أشعار الشوق والحب

الشوق والحب

الشوق هو نزوع النفس لشيء ما أو تعلقها به ينتج عن غياب الشيء بقصد التعبير عن مشاعر الحب والوفاء له، وهو الدليل القاطع والأوضح على الحب ويعتبر من أحد درجاته المتطورة، ونشعر به عند غياب المحبوب ولو للحظات قليلة، أمّا الحب هو عبارة عن مشاعر وعواطف واهتمام وتقدير تهيم في أرواحنا، وللحب درجات عدّة، ومنها: الهوى، والعشق، والهيام، والود، والشوق.

لعينيك ما يلقى الفؤاد وما لقي

المتنبي أحمد بن الحسين ولد في الكوفة، وهو شاعر حكيم وأحد مفاخر الأدب العربي نظم أول أشعاره وعمره 9 سنوات، وكان شعره صورة صادقة لعصره وحياته وقتل في النعمانية غرب بغداد على يد خال ضبة، وله العديد من الأشعار بالحب، ومنها:[١]

لِعَينَيكِ ما يَلقى الفُؤادُ وَما لَقي

وَلِلحبِّ مالَم يَبق مِنّي وَما بَقي

وَما كُنت مِمَّن يَدخل العِشق قَلبهُ

وَلَكِنَّ مَن يُبصِر جُفونكِ يَعشَقِ

وَبَينَ الرِضا وَالسُخطِ وَالقُربِ وَالنَوى

مَجالٌ لِدَمعِ المُقلَةِ المُتَرَقرِقِ

وَأَحلى الهَوى ما شَكَّ في الوَصلِ رَبهُ

وَفي الهجرِ فَهوَ الدَهر يُرجو وَيُتَقي

وَغَضبى مِنَ الإِدلالِ سَكرى مِنَ الصِبا

شَفَعتُ إِلَيها مِن شَبابي بِرَيِّقِ

وَأَشنب مَعسولِ الثَنيّاتِ واضِحٍ

سَتَرت فَمي عَنه فَقَبَلَ مَفرِقي

وَأَجيادِ غِزلانٍ كَجيدِكِ زُرنَني

فَلَم أَتَبَين عاطلاً مِن مُطَوَقِ

وَما كُلُّ مَن يَهوى يَعِفُّ إِذا خَلا

عَفافي وَيُرضي الحِبَّ وَالخَيلُ تَلتَقي

سَقى اللَهُ أَيّامَ الصِبا ما يَسُرُّها

وَيَفعَلُ فِعلَ البابِلِيِّ المُعَتَّقِ

إِذا ما لَبِستَ الدَهرَ مُستَمتِعاً بِهِ

تَخَرَقتَ وَالملبوسُ لَم يَتخرَّقِ

وَلَم أَرَ كَالأَلحاظ يومَ رحيلِهِم

بَعَثنَ بِكُلِّ القَتلِ مِن كلِ مُشفِقِ

أَدَرنَ عُيوناً حائِراتٍ كَأَنَّها

مُرَكَّبةٌ أَحداقُها فَوق زِئبَقٍ

عَشِيَّةَ يَعدونا عَنِ النَظَرِ البُكا

وَعَن لَذةِ التَوديعِ خَوفُ التَفَرُّقِ

نُوَدِّعُهُم وَالبَينُ فينا كَأَنَّهُ

قَنا اِبنِ أَبي الهَيجاءِ في قَلبِ فَيلَقِ

قَواض مَواضٍ نَسجُ داوُودَ عِندَها

إِذا وَقَعَت فيهِ كَنَسج الخدرنَقِ

هَوادٍ لِأَملاكِ الجُيوشِ كَأَنَّها

تَخَيَّرُ أَرواحَ الكُماةِ وَتَنتَقي

تَقُدُّ عَلَيهِم كُلَّ دِرعٍ وَجَوشَنٍ

وَتَفري إِلَيهِم كُلَّ سورٍ وَخَندَقِ

يُغيرُ بِها بَينَ اللُقانِ وَواسِطٍ

وَيُركِزُها بَينَ الفُراتِ وَجِلِّقِ

وَيُرجِعُها حُمراً كَأَنَّ صَحيحَها

يُبَكّي دَماً مِن رحمة المُتَدَقِّقِ

فَلا تُبلِغاهُ ما أَقولُ فَإِنَّهُ

شُجاعٌ مَتى يُذكَر لَهُ الطَعنُ يَشتَقِ

ضَروبٌ بِأَطرافِ السُيوفِ بَنانُهُ

لَعوبٌ بِأَطرافِ الكَلامِ المُشَقَّقِ

كَسائِلِهِ مَن يَسأَلُ الغَيثَ قَطرَةً

كَعاذِلِهِ مَن قالَ لِلفَلَكِ اِرفُقِ

لَقَد جُدتَ حَتّى جُدتَ في كُلِّ مِلَّةٍ

وَحَتّى أَتاكَ الحَمدُ مِن كُلِّ مَنطِقِ

رَأى مَلِكُ الرومِ اِرتِياحَكَ لِلنَدى

فَقامَ مَقامَ المُجتَدي المُتَمَلِّقِ

معلقة امرؤ القيس

امرؤ القيس هو جندح بن حجر بن الحارث، ويُعدّ رأس الشعراء العرب، ولد في نجد لقبيلة كندة وأمه هي فاطمة بنت ربيعة ديانته الوثنية، وهو من أصحاب المعلقات ومن أبرز آثاره أنّه نقل الشعر العربي لمستوى جديد:[٢]

