أشعار للزوج

قصيدة زوج

يقول كريم معتوق:

أنا لا أصلحُ زوجاً

يحرثُ العمرَ ببابِ السوقِ

أو فـنِّ التجارةْ

أنا لا أصلح زوجاً

كلُّ ما يعنيهِ أن يقضي مع الأطفالِ

ساعاتٍ وساعاتٍ

وساعاتٍ زيارةْ

إنني جئتُ لهذي الأرضِ

في مركبةِ الحبِّ

ومن قافلةِ الشعرِ تعلمتُ الحضارةْ

وتعلمتُ من الأرضِ المواسمْ

وبأن الحبَّ كالأرضِ

له خَصْبٌ وجَدْبٌ وعوالمْ

وله أن أسرفَ العمرُ بشارةْ

ومن الناسِ تعلمتُ غروري

ومن الـهِرِّ إذا ضاقتْ به الأرضُ الجسارةْ

ومن الطيرِ تعلمتُ غنائي

أنا لا أصلحُ زوجاً

فمن العطرِ إذا مـرَّ

فتكفيني الإشارةْ

قصيدة لعمرُكَ! ما زوجُ الفَتاةِ بحازِم

يقول أبوالعلاء المعري:

لعمرُكَ! ما زوجُ الفَتاةِ بحازِم،

إذا ما النّدامى، في محلّتِهِ، غَنَّوْا

أتَى بَيتَهُ بالرّاحِ والشُّرْبِ، لاهياً،

فإمّا رنُوا نحوَ الظّعينَةِ، أو زَنَّوا

رآهُمْ على ما يكرَهُ النّاسَ رَبُّهمْ،

وعُذْتُ بهِ فيما تَمَنّوا وما مَنَّوا

وَدَدْتُ، بعِلمِ اللَّهِ، أنّ صَحابَتي

على كلّ حالٍ أفرَدوني، فَما ثَنَّوا

إذا كانَ سُكّانُ البلادِ كما هُمُ،

فلا تحفلنْ إن صَغّروا اسمك، أو كنّوا

ينافسُ، في الدّنيا الخَسيسةِ، جاهلٌ؛

رُويدك يذهب عنك عارضُ هذا النّوْ

يَسيرُ، على الأرضِ الرّحيبةِ، أهلُها،

ويُترَكُ ما شادوا، هناك، وما بنّوْا

قصيدة هجاء أعمى بغيض زوج حسناء

يقول إبراهيم ناجي:

يا جمال الصِّبا وأنس النفوسِ

خبِّرينا عن زوجكِ المنحوسِ!

حَدِّثي أنت عن عماه “الحيسي”

وصفي لي الغرام (بالتجسيسِ)!

حدثينا عن اللهيب المفدَّى

وجمالٍ يُصَيِّرُ الحُرَّ عَبْدا

وجنونِ الأعمى إِذا ما استجدى

وهو يعشو لنارهِ كالمجوسِ!

يا جمالاً في التربِ يُلقَى ويُرمَى

يا لَظلمِ الحظوظِ والحظُّ أعمى!

وبلائي أني أسميه ظَلماً

وهو لفظٌ ما جاءَ في القاموس!

آه من قسوةِ الطبيعة شقتْ

ظلمةً في مكان نورٍ ورقتْ

دونَ قصدٍ لعينه فاستَبْقَتْ

كوةً في فضائها المطوسِ!

كوّنً تنفذ الحفيظةُ عنها

ويُطلُّ الدهاءْ والخبثُ منها!

طالعتنا في طلعةٍ لم تزنها

“كالفتيل” الحقيرِ في (الفانوس)

كذليل الأبقار إِذ ربطوه

وتراهم بخرقةٍ عَصَّبوه

فاذا ما عصاهمو ضربوِه

وتمشَّى على غناءِ “الالوس”!

وتراه تقولُ يقطر بغضا

حيوانٌ يريد أن يَنقَضَّا

حسبك الله! عشت تنظر أرضا

فابق فيها! حُرمْتَ نورَ الشموس!

قصيدة زَوْجُ سليمٍ إِلَيْهِ آبَت

يقول خليل مطران:

زَوْجُ سليمٍ إِلَيْهِ آبَت

وَفِيَّة طَلْقَةَ المُحَيَّا

تَارِكَةً فِي الحَيَاةِ ذِكْراً

مَا دَامَ فِيهَا الوَفَاءُ حيا

للهِ قَبْرٌ أَوَتْ إِلَيْهِ

وَفَارَقَتْ أَوْجَهَا السَّنِيَّا

كَانَ لَهُ قَبْلَهَا مُقَامٌ

غَدَا بِأَضْعافِهِ حرِيَّا

أَلا تَرَى الهَامَ خَاشِعَاتٍ

حِيَالَهُ وَالعُلَى جُثِيَّا

مَنْ زَاره من مُؤَرِّخِيهِ

رأَى هُنَا مَوْضِعَ الثُّرَيَّا

قصيدة يا مَلاكَ الماضي وَرَمزَ فُؤادي

يقول إلياس أبو شبكة:

