أشعار الحب والغرام
الحب والغرام
الحب هو جميع المشاعر والعلاقات الجميلة بين الأشخاص والأشياء، وهو يشمل شعور الانجذاب والإعجاب والميل الشديد تجاه شيء ما، أمّا الغرام هو التعلق الشديد بالشيء بحيث لا يملك الشخص السيطرة على عواطفه ومشاعره تجاه هذا الشخص أو الشيء وهو ينتج من الحب الشديد لهذا الشخص.
حب بلا حدود
ولد نزار قباني في دمشق واشتهر بقصائده الكثيرة في الحب منها حب بلا حدود، وتوفي في 30 نيسان عام 1998م عن عمر يناهز 75 عام في لندن.[١]
يا سيِّدتي
كنتِ أهم امرأةٍ في تاريخي
قبل رحيل العامْ
أنتِ الآنَ أهمُّ امرأةٍ
بعد ولادة هذا العامْ
أنتِ امرأةٌ لا أحسبها بالساعاتِ وبالأيَّامْ
أنتِ امرأةٌ
صُنعَت من فاكهة الشِّعرِ
ومن ذهب الأحلامْ
أنتِ امرأةٌ كانت تسكن جسدي
قبل ملايين الأعوامْ
يا سيِّدتي
يالمغزولة من قطنٍ وغمامْ
يا أمطاراً من ياقوتٍ
يا أنهاراً من نهوندٍ
يا غاباتِ رخام
يا من تسبح كالأسماكِ بماءِ القلبِ
وتسكنُ في العينينِ كسربِ حمامْ
لن يتغيرَ شيءٌ في عاطفتي
في إحساسي
في وجداني في إيماني
فأنا سوف أَظَلُّ على دين الإسلامْ
يا سيِّدتي
لا تَهتّمي في إيقاع الوقتِ وأسماء السنواتْ
أنتِ امرأةٌ تبقى امرأةً في كلَِ الأوقاتْ
سوف أحِبُّكِ
عند دخول القرن الواحد والعشرينَ
وعند دخول القرن الخامس والعشرينَ
وعند دخول القرن التاسع والعشرينَ
و سوفَ أحبُّكِ
حين تجفُّ مياهُ البَحْرِ
وتحترقُ الغاباتْ
قصائد عن حب قديم
يعتبر محمود درويش أحد أهم الشعراء الفلسطينيين والعرب، ولد عام 1941م في قرية البروة بفلسطين وتوفي في الولايات المتحدة الأمريكية يوم السبت 9 أغسطس عام 2008م، وله العديد من الدواوين والأشعار في الحب، ومنها:[٢]
على الأنقاض وردتُنا
ووجهانا على الرملِ
إذا مرّتْ رياحُ الصيفِ
أشرعنا المناديلا
على مهل على مهلِ
و غبنا طيَّ أغنيتين كالأسرى
نراوغ قطرة الطّل
تعالي مرة في البال
يا أُختاه
إن أواخر الليلِ
تعرّيني من الألوان والظلّ
و تحميني من الذل
و في عينيك يا قمري القديم
يشدُّني أصلي
إلى إغفاءةٍ زرقاء
تحت الشمس و النخلِ
بعيداً عن دجى المنفى
قريبا من حمى أهلي
تشهّيتُ الطفوله فيكِ
مذ طارت عصافيرُ الربيعِ
تجرّدَ الشجرُ
وصوتك كان يا ما كان
يأتيني
من الآبار أحياناً
و أحياناً ينقِّطه لي المطُر
نقيا هكذا كالنارِ
كالأشجار كالأشعار ينهمرُ
تعالي
كان في عينيك شيء أشتهيهِ
و كنتُ أنتظرُ
و شدّيني إلى زنديكِ
شديني أسيراً
منك يغتفُر
تشهّيت الطفولة فيك
مذ طارت
عصافير الربيع
تجرّد الشجرُّ
وصوتك كان يا ما كان
يأتيني
من الآبار أحياناً
