شعر عن جرح الحبيب لحبيبته

الجرح

الحب من أجمل الأمور في الحياة، لكن ما أصعبه عندما يسبب الجرح والحزن للشخص، فمن قدمت له حياتك وبنيت معه أحلامك قابل ذلك بزرع الجروح في قلبك دون رحمة، وفي هذا المقال سنقدم لكم شعراً جميلاً عن جرح الحبيب لحبيبته.

شعر عن الجرح لنازك الملائكة

اغضب اغضب لن أحتمل الجرح الساخر

جرح قد مر مساء الأمس على قلبي

جرح يجثم كالليل المعتم في قلبي

يجثم أسود كالنقمة في فكر ثائر

جرح لم يعرف إنسان قبلي مثله

لن يشكو قلب بشري بعدي مثله

الظلمة في أمسي المطوي أحسته

ومضت تهمس في صمت الليل: من الجاني

حتى الأبدية والآفاق أحسته

وتناسى، لم يعبأ، لم ينتبه الجاني

اغضب، تغضب لي همسات الليل الصامت

وتحيل الجو الواجم صرخة حبار

وتقول الأنجم: هذي نقمة جبار

ويثور بقلب الأبدية جرح ساكت

اغضب، يرتعش الموج معي تحت القمر

ويضج وتبلغ ثورته سمع القمر

ويجن الغيم الأسود في عرض الأفق

ويلف الشاطئ ثوب حداد كجنازة

يتحول صمتي نارا تصرخ في الأفق

وأغني رقة إحساسي لحن جنازة

أمسي، في أمسي قد دفنت أشلاء غدي

كانت لم يدر بها أحد، شبه جريمة

الجرح النديان سيشهد، أي جريمة

كيف على الأرض تساقط حلمي بين يدي

كيف المقدور مضى نزقا يقتل قلباً؟

وتبقت بضعة أشلاء كانت قلباً

وتبقت ذكرى مطفأة كانت أمسا

وتبقت أنات حيرى كانت لحنا

جدران عارية كانت يوما أمسا

أصداء في غار خاو كانت لحناً

ومن الأعماق تصاعد صوت مخنوق

يهتف في حزن في جزع كيف أبوح؟

ليت الجرح المظلوم إلى الليل يبوح

قد يثأر لي مطر ورعود وبروق

ورأيت على الأفق المخضوب بفيض دمي

شبحاً تفتر على فمه قطرات دمي

عيناه الزرقاوان مساء أهوال

ويداه السوداوان ذراعا عفريت

شبح مجنون أيقظ عاصف أهوال

وأحال دياجيري أحجية عفريت

اغضب للجرح المختلج الشاكي اغضب

سيجن معي الصبر المذبوح المرتعش

ستجن معي اللعنة والحقد المرتعش

ستثور معي الذكرى ستثور ولا مهرب

لا مهرب من جرح قد مر على قلبي

جرح يصرخ كالجوع البائس في قلبي

الظلمة في صمت الآفاق أحسته

ومضت تسأل في قلب الليل: من الجاني؟

حتى القمرية والأشجار أحسته

وتضاحك، لم يشعر لم ينتبه الجاني

شعر عن الجرح لروضة الحاج

اليوم أوقن أنني لن أحتمل

اليوم أوقن أن هذا القلب مثقوب ومجروح ومهزوم

وأنّ الصبر كل…

وتلوح لجة حزني المقهور.. تكشف سوقها كل الجراح وتستهل

هذا أوان البوح يا كل الجراح تبرجي

ودعي البكاء يجيب كيف وما وهل

زمنا تجنبت التقاءك خيفة.. فأتيت في زمن الوجل

خبأت نبض القلب

كم قاومت

كم كابرت

كم قررت

ثم نكصت عن عهدي.. أجل

ومنعت وجهك في ربوع مدينتي.. علقته

وكتبت محظوراً على كل المشارف والموانئ والمطارات البعيدة كلها

لكنه رغماً أطل..

في الدور لاح وفي الوجوه وفي الحضور وفي الغياب وبين إيماض المقل

حاصرتني بملامح الوجه الطفولي.. الرجل

أجبرتني حتى تخذتك معجماً فتحولت كل القصائد غير قولك فجة

لا تحتمل..

صادرتني حتى جعلتك معلماً فبغيره لا أستدل

والآن يا كل الذين أحبهم عمداً أراك تقودني في القفر والطرق الخواء

وترصداً تغتالني.. انظر لكفك ما جنت

وامسح على ثوبي الدماء

أنا كم أخاف عليك من لون الدماء

لو كنت تعرف كيف ترهقني الجراحات القديمة والجديدة

ربما أشفقت من هذا العناء..