قِفَا نَبْكِ مِنْ ذِكْرَى حَبِيبٍ ومَنْزِلِ

بِسِقْطِ اللِّوَى بَيْنَ الدَّخُولِ فَحَوْمَلِ

فَتُوْضِحَ فَالمِقْراةِ لَمْ يَعْفُ رَسْمُها

لِمَا نَسَجَتْهَا مِنْ جَنُوبٍ وشَمْألِ

تَرَى بَعَرَ الأرْآمِ فِي عَرَصَاتِهَـا

وَقِيْعَـانِهَا كَأنَّهُ حَبُّ فُلْفُــلِ

كَأنِّي غَدَاةَ البَيْنِ يَوْمَ تَحَمَّلُـوا

لَدَى سَمُرَاتِ الحَيِّ نَاقِفُ حَنْظَلِ

وُقُوْفاً بِهَا صَحْبِي عَلَّي مَطِيَّهُـمُ

يَقُوْلُوْنَ لاَ تَهْلِكْ أَسَىً وَتَجَمَّـلِ

وإِنَّ شِفـَائِي عَبْـرَةٌ مُهْرَاقَـةٌ

فَهَلْ عِنْدَ رَسْمٍ دَارِسٍ مِنْ مُعَوَّلِ

كَدَأْبِكَ مِنْ أُمِّ الحُوَيْرِثِ قَبْلَهَـا

وَجَـارَتِهَا أُمِّ الرَّبَابِ بِمَأْسَـلِ

إِذَا قَامَتَا تَضَوَّعَ المِسْكُ مِنْهُمَـا

نَسِيْمَ الصَّبَا جَاءَتْ بِرَيَّا القَرَنْفُلِ

فَفَاضَتْ دُمُوْعُ العَيْنِ مِنِّي صَبَابَةً

عَلَى النَّحْرِ حَتَّى بَلَّ دَمْعِي مِحْمَلِي

ألاَ رُبَّ يَوْمٍ لَكَ مِنْهُنَّ صَالِـحٍ

وَلاَ سِيَّمَا يَوْمٍ بِدَارَةِ جُلْجُـلِ

ويَوْمَ عَقَرْتُ لِلْعَذَارَي مَطِيَّتِـي

فَيَا عَجَباً مِنْ كُوْرِهَا المُتَحَمَّـلِ

فَظَلَّ العَذَارَى يَرْتَمِيْنَ بِلَحْمِهَـا

وشَحْمٍ كَهُدَّابِ الدِّمَقْسِ المُفَتَّـلِ

ويَوْمَ دَخَلْتُ الخِدْرَ خِدْرَ عُنَيْـزَةٍ

فَقَالَتْ لَكَ الوَيْلاَتُ إنَّكَ مُرْجِلِي

تَقُولُ وقَدْ مَالَ الغَبِيْطُ بِنَا مَعـاً

عَقَرْتَ بَعِيْرِي يَا امْرأَ القَيْسِ فَانْزِلِ

فَقُلْتُ لَهَا سِيْرِي وأَرْخِي زِمَامَـهُ

ولاَ تُبْعـِدِيْنِي مِنْ جَنَاكِ المُعَلَّلِ

فَمِثْلِكِ حُبْلَى قَدْ طَرَقْتُ ومُرْضِعٍ

فَأَلْهَيْتُهَـا عَنْ ذِي تَمَائِمَ مُحْوِلِ

إِذَا مَا بَكَى مِنْ خَلْفِهَا انْصَرَفَتْ لَهُ

بِشَـقٍّ وتَحْتِي شِقُّهَا لَمْ يُحَـوَّلِ

ويَوْماً عَلَى ظَهْرِ الكَثِيْبِ تَعَـذَّرَتْ

عَلَيَّ وَآلَتْ حَلْفَةً لم تَحَلَّلِ

أفاطِـمَ مَهْلاً بَعْضَ هَذَا التَّدَلُّلِ

وإِنْ كُنْتِ قَدْ أزْمَعْتِ صَرْمِي فَأَجْمِلِي

أغَـرَّكِ مِنِّي أنَّ حُبَّكِ قَاتِلِـي

وأنَّـكِ مَهْمَا تَأْمُرِي القَلْبَ يَفْعَل

وإِنْ تَكُ قَدْ سَـاءَتْكِ مِنِّي خَلِيقَـةٌ

فَسُلِّي ثِيَابِي مِنْ ثِيَابِكِ تَنْسُلِ

وَمَا ذَرَفَـتْ عَيْنَاكِ إلاَّ لِتَضْرِبِـي

بِسَهْمَيْكِ فِي أعْشَارِ قَلْبٍ مُقَتَّلِ

وبَيْضَـةِ خِدْرٍ لاَ يُرَامُ خِبَاؤُهَا

