أشعار حب ووفاء

تلومني الدنيا

هذا الهوى الذي أراه في الليل

أراه .. في ثوبي

وفي عطري .. وفي أساوري

.. أراه .. مرسوما على وجه يدي

.. أراه .. منقوشا على مشاعري

.. لو أخبروني أنه

.. طفل كثير اللهو والضوضاء ما أدخلته

.. وأنه سيكسر الزجاج في قلبي

.. لما تركته

.. لو اخبروني أنه

سيضرم النيران في دقائق

ويقلب الأشياء في دقائق

ويصبغ الجدران بالأحمر والأزرق في دقائق

.. لكنت قد طردته

.. يا أيها الغالي الذي

.. أرضيت عني الله .. إذ أحببته

أروع حب عشته

فليتني حين أتاني زائرا

.. بالورد قد طوقته

.. وليتني حين أتاني باكيا

.. فتحت أبوابي له .. وبسته

.. وبسته

.. وبسته

.. فتحت أبوابي له .. وبسته

.. وبسته

.. وبسته

صباه الهوى ما أحوج الخلو أن يصبو

  • يقول الملك الأمجد:

ويَرْجِعُ ذاكَ البعدُ قرباً وتنثني

به سَجْسَجاً عندي زعازعُه النُّكْبُ

ومما شجاني في الغصونِ ابنُ أيكةٍ

تميلُ به مِن طيبِ تغريدِه القضبُ

ينوحُ ووجهُ الصبحُ قد لاحَ مشرقاً

يقولُ لنوّامِ الدُّجىويحكُمْ هبّوا

فلم أرَ مثلي في الغرامِ ومثلَه

خليلَيْ وفاءٍ بَزَّ صبرَيهما الحبُّ

كلُّ قصيدة كلُّ حبّ

  • يقول أنسي الحاج:

كلُّ قصيدةٍ هي بدايةُ الشعر

كلُّ حبٍّ هو بدايةُ السماء.

تَجذري فيّ أنا الريح

اجعليني تراباً.

سأعذبكِ كما تُعذب الريحُ الشجَرَ

وتمتصّينني كما يمتصُّ الشجرُالتراب.

وأنتِ الصغيرة

كلُّ ما تريدينه

يُهدى إليكِ الى الأبد.

مربوطاً إليكِ بألم الفرق بيننا

أنتَزعُكِ من نفسكِ

وتنتزعينني،

نتخاطف الى سكرة الجوهريّ

نتجدّد حتى نضيع

نتكرّر حتى نتلاشى

نغيبُ في الجنوح

في الفَقْد السعيد

ونَلِجُ العَدَم الورديّ خالصَين من كلّ شائبة.

ليس أنتِ ما أُمسك

بل روح النشوة.

وما إن توهّمتُ معرفةَ حدودي حتى حَمَلَتني أجنحةُ التأديب الى الضياع.

لمنْ يدّعي التُخمةَ، الجوعُ

ولمن يعلن السأمَ، لدغةُ الهُيام

ولمن يصيح » لا! لا!«، ظهورٌ موجع لا يُرَدّ

في صحراء اليقين المظفَّر.

ظهورٌ فجأةً كدُعابة

كمسيحةٍ عابثة

كدُرّاقةٍ مثلَّجة في صحراء اليقين،

ظهوركِ يَحني الرأسَ بوزن البديهة المتجاهَلَة

فأقول له » نعم! نعم! «،

والى الأمام من الشرفة الأعلى

كلّما ارتميتُ مسافة حبّ

حرقتُ مسافةً من عمر موتكَ

كائناً من كنتَ!…

ترتفعُ

ترتفع جذوركِ في العودة

تمضي

واصلةً الى الشجرةِ الأولى

أيّتها الأمُّ الأولى

أيتها الحبيبةُ الأخيرة

يا حَريقَ القلب

يا ذَهَبَ السطوح وشمسَ النوافذ

يا خيّالةَ البَرق المُبْصر وجهي

يا غزالتي وغابتي

يا غابةَ أشباح غَيرتي

يا غزالتي المتلفّتة وسط الفَرير لتقول لي: اقتربْ،

فأقترب

أجتاز غابَ الوَعْر كالنظرة

تتحوّل الصحراء مفاجرَ مياه

وتصبحين غزالةَ أعماري كلّها،

أفرّ منكِ فتنبتين في قلبي

وتفرّين منّي

فتعيدكِ إليّ مرآتكِ المخبأة تحت عتبة ذاكرتي.

يداكِ غصونُ الحرب

يداكِ يدا الثأر اللذيذ مني

يدا عينيكِ

يدا طفلةٍ تَرتكب

يداكِ ليلُ الرأس.

