أشعار وقصائد حب وغزل

سما لكَ شوقٌ بعدما كان أقصر

سما لكَ شوقٌ بعدما كان أقصر

وحلتْ سليمي بطن قو فعرعرا

كِنَانِيّة ٌ بَانَتْ وَفي الصَّدرِ وُدُّهَا

وَرِيحَ سَناً في حُقّة حِمْيَرِيّة ٍ

بعَيْنيَّ ظَعْنُ الحَيّ لمّا تَحَمّلُوا

لدى جانبِ الأفلاجِ من جنبِ تيمُرَا

فشَبّهتُهُم في الآل لمّا تَكَمّشُوا

حدائق دوم أو سفيناً مقيرا

أوِ المُكْرَاعاتِ من نَخيلِ ابنِ يامِنٍ

دوينَ الصفا اللائي يلينَ المشقرا

سوامقَ جبار أثيثٍ فروعه

وعالين قنواناً من البسر أحمرا

حمتهُ بنوا الربداء من آل يامن

بأسيافهم حتى أقر وأوقرا

وأرضى بني الربداءِ واعتمَّ زهوهُ

وأكمامُهُ حتى إذا ما تهصرا

أطَافَتْ بهِ جَيْلانُ عِنْدَ قِطَاعِهِ

تَرَدّدُ فيهِ العَينُ حَتى تَحَيّرَا

كأن دمى شغف على ظهر مرمر

كسا مزبد الساجوم وشياً مصورا

أعنف حب عشته

تلومني الدنيا إذا أحببته

كأني أنا خلقت الحب واخترعته

كأنني على خدود الورد قد رسمته

كأنني أنا التي

للطير في السماء قد علمته

وفي حقول القمح قد زرعته

وفي مياه البحر قد ذوبته

كأنني أنا التي

كالقمر الجميل في السماء قد علقته

تلومني الدنيا إذا

سميت من أحب أو ذكرته

كأنني أنا الهوى

وأمه وأخته

من حيث ما انتظرته

مختلف عن كل ما عرفته

مختلف عن كل ما قرأته

وكل ما سمعته

لو كنت أدري

أنه نوع من الإدمان ما أدمنته

لو كنت أدري أنه

باب كثير الريح، ما فتحته

لو كنت أدري أنه

عود من الكبريت، ما أشعلته

هذا الهوى أعنف حب عشته

فليتني حين أتاني فاتحاً

يديه لي رددته

وليتني من قبل أن يقتلني

قتلته

هذا الهوى الذي أراه في الليل

أراه في ثوبي

وفي عطري، وفي أساوري

أراه مرسوماً على وجه يدي

أراه منقوشاً على مشاعري

لو أخبروني أنه

طفل كثير اللهو والضوضاء ما أدخلته

وأنه سيكسر الزجاج في قلبي

لما تركته

لو أخبروني أنه

سيضرم النيران في دقائق

ويقلب الأشياء في دقائق

ويصبغ الجدران بالأحمر والأزرق في دقائق

لكنت قد طردته

يا أيها الغالي الذي

أرضيت عني الله إذ أحببته

أروع حب عشته

فليتني حين أتاني زائراً

بالورد قد طوقته

وليتني حين أتاني باكياً

فتحت أبوابي له وبسته

وبسته

وبسته

فتحت أبوابي له وبسته

وبسته

وبسته

قارئة الفنجان

جَلَسَت والخوفُ بعينيها

تتأمَّلُ فنجاني المقلوب

قالت:

