قصيدة شوق للحبيب
قصيدة شوق إليك تفيض منه الأدمع للشاعر البحتري
شَوْقٌ إلَيكِ، تَفيضُ منهُ الأدمُعُ،
- وَجَوًى عَلَيكِ، تَضِيقُ منهُ الأضلعُ
وَهَوًى تُجَدّدُهُ اللّيَالي، كُلّمَا
- قَدُمتْ، وتُرْجعُهُ السّنُونَ، فيرْجعُ
إنّي، وما قَصَدَ الحَجيجُ، وَدونَهم
- خَرْقٌ تَخُبُّ بها الرّكابُ، وتُوضِعُ
أُصْفيكِ أقصَى الوُدّ، غَيرَ مُقَلِّلٍ،
- إنْ كانَ أقصَى الوُدّ عندَكِ يَنفَعُ
وأرَاكِ أحْسَنَ مَنْ أرَاهُ، وإنْ بَدا
- مِنكِ الصّدُودُ، وبَانَ وَصْلُكِ أجمعُ
يَعتَادُني طَرَبي إلَيكِ، فَيَغْتَلي
- وَجْدي، وَيَدعوني هَوَاكِ، فأتْبَعُ
كَلِفٌ بحُبّكِ، مُولَعٌ، وَيَسُرُّني
- أنّي امْرُؤٌ كَلِفٌ بحُبّكِ، مُولَعُ
شَرَفاً بَني العَبّاسِ، إنّ أبَاكُمُ
- عَمُّ النّبيّ، وَعِيصُهُ المُتَفَرّعُ
إنّ الفَضِيلَةَ للّذي اسْتَسقَى بهِ
- عُمَرٌ، وَشُفّعَ، إذْ غَدا يُستَشفَعُ
وَأرَى الخِلاَفَةَ، وَهيَ أعظَمُ رُتبَةٍ،
- حَقّاً لَكُمْ، وَوِرَاثَةً مَا تُنزَعُ
أعْطاكُمُوها الله عَنْ عِلْمٍ بِكُمْ،
- والله يُعْطي مَنْ يَشَاءُ وَيَمْنَعُ
مَنْ ذَا يُسَاجِلُكمْ، وَحَوْضُ مُحَمّدٍ
- بِسِقَايَةِ العَبّاسِ فيكُمْ يَشفَعُ
مَلِكٌ رِضَاهُ رِضا المُلُوكِ، وَسُخطُه
- حَتْفُ العِدى، وَرَداهُمُ المُتَوَقَّعُ
مُتَكَرِّمٌ، مُتَوَرّعٌ عِنْ كُلّ مَا
- يَتَجَنّبُ المُتَكَرّمُ المُتَوَرّعُ
يا أيّهَا المَلِكُ الذي سَقَتِ الوَرَى،
- مِنْ رَاحَتَيِهِ، غَمَامَةٌ ما تُقلِعُ
يَهْنِيكَ في المُتَوَكّلِيّةِ أنّهَا
- حَسُنَ المَصِيفُ بها، وَطَابَ المَرْبَعُ
فَيْحَاءُ مُشْرِقَةٌ يَرِقُّ نَسيمُهَا
- مِيثٌ تُدَرّجُهَُ الرّياحُ وأجْرَعُ
وَفَسيحَةُ الأكْنَافِ ضَاعَفَ حُسنَها
- بَرٌّ لَهَا مُفْضًى، وَبَحْرٌ مُتْرَعُ
قَدْ سُرّ فيها الأوْلِيَاءُ، إذِ التَقَوْا
- بِفِنَاءِ مِنْبَرِهَا الجَديدِ، فَجُمّعُوا
فَارْفَعْ بدارِ الضّرْبِ باقيَ ذِكْرِها،
- إنّ الرّفيعَ مَحَلُّهُ مَنْ تَرْفَعُ
هَلْ يَجْلُبَنّ إليّ عَطْفَكَ مَوْقِفٌ
- ثَبْتٌ لَدَيكَ، أقُولُ فيهِ وَتَسْمَعُ
مَا زَالَ لي مِنْ حُسنِ رَأيِكَ مُوْئلٌ
- آوِي إلَيهِ، مِنَ الخُطُوبِ، وَمَفزَعُ
فَعَلاَمَ أنكَرْتَ الصّديقَ، وأقبَلَتْ
- نَحوِي رِكابُ الكَاشِحِينَ تَطَلَّعُ
وَأقَامَ يَطْمَعُ في تَهَضّمِ جَانِبي
- مَن لم يكُنْ، من قَبلُ، فيهِ يَطمَعُ
إلاّ يَكُنْ ذَنْبٌ، فعَدْلُكَ وَاسعٌ،
- أوْ كَانَ لي ذَنْبٌ، فَعَفْوُكَ أوْسَعُ
