أشعار حب وعتاب وفراق
قصيدة عتاب
- يقول الشاعر فاروق جويدة:
وقفت أعاتب فيك الزمان
لماذا بخلت بهذا الحنان؟
عرفتك خوفاً وليلاً كئيباً
وفي ظلمة اليأس جاء.. الأمان
حرام حرام.. وربي حرام
إذا جاءنا الحب بعد الأوان
قصيدة هذا عتاب الحب للأحباب
- يقول الشاعر فاروق جويدة:
هل كان عدلاً أن حبَّكِ قاتلي
كيف استبحتِ القتلَ للأحبابِ؟!
ما بين جلادٍ.. وذئب حاقدٍ
وعصابةٍ نهبتْ بغير حسابِ
وقوافلٍ للبُؤس ترتعُ حولنا
وأنين طفلٍ غاص فى أعصابى
وحكايةٍ عن قلبِ شيخ عاجز
قد مات مصلوبًا على المحرابِ
قد كان يصرخ: «لى إلهٌ واحدٌ
هو خالق الدنيا.. وأعلمُ ما بى»
ياربِّ سطرت الخلائقَ كلهَّا
وبكل سطر أمة ٌ بكتابِ
الجالسونَ على العروش توحَّشُوا
ولكل طاغيةٍ قطيعُ ذئابِ
قد قلتُ: إن الله ربٌّ واحدٌ
صاحوا: ونحن كفرتَ بالأرْبَابِ؟
قد مزَّقوا جسدى.. وداسُوا أعظمى
ورأيتُ أشلائى على الأبوابِ
ماعدتُ أعرفُ أيْنَ تهدأ رحلتى
وبأى أرض تستريح ركابى
غابت وجوهٌ.. كيفَ أخفتْ سرَّها؟
هرَبَ السؤالُ.. وعز فيه جوابى
لو أن طيفاً عاد بعد غيابه
لأرى حقيقة رحلتي ومآبى
لكنه طيفٌ بعيدٌ.. غامضٌ
يأتى إلينا من وراء حجابِ
رحل الربيعُ.. وسافرت أطيارُه
ما عاد يُجدى فى الخريفِ عتابي
فى آخر المشوار تبدُو صورتي
وسْط َ الذئاب بمحنتي وعذابي
ويطل وجهُك خلفَ أمواج الأسى
شمسًا تلوِّحُ فى وداع سحابِ
هذا زمانٌ خانني فى غفلةٍ
مني.. وأدْمى بالجحودِ شبابى
شيَّعتُ أوهامي.. وقلتُ لعَلني
يوماُ أعودُ لحكمتى وصوابى
كيف ارْتضيتُ ضلالَ عَهْدٍ فاجر
وفسادَ طاغيةٍ.. وغدرَ كِلابِ؟!
ما بين أحلام ٍ توارى سحْرُها
وبريق عُمر صارَ طيفَ سَرَابِ
شاختْ ليالى العُمر منى فجأة ً
فى زيف حلم خادع كذابِ
لم يبق غيرُ الفقر يسْتر عَوْرَتى
والفقرُ ملعونٌ بكل كِتابِ
سِربُ النخيل على الشواطئ ينحَنى
وتسيلُ فى فزع دِماءُ رقاب ِ
ما كان ظنى أن تكونَ نهايتى
فى آخر المشوار ِ دَمْعَ عتابِ!