و أحياناً ينقِّطه لي المطُر
نقيا هكذا كالنارِ
كالأشجار كالأشعار ينهمرُ
تعالي
كان في عينيك شيء أشتهيهِ
و كنتُ أنتظرُ
و شدّيني إلى زنديكِ
شديني أسيراً
منك يغتفُر
تشهّيت الطفولة فيك
مذ طارت
عصافير الربيع
تجرّد الشجرُّ
ونعبر في الطريق
مكبَّلين
كأننا أسرى
يدي لم أدر أم يدُكِ
احتست وجعاً
من الأخرى
و لم تطلق كعادتها
بصدري أو بصدرك
سروة الذكرى
كأنّا عابرا دربٍ
ككلّ الناس
إن نظرا
فلا شوقاً
و لا ندماً
و لا شزرا
و نغطس في الزحام
لنشتري أشياءنا الصغرى
و لم نترك لليلتنا
رماداً يذكر الجمرا
معلقة امرؤ القيس
امرؤ القيس جندح بن حجر بن الحارث شاعر يماني الأصل ويُعدّ رأس الشعراء العرب ولد في نجد لقبيلة كندة وأمه هي فاطمة بنت ربيعة ديانته الوثنية وهو من أصحاب المعلقات، ومن أبرز آثاره أنّه نقل الشعر العربي لمستوى جديد، ومن أبرز قصائده في الحب:[٣]
قِفَا نَبْكِ مِنْ ذِكْرَى حَبِيبٍ ومَنْزِلِ
- بِسِقْطِ اللِّوَى بَيْنَ الدَّخُولِ فَحَوْمَلِ
فَتُوْضِحَ فَالمِقْراةِ لَمْ يَعْفُ رَسْمُها
- لِمَا نَسَجَتْهَا مِنْ جَنُوبٍ وشَمْألِ
تَرَى بَعَرَ الأرْآمِ فِي عَرَصَاتِهَـا
- وَقِيْعَـانِهَا كَأنَّهُ حَبُّ فُلْفُــلِ
كَأنِّي غَدَاةَ البَيْنِ يَوْمَ تَحَمَّلُـوا
- لَدَى سَمُرَاتِ الحَيِّ نَاقِفُ حَنْظَلِ
وُقُوْفاً بِهَا صَحْبِي عَلَّي مَطِيَّهُـمُ
- يَقُوْلُوْنَ لاَ تَهْلِكْ أَسَىً وَتَجَمَّـلِ
وإِنَّ شِفـَائِي عَبْـرَةٌ مُهْرَاقَـةٌ
- فَهَلْ عِنْدَ رَسْمٍ دَارِسٍ مِنْ مُعَوَّلِ
كَدَأْبِكَ مِنْ أُمِّ الحُوَيْرِثِ قَبْلَهَـا
- وَجَـارَتِهَا أُمِّ الرَّبَابِ بِمَأْسَـلِ
إِذَا قَامَتَا تَضَوَّعَ المِسْكُ مِنْهُمَـا
- نَسِيْمَ الصَّبَا جَاءَتْ بِرَيَّا القَرَنْفُلِ
فَفَاضَتْ دُمُوْعُ العَيْنِ مِنِّي صَبَابَةً
- عَلَى النَّحْرِ حَتَّى بَلَّ دَمْعِي مِحْمَلِي
ألاَ رُبَّ يَوْمٍ لَكَ مِنْهُنَّ صَالِـحٍ
- وَلاَ سِيَّمَا يَوْمٍ بِدَارَةِ جُلْجُـلِ
ويَوْمَ عَقَرْتُ لِلْعَذَارَي مَطِيَّتِـي
- فَيَا عَجَباً مِنْ كُوْرِهَا المُتَحَمَّـلِ
فَظَلَّ العَذَارَى يَرْتَمِيْنَ بِلَحْمِهَـا
- وشَحْمٍ كَهُدَّابِ الدِّمَقْسِ المُفَتَّـلِ
ويَوْمَ دَخَلْتُ الخِدْرَ خِدْرَ عُنَيْـزَةٍ
- فَقَالَتْ لَكَ الوَيْلاَتُ إنَّكَ مُرْجِلِي
تَقُولُ وقَدْ مَالَ الغَبِيْطُ بِنَا مَعـاً
- عَقَرْتَ بَعِيْرِي يَا امْرأَ القَيْسِ فَانْزِلِ
فَقُلْتُ لَهَا سِيْرِي وأَرْخِي زِمَامَـهُ
- ولاَ تُبْعـِدِيْنِي مِنْ جَنَاكِ المُعَلَّلِ
فَمِثْلِكِ حُبْلَى قَدْ طَرَقْتُ ومُرْضِعٍ
