أحلى شعر عتاب
ألا رب من يغتابني ود أنني
يقول الغطمش الضبي:
ألا رب مَن يغتابني ودَّ أنني
- أبوه الذي يُدعى إليه ويُنسب
على رِشدةٍ من أمه أو لِغيَّة
- فيغلبها فحل على النسل مُنجب
فبالخير لا بالشر فارجُ مودتي
- وأي امرئ يُقتال منه التَّرهب
أقول وقد فاضت لعيني عَبرة
- أرى الأرض تبقى والأخلاّء تذهب
أخلاءِ لو غير الحِمام أصابكم
- عتبت ولكن ما على الدهر مَعتب
أصبت فؤادي لما رميت
يقول ابن سناء الملك:
أَصبتِ فؤاديَ لمَّا رَمَيْتِ
- ولم يَنْجني منك فرْطُ الحَذَرْ
وما إِن رَمَيْتِ بِسَهْمِ القِسِّي
- ولكنْ رَمَيْتِ بِسَهْمِ النَّظَرْ
فنظْرةُ طَرْفِكِ تفويقهُ
- وكسرةُ جَفْنِكِ دفعُ الوَتَرْ
يا هاجري ظلماً بغير خطيئة
يقول محمود سامى البارودى:
يَا هَاجِرِي ظُلْماً بِغَيْرِ خَطِيئَةٍ
- هَلْ لِي إِلَى الصَّفْحِ الْجَمِيلِ سَبِيلُ
مَاذَا يَضُرُّكَ لَوْ سَمَحْتَ بِنَظْرَةٍ
- تَحْيَا بِهَا نَفْسٌ عَلَيْكَ تَسِيلُ
على قدر الهوى يأتي العتاب
يقول أحمد شوقي:
على قدر الهوى يأتي العتاب
- ومن عاتبت تفديه الصحاب
صحوت فأنكر السلوانَ قلبي
- علىّ وراجع الطربَ الشباب
وللعيش الصبا فإذا تولى
- فكل بقية في الكأس صاب
وما ورثت له عندى حبال
- ولا ضاقت له عني ثياب
كأنّ رواية الأشواق عود
- على بدء وما كمل الكتاب
إذا ما اعتضت عن عشق بعشق
- أُعيد الكأس وامتدّ الشراب
وكل هوى بلائمة مشوب
- وحبك في الملامة لا يشاب
لأنك أنت للأوطان كهف
- وأنت حقوق مصرِك والطِلاب
فأهلا بالأمير وما رأينا
- هلالا تستقرّ به الركاب
ولا شمسا برأس التنين حلّت
- وفي الدنيا ضحاها واللعاب
تغيب عن البلاد وعن بنيها
- وما لك عن قلوبهم غياب
أظلتك الخلافة في ذراها
- وبرت سوحها بك والرحاب
وفُتِّح للرعاية ألف باب
- هناك وسُدّ للواشين باب
وردنا الماء بينكما نميرا
- وأظمأَ من يريبكما السراب
وما وجدوا لمفسدة مجالا
- ولكن تنبح القمر الكلاب
فعيشا فرقدين من الليالي
- وعاش خلائق بكما وطابوا
يا هاجري بلا سبب
يقول أبو الحسين الجزار:
يا هاجري بلا سبب
- إلى متى هذا الغَضَب
كن كيفما شئت فما
- للقلب عنك مُنقَلَب
مِثلُكَ مَن أعتَبَ في ال
- خبِّ ومثلي من عَتَب
يا مُستريحاً لم أنل
- من حُبِّه إلا التَّعَب
تالله لو ذُقتَ الهوى
- ما كنت تَجفو من تُحب
أنكرتَ ما بي من جَوى
- غالبَ صبري فانَغَلَب
يا زمني هل للوصا
- ل عَودَه فيُرتَقَب
لدي لك العتبى تزاح عن العتب
يقول المعتمد بن عباد:
لديّ لَك العُتبى تُزاحُ عَن العتبِ
- وَسَعيُك عِندي لا يُضاف إِلى ذَنبِ
واِعزِزْ عَلَينا أَن تُصيبَكَ وِحشَةٌ
- وَأنسُك ما تدريه فيكَ مِنَ الحُبِّ
فَدَع عَنكَ سُوءَ الظَنّ بي وَتَعدَّهُ
- إِلى غَيره فَهوَ المُمَكّن في القَلبِ
قَريضُك قَد أَبدى تَوَحَّشَ جانِبٍ
- فَراجَعتُ تأنيساً وَعِلمُكَ بي حَسبي
أيا هاجري لا تجعل الهجر سنة
يقول ابن الساعاتي:
أيا هاجري لا تجعل الهجر سنَّةً
- وإن كنت لا ترجو ثوابي فخف إثمي
يميل الصبا عني بقلبك والصَّبا
- بقدّك من لي لو يثقَّف بالضمِ
فعطفاً على جسمي النَّحيل فاه
- يمتُّ إلى أجفان عينيك بالسُّقمِ
وما قلت بدرُ التم مثلك عادلاً
- ولكنني قابلت ظلمك بالظلمِ
أهكذا حتى ولا مرحبا
يقول مصطفى وهبي التل:
أهكذا حتى ولا مرحبا !!
