قصيدة عن الصديق الوفي
ألا إنما الإخوان عند الحقائق
ألا إنّما الإخْوانُ عِنْدَ الحَقائِقِ
- ولا خيرَ في ودِّ الصديقِ المُماذِقِ
لَعَمْرُكَ ما شيءٌ مِنَ العَيشِ كلّهِ
- أقرَّ لعيني من صديقٍ موافقِ
وكلُّ صديقٍ ليسَ في اللهِ ودُّهُ
- فإنّي بهِفي وُدّهِ غَيرُ وَاثِقِ
أُحِبُّ أخاً في اللّهِ ما صَحّ دينُهُ
- وَأُفرِشُهُ ما يَشتَهي مِنْ خَلائِقِ
وَأرْغَبُ عَمّا فيهِ ذُلُّ دَنِيّة ٍ
- وَأعْلَمُ أنّ اللّهَ، ما عِشتُ رَازِقي
صَفيَّ منَ الإخوانِ كُلُّ مُوافِقٍ
- صبورٍ على ما نابَهُ من بوائِقِ
حبذا حِشمة الصديق إذا ما
حبَّذا حِشمة ُ الصديق إذا ما
- حَجَزتْ بينه وبين العقوقِ
حين لا حبَّذا انبساطٌ يؤدّي
- ه إلى بخسِ واجباتِ الحقوقِ
وُكِّلتْ حاجتي إليك فأضحت
- وهي مني بموضع العَيوقِ
وجعلت الصديق أولى بأن يل
- غى ويرضى بخلَّبات البروقِ
أحمدُ اللَّه ما وردتُ من الإِخ
- وان غير المُكدِّر المطروق
وإلى اللَّه أشتكي أن ودِّي
- ليس ممن ودِدتُ بالمرزوق
مِقتي غيرَ وامقٍ تقرعُ القل
- ب فطوبى لوامقٍ موموق
كم ترى لي ذخيرة ً عند خِلٍّ
- سقطت من جِرابه المخروق
أيها المعشرُ الهداة إلى الرُش
- دِ أبينوا لنا بيان الصَّدوق
أين مَنْجاتُنا إذا ما لقينا
- من مُسيغ الشجا شجا في الحلوق
هي فرقة من صاحب لك ماجد
هيَ فُرْقَة ٌ منْ صَاحبٍ لكَ ماجِدِ
- فغداً إذابة ُ كلَّ دمعًٍ جامدِ
فافْزَعْ إلى ذخْر الشُّؤونِ وغَرْبِه
- فالدَّمْعُ يُذْهبُ بَعْضَ جَهْد الجَاهدِ
وإذا فَقَدْتَ أخاً ولَمْ تَفْقِدْ لَهُ
- دَمْعاً ولاصَبْراً فَلَسْتَ بفاقد
أعليَّ يا بنَ الجهمْ إنكَ دفتَ لي
- سماً وخمراً في الزلالِ الباردِ
لاتَبْعَدَنْ أَبَداً ولا تَبْعُدْ فما
- أخلاقك الخضرُ الربا بأباعدِ
إنْ يكدِ مطرفُ الإخاءَ فإننا
- نغْدُو وَنَسْري في إِخَاءٍ تَالدِ
أوْ يختلفْ ماءُ الوصالِ فماؤنا
- عذبٌ تحدرَ من غمامٍ واحدِ
أو يفْتَرقْ نَسَبٌ يُؤَلف بَيْننا
- أدبٌ أقمناهُ مقامَ الوالدِ
لو كنتَ طرفاً كنتَ غيرَ مدافعٍ
- للأَشْقَرِ الجَعْدِي أو للذَّائذِ
أوْ قدمتكَ السنَّ خلتُ بأنهُ
- منْ لَفْظكَ اشتُقَّتْ بَلاغَة ُ خالدِ
أو كنتُ يَوْماً بالنُّجوم مُصَدقاً
- لَزَعَمْتُ أنَّكَ أنتَ بِكْرُ عُطارِدِ
صعبٌ فإنْ سومحتَ كنتَ مسامحاً
- سلساً جريركَ في يمينِ القائدِ
ألبستَ فوقَ بياضِ مجدكَ نعمة ً
- بَيْضاءَ حَلَّتْ في سَواد الحَاسدِ
وَمَوَدَّة ً، لا زَهَّدَتْ في رَاغبٍ،
- يوماً، ولا هي رغبتْ في زاهدِ
غَنَّاءُ لَيْسَ بِمُنْكَرٍ أنْ يَغْتَدي
- في رَوْضها الرَّاعي أمامَ الرَّائد
ما أدَّعي لكَ جانباً من سُؤْدُدٍ
- إلاَّ وأَنْتَ علَيْه أَعْدَلُ شاهد
يا من قربت من الفؤاد
يا من قربت من الفؤاد
- وأنت عن عيني بعيد
شوقي إليك أشدّ من
- شوق السليم إلى الهجود
أهوى لقاءك مثلما
- يهوى أخو الظمإ الورود
وتصدّني عنك النوى
- وأصدّ عن هذا الصدود
وردت نميقتك التي
- جمعت من الدرّ النضيد
فكأنّ لفظك لؤلؤ
- وكأنّما القرطاس جيد