- فَأَلْهَيْتُهَـا عَنْ ذِي تَمَائِمَ مُحْوِلِ
إِذَا مَا بَكَى مِنْ خَلْفِهَا انْصَرَفَتْ لَهُ
- بِشَـقٍّ وتَحْتِي شِقُّهَا لَمْ يُحَـوَّلِ
ويَوْماً عَلَى ظَهْرِ الكَثِيْبِ تَعَـذَّرَتْ
- عَلَيَّ وَآلَتْ حَلْفَةً لم تَحَلَّلِ
أفاطِـمَ مَهْلاً بَعْضَ هَذَا التَّدَلُّلِ
- وإِنْ كُنْتِ قَدْ أزْمَعْتِ صَرْمِي فَأَجْمِلِي
أغَـرَّكِ مِنِّي أنَّ حُبَّكِ قَاتِلِـي
- وأنَّـكِ مَهْمَا تَأْمُرِي القَلْبَ يَفْعَل
وإِنْ تَكُ قَدْ سَـاءَتْكِ مِنِّي خَلِيقَـةٌ
- فَسُلِّي ثِيَابِي مِنْ ثِيَابِكِ تَنْسُلِ
وَمَا ذَرَفَـتْ عَيْنَاكِ إلاَّ لِتَضْرِبِـي
- بِسَهْمَيْكِ فِي أعْشَارِ قَلْبٍ مُقَتَّلِ
وبَيْضَـةِ خِدْرٍ لاَ يُرَامُ خِبَاؤُهَا
- تَمَتَّعْتُ مِنْ لَهْوٍ بِهَا غَيْرَ مُعْجَـلِ
تَجَاوَزْتُ أحْرَاساً إِلَيْهَا وَمَعْشَـراً
- عَلَّي حِرَاصاً لَوْ يُسِرُّوْنَ مَقْتَلِـي
إِذَا مَا الثُّرَيَّا فِي السَّمَاءِ تَعَرَّضَتْ
- تَعَـرُّضَ أَثْنَاءَ الوِشَاحِ المُفَصَّلِ
فَجِئْتُ وَقَدْ نَضَّتْ لِنَوْمٍ ثِيَابَهَـا
- لَـدَى الستر إلاَّ لِبْسَةَ المُتَفَضِّلِ
فَقَالتْ يَمِيْنَ اللهِ مَا لَكَ حِيْلَةٌ
- وَمَا إِنْ أَرَى عَنْكَ الغَوَايَةَ تَنْجَلِي
خَرَجْتُ بِهَا أَمْشِي تَجُرُّ وَرَاءَنَـا
- عَلَى أَثَرَيْنا ذَيْلَ مِرْطٍ مُرَحَّلِ
فَلَمَّا أجَزْنَا سَاحَةَ الحَيِّ وانْتَحَى
- بِنَا بَطْنُ خَبْتٍ ذِي حِقَافٍ عَقَنْقَلِ
هَصَرْتُ بِفَوْدَي رَأْسِهَا فَتَمَايَلَتْ
- عَليَّ هَضِيْمَ الكَشْحِ رَيَّا المُخَلْخَلِ
مُهَفْهَفَةٌ بَيْضَاءُ غَيْرُ مُفَاضَةٍ
- تَرَائِبُهَـا مَصْقُولَةٌ كَالسَّجَنْجَلِ
كَبِكْرِ المُقَانَاةِ البَيَاضَ بِصُفْــرَةٍ
- غَـذَاهَا نَمِيْرُ المَاءِ غَيْرُ المُحَلَّلِ
تَـصُدُّ وتُبْدِي عَنْ أسِيْلٍ وَتَتَّقــِي
- بِـنَاظِرَةٍ مِنْ وَحْشِ وَجْرَةَ مُطْفِـلِ
وجِيْدٍ كَجِيْدِ الرِّئْمِ لَيْسَ بِفَاحِشٍ
- إِذَا هِـيَ نَصَّتْهُ وَلاَ بِمُعَطَّلِ
وفَـرْعٍ يَزِيْنُ المَتْنَ أسْوَدَ فَاحِمٍ
- أثِيْـثٍ كَقِـنْوِ النَّخْلَةِ المُتَعَثْكِلِ
غَـدَائِرُهُ مُسْتَشْزِرَاتٌ إلَى العُلاَ
- تَضِلُّ العِقَاصُ فِي مُثَنَّى وَمُرْسَـلِ
وكَشْحٍ لَطِيفٍ كَالجَدِيْلِ مُخَصَّرٍ
- وسَـاقٍ كَأُنْبُوبِ السَّقِيِّ المُذَلَّلِ
وتُضْحِي فَتِيْتُ المِسْكِ فَوْقَ فِراشِهَـا
- نَئُوْمُ الضَّحَى لَمْ تَنْتَطِقْ عَنْ تَفَضُّلِ
وتَعْطُو بِرَخْصٍ غَيْرَ شَثْنٍ كَأَنَّهُ
- أَسَارِيْعُ ظَبْيٍ أَوْ مَسَاويْكُ إِسْحِلِ
