أشعار عن لغة الضاد
قصيدة لغة الضاد
- يقول الشاعر صباح الحكيم:
أنا لا أكتبُ حتى أشتهرْ
- لا ولا أكتبُ كي أرقى القمرْ
أنا لا أكتب إلا لغة
- في فؤادي سكنت منذ الصغرْ
لغة الضاد وما أجملها
- سأغنيها إلى أن أندثرْ
سوف أسري في رباها عاشقاً
- أنحتُ الصخر وحرفي يزدهرْ
لا أُبالي بالَذي يجرحني
- بل أرى في خدشهِ فكراً نضرْ
أتحدى كل مَنْ يمنعني
- إنه صاحب ذوقٍ معتكرْ
أنا جنديٌ و سيفي قلمي
- وحروف الضاد فيها تستقرْ
سيخوض الحرب حبراً قلمي
- لا يهاب الموت لايخشى الخطر
قلبيَ المفتون فيكم أمتي
- ثملٌ في ودكم حد الخدرْ
في ارتقاء العلم لا لا أستحي
- أستجد الفكر من كلِ البشرْْ
أنا كالطير أغني ألمي
- وقصيدي عازفٌ لحن الوترْ
قصيدة يا أميراً أهدى إلى لغة الضاد
- يقول الشاعر جبران خليل جبران:
يا أميرا أهدى إلى لغة الضاد
- كنوزاً من علمه وبيانه
ذلك المعجم الزراعي قد كان
- رجاء حققته في أوانه
عمل لا يكاد يقضيه إلا
- مجمع بالكثير من أعوانه
دمت ذخراً له مى ثره في
- نفع هذا الحمى وفي رفع شأنه
قصيدة لا تقل عن لغتي أم اللغاتِ
- يقول الشاعر لوديع عقل:
لا تقل عن لغتي أم اللغاتِ
- انها تبرأ من تلك البنات
لغتي أكرمُ أمٍّ لم تلد
- لذويها العُرب غيرَ المكرمات
ما رأت للضاد عيني أثراً
- في لغاتِ الغربِ ذات الثغثغات
إن ربي خلق الضادَ وقد
- خصها بالحسنات الخالدات
وعدا عادٍ من الغرب على
- ارضنا بالغزواتِ الموبقاتِ
ملك البيتَ وأمسى ربَّه
- وطوى الرزق وأودى بالحياة
هاجم الضاد فكانت معقلاً
- ثابتاً في وجهه كلَّ الثباتِ
معقلٌ ردَّ دواهيهِ فما
- باءَ إلا بالأماني الخائباتِ
أيها العُربُ حمى معقلكم
- ربكم من شر تلك النائبات
إن يوماً تجرح الضاد به
- هو واللَه لكم يومُ المماتِ
أيها العربُ إذا ضاقت بكم
- مدن الشرق لهول العاديات
فاحذروا ان تخسروا الضاد ولو
- دحرجوكم معها في الفلوات
قصيدة في رحاب الضاد
- يقول الشاعر عبد الرزاق الدرباسي:
بكِ تاجُ فخري وانطلاقُ لساني
- و مرورُ أيامي ودفءُ مكاني
لغة الجدودِ ودربُنا نحوَ العُلا
- و تناغمُ الياقوتِ والمَرجان ِ
هي نورسُ الطهرِ الذي ببياضِهِ
- يعلو الزُّلالُ ملوحةَ الخلجان ِ
رفعَتْ على هام ِالفخارِ لواءَها
- بالسيفِ والأقلامِ والبنيان ِ
من إرْث “مربدِها” وسوق ِ” عُكاظِها”
- جذرٌ يغذّي برعمَ الأغصان ِ
من ثغْر ِ”عبلتِها” وبَيْن ِ”سُعادِها”
- تهمي دموعُ العاشق ِالولهان ِ
قفْ في رحاب ِالضادِ تكسبْ رفعةًً
- فمجالُها بحرٌ بلا شُطآن ِ
اللهُ أكرمَها و باركَ نطقَها
- فأرادَها لتَنَزُّل ِالقرآن ِ
اقرأْ فمفتاحُ العلوم ِقراءةٌ
- عمَّتْ بشائرُها على الأكوان ِ
عِلمٌ و فكْر حكمةٌ ومواعظ ٌ
- فقْهٌ و تفسيرٌ، و سِحْرُ بيان ِ
وعَروضُها نغمُ العواطف ِوالهوى
- ومآترٌ تبقى مدى الأزمان ِ
عربيةٌ، والعرْبُ أهلُ مضافةٍ
- وفصاحةٍ ومروءةٍ وطِعان ِ
عربيةٌ، والمصطفى أرسى بها
- منهاجَ صرْح ٍثابت ِالأركان ِ
فغدَتْ على الأيام ِ صوتَ حضارةٍ
