أجمل الأشعار الرومانسية
أين أذهب
لم أعد دارياً إلى أين أذهب
كل يومٍ أحس أنك أقرب
كل يوم يصير وجهك جزءاً
من حياتي ويصبح العمر أخصب
وتصير الأشكال أجمل شكلاً
وتصير الأشياء أحلى وأطيب
قد تسربت في مسامات جلدي
مثلما قطرة الندى تتسرب
اعتيادي على غيابك صعبٌ
واعتيادي على حضورك أصعب
كم أنا، كم انا أحبك حتى
أن نفسي من نفسها تتعجب
يسكن الشعر في حدائق عينيك
فلولا عيناك لا شعر يكتب
منذ أحببتك الشموس استدارت
والسموات صرن أنقي وأرحب
منذ أحببتك البحار جميعاً
أصبحت من مياه عينيك تشرب
حبك البربري أكبر مني
فلماذا على ذراعيك أصلب؟
خطأي أنني تصورت نفسي
ملكاً، يا صديقتي، ليس يغلب
وتصرفت مثل طفل صغير
يشتهي أن يطول أبعد كوكب
سامحيني إذا تماديت في الحلم
وألبستك الحرير المقصب
أتمني لو كنت بؤبؤ عيني
أتراني طلبت ما ليس يطلب؟
أخبريني من أنت؟ إن شعوري
كشعور الذي يطارد أرنب
أنت أحلى خرافة في حياتي
والذي يتبع الخرافات يتعب
لِماذَا؟
لِماذا أُحِسُّ
بأنَّكِ أقربُ مِني إلَيْ
وأنَّكِ في القلبِ
بَرُّ أمانٍ
ونَهرُ حَنانٍ
يُسافِرُ عَبرَ دُموعِ المآقي
يَصُبُّ حَنانَكِ في مُقلَتَيْ
وأنكِ حُبٌ يَفوقُ احتِمالي
وحُبَّكِ دَومًا كَثيرٌ عَلَيْ
وأنَّ قرارَ هوانا سَيبقى
فلا بِيديكِ ولا بيدَيْ
لماذا أُحِسُّ
بأنكِ دَومًا طَريقُ البِدايةْ
وأني ضَلَلْتُ كثيرًا كثيرًا
وبين َيديكِ عَرَفتُ الهِدايةْ
وأني احتَرَفتُ الغرامَ لديكِ
وقَبلَكِ كلُّ النساءِ
هِوايةْ
تَجارِبُ عُمري وَسيلةُ عِشقٍ
تُؤدي إليكِ
لأنَّكِ غَايَةْ
لأنكِ حُبٌّ بِغيرِ ابتِداءٍ
فحُبُّكِ باقٍ لِما لا نِهايَةْ
لماذا أُحسُّ
إذا غِبتِ عَنِّي
بِقلبي يَذوبُ
ويَهرُبُ مِني
كأنَّ الزمانَ يُغافِلُ وَجهي
ويَسرِقُ أشياءَ من نورِ عيني
فما السِّرُّ بينَ هَواكِ وبيني؟
لِماذا أُحِسُّ
بأنَّكِ عِندي بِكلِّ النساءْ
وأنكِ عِطرٌ
وأنكِ ماءْ
وأنَّكِ مثلُ نُجومِ السماءْ
وأنكِ حُبُّ سَرَى في الدِّماءْ
فَكيفَ الفِرارُ وحبُّكِ مَوتٌ
أَ يُجدي الفِرارُ
إذا الموتُ جاءْ؟
أعاني سكرة في العشق
أُعاني سَكرةً في العشقِ
فاقت سكرةَ الموتِ
وصوتُ اللهِ في أعماقِ أعماقي
يُلازمُ دامًا صوتي
لأن العشقَ نَفْحاتٌ من الرحمنِ
يَسكبُها بقلبِ المرءِ
من وقتٍ إلى وقتِ
فإن طالتْ سنينُ الصمتِ
في مِحرابِ عَينيها
فلا تتعجبوا صمتي
أنا في العشقِ مقتول
ومازلتُ
بها أحيا
فإن رحلَتْ
سيُعلَنُ بعدَها موتي
القرار
إني عشقتك واتخذت قراري
فلمن أقدم يا ترى أعذاري
لا سلطةً في الحب تعلو سلطتي
فالرأي رأيي والخيار خياري
هذي أحاسيسي فلا تتدخلي
أرجوك، بين البحر والبحار
ظلي على أرض الحياد فإنني
سأزيد إصراراً على إصرار
ماذا أخاف؟ أنا الشرائع كلها
وأنا المحيط، وأنت من أنهاري
وأنا النساء، جعلتهن خواتماً
بأصابعي، وكواكباً بمداري
خليك صامتةً، ولا تتكلمي
فأنا أدير مع النساء حواري
وأنا الذي أعطي مراسيم الهوى
للواقفات أمام باب مزاري
وأنا أرتب دولتي ، وخرائطي
وأنا الذي أختار لون بحاري
وأنا أقرر من سيدخل جنتي
وأنا أقرر من سيدخل ناري
أنا في الهوى متحكمٌ متسلطٌ
في كل عشق نكهة استعمار
فاستسلمي لإرادتي ومشيئتي
واستقبلي بطفولةٍ أمطاري
إن كان عندي ما أقول فإنني
سأقوله للواحد القهار
عيناك وحدهما هما شرعيتي
مراكبي، وصديقتا أسفاري
إن كان لي وطنٌ فوجهك موطني
أو كان لي دارٌ فحبك داري
من ذا يحاسبني عليك وأنت لي
هبة السماء ونعمة الأقدار؟
من ذا يحاسبني على ما في دمي
من لؤلؤٍ، وزمردٍ، ومحار؟
أيناقشون الديك في ألوانه؟
وشقائق النعمان في نوار؟
يا أنت، يا سلطانتي، ومليكتي
يا كوكبي البحري، يا عشتاري
إني أحبك دون أي تحفظٍ
وأعيش فيك ولادتي ودماري
إني اقترفتك عامداً متعمداً
إن كنت عاراً يا لروعة عاري
ماذا أخاف؟ ومن أخاف؟ أنا الذي
نام الزمان على صدى أوتاري
وأنا مفاتيح القصيدة في يدي
من قبل بشارٍ ومن مهيار
وأنا جعلت الشعر خبزاً ساخناً
وجعلته ثمراً على الأشجار
سافرت في بحر النساء ولم أزل
من يومها مقطوعةً أخباري