تُسكتينني كي لا يسمعونا

ويملأُ الخوفُ عينيكِ

مُدَلّهاً مختلجاً بالرعب

كطفلٍ وُلد الآن.

تنسحب الكلمات عن جسدكِ

كغطاءٍ ورديّ.

يَظهر عُريكِ في الغرفة

ظهورَ الكلمة الأوحد

بلا نهائيّةِ السراب في قبضة اليد.

مَن يحميني غابَ النهار

مَن يحميني ذَهَبَ الليل.

ليس أيَّ شوقٍ بل شوقُ العبور

ليس أيَّ أملٍ بل أملُ الهارب الى نعيم التلاشي.

فليبتعد شَبَحُ الخطأ

ولا يقتحْمنا باكراً

فيخطف ويطفىء

ويَقتل ما لا يموت

لكي يعيش بعد ذلك قتيلاً.

الحبّ هو خلاصي أيّها القمر

الحبّ هو شقائي

الحبّ هو موتي أيّها القمر.

لا أخرج من الظلمة إلاّ لأحتمي بعريكِ ولا من النور إلاّ لأسكر بظلمتك.

تربح عيناكِ في لعبة النهار وتربحان في لعبة الليل.

تربحان تحت كلّ الأبراج وتربحان ضدّ كل الأمواج.

تربحان كما يربح الدِين عندما يربح وعندما يَخْسر.

وآخذ معي وراءَ الجمر تذكارَ جمالكِ أبديّاً كالذاكرة المنسيّة،

يحتلّ كلَّ مكان وتستغربين

كيف يكبر الجميع ولا تكبرين.

ذَهَبُ عينيكِ يسري في عروقي.

لم يعد يعرفني إلاَّ العميان

لأنهم يرون الحبّ.

ما أملكه فيكِ ليس جسدكِ

بل روحُ الإرادة الأولى

ليس جسدك

بل نواةُ الجَسد الأول

ليس روحكِ

بل روحُ الحقيقة قبل أن يغمرها ضباب العالم.

الشمس تشرق في جسدكِ

وأنتِ بردانة

لأن الشمس تَحرق

وكلّ ما يَحرق هو بارد من فرط القوّة.

كلّ قصيدةٍ هي قَلْبُ الحبّ

كلّ حبٍّ هو قلبُ الموت يخفق بأقصى الحياة.

كلّ قصيدةٍ هي آخرُ قصيدة

كلّ حبٍّ هو آخرُ الصراخ

كلّ حبٍّ، يا خيّالةَ السقوط في الأعماق، كلّ حبٍّ هو الموت حتى آخره،

وما أُمسكه فيكِ ليس جسدكِ

بل قَلْبُ الله

أعصره وأعصره

ليُخدّر قليلاً صراخُ نشوتِهِ الخاطفة

آلامَ مذبحتي الأبديّة.

شجون نحوها العشاق فاؤا

  • يقول ابن نباته المصري:

شجونٌ نحوها العشاقُ فاؤا

وصبّ ما لهُ في الصبر راء

وصحبٌ إن غروا بملام مثلي

فربَّ أصاحبٍ بالإثم باؤا

وعينٌ دمعها في الحبِّ طهرٌ

كأن دموع عيني بيرُ حاء

ولاحٍ ما له هاء وميمٌُ

له من صبوتي ميم وهاء

ومثلي ما لعشقتهِ هدوّ

يرامُ ولا لسلوتهِ اهتداء

كأن الحبَّ دائرة ٌ بقلبي

فحيثُ الانتهاء الابتداء

بروحي جيرة رحلوا بقلبٍ

أحبَّ وأحسنوا فيما أساؤا

بهم أيامُ عيشي والليالي

هي الغلمانُ كانت والإماء

فأما واجدُ فروى رباحٌ

وأما مقتر فروى عطاء

لنا سند من الرجوى لديه

غداة غد يعنعنه الوفاء

للحب دين وللأشواق باقينا

  • يقول خلفان بن مصبح:

لم يلق إلاّ ثبات العزم متقداً

وشدّة الصبر لا وهناً ولا لينا

قد يعلم الصبر أنا خير جيرته

عزماً وحزماً وأوفاهم موازينا

ويعلم الدهر لو زادت نوائبه

وفا الخليلين عن نعماه يغنينا

هما الأحبة لي إن خانني زمن

أسلتُ جرحي إن عزّ المداوونا

رمز الوفاء وأهل الصدق في ثقة

إن خانني الدهر ما زالوا موالينا

يرجون لي مالهم جهداً ولو قدروا

لأوقفوا القدر المكتوب في الحينا

إن يأسُ شعرهما قلبي فلا عجب

صدق المواساة من خير المواسينا

أحيا بقلبي آمالاً وعلّمني

أسمى الوفاء واخلاص المصافينا