لو كنت تعرف أنني من أوجه الغادين والآتين أسترق التبسم

أستعيد توازني قسراً..

أضمك حينما ألقاك في زمن البكاء

لو كنت تعرف أنني احتال للأحزان… أرجئها لديك

وأسكت الأشجان حيث تجيء.. أخنق عبرتي بيدي

ما كلفتني هذا الشقاء!

ولربما استحييت لو أدركت كم أكبو على طول الطريق إليك

كم ألقى من الرهق المذل من العياء..

ولربما.. ولربما.. ولربما

خطئي أنا

أني نسيت معالم الطرق التي لا أنتهي فيها إليك

خطئي أنا

أني لك استنفرت ما في القلب ما في الروح منذ طفولتي

وجعلتها وقفاً عليك..

خطئي أنا

أني على لا شيء قد وقعت لك.. فكتبت

أنت طفولتي.. ومعارفي.. وقصائدي

وجميع أيامي لديك

واليوم دعنا نتفق

أنا قد تعبت..

ولم يعد في القلب ما يكفي الجراح

أنفقت كل الصبر عندك.. والتجلد والتجمل والسماح

أنا ما تركت لمقبل الأيام شيئاً إذ ظننتك آخر التطواف في الدنيا

فسرحت المراكب كلها.. وقصصت عن قلبي الجناح

أنا لم أعد أقوى وموعدنا الذي قد كان راح

فاردد إليّ بضاعتي..

بغي انصرافك لم يزل يدمي جبين تكبري زيفاً

يجرعني المرارة والنواح

اليوم دعنا نتفق

لا فرق عندك إن بقيت وإن مضيت

لا فرق عندك أن ضحكنا هكذا كذباً

وإن وحدي بكيت

فأنا تركت أحبتي ولديك أحباب وبيت

وأنا هجرت مدينتي وإليك يا بعضي أتيت

وأنا اعتزلت الناس والدنيا

فما أنفقت لي من أجل أن نبقى؟

وماذا قد جنيت؟

وأنا وهبتك مهجتي جهراً

فهل سراً نويت؟

اليوم دعنا نتفق

دعني أوقع عنك ميثاق الرحيل

مرني بشيء مستحيل

قل لي شروطك كلها إلّا التي فيها قضيت

إن قلت أو إن لم تقل

أنا قد مضيت

شعر عن الجرح لعبد الرزاق عبد الواحد

عشرون عاماً كنتَ أعمى

عشرون عاماً كنتَ مخدوعاً

وجرحُكَ كان يَدمي

عشرون عاماً

أيُّها المذبوحُ بين عسى ولمّا

حتى إذا أبصرتَ

كان الموتُ أسبقَ منكَ سهماً..

أدري بأنك صادقٌ في كلِّ ما نزفتْ جراحُكْ

أدري بأنك قَطُّ لم يَخفقْ على وَشَلٍ جناحُكْ

ونَكفَتَ حينَ السّاحُ ساحُك

عن أن يُقال ظلَّمتَ

أو عصفت بلا سببٍ رياحُك

والآن حبُّكَ صار همّاً

والآن صارت كلُّ هاتيك المُنى أسفاً وغَمّا

من ذا يصدّقُ

أو.. علامَ يصدّقونكَ يا مُدمَّى

ما دام جرحُكَ لا يُبيحُ، لكبريائكَ،

أن يُسمَّى..

ما دمتَ لم تفقأ عيونَك

ما دمتَ لم تُنشَر مع الأموات كيف يُصَدّقونكْ؟

والناس

حتى لو تموت

على الكفاف سيذكرونَكَ

سيُقالُ كان كذا عفاهُ الله..

أو يتجاوزنَك..

أسَفاً عليك، وكنتَ غالي

أن يستبيحكَ من يشاء

وأن تُبعثِركَ الليالي

أسفاً عليك

وأنت في الستّين

أن تبقى تُلالي

ومهودُ عشقكَ كلُّها خويَت

وأنت بها تُغالي

وتظلُّ تدمى

ويظلُّ جرحُكَ

لا ينامُ مع الجراح

ولا يُسمَّى عريان

يحملُ راعفَ الشريان

بين عسى ولمّا

أنِفاً ويدري أنَّ سهمَ الموت أوجَرَهُ

وأصمى