يا مَلاكَ الماضي وَرَمزَ فُؤادي

كَيفَ أَمسَيتَ مُسكِناً لِلفَسادِ

طالَما قَد بَحَثتُ عَن شَطر نَفسي

باكِياً فيكَ مُهجَتي وَوُدادي

أَنتَ تحيا أَوّاهُ أَيَّ حياةٍ

لَم يَكُن ما نَظَرتُه بِاِعتِقادي

سَكب الطهرُ في فُؤادِك نَفساً

لَيسَ حَتّى تَبيعَها بِالمَزادِ

أَتُرى أَنتَ ذاكِرٌ يَوم كُنّا

نَتَلَهّى بِنَغمَةِ الأَعوادِ

وَنَشيد الغَديرِ في اللَيلِ شِعرٌ

مَزج الحُبُّ وحَيَه بِمدادي

عُد إِلى اللَهِ يا مُسَبِّبَ تَعسي

لا تَخضِّب مُستَقبَلي بِالسَوادِ

رَبِّ ما كُنتُ حافِظاً غَيرَ رَسمٍ

لا تَكدّر أَلوانَه في فُؤادي

عُد إِلى الحُبِّ لا تَظلَّ بَعيداً

كَيفَ يُهني لَكَ الحَياةَ بُعادي

وَإِن اِختَرتَ أَن تَعمَّدَ أَيضاً

فَدُموعي وَقفٌ لِهذا العِمادِ

آهِ لورانس كم رَأَيتك في حلم

ليالِيَّ مِثل زَهرِ الوادي

قُربُك الزوج باسِماً بِهَناءٍ

وَحَواليك أَجمَلُ الأَولادِ

قصيدة ألا طرقتنا ليلةً أم هيثمٍ

يقول الأخطل:

ألا طرقتنا ليلةً أم هيثمٍ

بمنزلةٍ تعتادُ أرحلنا فضْلا

تروقُكَ عَيْناها، وأنْتَ ترى لها

على حيثُ يُلْقى الزَّوْجُ مُنبطَحاً سَهْلا

إذا السابري الحرًّ أخلص لونها

تبينتَ لا جيداً قصيراً ولا عطلا

إذا ما مشتْ تهتزّ لا أحمريةٌ

ولا نصفٌ تظنُّ من جسمها دخلا

قصيدة في الانتظار

يقول محمود درويش:

في الانتظار، يُصيبُني هوس برصد الاحتمالات الكثيرة:

ربما نسيت حقيبتها الصغيرة في القطار،

فضاع عنواني وضاع الهاتف المحمول،

فانقطعت شهيتها وقالت: لا نصيب له من المطر الخفيف

وربما انشغلت بأمر طارئٍ أو رحلةٍ نحو الجنوب كي تزور الشمس، واتصلت ولكن لم

تجدني في الصباح، فقد خرجت لاشتري غاردينيا لمسائنا وزجاجتين من النبيذ

وربما اختلفت مع الزوج القديم على شئون الذكريات، فأقسمت ألا ترى رجلاً

يُهددُها بصُنع الذكريات

وربما اصطدمت بتاكسي في الطريق إلي، فانطفأت كواكب في مجرتها.

وما زالت تُعالج بالمهدئ والنعاس

وربما نظرت الى المرآة قبل خروجها من نفسها، وتحسست أجاصتين كبيرتين تُموجان

حريرها، فتنهدت وترددت: هل يستحق أنوثتي أحد سواي

وربما عبرت، مصادفة، بِحُب سابق لم تشف منه، فرافقته إلى العشاء

وربما ماتت،

فإن الموت يعشق فجأة، مثلي،

وإن الموت، مثلي، لا يحب الانتظار

قصيدة قد حاطت الزّوجَ حرّةٌ سألتْ

يقول أبو العلاء المععري:

قد حاطت، الزّوجَ، حرّةٌ سألتْ

مليكَها العَونَ في حياطتها

غدّتْ ببُرْسٍ إلى مَرادِنها،

أو خيطِ غزلٍ إلى خياطتِها

أماطتِ السوءَ عن ضَمائِرِها،

فلاقتِ الخيرَ في إماطتِها

آآه يا إيمان

يقول عبد الرحمن العشماوي:

يالَها من ليلةٍ حالكةٍ

نسَيِتْ أنجمُها معنى الطُّلوعْ

رسم القصفُ لها خارطة

بعد أنْ مرَّ من اللَّيل هَزيعْ

كانت الأُسرةُ في منزلها

ترقب الفجرَ، وفي الأحشاءِ جُوْع

طفلةٌ مُنْذُ شهورٍ وُلدتْ

بين جدرانٍ مشتْ فيها الصُّدوع

أمَّها تنتظر الزوجَ على

شاطىءِ الذكرى بأحلام الرُّجوعْ

تُرضع الطِّفلةَ من ثَدْي الأسى

في مساءٍ فاقدٍ معنى الهجوعْ

أغلقت باباً على مزلاجه

بَصْمةٌ دلَّتْ على الجُرْمِ الفظيعْ

مَن تنادي، وإذا نادتْ، فمن

يكشف الغفلةَ عن هذي الجموعْ؟!