أشعار عن الحب طويلة
الحب
الحب علاقة بين أرواح تتصل مع بعضها بواسطة الصدق والوفاء والحب، حيث يعتبر الحب من أسمى المشاعر التي تصاغ بكلمات صغيرة بمعاني كبيرة، فالحب يجعلك تحب الحياة، تحب نفسك، إنّه ذاك الحب الذي لا يكلف الكثير سوى بضع كلمات تخرج من القلب وإخلاص لنهاية الدرب، وللحب درجات كثيرة أعلاها وأسماها الهيام وقام الشعراء بصياغة مشاعرهم وعواطفهم في القصائد الشعرية وفي هذا المقال سنذكر بعضها.
أحبك حتى ترتفع السماء
عُرِف شاعر الياسمين نزار قباني بشاعر الحب وشاعر المرأة، ولد نزار بتاريخ عيد الأم وسط أسرة عربية، فوالده كان مالكاً لمصنع شوكولا، وكان لانتحار شقيقته التي رفضت الزواج التقليدي بغير إرادتها أثراً كبيراً عليه، توفي نزار قباني في لندن، وقد اشتهر نزار قباني عند العاشقين بقصائده عن عشق المرأة فكانت تعبر عن أحاسيسهم الجريئة، ومن قصائد الحب لشاعر المرأة نزار قباني القصيدة الآتية:[١]
كي أستعيد عافيتي
وعافية كلماتي
وأخرج من حزام التلوث
الذي يلف قلبي
فالأرض بدونك
كذبةٌ كبيره
وتفاحةٌ فاسدة
حتى أدخل في دين الياسمين
وأدافع عن حضارة الشعر
وزرقة البحر
واخضرار الغابات
أريد أن أحبك
حتى أطمئن
لا تزال بخير
لا تزال بخير
وأسماك الشعر التي تسبح في دمي
لا تزال بخير
أريد أن أحبك
حتى أتخلص من يباسي
وملوحتي
وتكلس أصابعي
وفراشاتي الملونة
وقدرتي على البكاء
أريد أن أحبك
حتى أسترجع تفاصيل بيتنا الدمشقي
غرفةً غرفة
بلاطةً بلاطة
حمامةً حمامة
وأتكلم مع خمسين صفيحة فل
كما يستعرض الصائغ
أريد أن أحبك يا سيدتي
في زمنٍ
أصبح فيه الحب معاقاً
واللغة معاقة
وكتب الشعر معاقة
فلا الأشجار قادرةٌ على الوقوف على قدميها
ولا العصافير قادرةٌ على استعمال أجنحتها
ولا النجوم قادرةٌ على التنقل
أريد أن أحبك
من غزلان الحرية
وآخر رسالةٍ
من رسائل المحبين
وتشنق آخر قصيدةٍ
مكتوبةٍ باللغة العربية
أريد أن أحبك
قبل أن يصدر مرسومٌ فاشستي
وأريد أن أتناول فنجاناً من القهوة معك
وأريد أن أجلس معك لدقيقتين
قبل أن تسحب الشرطة السرية من تحتنا الكراسي
وأريد أن أعانقك
قبل أن يلقوا القبض على فمي وذراعي
وأريد أن أبكي بين يديك
قبل أن يفرضوا ضريبةً جمركيةً
على دموعي
أريد أن أحبك يا سيدتي
وأغير التقاويم
وأعيد تسمية الشهور والأيام
وأضبط ساعات العالم
على إيقاع خطواتك
ورائحة عطرك
التي تدخل إلى المقهى
قبل دخولك
إني أحبك يا سيدتي
دفاعاً عن حق الفرس
في أن تصهل كما تشاء
وحق المرأة في أن تختار فارسها
كما تشاء
وحق الشجرة في أن تغير أوراقها
وحق الشعوب في أن تغير حكامها
متى تشاء
أريد أن أحبك
حتى أعيد إلى بيروت رأسها المقطوع
وإلى بحرها معطفه الأزرق
وإلى شعرائها دفاترهم المحترقة
أريد أن أعيد
لتشايكوفسكي بجعته البيضاء
ولبول ايلوار مفاتيح باريس
ولفان كوخ زهرة دوار الشمس
ولأراغون عيون إلزا
ولقيس بن الملوح
أمشاط ليلى العامريه
أريدك أن تكوني حبيبتي
حتى تنتصر القصيدة
على المسدس الكاتم للصوت
وينتصر التلاميذ
وتنتصر الوردة
وتنتصر المكتبات
على مصانع الأسلحة
أريد أن أحبك
حتى أستعيد الأشياء التي تشبهني
والأشجار التي كانت تتبعني
والقطط الشامية التي كانت تخرمشني
والكتابات التي كانت تكتبني
