الشعر عن الحب والغرام
ينادون قلبي والغرام يجيب
للشاعر المعتمد بن عباد:
يُنادونَ قَلبي وَالغَرامُ يُجيبُ
- وَلِلقَلبِ في حين النِداءِ وَجيبُ
مَشوقٌ دَعاهُ الشَوقُ وَالوَجدُ وَالهَوى
- يُجيبُ نِداءَ الحُبِّ وَهوَ نَجيبُ
يُقاسي فُؤادي الوَجدَ وَالحُبَّ واصِلٌ
- فَكَيفَ تَراهُ إِن جَفاهُ حَبيبُ
إِذا أخَطأَ الأَحبابُ تَرتيبَ حالِهِم
- فَإِنَّ فُؤادي دائما لَيُصيبُ
عَليمٌ بِأَسرار الغَرامِ لأَنَّهُ
- بَصيرٌ بِأدواء الحِسانِ طَبيبُ
يُواصِلُني سِرّا وَيُصرِمُ ظاهِراً
- وَذَلِكَ مِن أَفعالِهِنَّ عَجيبُ
هو الحب فاسلم بالحشا ما الهوى سهل
للشاعر ابن الفارض :
هو الحُبّ فاسلم بالحشا ما الهَوى سهلَ
- فما اختارَهُ مُضْنى به وله عقْلُ
وعِشْ خالياً فالحُبّ راحتُهُ عَناً
- وأَوّلُهُ سُقْمٌ وآخرُهُ قَتْلُ
ولكنْ لديّ الموتُ فيه صَبابةً
- حياةٌ لمَن أهوى عليّ بها الفضل
نصحْتُك عِلماً بالهَوَى والذي أرى
- مخالَفَتي فاختر لنفسكَ ما يحلو
فإن شئتَ أن تحيا سعيداً فمُتْ بِهِ
- شهيداً وإلاّ فالغرامُ لهُ أهْل
فمن لم يمُتْ في حُبّه لم يَعِشْ به
- ودون اجتناءِ النّحل ما جنتِ النّحل
تَمَسّكْ بأذْيالِ الهَوَى واخْلَعِ الحيا
- وخَلّ سَبيلَ الناسكينَ وإن جَلّوا
وقُلْ لقتيلِ الحبّ وَفّيتَ حقّه
- وللمدعي هيهاتِ ما الكَحَلُ الكَحْل
تعرّضَ قومٌ للغرامِ وأعْرَضوا
- بجانبهم عن صحّتي فيه فا عتلوا
رَضُوا بالأماني وابتُلوا بحظُوظهم
- وخاضوا بحار الحبّ دعوى فما ابتلّو
فهُمْ في السُّرى لم يَبْرَحوا من مكانهم
- وما ظَعَنوا في السّير عنه وقد كَلّوا
وعن مذهبي لمّا استَحَبّوا العمى على ال
- هُدَى حَسداً من عَنْدِ أنفسهم ضَلّوا
أحبّةَ قلبي والمَحَبّةُ شافعي
- لدَيكم إذا شئْتُمْ بها اتّصل الحبل
ولما ابتلى بالحب رق لشكوتي
للشاعر بلبل الغرام الحاجري:
وَلَمّا اِبتَلى بِالحُبِّ رَقَّ لِشكوَتي
- وَما كانَ لَولا الحُبُّ مِمَّن يَرِقُّ لي
أُحِبُّ الَّذي هامَ الحَبيبُ بِحُبِّهِ
- أَلا فَاِعجَبوا مِن ذا الغَرام المُسَلسَلِ
زدني بفرط الحب فيك تحيرا
للشاعر ابن الفارض:
زِدْني بفَرْطِ الحُبّ فيك تَحَيّرا
- وارْحَمْ حشىً بلَظَى هواكَ تسعّرا
وإذا سألُتكَ أن أراكَ حقيقةً
- فاسمَحْ ولا تجعلْ جوابي لن تَرى
يا قلبُ أنتَ وعدَتني في حُبّهمْ