قصيدة ما الشوق مقتنعا مني بذا الكمد للشاعر المتنبي
ما الشّوْقُ مُقتَنِعاً منّي بذا الكَمَدِ
- حتى أكونَ بِلا قَلْبٍ ولا كَبِدِ
ولا الدّيارُ التي كانَ الحَبيبُ بهَا
- تَشْكُو إليّ ولا أشكُو إلى أحَدِ
ما زالَ كُلّ هَزيمِ الوَدْقِ يُنحِلُها
- والسّقمُ يُنحِلُني حتى حكتْ جسدي
وكلّما فاضَ دمعي غاض مُصْطَبري
- كأنْ ما سالَ من جَفنيّ من جَلَدي
فأينَ من زَفَرَاتي مَنْ كَلِفْتُ بهِ
- وأينَ منكَ ابنَ يحيَى صَوْلَةُ الأسَدِ
لمّا وزَنْتُ بكَ الدّنْيا فَمِلْتَ بهَا
- وبالوَرَى قَلّ عِندي كثرَةُ العَدَدِ
ما دارَ في خَلَدِ الأيّام لي فَرَحٌ
- أبا عُبادَةَ حتى دُرْتَ في خَلَدي
مَلْكٌ إذا امْتَلأتْ مَالاً خَزائِنُهُ
- أذاقَهَا طَعْمَ ثُكْلِ الأمّ للوَلَدِ
ماضي الجَنانِ يُريهِ الحَزْمُ قَبلَ غَدٍ
- بقَلبِهِ ما تَرَى عَيناهُ بَعْدَ غَدِ
ما ذا البَهاءُ ولا ذا النّورُ من بَشَرٍ
- ولا السّماحُ الذي فيهِ سَماحُ يَدِ
أيّ الأكُفّ تُباري الغَيثَ ما اتّفَقَا
- حتى إذا افْتَرَقَا عادَتْ ولمْ يَعُدِ
قد كنتُ أحْسَبُ أنّ المجدَ من مُضَرٍ
- حتى تَبَحْتَرَ فَهوَ اليومَ مِن أُدَدِ
قَوْمٌ إذا أمْطَرَتْ مَوْتاً سُيُوفُهُمُ
- حَسِبْتَها سُحُباً جادَتْ على بَلَدِ
لم أُجْرِ غايَةَ فكري منكَ في صِفَةٍ
- إلاّ وَجَدْتُ مَداها غايةَ الأبدِ
قصيدة لبيت فيك الشوق حين دعاني للشاعر البحتري
لَبّيتُ فيكِ الشّوْقَ، حينَ دَعَاني،
- وَعَصَيتُ نَهْيَ الشَّيبِ، حينَ نَهَاني
وَزَعَمْتِ أنّي لَستُ أصْدُقُ في الذي
- عِندي مِنَ البُرَحَاءِ، والأشجَانِ
أوَمَا كَفَاكِ بدَمعِ عَينَيَ شاهِداً
- بصَبَابَتِي، وَمُخَبّراً عَنْ شَاني
تَمْضِي اللّيَالي والشّهُورُ، وَحُبُّنَا
- بَاقٍ عَلى قِدَمِ الزّمَانِ الفَاني
قَمَرٌ مِنَ الأقْمَارِ، وَسْطَ دُجُنّةٍ،
- يَمْشِي بِهِ غُصْنٍ مِنَ الأغْصَانِ
رُمتُ التّسَلّي عَنْ هَوَاه فَلَم يَكُنْ
- لي بالتّسَلّي، عَن هَوَاهُ، يَدانِ
وأرَدْتُ هِجْرَانَ الحَبيبِ، فَلم أجد
- كَبِداً تُشَيّعُني عَلى الهِجْرَانِ
أرَبِيعَةَ الفَرسِ اشكُرِي يَدَ مُنعِمٍ
- وَهَبَ الإسَاءَةَ للمُسِىءِ الجَانِي
رَوّعْتُمُ جَارَاتِهِ، فَبَعَثْتُمُ
- مِنْهُ حَمِيّةَ آنِفٍ غَيْرَانِ
لَمْ تَكْرَ عَنْ قَاصِي الرّعِيّةِ عَيْنُهُ،
- فَيََنَامَ عَنْ وِتْرِ القَرِيبِ الدّاني
ضَاقَتْ بِأسْعَدِ أرْضِهَا لَمّا رَمَى
- سَاحَاتِهَا بالرَّجْلِ والفُرْسَانِ
بِفَوَارِسٍ مثْلِ الصُّقُورِ، وَضُمّرٍ
