أجمل شعر عراقي عن الحب

الحب

الحب هو شعور جميل يملأ حياتنا بالفرح والبهجة بوجود من نحب إلى جانبنا، ولقد برع الشعراء العراقيين بالشعر عن الحب، حيث أخرجت العراق الكثير من الشعراء المهمين ومنهم بدر شاكر السياب، ونازك الملائكة، وأحمد مطر وغيرهم، وفي هذا المقال سنقدم لكم شعراً عراقياً جميل عن الحب.

شعر عراقي عن الحب

أحبك مو لأن أنت حلو لا

لأن روحي التقت كبلي ولك بيك

إذا أنت تمر ع الأعمى يصيح الله

والأخرس لَّون حاجيته يحاجيك

أذب كلبي على سهمك وآنه مجروح

واكلك دير بالك أخاف أأذيك

اجرحني ولك بس كون عالكيف

لأن أنت ويه دمي وخاف أبديك

اجرحني ولك بس كون ما موت

حتى مِن يتهموَنك أبريّك

على المراية وكفت ما شفت وجهي

وشفت وجهك طلعلي وكمت أحاجيك

وثبت بمرايتي وجهك مرايات

وأباوع وجهها مرايتي بيك

بكذلتك شِّد ركبتي وطلع الروح

أريدنها بعد تتكرب عليك

أنت بحضني واكول بعيد

أريدن هيج كون آنه انخبط بيك

بيا شارع مشيت كبالي ألاكيك

أفوت بغير شارع هم ألاكيك

أرد للبيت كبلي الكاك بالباب

أطب كبلي تطب وتكلي أتانيك

بغيرك فكّرت كلت آنه أنساك

طلع غيرك يشبهك وفكرِّت بيك

طلع غيرك يشبهك وفكرِّت بيك

شعر عراقي جميل عن الحب

صير على جفني كحل

حليني بين السمر تعبني ذرف الدّمع

بس ما طفالي الجمر بركان في داخلي

ويا خوفي لا ينفجر شو مأخرك ما تجي

ما ظل الك كل عذر

أهلال جرحك كمل أي كمل وأصبح بدر

صدكني حيل اتعبت حبّك عسر مو يسر

اترجيت وتوسّلت بيك شكثر وشكثر

ما فاد بيك الرجه وجبرتني لهل أمر

ما بعد أضلن شهد خلّيك منّي حذر

واحجيها لا تستحي كول أنت طبعك.

