أبيات شعرية عن الحب

إني عشقت وهل في العشق من باس

من قصائد أبي نواس في الحب:[١]

إني عَشِقتُ، وهل في العشقِ من باسِ،

ما مرّ مثْلُ الهوى شيءٌ على راسي

مالي وللنّاسِ، كمْ يَلْحَوْنَني سَفَهاً،

دِيني لنفْسي ودينُ الناسِ للناس

مـا للْـعُـداة ِ ، إذا ما زُرْتُ مالِكَتي،

كأنّ أوْجُهَهُمْ تُطْلى بأنْقاسِ

الله يعْلَمُ ما تَرْكي زيارَتكمْ،

إلاّ مخـافـة َ أعـدائـي وحُــرّاسـي

و لـو قـدرْنَـا على الإتْيـانِ جئتُـكُـمْ

سعْياً على الوجهِ أو مشْياً على الراسِ

وقد قرأتُ كتاباً من صحائفكمْ

لا يـرحـمُ الله إلاّ راحـمَ النّــاسِ

ذكر القلبُ ذكرةً أم زيدٍ

من قصائد عمر بن أبي ربيعة الغزلية:[٢]

ذَكَرَ القَلْبُ ذِكْرَة ً أُمَّ زَيْدٍ

وَالمَطَايَا بِالسَّهْبِ سَهْبِ الرِّكَابِ

فَاسْتَجِنَّ الفؤادُ شَوْقاً وَهَاجَ الشَّـ

ـوْقُ حُزْناً لِقَلْبِكَ المِطْرَابِ

وَبِذي الأَثْلِ مِنْ دُوَيْنِ تَبوكٍ

أقتنا، وليلة َ الأخرابِ

وبعمانَ طاف منها خيالٌ،

قُلْتُ أَهْلاً بِطَيْفِها المُنْتَابِ

هَجَرَتْهُ وَقَرَّبَتْهُ بِوَعْدٍ،

وتجنى لهجرتي واجتنابي

فَلَقَدْ أُخْرِجُ الأَوَانِسَ كالحُـ

وّ، بعيدَ الكرى أماَ القباب

ثُمَّ أَلْهو بِنِسْوَة ٍ خَفِرَاتٍ

بدنِ الخلقِ، ردحٍ، أتراب

بِتُّ في نِعْمَة ٍ وَبَاتَتْ وِسادي

ثنيُ كفٍّ حديثة ٍ بخضاب

ثُمَّ قُمْنَا لَمَّا تَجَلَّى لَنَا الصُّبْـ

حُ، نعفي آثارنا بالتراب

إنّي ذكرتك بالزّهراء مشتاقا

من قصائد ابن زيدون الغزلية:[٣]

إنّي ذكرْتُكِ، بالزّهراء، مشتاقا،

والأفقُ طلقٌ ومرْأى الأرض قد راقَا

وَللنّسيمِ اعْتِلالٌ، في أصائِلِهِ،

كأنهُ رَقّ لي، فاعْتَلّ إشْفَاقَا

والرّوضُ، عن مائِه الفضّيّ، مبتسمٌ،

كما شقَقتَ، عنِ اللَّبّاتِ، أطواقَا

يَوْمٌ، كأيّامِ لَذّاتٍ لَنَا انصرَمتْ،

بتْنَا لها، حينَ نامَ الدّهرُ، سرّاقَا

نلهُو بما يستميلُ العينَ من زهرٍ

جالَ النّدَى فيهِ، حتى مالَ أعناقَا

كَأنّ أعْيُنَهُ، إذْ عايَنَتْ أرَقى ،

بَكَتْ لِما بي، فجالَ الدّمعُ رَقَرَاقَا

وردٌ تألّقَ، في ضاحي منابتِهِ،

فازْدادَ منهُ الضّحى ، في العينِ، إشراقَا

سرى ينافحُهُ نيلوفرٌ عبقٌ،

وَسْنَانُ نَبّهَ مِنْهُ الصّبْحُ أحْدَاقَا

كلٌّ يهيجُ لنَا ذكرَى تشوّقِنَا

إليكِ، لم يعدُ عنها الصّدرُ أن ضاقَا

لا سكّنَ اللهُ قلباً عقّ ذكرَكُمُ

فلم يطرْ، بجناحِ الشّوقِ، خفّاقَا

لوْ شاء حَملي نَسيمُ الصّبحِ حينَ سرَى

وافاكُمُ بفتى ً أضناهُ ما لاقَى

لوْ كَانَ وَفّى المُنى ، في جَمعِنَا بكمُ،

لكانَ منْ أكرمِ الأيّامِ أخلاقَا

يا علقيَ الأخطرَ، الأسنى ، الحبيبَ إلى

نَفسي، إذا ما اقتنَى الأحبابُ أعلاقَا

كان التَّجاري بمَحض الوُدّ، مذ زمَن،

ميدانَ أنسٍ، جريْنَا فيهِ أطلاقَا

فالآنَ، أحمدَ ما كنّا لعهدِكُمُ،

سلوْتُمُ، وبقينَا نحنُ عشّاقَا‍!

