ابيات شعر للمتنبي
المتنبّي
أبو الطيّب المُتنبّي اسمه أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد، أبو الطيّب الكندي، وُلد في مدينة الكوفة في العراق عام 303ه. يُعدّ المتنبي من أعظم شعراء العرب، ومن أكثر الشعراء معرفةً باللغة العربية وقواعدها النحويّة، كما أنه يوصف بنادر زمانه، وأَحَد عجائب عصره.
بدأ المتنبّي بنَظم الشّعر وهو في التاسعة من عمره، واشتهر بِذكائه الحاد، وكانت أغلب القصائد التي يَكتبها في مدح الملوك، وتميَّزَ شعرُه بالقوّة والفصاحة واستخدام الألفاظ الجزلة وعدم اهتمامه بالمُحسّنات.
أجمل أبيات المتنبي
- جازَ الأُُلى ملكت كفاك قدرهمُ
- فعرفوا بك أنّ الكلب فوقهمُ
- ساداتُ كلّ أناسٍ من نفوسهمُ
- وسادةُ المسلمينَ الأَعبد القزمُ
- أغايةُ الدّينِ أنْ تَحفوا شواربكم
- يا أُمةٌ ضحكت من جهلها الأممُ
- وَاحَرّ قَلْباهُ ممّنْ قَلْبُهُ شَبِمُ
- وَمَنْ بجِسْمي وَحالي عِندَهُ سَقَمُ
- ما لي أُكَتِّمُ حُبًّا قَدْ بَرَى جَسَدي
- وَتَدّعي حُبّ سَيفِ الدّوْلةِ الأُمَمُ
- لا تشتَرِالعَبد إلا والعَصَا معه
- إِن العَبِيدَ لأنجاسٌ مَناكيد
- ما كُنتُ أَحسَبُني أَحيا إلى زَمَن
- يُسيء بي فيهِ عَبد وَهْوَ مَحمودُ
- إذا شئت أن تلقى المحاسن كلها ففي
- وجه من تهوى جميع المحاسن.
- عَذْلُ العَواذِلِ حَوْلَ قَلبي التّائِهِ
- وَهَوَى الأحِبّةِ مِنْهُ في سَوْدائِهِ
- يَشْكُو المَلامُ إلى اللّوائِمِ حَرَّهُ
- وَيَصُدُّ حينَ يَلُمْنَ عَنْ بُرَحائِهِ
- وبمُهْجَتي يا عَاذِلي المَلِكُ الذي
- أسخَطتُ أعذَلَ مِنكَ في إرْضائِهِ
- أرَى مُرْهَفاً مُدهِشَ الصّيقَلِينَ
- وبابَةَ كُلّ غُلامٍ عَتَا
- أتأذَنُ لي ولَكَ السّابِقاتُ
- أُجَرّبُهُ لَكَ في ذا الفَتى
- لَقَدْ نَسَبُوا الخِيامَ إلى علاءٍ
- أبَيْتُ قَبُولَهُ كُلَّ الإبَاءِ
- وَمَا سَلّمْتُ فَوْقَكَ للثّرَيّا
- وَلا سَلّمْتُ فَوْقَكَ للسّمَاءِ
- وَقد أوحَشْتَ أرْضَ الشّامِ حَتّى
- سَلَبْتَ رُبُوعَهَا ثَوْبَ البَهَاءِ
- تَمَلّكَهَا الآتي تَمَلُّكَ سَالِبٍ
- وَفارَقَهَا المَاضِي فِراقَ سَليبِ
- وَلا فَضْلَ فيها للشّجاعَةِ وَالنّدَى
- وَصَبْرِ الفَتى لَوْلا لِقاءُ شَعُوبِ
- وَأوْفَى حَيَاةِ الغَابِرِينَ لِصاحِبٍ
- حَياةُ امرِىءٍ خَانَتْهُ بَعدَ مَشيبِ
- لأبْقَى يَمَاكٌ في حَشَايَ صَبَابَةً
- إلى كُلّ تُرْكيّ النّجارِ جَليبِ
- وما استَغرقتُ وَصْفَكَ في مَديحي
- فأنْقُصَ مِنْهُ شَيئاً بالهِجَاءِ
- وهَبْني قُلتُ: هذا الصّبْحُ لَيْلٌ
- أيَعْمَى العالمُونَ عَنِ الضّياءِ؟
- تُطيعُ الحاسِدينَ وأنْتَ مَرْءٌ