ويضيعُ عمرى فى دروبَ مدينتى
ما بين نار القهر ِ.. والإرْهابِ
ويكون آخرَ ما يُطلُّ على المدى
شعبٌ يُهرْولُ فى سوادِ نقابِ
وطنٌ بعَرض ِالكون ِيبدو لعبة ً
للوارثين العرشَ بالأنسابِ
قتلاكِ يا أمَّ البلادِ تفرقوا
وتشردُوا شِيَعاً على الأبْوَابِ
رَسَمُوكِ حُلماً..ثم ماتوا وَحشة ً
ما بين ظلم ِ الأهل ِ.. والأصْحَابِ
لا تخجلي إن جئتُ بابَكِ عارياً
ورأيتِنى شَبَحاً بغير ثيابِ
يَخْبُو ضياءُ الشمس ِ.. يَصغُر بيننا
ويصيرُ فى عَيْنى.. كعُودِ ثقابِ
والريحُ تزأرُ.. والنجومُ شحيحة ٌ
وأنا وراءَ الأفق ِ ضوءُ شهابِ
قصيدة لقاء و فراق
- يقول الشاعر إيليا أبو ماضي:
صبراً على هجرنا إن كان يرضيها
- غير المليحة مملول تجنّيها
فالوصل أجمله ما كان بعد نوى
- والشمس بعد الدّجى أشهى لرائيها
أسلمت للسّهد طرفي والضّنى بدني
- إنّ الصبابة لا يرجى تلاقيها
إنّ النساء إذا أمرضن نفس فتى
- فليس غير تدانيهنّ يشفيها
فاحذر من الحبّ إنّ الريح خفيت
- لولا غرام عظيم مختف فيهعا
يمضي الصفاء ويبقى بعده أثر
- في النفس يؤلمها طوراً ويشجيها
مرّت ليال بنا كان أجملها
- تمّت فما شانها إلاّ تلاشيها
تلك اللّيالي أرجو تذكّرها
- خوف العناء ولا أخشى تناسيها
أصبو إليها وأصبو كلّما ذكرن
- عندي اشتياقا إلى مصر وأهليها
أرض سماء سواها دونها شرفاً
- فلا سماء ولا أرض تحاكيها
رقّت حواشيها واخضرّ جانبها
- وأجمل الأرض ما رقت حواشيها
كأنّ أهرامها الأطواد باذخة
- هذي إلى جنبها الأخرى تساميها
و نيلها العذب ما أحلى مناظره
- و الشّمس تكسوه تبرا في تواريها
كأنّها كعبة حجّ الأنام لها
- لولا التقى قلت فيها جلّ بانيها
و ما أحيلى الجواري الماخرات به
- تقلّ من أرضه أحلى جواريها
من كلّ الوجه يغرينا تبسّمها
- إن نجتديها، ويثنينا تثنيها
و ناهد حجبت عن كلّ ذي بصر
- حشاشتي خدرها والقلب ناديها
فقي كلّ جارحة منّي لها أثر
- والدار صاحبها أدرى بما فيها
قصيدة الفراق الجميل
- يقول الشاعر كريم معتوق:
لا أحملُ العُقَد القديمةَ
فالسلامُ على ضياعكِ من دمي
سكتَ الكلامْ
فلتأذني لي مرةً أخرى لأعُلنَ سرَّ غربتنا
وسرَّ حكايةٍ عبرتْ موشحةً بأغطيةِ الظلامْ
قالوا حرامْ ..
فقلتُ إنْ نبقى حرامْ
حزنٌ يجرُ الحزنَ
يأسٌ دائمٌ خوفٌ
عذابٌ مُنتقى، زيفٌ
وألوانُ الكآبةِ بانسجامْ
لا تنتهي قصصُ الهوى دوماً
بوردٍ أحمرٍ أو أبيضٍ
أو غصنِ زيتونٍ وأسرابِ الحمامْ
نحن ارتضينا قصةً أُخرى
فراقٌ رائعٌ
لا ينحني للشوقِ والذكرى، ويقبلُ بالملامْ
نحن ابتدعنا غربةً كُبرى
وصلينا صلاةَ الهجرِ
كانتْ حفلةً كُبرى وكنتُ بها الإمامْ
واتفقنا ..
قبلَ هذا اليومِ لا أذكرُ أنْ نحن اتفقنا
غيرَ أن نُمعن في قتلِ هوانا المستهامْ
وتراضينا على النسيانِ
أنجبنا حنيناً ميتاً
قومي ..
ركامُ اليوم يستدعيكِ أن تأتين تابوتاً
ركاماً أو حطامْ
لا صدرَ بعد اليومِ يحضننا
ولا كفٌ إذا ما لامَسَتْ كفا ً
تنامي دفءُ ملحمةٍ وأسرارٍ
يُهدهدها الوئامْ
قومي ..
تبلدتْ المشاعرُ والكلامُ له فطامْ
نحن اصطفينا عنفَ خيبتنا
وجارينا البرودةَ في مشاعرنا
وأبرمنا عقودَ الهجرِ حتى تنتهي الدنيا
ويلفظنا الأنامْ
واشتبكنا ..
لا نرى فَجر خلاصٍ
فهوينا للأعالي
كقتيلينِ على الأفق ننامْ
قصيدة أَلا إِن قلبي من فراق أحبتي
يقول الشاعر بشار بن برد:
أَلا إِن قلبي من فراق أحبتي
- وإن كنت لا أبدي الصبابة جازع
ودمعي بين الحزن والصبر فاضحي
- وستري عن العذال عاص وطائع