- صَبراً فحاذرْ أن تَضِيقَ وتَضجرا
إنَّ الغرامَ هوَ الحياةُ فمُتْ بِهِ
- صَبّاً فحقّك أن تَموتَ وتُعذرا
قُل لِلّذِينَ تقدَّموا قَبلي ومَن
- بَعدي ومَن أضحى لأشجاني يَرَى
عني خذوا وبي اقْتدوا وليَ اسمعوا
- وتحدّثوا بصَبابتي بَينَ الوَرى
ولقد خَلَوْتُ مع الحَبيب وبَيْنَنَا
- سِرٌّ أرَقّ منَ النسيمِ إذا سرى
وأباحَ طَرْفِي نَظْرْةً أمّلْتُها
- فَغَدَوْتُ معروفاً وكُنْتُ مُنَكَّرا
فَدُهِشْتُ بينَ جمالِهِ وجَلالِهِ
- وغدا لسانُ الحال عنّي مُخْبِرا
فأَدِرْ لِحَاظَكَ في محاسنِ وجْهه
- تَلْقَى جميعَ الحُسْنِ فيه مُصَوَّرا
لو أنّ كُلّ الحُسْنِ يكمُلُ صُورةً
- ورآهُ كان مُهَلِّلاً ومُكَبِّرا
غرام سقى قلبي مدامته صرفا
للشاعر ابن رازكه :
غَرامٌ سَقى قَلبي مُدامَتَهُ صِرفا
- وَلمّا يُقم لِلعَذلِ عَدلاً وَلا صَرفا
قَضى فيهِ قاضي الحُبِّ بِالهَجرِ مُذ غَدا
- مَريضاً بِداءٍ لا يُطَبُّ وَلا يُشفى
نَهارِيَّ نَهرٌ بَينَ جَفنَيَّ وَالكَرى
- وَلَيلِيَّ بَحرٌ مُرسَلٌ دونَهُ سَجفا
جَريحُ سِهامِ الحُبِّ عاثَ بِهِ الهَوى
- فَأَبدى الَّذي أَبدى وَأَخفى الَّذي أَخفى
تَوَطَّنَتِ الأَشواقُ سَوداءَ قَلبِهِ
- فَتَرفَعُهُ ظَرفاً وَتَحفِضُهُ ظَرفا
يُحاوِلُ سُلواني الأَحِبَّةَ عُذَّلي
- وَهَل يَجِدُ السُلوانَ مَن يَفقِدُ الإِلفا
سَهِرنا فَناموا ثُمَّ عابوا جُفونَنا
- لَقَد صَدَقونا المُرهُ لا تُشبِهُ الوُطفا
فَحَسبُ المُحِبِّ الصادِقِ الوِدِّ قَلبُهُ
- جَفاءً بِشَكواهُ مَرارَةَ ما يُجفى
وَما ضَرَّ أَوصالَ المُحِبِّ مُقَوَّتاً
- رَجاءَ وِصالِ الحِبِّ اِسناتُها عَجفا
لَئِن فاتَنا عَينُ الحَبيبِ فَإِنَّما
- بِآثارِهِ الحُسنى اِكتِفاءُ مَنِ اِستَكفى
فَإِن لَم تَرَ النَّعلَ الشَريفَةَ فَاِنخَفِض
- لِتِمثالِها وَاِعكُف عَلى لَثمِها عَكفا
وَقِف رائِماً إِشمامَ رَيّا عَبيرِها
- حُشاشَةَ نَفسٍ وَدَّعَت جِسمَها وَقفا
أضرمت نار الحب في قلبي
للشاعر أبو نواس:
أَضرَمتَ نارَ الحُبِّ في قَلبي
- ثُمَّ تَبَرَّأتَ مِنَ الذَنبِ
حَتّى إِذا لَجَّجتُ بَحرَ الهَوى
- وَطَمَّتِ الأَمواجِ في قَلبي
أَفشَيتُ سِرّي وَتَناسيتَني
- ما هاكَذا الإِنصافُ يا حِبّي
هَبنِيَ لا أَسطيعُ دَفعَ الهَوى
- عَنّي أَما تَخشى مِنَ الرَبِّ