يا ولدي لا تَحزَن

فالحُبُّ عَليكَ هوَ المكتوب

يا ولدي

قد ماتَ شهيداً

من ماتَ على دينِ المحبوب

فنجانك دنيا مرعبةٌ

وحياتُكَ أسفارٌ وحروب

ستُحِبُّ كثيراً وكثيراً

وتموتُ كثيراً وكثيراً

وستعشقُ كُلَّ نساءِ الأرض

وتَرجِعُ كالملكِ المغلوب

بحياتك يا ولدي امرأةٌ

عيناها، سبحانَ المعبود

فمُها مرسومٌ كالعنقود

ضحكتُها موسيقى وورود

لكنَّ سماءكَ ممطرةٌ

وطريقكَ مسدود مسدود

فحبيبةُ قلبك يا ولدي

نائمةٌ في قصرٍ مرصود

والقصرُ كبيرٌ يا ولدي

وكلابٌ تحرسُه وجنود

وأميرةُ قلبكَ نائمةٌ

من يدخُلُ حُجرتها مفقود

من يطلبُ يَدَها

من يَدنو من سورِ حديقتها مفقود

من حاولَ فكَّ ضفائرها

يا ولدي

مفقود مفقود

بصَّرت ونجَّمت كثيراً

لكنّي لم أقرأ أبداً

فنجاناً يشبهُ فنجانك

لم أعرف أبداً يا ولدي

أحزاناً تشبهُ أحزانك

مقدُورُك أن تمشي أبداً

في الحُبِّ على حدِّ الخنجر

وتَظلَّ وحيداً كالأصداف

وتظلَّ حزيناً كالصفصاف

مقدوركَ أن تمضي أبدا

في بحرِ الحُبِّ بغيرِ قُلوع

وتُحبُّ ملايينَ المَرَّات

وترجعُ كالملكِ المخلوع

القرار

إنّي عشِقْتُكِ واتَّخذْتُ قَرَاري

فلِمَنْ أُقدِّمُ يا تُرى أَعْذَاري

لا سلطةً في الحُبِّ تعلو سُلْطتي

فالرأيُ رأيي والخيارُ خِياري

هذي أحاسيسي فلا تتدخَّلي

أرجوكِ، بين البَحْرِ والبَحَّارِ

ظلِّي على أرض الحياد فإنَّني

سأزيدُ إصراراً على إصرارِ

ماذا أَخافُ؟ أنا الشرائعُ كلُّها

وأنا المحيطُ وأنتِ من أنهاري

وأنا النساءُ، جَعَلْتُهُنَّ خواتماً

بأصابعي وكواكباً بِمَدَاري

خَلِّيكِ صامتةً ولا تتكلَّمي

فأنا أُديرُ مع النساء حواري

وأنا الذي أُعطي مراسيمَ الهوى

للواقفاتِ أمامَ باب مَزاري

وأنا أُرتِّبُ دولتي وخرائطي

وأنا الذي أختارُ لونَ بحاري

وأنا أُقرِّرُ مَنْ سيدخُلُ جنَّتي

وأنا أُقرِّرُ منْ سيدخُلُ ناري

أنا في الهوى مُتَحكِّمٌ متسلِّطٌ

في كلِّ عِشْقِ نَكْهةُ اسْتِعمارِ

فاسْتَسْلِمي لإرادتي ومشيئتي

واسْتقبِلي بطفولةٍ أمطاري

إنْ كانَ عندي ما أقولُ فإنَّني

سأقولُهُ للواحدِ القهَّار

عَيْنَاكِ وَحْدَهُما هُمَا شَرْعيَّتي

مراكبي، وصديقَتَا أسْفَاري

إنْ كانَ لي وَطَنٌ فوجهُكِ موطني

أو كانَ لي دارٌ فحبُّكِ داري

مَنْ ذا يُحاسبني عليكِ وأنتِ لي

هِبَةُ السماء ونِعْمةُ الأقدارِ

مَنْ ذا يُحاسبني على ما في دمي

مِنْ لُؤلُؤٍ وزُمُرُّدٍ ومَحَارِ

أَيُناقِشُونَ الديكَ في ألوانِهِ

وشقائقَ النُعْمانِ في نَوَّارِ

يا أنتِ يا سُلْطَانتي، ومليكتي

يا كوكبي البحريَّ يا عَشْتَاري

إني أُحبُّكِ دونَ أيِّ تحفُّظٍ

وأعيشُ فيكِ ولادتي ودماري

إنّي اقْتَرَفْتُكِ عامداً مُتَعمِّداً

إنْ كنتِ عاراً يا لروعةِ عاري

ماذا أخافُ؟ ومَنْ أخافُ؟ أنا الذي

نامَ الزمانُ على صدى أوتاري

وأنا مفاتيحُ القصيدةِ في يدي

من قبل بَشَّارٍ ومن مِهْيَارِ

وأنا جعلتُ الشِعْرَ خُبزاً ساخناً

وجعلتُهُ ثَمَراً على الأشجارِ

سافرتُ في بَحْرِ النساءِ ولم أزَلْ

من يومِهَا مقطوعةً أخباري