً
- مُحَمَّدٌ جارُهُ واللهِ لَمْ يُضَمِ
مُحَمَّدٌ طابَتِ الدُّنيا ببِعْثَتِهِ
- مُحَمَّدٌ جاءَ بالآياتِ والْحِكَمِ
مُحَمَّدٌ يَوْمَ بَعْثِ النَّاسِ شَافِعُنَا
- مُحَمَّدٌ نُورُهُ الهادِي مِنَ الظُّلَمِ
مُحَمَّدٌ
- مُحَمَّدٌ خَاتِمَ لِلرُّسْلِ كُلِّهِمِ
قصيدة حتى متى أنا صابر يا هاجر
- يقول الشاب الظريف:
حَتّى مَتَى أَنا صَابرٌ يا هَاجِرُ
- أَترى لهذَا الهَجْرِ عِنْدَك آخِرُ
ما كُنْتُ لَوْلا نَظْمُ ثَغْرِكَ نَاظِماً
- وَبوَصْفِ ثَغْرِكَ صَحَّ أنِّيَ شاعِرُ
وَلَقدْ عَلاني لاِحْمِرَارِ خُدُودهِ
- فَرْطُ اصْفِرارٍ حَارَ مِنْهُ النّاظِرُ
فَاعْجَبْ لَهُ عَرَضاً يَقُومُ بِذَاتِهِ
- إذْ لَيْسَ لي جَسَدٌ بِسُقْمِيَ ظاهِرُ
قَلْبي إليْكَ يَميلُ طَبْعاً في الهَوى
- فإِلامَ يُثْنيهِ العَذُولُ القاسِرُ
وَلَقَدْ عَهِدْتُ النارَ شِيمَتُها الهُدى
- وَبنارِ خَدِّكَ كُلُّ قَلْبٍ حَائِرُ
لا تَخْشَ مِنْ نَارٍ بِخَدِّكَ أُضْرِمَتْ
- فالبَدْرُ لِلْفَلَكِ الأَثِيرِ مُجَاوِرُ
قصيدة أقلب قلبي شوقا إليه
- يقول الشاب الظريف:
أُقَلّبُ قَلْبيَ شَوْقاً إليْهِ
- وَأَذرْي عَلَيْه دُمُوعاً غِزَارا
وَأَرْعَى الكَواكِبَ أَنَّى سَرَيْنَ
- وَأَرْقبُ بَدْرَ الدُّجى حَيْثُ سَارا
وَألغَيْتُ مِنْ نَاظِريَّ السُّهادَ
- وَأَلَقَيْتُ في القَلْبِ نُوراً ونَارا
إليكُمُ خَمْرَكُمْ عنِّي مَع الوَتَرِ
- لَيْسَ المُدامةُ والأَلحانُ مِنْ وَطَري
فَما يَقرُّ سُرورٌ عِنْدَ ذي حُزْنٍ
- ولا يَسرُّ قَرارٌ عِنْدَ ذِي فِكَرِ
لَوْ أنَّ بِالأُفْقِ ما لاقَيْتُ مِنْ حُرقٍ
- إذاً لَفرَّق شَمْلَ الأَنْجُمِ الزُّهرِ
إنْ رُمتْمُوني نَدِيما فَارْفَعُوا كَمَدِي
- واسْتَنْجِدوا جَلدي واسْتَوْقِفُوا سَهَري
لا أَسْتَلِذُّ كؤُوسَ الخَمْرِ دائرةً
- حَتّى أَرى كَأْسَ خَمْرِ الهَجْرِ لَمْ يَدُرِ
قصيدة كم لنا من عجيبة
- يقول أحمد شوقي:
كم لنا من عجيبة
- طى هذى البسيطةِ
أمم قد تغيرت
- وبلاد تولتِ
وبحار تحوّلت
- من مكان لبقعة
ثم نابت جزيرة
- عندها عن جزيرة
حدّثينا حديثهم
- وصِفى القوم وانعتي
دول قد تصرمت
- دولة إثر دولة
وقرون تلاحقت
- وعصور تقضت
ذهب الدهر كله
- بين يوم وليلة
قصيدة كم مر بي فيك عيش لست أذكره
- يقول حافظ ابراهيم:
كَم مَرَّ بي فيكِ عَيشٌ لَستُ أَذكُرُهُ
- وَمَرَّ بي فيكِ عَيشٌ لَستُ أَنساهُ
وَدَّعتُ فيكِ بَقايا ما عَلِقتُ بِهِ
- مِنَ الشَبابِ وَما وَدَّعتُ ذِكراهُ
أَهفو إِلَيهِ عَلى ما أَقرَحَت كَبِدي
- مِنَ التَباريحِ أولاهُ وَأُخراهُ
لَبِستُهُ وَدُموعُ العَينِ طَيِّعَةٌ
- وَالنَفسُ جَيّاشَةٌ وَالقَلبُ أَوّاهُ
فَكانَ عَوني عَلى وَجدٍ أُكابِدُهُ
- وَمُرِّ عَيشٍ عَلى العِلّاتِ أَلقاهُ
إِن خانَ وُدّي صَديقٌ كُنتُ أَصحَبُهُ
- أَو خانَ عَهدي حَبيبٌ كُنتُ أَهواهُ
قَد أَرخَصَ الدَمعَ يَنبوعُ الغَناءِ بِهِ
- وا لَهفَتي وَنُضوبُ الشَيبِ أَغلاهُ
كَم رَوَّحَ الدَمعُ عَن قَلبي وَكَم غَسَلَت
- مِنهُ السَوابِقُ حُزناً في حَناياهُ
لَم أَدرِ ما يَدُهُ حَتّى تَرَشَّفَهُ
- فَمُ المَشيبِ عَلى رَغمي فَأَفناهُ
قالوا تَحَرَّرتَ مِن قَيدِ المِلاحِ فَعِش
- حُرّاً فَفي الأَسرِ ذُلٌّ كُنتَ تَأباهُ
فَقُلتُ يا لَيتَهُ دامَت صَرامَتُهُ
- ما كانَ أَرفَقُهُ عِندي وَأَحناهُ
بُدِّلتُ مِنهُ بِقَيدٍ لَستُ أُفلَتُهُ
- وَكَيفَ أُفلَتُ قَيداً صاغَهُ اللَهُ
أَسرى الصَبابَةِ أَحياءٌ وَإِن جَهِدوا
- أَمّا المَشيبُ فَفي الأَمواتِ أَسراهُ