- تسمو بنورِ العلم ِوالإيمان ِ
هيَ في حنايا الروح نبْضةُ خافقي
- ومن المحبَّة صدقُها المتفاني
لا تهجرُوها فهي حِصْنٌ ثباتِنا
- و خَلاصُنا من خيبة ِالخُسْران ِ
و خُلاصةُ القول ِالطويل ِعبارةٌ
- سارتْ بمعناها خُطَا الرُّكبان ِ:
ما بَرَّ قومٌ أمَّهمْ و لسانَهمْ
- إلا وحازُوا السَّبقَ في المَيدان ِ
قصيدة بكم يا رفاق
- يقول الشاعر جمال مرسي:
إلى لُغَةِ الضَّادِ كان انتمائي
- وإنِّي بميراثِ قومي فخورْ
عَشِقتُ القصيدةَ من كُلِّ قلبي
- وكلٌّ إلى ما يُحبُّ يسيرْ
هِيَ النيلُ يجري زلالاً ويروي
- عِطاشاً ويُهدي كؤوسَ الحُبُورْ
هِيَ النَّهرُ والبحرُ والقَطرُ والزَّهْرُ
- والعِطرُ والسِّحرُ عَبرَ العُصُورْ
هِيَ الخِلُّ والطَّلُّ والنخلُ والحقلُ
- و العقلُ والنُّبلُ وهْيَ السَّفيرْ
هِيَ الحُبُّ يسري كمثلِ النسيمِ
- بقلبِ الغَنِيِّ وقلبِ الفقيرْ
هِيَ النُّورُ يسري بداجي الظَّلامِ
- لِعينِ البصيرِ وعينِ الضريرْ
فَذُودوا معي يا رفاقَ الحُروفِ
- عن الشِّعرِ جاءَ بِكُم يَستجيرْ
يَقُولُ: ألا أنقذوني فإنِّي
- و قد حاولوا هدمَ صرحي .. أسيرْ
غريباً أعيشُ ومُستَغرَباً
- و قد كُنتُ ديوانَكم والغديرْ
و كنتُ الأميرَ على كلِّ فنٍّ
- فجاءَ زمانٌ يُذِلُّ الأميرْ
طَغَت فيهِ أوجُهُ كُلِّ قبيحٍ
- على كُلِّ غَضِّ المُحَيَّا نضيرْ
قصيدة روح شاعر
- يقول الشاعر عبدر الله البردوني:
إنّما العرب أمّة وحّدتها
- لغة الضاد والدما والعناصر
إنّما العرب أمّة هزّت الدنيا
- وشقّت سود الخطوب العواكر
إنّ للعرب غابراً داس كسرى
- وتمشّى على رؤوس القياصر
فاستمدّي يا أمّتي من سنا الماضي
- معاليك واعمري خير حاضر
يأنف المجد أن يلاقي بنيه
- في يدي غاصب وفي كفّ آسر
فاطمحي أمّتي إلى كلّ مجد
- وانهضي نهضة الصباح الباكر
يا سفير التضامن الحر غنّت
- سعيك الحر أمنياتي الشواعر
وتلاشت على هوى العرب روحي
- نغماً ملهم الغنا والمزاهر
و نشيداً أفرغت فيه أحاسيسي
- و ذاتي وخافقي والسرائر
فتلقّى يا شاعر النيل شعري
- فهو شعر عنوانه “روح شاعر”
قصيدة قد تلوى رفاقنا وبقينا
- يقول الشاعر جبران خليل جبران:
في لغات شتى وفي لغة الضاد
- تجندين صوغ ما تكتبينا
أدب قد جمعت فيه علوماً
- يخطيء الظن عدها وفنوناً
وتصرفت فيه نظماً ونثراً
- باقتدار تصرف الملهمينا
وتبتغين الصلاح من كل وجه
- وتعاين سقوة المصلحينا
وحي قلب يفيض بالحب للخير
- ويهدي إليه من يهتدونا
ويود الحياة عزاً وجهداً
- لا يود الحياة خسفاً وليناً
فهو نا يبث بثاً رفيقاً
- يمل النفس رحمة وحنيناً
وهو آنا يثور ثورة حز
- عاصفاً عصفة تدك الحصونا
ينصر العقل يكشف الجهل يوحي العدل
- يرعى الضعيف والمسكينا
أين ذاك الصوت الذي يملك الأسماع
- في كل موقف تقفينا
فجع الشرق في خطبيته الفصحى
- وما كان خطبها ليهونا
أبلغ الناطقات بالضاد عيت
- بعد أن أدت البلاغ المبينا
أطربته وهذبته وحثته
- على الصالحات دنيا وديناً