أشعار عشق وغرام

لا تتركيني

وطني جبينك، فاسمعيني

لا تتركيني

خلف السياج

كعشبة برية،

كيمامة مهجورة

لا تتركيني

قمراً تعيساً

كوكباً متسولاً بين الغصون

لا تتركيني

حراً بحزني

واحبسيني

بيد تصبّ الشمس

فوق كوى سجوني،

وتعوّدي أن تحرقيني،

إن كنت لي

شغفاً بأحجاري بزيتوني

بشبّاكي، بطيني

وطني جبينك، فاسمعيني

لا تتركيني

أعنف حب عشته

تلومني الدنيا إذا أحببته

كأني أنا خلقت الحب واخترعته

كأنني على خدود الورد قد رسمته

كأنني أنا التي

للطير في السماء قد علمته

وفي حقول القمح قد زرعته

وفي مياه البحر قد ذوبته

كأنني أنا التي

كالقمر الجميل في السماء قد علقته

تلومني الدنيا إذا

سميت من أحب أو ذكرته

كأنني أنا الهوى

وأمه وأخته

من حيث ما انتظرته

مختلف عن كل ما عرفته

مختلف عن كل ما قرأته

وكل ما سمعته

لو كنت أدري

أنه نوع من الإدمان ما أدمنته

لو كنت أدري أنه

باب كثير الريح، ما فتحته

لو كنت أدري أنه

عود من الكبريت، ما أشعلته

هذا الهوى أعنف حب عشته

فليتني حين أتاني فاتحاً

يديه لي رددته

وليتني من قبل أن يقتلني

قتلته

هذا الهوى الذي أراه في الليل

أراه في ثوبي

وفي عطري، وفي أساوري

أراه مرسوماً على وجه يدي

أراه منقوشاً على مشاعري

لو أخبروني أنه

طفل كثير اللهو والضوضاء ما أدخلته

وأنه سيكسر الزجاج في قلبي

لما تركته

لو أخبروني أنه

سيضرم النيران في دقائق

ويقلب الأشياء في دقائق

ويصبغ الجدران بالأحمر والأزرق في دقائق

لكنت قد طردته

يا أيها الغالي الذي

أرضيت عني الله إذ أحببته

أروع حب عشته

فليتني حين أتاني زائراً

بالورد قد طوقته

وليتني حين أتاني باكياً

فتحت أبوابي له وبسته

وبسته

وبسته

فتحت أبوابي له وبسته

وبسته

وبسته

سبتمبر

الشعر يأتي دائماً

مع المطر

ووجهك الجميل يأتي دائماً

مع المطر

والحب لا يبدأ إلا عندما

تبدأ موسيقى المطر

إذا أتى أيلول يا حبيبتي

أسأل عن عينيك كل غيمة

كأن حبي لك

مربوط بتوقيت المطر

مشاهد الخريف تستفزني

شحوبك الجميل يستفزني

والشفة المشقوقة الزرقاء تستفزني

والحلق الفضي في الأذنين يستفزني

وكنزة الكشمير

والمظلة الصفراء والخضراء تستفزني

جريدة الصباح

مثل امرأة كثيرة الكلام تستفزني

رائحة القهوة فوق الورق اليابس

تستفزني

فما الذي أفعله؟

بين اشتعال البرق في أصابعي

و بين أقوال المسيح المنتظر؟

ينتابني في أول الخريف

إحساس غريب بالأمان والخطر

أخاف أن تقتربي

أخاف أن تبتعدي

أخشى على حضارة الرخام من أظافري

أخشى على منمنمات الصدف الشامي من مشاعري

أخاف أن يجرفني موج القضاء والقدر

هل شهر أيلول الذي يكتبني؟

أم أن من يكتبني هو المطر؟؟

أنت جنون شتوي نادر

يا ليتني أعرف يا سيدتي

علاقة الجنون بالمطر

سيدتي

التي تمر كالدهشة في أرض البشر

حاملة في يدها قصيدة

و في اليد الأخرى قمر

يا امرأة أحبها

تفجر الشعر إذا داست على أي حجر

يا امرأة تحمل في شحوبها

جميع أحزان الشجر

ما أجمل المنفى إذا كنا معا

يا امرأة توجز تاريخي

وتاريخ المطر

الحب والسور العالي

اسمي أنا زيدٌ وهذي قريتي

فوق الضفاف وهؤلاء رجالي

وأنا أحبك منذ سبعة أعْصُرٍ

وثمان طعْناتٍ وعشر ليالِ

وأنا أظن الريح رهن مآربي

والنهر نهري، والظلال ظلالي

سمراء إنّ من المحبة لعنةً

فحذارِ من أن تغرقي برمالي

سمراء أقوال الهوى محشوّةٌ

موتاً، فلا تصغي لأي مقالِ

أنا واثق لو أنتِ قمتِ بطعنةٍ

أخرى، سأعرف ما عليّ وما لي!

إني أريدك لي بلا عُقَدٍ، بلا

حَرَبٍ، بغير دمٍ، بغير قتالِ

إني صرفت عليك نصف مبادئي

ما كنت أجهل أن مهرك غالِ

إن كان هذا الحب لا ثمرٌ بهِ

فبأي وهمٍ قد ملأتِ سلالي