أريد أن أفتح كل الجوارير
التي كانت أمي تخبئ فيها
خاتم زواجها
ومسبحتها الحجازية
بقيت تحتفظ بها
منذ يوم ولادتي
كل شيءٍ يا سيدتي
دخل في الكوما
فالأقمار الصناعية
إنتصرت على قمر الشعراء
والحاسبات الالكترونية
تفوقت على نشيد الإنشاد
وبابلو نيرودا
أريد أن أحبك يا سيدتي
قبل أن يصبح قلبي
قطعة غيارٍ تباع في الصيدليات
فأطباء القلوب في كليفلاند
يصنعون القلوب بالجمله
كما تصنع الأحذية
السماء يا سيدتي أصبحت واطئة
والغيوم العالية
أصبحت تتسكع على الأسفلت
وجمهورية أفلاطون
وشريعة حمورابي
ووصايا الأنبياء
صارت دون مستوى سطح البحر
ومشايخ الطرق الصوفية
أن أحبك
حتى ترتفع السماء قليلاً
إنتصرت على قمر الشعراء
والحاسبات الالكترونية
تفوقت على نشيد الإنشاد
وقصائد لوركا وماياكوفسكي
وبابلو نيرودا
أريد أن أحبك يا سيدتي
قبل أن يصبح قلبي
قطعة غيارٍ تباع في الصيدليات
فأطباء القلوب في كليفلاند
يصنعون القلوب بالجمله
كما تصنع الأحذية
السماء يا سيدتي أصبحت واطئة
والغيوم العالية
أصبحت تتسكع على الأسفلت
وجمهورية أفلاطون
وشريعة حمورابي
ووصايا الأنبياء
وكلام الشعراء
صارت دون مستوى سطح البحر
لذلك نصحني السحرة والمنجمون
ومشايخ الطرق الصوفية
أن أحبك
حتى ترتفع السماء قليلاً
ألا ليت ريعان الشباب يعود
جميل بن معمر “جميل بين بثينة” اشتهر بهذا الاسم لحبه الشديد لبثينة وهو من شعراء العصر الأموي ولد في الأعوام الأخيرة من خلافة عثمان بن عفان، كان شاعراً شجاعاً كريماً محباً للعطاء والخير، كما أنّه رقيق المشاعر ومرهف الإحساس، توفي شاعرنا في مصر عام 701م، وهنا يخاطب الشاعر في قصيدته محبوبته بثينة:[٢]
ألا ليتَ ريعانَ الشبابِ جديدُ
- ودهراً تولى يا بثينَ يعودُ
فنبقى كما كنّا نكونُ وأنتمُ
- قريبٌ وإذ ما تبذلينَ زهيدُ
وما أنسَ مِ الأشياء لا أنسَ قولها
- وقد قُرّبتْ نُضْوِي أمصرَ تريدُ
ولا قولَها لولا العيونُ التي ترى
- لزُرتُكَ فاعذُرْني فدَتكَ جُدودُ
خليلي ما ألقى من الوجدِ باطنٌ
- ودمعي بما أخفيَ الغداة شهيدُ
ألا قد أرى واللهِ أنْ ربّ عبرة
- إذا الدار شطّتْ بيننا ستَزيد
إذا قلتُ ما بي يا بثينة ُ قاتِلي
- من الحبّ قالت ثابتٌ ويزيدُ
وإن قلتُ رديّ بعضَ عقلي أعشْ به
- تولّتْ وقالتْ ذاكَ منكَ بعيد
فلا أنا مردودٌ بما جئتُ طالباً
- ولا حبها فيما يبيدُ يبيدُ
جزتكَ الجواري يا بثينَ سلامة
- إذا ما خليلٌ بانَ وهو حميد
وقلتُ لها بيني وبينكِ فاعلمي
- من الله ميثاقٌ له وعُهود
وقد كان حُبّيكُمْ طريفاً وتالداً
- وما الحبُّ إلاّ طارفٌ وتليدُ
وإنّ عَرُوضَ الوصلِ بيني وبينها
- وإنْ سَهّلَتْهُ بالمنى لكؤود
وأفنيتُ عُمري بانتظاريَ وَعدها
- وأبليتُ فيها الدهرَ وهو جديد
فليتَ وشاة َ الناسِ بيني وبينها
- يدوفُ لهم سُمّاً طماطمُ سُود
وليتهمُ في كلّ مُمسًى وشارقٍ
- تُضاعَفُ أكبالٌ لهم وقيود
ويحسَب نِسوانٌ من الجهلِ أنّني
- إذا جئتُ إياهنَّ كنتُ أريدُ
فأقسمُ طرفي بينهنّ فيستوي
- وفي الصّدْرِ بَوْنٌ بينهنّ بعيدُ
ألا ليتَ شعري هلَ أبيتنّ ليلة
- بوادي القُرى إني إذَنْ لَسعيد
وهل أهبِطَنْ أرضاً تظَلُّ رياحُها
- لها بالثنايا القاوياتِ وئِيدُ
وهل ألقينْ سعدى من الدهرِ مرة