لقد لامني يا هند في الحب لائم
يقول أحمد شوقي:
لقد لامني يا هند في الحب لائم
- محب إذا عُدّ الصحاب حبيب
فما هو بالواشي على مذهب الهوى
- ولا هو في شرع الغرام مريبُ
وصفت له من أنتِ ثم جرى لنا
- حديثٌ يهمُ العاشقين عجيبُ
وقلت له صبراً فكل أخي هوى
- على يد من يهواه سوف يتوب
تعشقت ليلى وابتليت بحبها
للشاعر قيس بن الملوح:
تَعَشَّقتُ لَيلى وَاِبتُليتُ بِحُبِّها
- وَأَصبَحتُ مِنها في القِفارِ أَهيمُ
وَأَصبَحتُ فيها عاشِقاً وَمُوَلَّهاً
- مَضى الصَبرُ عَنّي وَالغَرامُ مُقيمُ
فَيا أَبَتي إِن كُنتَ حَقّاً تُريدُني
- وَتَرجو حَياتي بَينَكُنَّ أُقيمُ
فَجُد لي بِلَيلى وَاِصطَنِعني بِقُربِها
- أَصيرُ لَها زَوجاً وَأَنتَ سَليمُ
لِلَيلى عَلى قَلبي مِنَ الحُبِّ حاجِزٌ
- مُقيمٌ وَلَكِنَّ اللِسانُ عَقيمُ
فَواحِدَةٌ تَبكي مِنَ الهَجرِ وَالقِلى
- وَأُخرى تُبَكّي شَجوَها وَتُقيمُ
وَتَنهَشُني مِن حُبِّ لَيلى نَواهِشٌ
- لَهُنَّ حَريقٌ في الفُؤادِ عَظيمُ
إِلى اللَهِ أَشكو حُبَّ لَيلى كَما شَكا
- إِلى اللَهِ فَقدَ الوالِدَينِ يَتيمُ
يَتيمٌ جَفاهُ الأَقرَبونَ فَعَظمُهُ
- ضَعيفٌ وَحُبُّ الوالِدَينِ قَديمُ
وَإِنَّ زَماناً فَرَّقَ الدَهرُ بَينَنا
- وَبَينَكِ يا لَيلى فَذاكَ ذَميمُ
عيناك والسحر الذي فيهما
يقول إيليا أبو ماضي:
عَيناك وَالسِحرُ الَّذي فيهِما
- صَيَّرَتاني شاعِراً ساحِرا
طَلَّمَتنِيَ الحُب وَعَلَّمتُهُ
- بَدَر الدُجى وَالغُصن وَالطائِرا
أُِن غِبتِ عَن عَيني وَجُنَّ الدُجى
- سَأَلتُ عَنكِ القَمَرَ الزاهِرا
وَأَطرُقُ الرَوضَةَ عِندَ الضُحى
- كَيما أُناجي البُلبُلَ الشاعِرا
وَأَنشُقُ الوَردَةَ في كُمِّها
- لِأَنَّ فيها أَرَجاً عاطِرا
يُذَكِّرُ الصَبُّ بِذاكَ الشَذا
- هَل تَذكُرينَ العاشِقَ الذاكِرا
كَم نائِمٍ في وَكرِهِ هانِئٍ
- نَبَّهتِهِ مِن وَكرِهِ باكِرا
أَصبَحَ مِثلي تائِهاً حائِراً
- لَما رَآني في الرُبى حائِرا
وَراحَ يَشكو لي وَأَشكو لَهُ
- بَطشَ الهَوى وَالهَجر وَالهاجِرا
وَكَوكَبٍ أَسمَعتُهُ زَفرَتي
- فَباتَ مِثلِيَ ساهِياً ساهِرا
زَجَرتُ حَتّى النَومَ عَن مُقلَتي
- وَلَم أُبالِ اللائِمَ الزاجِرا
يا لَيتَ أَنّي مَثَلٌ ثائِرٌ
- كَيما نَقولُ المَثَلَ السائِرا