تَمَتَّعْتُ مِنْ لَهْوٍ بِهَا غَيْرَ مُعْجَـلِ

تَجَاوَزْتُ أحْرَاساً إِلَيْهَا وَمَعْشَـراً

عَلَّي حِرَاصاً لَوْ يُسِرُّوْنَ مَقْتَلِـي

إِذَا مَا الثُّرَيَّا فِي السَّمَاءِ تَعَرَّضَتْ

تَعَـرُّضَ أَثْنَاءَ الوِشَاحِ المُفَصَّلِ

فَجِئْتُ وَقَدْ نَضَّتْ لِنَوْمٍ ثِيَابَهَـا

لَـدَى السِّتْرِإلاَّ لِبْسَةَ المُتَفَضِّلِ

فَقَالتْ يَمِيْنَ اللهِ مَا لَكَ حِيْلَةٌ

وَمَا إِنْ أَرَى عَنْكَ الغَوَايَةَ تَنْجَلِي

خَرَجْتُ بِهَا أَمْشِي تَجُرُّ وَرَاءَنَـا

عَلَى أَثَرَيْنا ذَيْلَ مِرْطٍ مُرَحَّلِ

فَلَمَّا أجَزْنَا سَاحَةَ الحَيِّ وانْتَحَى

بِنَا بَطْنُ خَبْتٍ ذِي حِقَافٍ عَقَنْقَلِ

هَصَرْتُ بِفَوْدَي رَأْسِهَا فَتَمَايَلَتْ

عَليَّ هَضِيْمَ الكَشْحِ رَيَّا المُخَلْخَلِ

مُهَفْهَفَةٌ بَيْضَاءُ غَيْرُ مُفَاضَةٍ

تَرَائِبُهَـا مَصْقُولَةٌ كَالسَّجَنْجَلِ

كَبِكْرِ المُقَانَاةِ البَيَاضَ بِصُفْــرَةٍ

غَـذَاهَا نَمِيْرُ المَاءِ غَيْرُ المُحَلَّلِ

تَـصُدُّ وتُبْدِي عَنْ أسِيْلٍ وَتَتَّقــِي

بِـنَاظِرَةٍ مِنْ وَحْشِ وَجْرَةَ مُطْفِـلِ

وجِيْدٍ كَجِيْدِ الرِّئْمِ لَيْسَ بِفَاحِشٍ

إِذَا هِـيَ نَصَّتْهُ وَلاَ بِمُعَطَّلِ

وفَـرْعٍ يَزِيْنُ المَتْنَ أسْوَدَ فَاحِمٍ

أثِيْـثٍ كَقِـنْوِ النَّخْلَةِ المُتَعَثْكِــلِ

غَـدَائِرُهُ مُسْتَشْزِرَاتٌ إلَى العُــلاَ

تَضِلُّ العِقَاصُ فِي مُثَنَّى وَمُرْسَـلِ

وكَشْحٍ لَطِيفٍ كَالجَدِيْلِ مُخَصَّرٍ

وسَـاقٍ كَأُنْبُوبِ السَّقِيِّ المُذَلَّلِ

وتُضْحِي فَتِيْتُ المِسْكِ فَوْقَ فِراشِهَـا

نَئُوْمُ الضَّحَى لَمْ تَنْتَطِقْ عَنْ تَفَضُّلِ

وتَعْطُو بِرَخْصٍ غَيْرَ شَثْنٍ كَأَنَّــهُ

أَسَارِيْعُ ظَبْيٍ أَوْ مَسَاويْكُ إِسْحِلِ

تُضِـيءُ الظَّلامَ بِالعِشَاءِ كَأَنَهَا

مَنَارَةُ مُمْسَى رَاهِبٍ مُتَبَتِّلِ

إِلَى مِثْلِهَا يَرْنُو الحَلِيْمُ صَبَابَةً

إِذَا مَا اسْبَكَرَّتْ بَيْنَ دِرْعٍ ومِجْـوَلِ

تَسَلَّتْ عَمَايَاتُ الرِّجَالِ عَنْ الصِّبَا

ولَيْـسَ فُؤَادِي عَنْ هَوَاكِ بِمُنْسَلِ

ألاَّ رُبَّ خَصْمٍ فِيْكِ أَلْوَى رَدَدْتُـه

كتاب الحب

نزار قباني وهو دبلوماسي وشاعر سوري معاصر ولد في دمشق 21 آذار عام 1923م، وتخرج عام 1945م من كلية الحقوق بجامعة دمشق والتحق بوزارة الخارجية السورية، وتوفي في 30 نيسان عام 1998م عن عمر يناهز 75 عام في لندن، وله العديد من الأشعار في الحب، ومنها:[٣]