- مَجْدُولَةٍ كَكَوَاسِرِ العُقْبَانِ
لَمّا رَأوْا رَهَجَ الكَتَائِبِ سَاطِعاً،
- قالُوا: الأمَانُ، وَلاَتَ حينَ أمَانِ
يَئِلُونَ من حَرِّ الحَديدِ، وَخَلفَهمْ
- شُعَلُ الظَّبَا، وَشَوَاجِرُ الخِرْصانِ
يَوْمٌ مِنَ الأيّامِ طَالَ عَلَيْهِمُ،
- فَكأنّهُ زَمَنٌ مِنَ الأزْمَانِ
أُيّدْتَ بالنّصْرِ الوَشيكِ، وَأُتْبِعُوا
- في سَاعَةِ الهَيْجَاءِ بالخِذْلاَنِ
رَامُوا النّجَاةَ، وَكيفَ تَنجو عُصْبَةٌ
- مَطْلُوبَةٌ بِالله والسّلطَانِ
جاءَتكَ أسرَى، في الحَديدِ، أذِلّةً،
- مَشْدُودَةَ الأيْدي إلى الأذْقَانِ
فافْكُكْ جَوَامِعَهُمْ بِمَنّكَ، إنّهَا
- سُمِرَتْ على أيْدي نَدًى وَطِعَانِ
لكَ في بَني غَنْمِ بنِ تَغلِبَ نِعمَةٌ،
- فَهَلُمّ أُخْرَى في بَنِي شَيْبَانِ
أعمَامَ نَتْلَةَ، أُمِّكُمُ وَهْيَ الَّتي
- شَرُفَتْ، وإخْوَةَ عَامِرِ الضَّحْيَانِ
نَمِرِيّةٌ، وَلدَتْ لكُم أُسْدَ الشَّرَى،
- والنّمْرُ، بَعدُ، وَوَائِلٌ أخَوَانِ
مَنْ شَاكِرٌ عَنّي الخَليفَةَ في الذي
- أوْلاهُ مِنْ طَوْلٍ، وَمِنْ إحسَانِ
حَتّى لَقَدْ أفضَلْتُ مِنْ إفْضَالِهِ،
- وَرَأيتُ نَهجَ الجُودِ حَيثُ أرَاني
مَلأتْ يَداهُ يَدي، وَشَرّدَ جُودُهُ
- بُخْلي، فأفقَرَني كَمَا أغْنَاني
وَوَثِقْتُ بالخَلَفِ الجَميلِ مُعَجَّلاً
- مِنْهُ، فأعْطَيتُ الذي أعطَاني
قصيدة طول اغتراب وبرح شوق للشاعر ابن جبير الشاطبي
طُول اغترابٍ وبَرح شَوقِ
- لا صَبرَ والله لي عَلَيه
اليكَ اشكو الّذي أُلاقِي
- يا خَيرَ من يُشتكى إليه
ولي بِغرناطةٍ حَبيب
- قد غَلّقَ الرَّهنَ في يَدَيهش
ودَّعته وهو بارتمَاض
- يَظهر لي بعضَ ما لديه
فلو تَرى طَلَّ نَرجسيهُ
- يَنهَلُّ في وردِ صَفحَتَيه
أَبصرتَ دراً على عَقيقٍ
- من دَمعِه فوقَ وَجنَتَيهِ
قصيدة وددت من الشوق الذي بي أنني للشاعر قيس بن ذريح
وَدِدتُ مِنَ الشَوقِ الَّذي بِيَ أَنَّني
- أُعارُ جَناحَي طائِرٍ فَأَطيرُ
فَما في نَعيمٍ بَعدَ فَقدِكِ لَذَّةٌ
- وَلا في سُرورِ لَستِ فيهِ سُرورُ
وَإِنَّ اِمرَأً في بَلدَةٍ نِصفُ نَفسِهِ
- وَنِصفٌ بِأُخرى إِنَّهُ لَصَبورُ
تَعَرَّفتُ جُثماني أَسيراً بِبَلدَةٍ
- وَقَلبي بِأُخرى غَيرَ تِلكَ أَسيرُ
أَلا يا غُرابَ البَينِ وَيحَكَ نَبِّني
- بِعِلمِكَ في لُبنى وَأَنتَ خَبيرُ
فَإِن أَنتَ لَم تُخبِر بِشَيءٍ عَلِمتَهُ
- فَلا طُرتَ إِلّا وَالجَناحُ كَسيرُ
وَدُرتَ بِأَعداءٍ حَبيبُكَ فيهِمُ
- كَما قَد تَراني بِالحَبيبُ أَدورُ