- لله أشكو قلبك القلبا
أهكذا حتى ولا نظرة !!
- ألمح فيها ومض شوق خبا
أهكذا حتى ولا لفتة !!
- أنسم منها عرفك الطيبا
ناشدتك الله وأيامنا
- ونشوة الحب بوادي الصبا
وغصة الذكرى وآلامها
- وحرمة الماضي وما غيبا
لا تسأليني اي سر لقد
- احال عمري خاطرا مرعبا
عمان ضاقت بي وقد جئتكم
- أتنجع الآمال في ” مادبا “
يا هند برق لاح لي موهنا
- تنورته العين مستهضبا
فاض ” بحسبان ” فهشت له
- ” حسما ” و ” وادي يتمها ” رحبا
فرف بالقلب رسيس الهوى
- وود صدع الشمل لو يرأبا
ود وما عل واشباهها
- بمرجعات للصبا أشيبا
رب مقيل في ظلال الغضا
- يدعم فيه المنكب المنكبا
ما تامني الوارف من ظله
- ولا عناني منه ان اقربا
مخافة النفس بأرجائها
- ظفر من الاشواق ان ينشبا
فحسبك الآلام تزجينها
- قلبا من الآلام قد اتعبا
يا هند تالله سموم الأسى
- سيان عندي لفحها والصبا
فلن يضير اليأس ان قانط
- شام المنى تفتر فاستعذبا
وما عليه ان يكن برقها
- ككل برق شامه خلبا
وما على التوبة من ناكث
- أن يشرب اليوم وأن يطربا
وما على الخمار ان شرقت
- به الخوابي والهدى غربا
كم رصعت أفقي نجوم المنى
- ثم تهاوت كوكبا كوكبا
” بالسلط ” غزلان كما قيل لي
- هضيمة الكشح حصان الخبا
المجد والوجد بقاماتها
- عن غاية اللطف لقد أعربا
ريانة الأرداف ألحاظها
- سهم من الإبداع قد صوبا
لكن هوى قلبي وقد كان لي
- قلب كباقي الناس هذي الظبا
أرآم هذا الحي من ” مدين ”
- ” فالبدع ” ” فالبتراء ” حتى ” ظبا “
كم قائل : فر ألم يأته
- لا أرنبا كنت ولا ثعلبا
وهل يفر الحر من خطة
- ساقت عليه جيشها الالجبا
كذبا ودسا وافتراء اذن
- فلست من قحطان او يعربا
آباء صدق اورثوا حضرتي
- من الخصال الغر ما اعجبا
ان تكذب الانساب اصحابها
- فصادق الاعمال لن يكذبا
من كل قرم شامخ انفه
- ان سامه العلج هوانا ابى
لا ينحت الرزء له أثلة
- من عزة النفس وإن أسهبا
خيال اطفالي وقد زرتني
- غداه امس العيد مستعتبا
من كوخ ارهاقي وهذا الحمى
- حذار بعد اليوم ان تقربا
فالناس انسانان من همه
- ان يرتوي ذلا وان يلعب
وآخر تأبى عليه الحجا
- الا بأن يشقى وان يتعبا
ما قيمة الالقاب منصوبة
- والظهر بالخزي قد احدودبا !؟