شعر عراقي عن الحب لبدر شاكر السياب

لا تزيديه لوعة فهو يلقاك

لينسى لديك بعض اكتئابه

قربي مقلتيك من وجهه الذاوي

تري في الشحوب سر انتحابه

وانظري في غصونه صرخة اليأس

أشباح غابر من شبابه

لهفة تسرق الخطى بين جفنيه

وحلم يموت في أهدابه

واسمعيه إذا اشتكى ساعة البين

وخاف الرحيل يقوم اللقاء

واحجبي ناظريه في صدرك المعطار

وعن ذاك الرصيف المضاء

عن شراع يراه في الوهم ينساب

وموج يحسه في المساء

الوداع الحزين شذى ذراعيك

عليه على الأسى والشقاء

حدثي حديثه عن ذلك الكوخ

وراء النخيل بين الروابي

حلم أيامه الطوال الكئيبات

فلا تحرميه حلم الشباب

أوهميه بأنه سوف يلقاك

على النهر تحت ستر الضباب

وأضيئي الشموع في ذلك الكوخ

وإن كان كله من سراب

كلما ضج شاكياً في ذراعيك

انتهاء الهوى صرخت انتهارا

فارتمي أين يرتمي صدره الجـاش

حزناً وحيرة وانتظاراً

اغضبي وادفعيه عن صدرك

القاسي وأرخي على هواه الستارا

أوصدي الباب خلفه واتركيه

مثلما كان للدجى والصحارى

شعر عراقي عن الحب لسعدي يوسف

وللحظة غمرتكَ بالقبلاتِ

ثم نأت متوجةً بخوصٍ أبيضٍ

في أي نهرٍ سوف تنغمس الأناملُ؟

أيّ ماءٍ سوف يبتلّ القميصُ بهِ؟

وأيةُ نخلةٍ ستكون متّكأ؟

وهل يساقطُ الرطب الجَنِيّ؟

أكان جذعُ النخلةِ المهتزُّ أقصى ما تحاول مريمُ؟

الأشجارُ موسيقى

وهذي الشقة البيضاءُ في بيروت ما زالت أمام البحرِ

تخفق في البعيد مدينة مائية أخرى

وألمحُ وجه جَدّي: زرقة العينين، والكوفية الحمراءَ

ألمحُ في الحواجز وجهَ مريم

في المحاور خطوةَ الملكِ المتوّجِ بالقذيفةِ

يدخل الرومانُ منتظمين كردوساً

وقوميون يقتتلون في الدكانِ

مريمُ في مدينتها

وأنت تراقب الطرقَ البعيدة: هل تجيءُ اليومَ؟

كانت عند مزبلة الرصيفِ

وأوقدت نيرانَها

ومضت متوجةً بأدخنة

تباركت المدينة

لهفي عليكَ وأنتَ مشتعلُ

في الليلِ خلف الساترِ الرملِ

هل كان ينبض دونك الأملُ

أم كان يخفق منتأى الخيلِ؟

كلما جئتُ بيتاً تذكرتُ بيتاً

كلما كنتُ حيّاً تناسيتُ ميتاً

غير أن الذي جئتُهُ

غير أن الذي كنتُهُ

لم يعد لي

لم يعد غيرَ ظِلّ

وليكن

إن ظلاً يصير

خيرُ ما يُرتجى في ظلام المسير

لو كنتُ أعرفُ أين مريمُ

لاتَّبعتُ النجمَ نحو بلادها

لكنّ مريمَ خلّفتني في المتاهة منذُ أن رحلت

وقالت: سوف تلقاني إذا أحببتَني

في الرمل أبحثُ عن أناملها

وفي أطلال “عينِ الحلوة” السوداءِ عن عينينِ

في باب الوكالة أسألُ الشبّانَ: هل مرّت؟

وبين صحيفةٍ وصحيفةٍ أتسقّطُ الأنباءَ

في المذياع، أمس، سمعتُ صوتاً: صوتَ مريمَ؟

أم تراها تسكن الطلقاتِ

بين الليلكيّ وبين حيّ السلّمِ المنخوبِ؟

بيروتُ التي استندتْ الى أحجارها

فزّتْ كطير البحرِ

والعشاقُ يمتشقون رشاشاتهم

والبحرُ يهدأُ

ينصتُ الأطفالُ للصوتِ المباغتِ في البعيد حرائق

والطائراتُ تدورُ في أفقٍ رصاصيٍّ

لكِ العشاقُ والطلقاتُ مريمُ

تدخلين، إذن؟

تعالي…

هذا الفضاءُ نظلُّ نطرقهُ

حتى نرى في الوحشةِ العَلَما

حتى يدور الطيرُ نُطلِقُهُ

نحو النجومِ ليطلق القسَما

في البراري فلسطينُ، في قبّراتِ المخابئ

في الرصاص الكثيفِ

وفي صيحةِ الراجمةْ

في الأغاني فلسطين، في الخصلة الفاحمة

في قميص الشهيد

في حديدٍ يردّ الحديدْ

في يدٍ

في زناد

في اقتراب البلادْ

ها نحن، مريمُ، نرسمُ الطرقاتِ في الليلِ الملبّدِ

نرصدُ الطلقاتِ تتبعنا

ونقفز مثل عصفورين مذعورين بين قذيفةٍ وقذيفةٍ

ها نحن، مريمُ، نهبط الدرجاتِ نحو الملجأ الليلي،

نحصي الطائراتِ مغيرةً

ونقولُ: آمَنّا…

ونمشي خلسة للبحرِ

نجلس خلف أكياس الترابِ

ونرقب الأمواجَ تهدرُ، والشبابَ مقاتلينَ …

ثيابُهم مخضّرة كالصخر عند شواطئ المتوسطِ

انتظري قليلاً، كي نقول لهم: سلاماً

كي نباركَ بالدموع سلاحَهم

كي نمسحَ الخصلاتِ بالماءِ القليلِ

ونمضغَ الخبزَ المجفف صامتين…

ومريم، المرآةُ والرؤيا

بشارةُ أن نموتَ ممجّدينَ

وأن نعيشَ كما يعيش الرفقةُ البسطاءُ

مريمُ تسكنُ الميلادَ

تسكن في الدم العربيّ

نتبعها، وتتبعنا

ولكنا، هنا، في قسوةِ اللحظاتِ

ننسج من عباءتها هويتَنا

وندخلُ في القيامة

في الموقع الحجريّ رايتُنا

مغروزة في وقفةِ الزمنِ

سنظل نغرزها ونغرزها

حتى نفجّرَ نبعة الوطنِ

وليكن ما يكون

وليكنْ أن يجيء الجنونْ

وليكن…

إنّنا القادمون