- وما رثّ من حَبلِ الصّفاءِ جديدُ
وقد تلتقي الأشتاتُ بعدَ تفرقٍ
- وقد تُدرَكُ الحاجاتُ وهي بعِيد
وهل أزجرنْ حرفاً علاة ً شملة
- بخرقٍ تباريها سواهمُ قودُ
على ظهرِ مرهوبٍ كأنّ نشوزَهُ
- إذا جاز هُلاّكُ الطريق رُقُود
سبتني بعيني جؤذرٍ وسطَ ربربٍ
- وصدرٌ كفاثورِ اللجينَ جيدُ
تزيفُ كما زافتْ إلى سلفاتها
- مُباهِية طيَّ الوشاحِ مَيود
إذا جئتُها يوماً من الدهرِ زائراً
- تعرّضَ منفوضُ اليدينِ صَدود
يصُدّ ويُغضي عن هواي ويجتني
- ذنوباً عليها إنّه لعَنود
فأصرِمُها خَوفاً كأني مُجانِبٌ
- ويغفلُ عن مرة ً فنعودُ
ومن يُعطَ في الدنيا قريناً كمِثلِها
- فذلكَ في عيشِ الحياة ِ رشيدُ
يموتُ الْهوى مني إذا ما لقِيتُها
- ويحيا إذا فرقتها فيعودُ
يقولون جاهِدْ يا جميلُ بغَزوة
- وأيّ جهادٍ غيرهنّ أريدُ
لكلّ حديثِ بينهنّ بشاشة
- وكلُّ قتيلٍ عندهنّ شهيدُ
وأحسنُ أيامي وأبهجُ عِيشَتي
- إذا هِيجَ بي يوماً وهُنّ قُعود
تذكرتُ ليلى فالفؤادُ عميدُ
- وشطتْ نواها فالمزارُ بعيدُ
علقتُ الهوى منها وليداً فلم يزلْ
- إلى اليومِ ينمي حبه ويزيدُ
فما ذُكِرَ الخُلاّنُ إلاّ ذكرتُها
- ولا البُخلُ إلاّ قلتُ سوف تجود
إذا فكرتْ قالت قد أدركتُ وده
- وما ضرّني بُخلي فكيف أجود
فلو تُكشَفُ الأحشاءُ صودِف تحتها
- لبثنة َ حبُ طارفٌ وتليدُ
ألمْ تعلمي يا أمُ ذي الودعِ أنني
- أُضاحكُ ذِكراكُمْ وأنتِ صَلود
فهلْ ألقينْ فرداً بثينة َ ليلة
- تجودُ لنا من وُدّها ونجود
ومن كان في حبي بُثينة َ يَمتري
- فبرقاءُ ذي ضالٍ عليّ شهيدُ
يعلمني الحب ألا أحب
الشاعر الأديب محمود درويش كان لشاعرنا نشاط ملموس على الساحة الأردنية، فقد كان من أعضاء الشرف في نادي أسرة القلم، توفي محمود درويش في الولايات المتحدة الامريكية بعد إجراء عملية قلب مفتوح إلّا أنّ أشعاره وقصائده خالدة في أيامنا، ومن أرقى قصائده لمحبوبته القصيدة الآتية:[٣]
يُعلِّمُني الحُبُّ ألاَّ أحِبَّ وَأَنْ أفْتَحَ النَّافِذَهْ
عَلَى ضِفَّة الدَّرْبِ هَل تَسْتَطيعين أنْ تَخْرُجي مِنْ نداءِ الحَبَقْ
وَأَنْ تقسمِيني إلى اثْنَيْن أَنْتِ وَمَا يَتَبِقَّى مِنَ الأُغْنِيَهْ
وَحُبٌ هو الحُبُّ فِي كُلِّ حُبِّ أرى الحُبَّ مَوْتاً لِمَوْتٍ سَبَقْ
وَريحاً تُعَاوِدُ دَفْعَ الخُيُول إلَى أمِّهَا الرِّيحِ بَيْنَ السَّحَابَة والأوْدِيَهْ
أًلا تَسْتَطِيعينَ أَنْ تَخْرُجِي مِنْ طَنينِ دَمي كَيْ أْهَدْهِدَ هَذَا الشَّبقْ
وكَيْ أُسْحَبَ النَّحْلَ مِنْ وَرَق الوَرْدَةِ المُعْدِيهْ
وَحُبٌ هو الحُبُّ يَسْأًلُنِي كَيْفَ عَادَ النَّبِيذُ إلَى أْمِّه واحْتَرقْ
وَمَا أًعْذَبَ الحُبَّ حِينَ يُعذب حِينَ يُخرِّب نَرْجسَةَ الأْغْنيهْ
يُعَلِّمُني الحُبّ أن لاَ أُحِبَّ وَيَتْرُكُني في مَهَبِّ الوَرَقْ
المراجع
- ↑ نزار قباني، “أحبك حتى ترتفع السماء”، www.aldiwan.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-5-18.
- ↑ جميل بثينة، “ألا ليت ريعان الشباب جديد”، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 2019-5-18.
- ↑ محمود درويش (2005)، الديوان الاعمال الاولى3 (الطبعة الاولى)، بيروت لبنان: رياض الريس للكتب والنشر، صفحة 166، جزء الثالث.