- جُعِلْتُ فِداءَهُ وهُمُ فِدائي
- وهاجي نَفْسِهِ مَنْ لم يُمَيّزْ
- كَلامي مِنْ كَلامِهِمِ الهُراءِ
- فَمَا كانَ ذَلِكَ مَدْحاً لَهُ
- وَلَكِنّهُ كانَ هَجْوَ الوَرَى
- وَقَدْ ضَلّ قَوْمٌ بأصْنَامِهِمْ
- فأمّا بِزِقّ رِيَاحٍ فَلا
- وَتِلكَ صُموتٌ وَذا ناطِقٌ
- إِذا حَرَّكوهُ فَسا أَو هَذى
- وَمَنْ جَهِلَتْ نَفْسُهُ قَدْرَهُ
- رَأى غَيرُهُ مِنْهُ مَا لا يَرَى
- وَهَلْ رَدّ عَنهُ باللُّقَانِ وُقُوفُهُ
- صُدُورَ العَوالي وَالمُطَهَّمَةَ القُبَّا
- مَضَى بَعدَما التَفّ الرّماحانِ ساعَةً
- كما يَتَلَقّى الهُدْبُ في الرّقدةِ الهُدبَا
- وَلَكِنّهُ وَلّى وَللطّعْنِ سَوْرَةٌ
- إذا ذَكَرَتْها نَفْسُهُ لَمسَ الجَنْبا
- وَخَلّى العَذارَى والبَطاريقَ والقُرَى
- وَشُعثَ النّصارَى والقَرابينَ وَالصُّلبَا
- أرَى كُلَّنَا يَبْغي الحَيَاةَ لنَفْسِهِ
- حَريصاً عَلَيها مُسْتَهاماً بها صَبّا
- فحُبُّ الجَبَانِ النّفْسَ أوْرَدَهُ البَقَا
- وَحُبُّ الشّجاعِ الحرْبَ أوْرَدهُ الحرْبَا
- وَيخْتَلِفُ الرّزْقانِ والفِعْلُ وَاحِدٌ
- إلى أنْ تَرَى إحسانَ هذا لِذا ذَنْبَا
- فأضْحَتْ كأنّ السّورَ من فوْقِ بدئِهِ
- إلى الأرْضِ قد شَقَّ الكواكبَ والتُّربَا
- تَصُدّ الرّياحُ الهُوجُ عَنْهَا مَخافَةً
- وَتَفْزَعُ فيها الطّيرُ أن تَلقُطَ الحَبّا
- وَتَرْدي الجِيادُ الجُرْدُ فوْق جبالها
- وَقد نَدَفَ الصِّنّبرُ في طُرْقها العُطْبَا
- كَفَى عَجَباً أنْ يَعجَبَ النّاسُ أنّهُ
- بَنى مَرْعَشاً؛ تَبّاً لآرائِهِمْ تَبّا
- وَما الفَرْقُ ما بَينَ الأنامِ وَبَيْنَهُ
- إذا حَذِرَ المحذورَ واستصْعبَ الصّعبَا
- لأمْرٍ أعَدّتْهُ الخِلافَةُ للعِدَى
- وَسَمّتْهُ دونَ العالَمِ الصّارِمَ العَضْبَا
- وَلم تَفْتَرِقْ عَنْهُ الأسِنّةُ رَحْمَةً
- وَلم تَترُكِ الشّأمَ الأعادي لهُ حُبّا
- فَمَرّتْ بِنَخْلٍ وَفي رَكْبِهَا
- عَنِ العَالَمِينَ وَعَنْهُ غِنَى
- وَأمْسَتْ تُخَيّرُنَا بِالنّقا
- بِ وَادي المِيَاهِ وَوَادي القُرَى
- وَقُلْنَا لهَا أينَ أرْضُ العِراقِ
- فَقَالَتْ وَنحنُ بِتُرْبَانَ هَا
- وَهَبّتْ بِحِسْمَى هُبُوبَ الدَّبُو
- رِ مُستَقْبِلاتٍ مَهَبَّ الصَّبَا
- رَوَامي الكِفَافِ وَكِبْدِ الوِهَادِ
- وَجَارِ البُوَيْرَةِ وَادي الغَضَى
- وَجَابَتْ بُسَيْطَةَ جَوْبَ الرِّدَا
- ءِ بَينَ النّعَامِ وَبَينَ المَهَا
- إلى عُقْدَةِ الجَوْفِ حتى شَفَتْ
- بمَاءِ الجُرَاوِيّ بَعضَ الصّدَى
- وَلاحَ لهَا صَوَرٌ وَالصّبَاحَ
- وَلاحَ الشَّغُورُ لهَا وَالضّحَى
- وَمَسّى الجُمَيْعيَّ دِئْدَاؤهَا
- وَغَادَى الأضَارِعَ ثمّالدَّنَا