أشعار وقصائد عن الأم
الأم تلثم طفلها وتضمه
الأمُّ تلثُمُ طفلَها، وتضـمُّه
- حرَمٌ، سماويُّ الجمالِ، مقدَّسُ
تتألّه الأفكارُ، وهْي جوارَه
- وتعودُ طاهرةً هناكَ الأنفُسُ
حَرَمُ الحياة بِطُهْرِها وَحَنَانِها
- هل فوقَهُ حرَمٌ أجلُّ وأقدسُ؟
بوركتَ يا حرَمَ الأمومة والصِّبا
- كم فيك تكتمل الحياة ُ وتقدُسُ
حافظ إبراهيم
الأُمُّ مَدْرَسَةٌ إِذَا أَعْدَدْتَهَا
- أَعْدَدْتَ شَعْباً طَيِّبَ الأَعْرَاقِ
الأُمُّ رَوْضٌ إِنْ تَعَهَّدَهُ الحَيَا
- بالرِّيِّ أَوْرَقَ أَيّما إِيرَاقِ
الأُمُّ أُسْـتَاذُ الأَسَاتِذَةِ
- الأُلَى شَغَلَت مَآثِرُهُم مَدَى الآفَاق
أبو العلاء المعري
العَيْـشُ مَاضٍ فَأَكرِم وَالِدَيكَ بِهِ والأُمُّ أَوْلَى بِإِكْرَامٍ وَإِحْسَانِ
- وَحَسْبُهَا الحَمْلُ وَالإِرضَاعُ تُدْمِنُهُ أَمْرَانِ بِالفَضلِ نَالاَ كُلَّ إِنْسَان
أغرى امرؤٌ يوما غلاما جاهلا
أغرى امرؤٌ يوماً غلاماً جاهلاً
- بنقوده حتّى ينال به الوطر
قال ائتني بفؤاد أمك يا فتى
- ولك الدّراهم والجواهر والدّرر
فمضى وأغمد خنجراً في صدرها
- والقلب أخرجه وعاد على الأثر
لكنّه من فرط سرعته هوى
- فتدحرج القلب المضرج إذ عثر
ناداه قلب الأم وهو معفّر
- ولدي حبيبي هل أصابك من ضرر
معروف الرصافي
أوجب الواجبات إكرام أمي
إن أمي أحق بالإكرام
حملتني ثقلاً ومن بعد حملي
أرضعتني إلى أوان فطامي
ورعتني في ظلمة الليل حتى
تركت نومها لأجل منامي
إن أمي هي التي خلقتني
بعد ربي فصرت بعض الأنام
فلها الحمد بعد حمدي إلهي
ولها الشكر في مدى الأيام
ابن الجوزي
زر والديك وقف على قبريهما
فكأنني بك قد نقلت إليهما
لو كنت حيث هما وكانا بالبقا
زاراك حبوا لا على قدميهما
ما كان ذنبهما إليك فطالما
منحاك نفس الود من نفسيهما
كانا إذا سمعا أنينك أسبلا
دمعيهما أسفا على خديهما
وتمنيا لو صادفا بك راحة
بجميع ما يحويه ملك يديهما
فنسيت حقهما عشية أسكنا
تحت الثرى وسكنت في داريهما
فلتلحقنهما غداً أو بعده
حتما كما لحقا هما أبويهما
ولتندمن على فعالك مثلما
ندما هما ندما على فعليهما
بشراك لو قدمت فعلاً صالحا
وقضيت بعض الحق من حقيهما
وقرأت من أي الكتاب بقدر ما
تسطيعه وبعثت ذاك إليهما
فاحفظ حفظت وصيتي واعمل بها
فعسى تنال الفوز من بريهما
خمس رسائل إلى أمي
صباحُ الخيرِ يا حلوه
صباحُ الخيرِ يا قدّيستي الحلوه
مضى عامانِ يا أمّي
على الولدِ الذي أبحر
برحلتهِ الخرافيّه
وخبّأَ في حقائبهِ
صباحَ بلادهِ الأخضر
وأنجمَها، وأنهُرها، وكلَّ شقيقها الأحمر
وخبّأ في ملابسهِ
طرابيناً منَ النعناعِ والزعتر
وليلكةً دمشقية
أنا وحدي
دخانُ سجائري يضجر
ومنّي مقعدي يضجر
وأحزاني عصافيرٌ
تفتّشُ بعد عن بيدر
عرفتُ نساءَ أوروبا
عرفتُ عواطفَ الإسمنتِ والخشبِ
عرفتُ حضارةَ التعبِ
وطفتُ الهندَ، طفتُ السندَ، طفتُ العالمَ الأصفر
ولم أعثر
على امرأةٍ تمشّطُ شعريَ الأشقر
وتحملُ في حقيبتها
إليَّ عرائسَ السكّر
وتكسوني إذا أعرى
وتنشُلني إذا أعثَر
أيا أمي
أيا أمي
أنا الولدُ الذي أبحر
ولا زالت بخاطرهِ
تعيشُ عروسةُ السكّر
فكيف فكيفَ يا أمي
غدوتُ أباً
ولم أكبر؟
صباحُ الخيرِ من مدريدَ
ما أخبارها الفلّة؟
بها أوصيكِ يا أمّاهُ
تلكَ الطفلةُ الطفله
فقد كانت أحبَّ حبيبةٍ لأبي
يدلّلها كطفلتهِ
ويدعوها إلى فنجانِ قهوتهِ
ويسقيها
ويطعمها
ويغمرها برحمتهِ
وماتَ أبي
ولا زالت تعيشُ بحلمِ عودتهِ
وتبحثُ عنهُ في أرجاءِ غرفتهِ
وتسألُ عن عباءتهِ
وتسألُ عن جريدتهِ
وتسألُ حينَ يأتي الصيف
عن فيروزِ عينيه
لتنثرَ فوقَ كفّيهِ
دنانيراً منَ الذهبِ
سلاماتٌ..
سلاماتٌ..
إلى بيتٍ سقانا الحبَّ والرحمة
إلى أزهاركِ البيضاء فرحةِ “ساحةِ النجمة”
إلى تختي
إلى كتبي
إلى أطفالِ حارتنا
وحيطانٍ ملأناها
بفوضى من كتابتنا
إلى قططٍ كسولاتٍ
تنامُ على مشارقنا
وليلكةٍ معرشةٍ
على شبّاكِ جارتنا
مضى عامان يا أمي
ووجهُ دمشقَ،
عصفورٌ يخربشُ في جوانحنا
يعضُّ على ستائرنا
وينقرنا
برفقٍ من أصابعنا