تُضِـيءُ الظَّلامَ بِالعِشَاءِ كَأَنَهَا
- مَنَارَةُ مُمْسَى رَاهِبٍ مُتَبَتِّلِ
إِلَى مِثْلِهَا يَرْنُو الحَلِيْمُ صَبَابَةً
- إِذَا مَا اسْبَكَرَّتْ بَيْنَ دِرْعٍ ومِجْوَلِ
تَسَلَّتْ عَمَايَاتُ الرِّجَالِ عَنْ الصِّبَا
- ولَيْـسَ فُؤَادِي عَنْ هَوَاكِ بِمُنْسَلِ
ألاَّ رُبَّ خَصْمٍ فِيْكِ أَلْوَى رَدَدْتُه
سمراء
يحيى توفيق حسن هو شاعر سعودي ولد عام 1929م في جدة درس دبلوم في اللغة الإنجليزية، وله العديد من الدواوين ومنها ديوان السمراء الذي أصدره عام 1985م، ومنه أخذت قصيدة سمراء التي تتكلم عن الحب والغرام:[٤]
سمراء رقي للعليل الباكي
- وترفقي بفتى مناه رضاك
ما نام منذ رآك ليلة عيده
- وسقته من نبع الهوى عيناك
أضناه وجد دائم وصبابة
- وتسهد وترسم لخطاك
أتخادعين وتخلفين وعوده
- وتعذبين مدلها بهواك
وهو الذي بات الليالي ساهرا
- يرعى النجوم لعله يلقاك
في يوم عيد حافل قابلته
- فتسارعت ترخي الخمار يداك
أتحرمين عليه منية قلبه
- وتحللين لغيره رؤياك
وتسارعين إلى الهروب بخفة
- كي لا يمتع عينه ببهاك
وتعذبين فؤاده في قسوة
- رحماك زاهدة الهوى رحماك
ما كان يرضى أن يراك عذوله
- بين الصبايا تعرضين صباك
وتقربين عذوله بعد النوى
- وترددين تحية حياك
يا منية القلب المعذب رحمة
- بالمستجير من الجوى بحماك
أحلامه دوما لقاؤك خلسة
- عند الغدير وعينه ترعاك
ترضيه منك إشارة أو بسمة
- أو همسة تشدوا بها شفتاك
لا تهجري وتقوضي أحلامه
- وتحطمي آماله بجفاك
وترفقي بفؤاده وتذكري
- قلبا بداية سعده رؤياك
قد كان أقسم أن يتوب عن الهوى
- حتى أسرت فؤاده بصباك
سمراء عودي واذكري ميثاقنا
- بين الخمائل والعيون بواك
كيف افترقنا إيه عذراء الهوى
- لم أنس عهدك لا ولن أنساك
بين المروج على الغدير تعلقت
- عيني بعينك والفؤاد طواك
ثم التقينا في الخميلة خلسة
- وشربت حينا من سلاف لماك
وتساءلت عيناك بعد تغيبي
- أنسيت عهدي أيها المتباكي
لا والذي فطر القلوب على الهوى
- أنا ما نسيت ولا سلوت هواك
لكن قلبي والفؤاد ومهجتي
- أسرى لديك فأكرمي أسراك
المراجع
- ↑ نزار قباني، “حب بلا حدود”، www.aldiwan.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-5-5.
- ↑ محمود درويش، “قصائد عن حب قديم”، www.aldiwan.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-5-5.
- ↑ حسن السندوبي (2004)، ديوان امرىْ القيس (الطبعة الخامسة)، بيروت لبنان: دار الكتب العلمية، صفحة 110-116.
- ↑ يحيى توفيق حسن، “سمراء”، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 2019-5-5.