قصائد عن حب قديم

من قصائد محمود درويش في الحب:[٤]

-1-

على الأنقاض وردتنا

ووجهانا على الرمل

إذا مرّت رياح الصيف

أشرعنا المناديلا

على مهل.. على مهل

و غبنا طيّ أغنيتين، كالأسرى

نراوغ قطرة الطل

تعالي مرة في البال

يا أختاه!

إن أواخر الليل

تعرّيني من الألوان و الظلّ

و تحميني من الذل!

و في عينيك، يا قمري القديم

يشدني أصلي

إلى إغفاءه زرقاء

تحت الشمس.. و النخل

بعيدا عن دجى المنفى..

قريبا من حمى أهلي

-2-

تشهّيت الطفولة فيك.

مذ طارت عصافير الربيع

تجرّد الشجر

وصوتك كان، يا ماكان،

يأتي

من الآبار أحيانا

و أحيانا ينقطه لي المطر

نقيا هكذا كالنار

كالأشجار.. كالأشعار ينهمر

تعالي

كان في عينيك شيء أشتهيه

و كنت أنتظر

و شدّيني إلى زنديك

شديني أسيرا

منك يغتفر

تشهّيت الطفولة فيك

مذ طارت

عصافير الربيع

تجرّد الشجرّ!

-3-

..و نعبر في الطريق

مكبلين..ز

كأننا أسرى

يدي، لم أدر، أم يدك

احتست وجعا

من الأخرى؟

و لم تطلق، كعادتها،

بصدري أو بصدرك..

سروة الذكرى

كأنّا عابرا درب،

ككلّ الناس ،

إن نظرا

فلا شوقا

و لا ندما

و لا شزرا

و نغطس في الزحام

لنشتري أشياءنا الصغرى

و لم نترك لليلتنا

رمادا.. يذكر الجمرا

وشيء في شراييني

يناديني

لأشرب من يدك ترمد الذكرى

-4-

ترجّل، مرة، كوكب

و سار على أناملنا

و لم يتعب

و حين رشفت عن شفتيك

ماء التوت

أقبل، عندها، يشرب

و حين كتبت عن عينيك

نقّط كل ما أكتب

و شاركنا و سادتنا..

و قهوتنا

و حين ذهبت ..

لم يذهب

لعلي صرت منسيا

لديك

كغيمة في الريح

نازلة إلى المغرب..

و لكني إذا حاولت

أن أنساك..

حطّ على يدي كوكب

-5-

لك المجد

تجنّح في خيالي

من صداك..

السجن، و القيد

أراك ،استند

إلى وساد

مهرة.. تعدو

أحسك في ليالي البرد

شمسا

في دمي تشدو

أسميك الطفوله

يشرئب أمامي النهد

أسميك الربيع

فتشمخ الأعشاب و الورد

أسميك السماء

فتشمت الأمطار و الرعد

لك المجد

فليس لفرحتي بتحيري

حدّ

و ليس لموعدي وعد

لك.. المجد

-6-

و أدركنا المساء..

و كانت الشمس

تسرّح شعرها في البحر

و آخر قبلة ترسو

على عينيّ مثل الجمر

_خذي مني الرياح

و قّبليني

لآخر مرة في العمر

..و أدركها الصباح

و كانت الشمس

تمشط شعرها في الشرق

لها الحناء و العرس

و تذكرة لقصر الرق

_خذي مني الأغاني

و اذكريني..

كلمح البرق

و أدركني المساء

و كانت الأجراس

تدق لموكب المسبية الحسناء

و قلبي بارد كالماس

و أحلامي صناديق على الميناء

_خذي مني الربيع

وودّعيني ..

لج قلبي في التصابي

من قصائد عمر بن أبي ربيعة في الحب:[٥]

لَجَّ قَلْبي في التَّصابي

وکزْدَهَى عَنِّي شَبابي

وَدَعاني لِهَوَى هِنْـ

فؤادٌ غيرُ ناب

قلتُ لما فاضتِ العي

ـنانِ دَمْعاً ذا کنْسِكَابِ

إنْ جَفَتْني اليَوْمَ هِنْدٌ

بَعْدَ وُدٍّ وکقْتِرَابِ

فَسَبِيلُ النَّاسِ طُرّاً

لفناءٍ وذهاب

المراجع

  1. “إني عَشِقتُ، وهل في العشقِ من باسِ،”، adab، اطّلع عليه بتاريخ 24-2-2019.
  2. عمر بن أبي ربيعة، كتاب ديوان عمر بن أبي ربيعة (ط دار القلم)، صفحة 13.
  3. “إني ذكرتك بازهراء مشتاقا”، aldiwan، اطّلع عليه بتاريخ 24-2-2019.
  4. “قصائد عن حب قديم”، adab، اطّلع عليه بتاريخ 24-2-2019.
  5. عمر بن أبي ربيعة، كتاب ديوان عمر بن أبي ربيعة (ط دار القلم)، صفحة 16.