أشكو إليك و لا يلام
- إذا شكى العاني القيود
دهرا بليدا ما ينيل
- وداده إلاّ بليد
ومعاشرا ما فيهم
- إن جئتهم غير الوعود
متفرّجين و ما التفرنج
- عندهم غير الجحود
لا يعرفون من الشجاعة
- غير ما عرف القرود
سيّان قالوا بالرضى
- عنّي أو السخط الشديد
من ليس يصّدق في الوعود
- فليس يصدّق في الوعيد
نفر إذا عدّ الرجال
- عددتهم طيّ اللحود
تأبى السماح طباعهم
- ما كلّ ذي مال يجود
أسخاهم بنضاره
- أقسى من الحجر الصلود
جعد البنان بعرضه
- يفدي اللجين من الوفود
و يخاف من أضيافه
- خوف الصغير من اليهود
تعس امريء لا يستفيد
- من الرجال و لا يفيد
و أرى عديم النفع ان
- وجوده ضرر الوجود
ما عز من لم يصحب الخذما
ما عزّ من لم يصحب الخذما
- فأحطم دواتك، واكسر القلما
وارحم صباك الغضّ إنّهم
- لا يحملون وتحمل الألما
كم ذا تناديهم وقد هجعوا
- أحسبت أنّك تسمع الرّمما
ما قام في آذانهم صمم
- وكأنّ في آذانهم صمما
القوم حاجتهم إلى همم
- أو أنت مّمن يخلق الهمما؟
تاللّه لو كنت ((ابن ساعدة))
- أدبا ((وحاتم طيء)) كرما
وبذذت ((جالينوس)) حكمته
- والعلم ((رسططا ليس)) والشّيما
وسبقت ((كولمبوس)) مكتشفا
- وشأوت ((آديسون)) معتزما
فسلبت هذا البحر لؤلؤه
- وحبوتهم إيّاه منتظما
وكشفت أسرار الوجود لهم
- وجعلت كلّ مبعّد أمما
ما كنت فيهم غير متّهم
- إني وجدت الحرّ متّهما
هانوا على الدّنيا فلا نعما
- عرفتهم الدّنيا ولا نقما
فكأنّما في غيرها خلقوا
- وكأنّما قد آثروا العدما
أو ما تراهم، كلّما انتسبوا
- نصلوا فلا عربا ولا عجنا
ليسوا ذوي خطر وقد زعموا
- والغرب ذو خطلر وما زعما
متخاذلين على جهالتهم
- إنّ القويّ يهون منقسما
فالبحر يعظم وهو مجتمع
- وتراه أهون ما يرى ديما
والسّور ما ينفكّ ممتنعا
- فإذا يناكر بعضه نهدما
والشّعب ليس بناهض أبدا
- ما دام فيه الخلف محتكما
يا للأديب وما يكابده
- في أمّة كلّ لا تشبه الأمما
إن باح لم تسلم كرامته
- والإثم كلّ إن كتما
يبكي فتضحك منه لاهية
- والجهل إن يبك الحجى ابتسما
جاءت وما شعر الوجود بها
- ولسوف تمضي وهو ما علما
ضعفت فلا عجب إذا اهتضمت
- اللّيث، لولا بأسه، اهتضما
فلقد رأيت الكون ، سنّته
- كالبحر يأكل حوته البلما
لا يرحم المقدام ذا خور
- أو يرحم الضّرغامه الغنما؟
يا صاحبي ، وهواك يجذبني
- حتّى لأحسب بيننا رحما
ما ضرّنا ، والودّ ملتئم
- أن لا يكون الشّمل ملتئما
النّاس تقرأ ما تسطّره
- حبرا ، ويقرأه أخوك دما
فاستبق نفسا ، غير مرجعها
- عضّ الأناسل بعدما ندما
ما أنت مبدلهم خلائقهم
- حتّى تكون الأرض وهي سما
زارتك لم تهتك معانيها
- غرّاء يهتك نورها الظّلما
سبقت يدي فيها هواجسهم
- ونطقت لما استصحبوا البكما
فإذا تقاس إلى روائعهم
- كانت روائعهم لها خدما
كالرّاح لم أر قبل سامعها
- سكران جدّ السّكر، محتشما
يخد القفار بها أخو لجب
- ينسي القفار الأنيق الرسما
أقبسته شوقي فأضلعه
- كأضالعي مملوءة ضرما
إنّ الكواكب في منازلها
- لو شئت لاستنزلتها كلما