لقد حجزت غرفة لاثنين في بيت القمر

نقضي بها نهاية الأسبوع يا حبيبتي

فنادق العالم لا تعجبني

الفندق الذي أحب أن أسكنه هو القمر

لكنهم هنالك يا حبيبتي

لا يقبلون زائرا يأتي بغير امرأة

فهل تجيئين معي

يا قمري إلى القمر

لن تهربي مني فإني رجل مقدرعليك

لن تخلصي مني فإن الله قد أرسلني إليك

فمرة أطلع من أرنبتي أذنيك

ومرة أطلع من أساور الفيروز في يديك

وحين يأتي الصيف يا حبيبتي

أسبح كالأسماك في بُحْرَتَيْ عينيك

لو كنت تذكرين كل كلمة

لفظتها في فترة العامين

لو أفتح الرسائل الألف التي

كتبت في عامين كاملين

كنا بآفاق الهوى

طرنا حمامتين

وأصبح الخاتم في

إصبعكِ الأيسر خاتمين

لماذا لماذا منذ صرت حبيبتي

يضيء مدادي والدفاترتعشب

تغيرت الأشياء منذ عشقتني

وأصبحت كالأطفال بالشمس ألعب

ولستُ نبياً مُرسلاً غير أنني

أصير نبياً عندما عنكِ أكتبُ

محفورة أنت على وجه يدي

كأٍسطر كوفية

على جدار مسجد

محفورة في خشب الكرسي ياحبيبتي

وفي ذراع المقعد

وكلما حاولت أن تبتعدي

دقيقة واحدة

أراك في جوف يدي

لا تحزني

إن هبط الرواد في أرض القمر

فسوف تبقين بعيني دائما

أحلى قمر

حين أكون عاشقا

أشعر أني ملك الزمان

أمتلك الأرض وما عليها

وأدخل الشمس على حصاني

حين أكون عاشقا

أجعل شاه الفرس من رعيتي

وأخضع الصين لصولجاني

وأنقل البحار من مكانها

ولو أردت أوقف الثواني

حين أكون عاشقا

أصبح ضوءا سائلا

لاتستطيع العين أن تراني

وتصبح الأشعار في دفاتري

حقول ميموزا وأقحوان

حين أكون عاشقا

تنفجر المياه من أصابعي

وينبت العشب على لساني

حين أكون عاشقا

أغدو زمانا خارج الزمان

إني أحبك عندما تبكينا

وأحب وجهك غائما وحزينا

الحزن يصهرنا معا ويذيبنا

من حيث لا أدري ولا تدرينا

تلك الدموع الهاميات أحبها

وأحب خلف سقوطها تشرينا

بعض النساء وجوههن جميلة

وتصير أجمل عندما يبكينا

أخطأت يا صديقتي بفهمي

فما أعاني عقدة

ولا أنا أوديب في غرائزي وحلمي

لكن كل امرأة أحببتها

أردت أن تكون لي

حبيبتي وأمي

من كل قلبي أشتهي

لو تصبحين أمي

جميع ما قالوه عني صحيح

جميع ماقالوه عن سمعتي

في العشق والنساء قول صحيح

لكنهم لم يعرفوا أنني

أنزف في حبك مثل المسيح

يحدث أحيانا أن أبكي

مثل الأطفال بلا سبب

يحدث أن أسأم من عينيك الطيبتين

بلا سبب

يحدث أن أتعب من كلماتي

من أوراق من كتبي

يحدث أن أتعب من تعبي

عيناك مثل الليلة الماطرة

مراكبي غارقة فيها

كتابتي منسية فيها

إن المرايا ما لها ذاكره

كتبت فوق الريح

إسم التي أحبها

كتبت فوق الماء

لم أدر أن الريح

لا تحسن الإصغاء

لم أدر أن الماء

لا يحفظ الأسماء

ما زلتِ يا مسافره

مازلت بعد السنة العاشره

مزروعه

كالرمح في الخاصره

كرمال هذا الوجه والعينين

قد زارنا الربيع هذا العام مرتين

وزارنا النبيُ مرتين

أهطل في عينيك كالسحابه

أحمل في حقائبي إليهما

كنزا من الأحزان والكآبه

أحمل ألف جدول

وألف ألف غابه

وأحمل التاريخ تحت معطفي

وأحرف الكتابه

أروع ما في حبنا أنه

ليس له عقل ولا منطق

أجمل ما في حبنا أنه

يمشي على الماء ولا يغرق

لا تقلقي يا حلوة الحلوات

ما دمت في شعري وفي كلماتي

قد تكبرين مع السنين وإنما

لن تكبرين أبدا على صفحاتي

ما هاج شوقك من بلى الأطلال

جميل بثينة وهو جميل بن عبد الله بن معمر من أكبر عشاق العرب ومن أشهر شعراء العصر الأموي واشتهر باسم جميل بثينة، عاش في قبيلة عذرة التي تقع في وادي القرى بين بلاد الشام والمدينة، وكان يحب ابنة عمه بثينة بنت حيان، ومن أجمل أشعاره بالشوق:[٤]

ما هاجَ شَوقكَ مِن بِلَى الأَطلالِ

بِالبَرقِ مَرَّ صَبَا وَمرَّ شَمَالِ

لَعِبَت بِجِدَّتِها الشَّمالُ وَصابَها

نَوءُ السماكِ بِمُسبِلٍ هَطَّالِ

جَرَّت بِها هُوجُ الرِّياحِ ذُيُولها

جَرَّ النِّساءِ فَواضِلَ الأَذيالِ

فَصرنَ عَن دُهمٍ تقادَم عَهدُها

وَبقِينَ في حِقَبٍ مِن الأَحوالِ

وَذَكرتُ رَبعاً حلَّ أَهلونا بِهِ

إِذ نَحنُ فِي حَلَقٍ هُناكَ حِلالِ

نَقِفُ الحَديثَ إِذا خَشِينا كاشِحاً

ونَلِطُّ حينَ نَخافُ بالأَمثَالِ

حتَّى تَفرَّقَ أَهلُنا عَن نِيَّةٍ

قُذُفٍ وآذَنَ أَهلُنا بِزَوالِ

بَانُوا فَبَانَ نَواعِمٌ مثلُ الدُّمَى

بِيضُ الوُجُوهِ يَمِسنَ في الأَغيَالِ

المراجع

  1. المتنبي، “لعينيك ما يلقى الفؤاد وما لقي”، www.aldiwan.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-5-4.
  2. امرؤ القيس، “قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل ( معلقة )”، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 2019-5-4.
  3. نزار قباني، كتاب الحب (الطبعة الاولى)، صفحة 18-40.
  4. جميل بثينة، “ما هاج شوقك من بلى الأطلال”، www.aldiwan.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-5-4.