قصيدة عن الهجرة النبوية

قصيدة محمود سامي البارودي عن الهجرة النبوية

(الهجرة الكبرى) قصيدة للشاعر محمود سامي البارودي، تقول بعض أبياتها:

إِنّي لَأَعجَبُ مِن قَومٍ أُولي

فِطَنٍ باعُوا النُّهى بِالعَمى وَالسَّمعَ بِالصَّمَمِ

يَعصُونَ خالِقَهُم جَهلاً بِقُدرَتِهِ

وَيَعكُفُونَ عَلى الطاغُوتِ وَالصَّنَمِ

فَأَجمَعُوا أَمرَهُم أَن يَبغتُوهُ إِذا

جَنَّ الظَّلامُ وَخَفَّت وَطأَةُ القَدَمِ

وَأَقبَلُوا مَوهِناً في عُصبَةٍ غُدُرٍ

مِنَ القَبائِلِ باعُوا النَّفسَ بِالزَّعَمِ

فَجاءَ جِبريلُ لِلهادِي فَأَنبأَهُ

بِما أَسَرُّوهُ بَعدَ العَهدِ وَالقَسَمِ

فَمُذ رَآهُم قِياماً حَولَ مَأمَنِهِ

يَبغُونَ ساحَتَهُ بِالشَّرِّ وَالفَقَمِ

نادى عَلِيّاً فَأَوصاهُ وَقالَ لَهُ

لا تَخشَ وَالبَس رِدائي آمِناً وَنَمِ

وَمَرَّ بِالقَومِ يَتلُوُ وَهوَ مُنصَرِفٌ

يَس وَهيَ شِفاءُ النَّفسِ مِن وَصَمِ

فَلَم يَرَوهُ وَزاغَت عَنهُ أَعيُنُهُم

وَهَل تَرى الشَّمس جَهراً أَعيُنُ الحَنَمِ

وَجاءَهُ الوَحيُ إِيذاناً بِهِجرَتِهِ فَيَمَّمَ
الغارَ بِالصِّدِّيقِ في الغَسَمِ فَما اِستَقَرَّ بِهِ

حَتّى تَبَوَّأَهُ مِنَ الحَمائِمِ

زَوجٌ بارِعُ الرَّنَمِ بَنى بِهِ عُشَّهُ وَاِحتَلَّهُ

سَكناً يَأوي إِلَيهِ غَداةَ الرّيحِ وَالرّهَمِ

إِلفانِ ما جَمَعَ المِقدارُ بَينَهُما إِلّا

لِسِرٍّ بِصَدرِ الغارِ مُكتَتَمِ

كِلاهُما دَيدَبانٌ فَوقَ مَربأَةٍ يَرعَى

المَسالِكَ مِن بُعدٍ وَلَم يَنَمِ

إِن حَنَّ هَذا غَراماً أَو دَعا طَرَباً

بِاسمِ الهَديلِ أَجابَت تِلكَ بِالنَّغَمِ

يَخالُها مَن يَراها وَهيَ جاثِمَةٌ

في وَكرِها كُرَةً مَلساءَ مِن أَدَمِ

إِن رَفرَفَت سَكَنَت ظِلّاً وَإِن هَبَطَت

رَوَت غَليلَ الصَّدى مِن حائِرٍ شَبِمِ

مَرقُومَةُ الجِيدِ مِن مِسكٍ وَغالِيَةٍ

مَخضُوبَةُ الساقِ وَالكَفَّينِ بِالعَنَمِ

كَأَنَّما شَرَعَت في قانِيءٍ سربٍ

مِن أَدمُعِي فَغَدَت مُحمَرَّةَ القَدَمِ

وَسَجفَ العَنكَبُوتُ الغارَ مُحتَفِياً

بِخَيمَةٍ حاكَها مِن أَبدَعِ الخِيَمِ

قَد شَدَّ أَطنابَها فَاِستَحكَمَت وَرَسَت

بِالأَرضِ لَكِنَّها قامَت بِلا دِعَمِ

كَأَنَّها سابِريٌّ حاكَهُ لَبِقٌ بِأَرضِ

سابُورَ في بحبُوحَةِ العَجَمِ

وَارَت فَمَ الغارِ عَن عَينٍ تُلِمُّ بِهِ

فَصارَ يَحكي خَفاءً وَجهَ مُلتَثِمِ

فَيا لَهُ مِن سِتارٍ دُونَهُ قَمَرٌ يَجلُو

البَصائِرَ مِن ظُلمٍ وَمِن ظُلَمِ

فَظَلَّ فيهِ رَسولُ اللَّهِ مُعتَكِفاً كَالدُرِّ

في البَحر أَو كَالشَمسِ في الغُسَمِ

حَتّى إِذا سَكَنَ الإِرجاف وَاِحتَرقَت

أَكبادُ قَومٍ بِنارِ اليَأسِ وَالوَغَمِ

أَوحى الرَّسولُ بِإِعدادِ الرَّحيلِ إِلى مَن

عِندَهُ السِّرُّ مِن خِلٍّ وَمِن حَشَمِ

وَسارَ بَعدَ ثَلاثٍ مِن مَباءَتِهِ يَؤُمُّ طَيبَةَ

مَأوى كُلِّ مُعتَصِمِ

فَحِينَ وَافى قُدَيداً حَلَّ مَوكِبُهُ

بِأُمِّ مَعبَدَ ذاتِ الشَّاءِ وَالغَنَمِ

فَلَم تَجِد لِقِراهُ غَيرَ ضائِنَةٍ قَدِ

اقشَعَرَّت مَراعِيها فَلَم تَسُمِ

فَما أَمَرَّ عَلَيها داعِياً يَدَهُ حَتّى

اِستَهَلَّت بِذِي شَخبينِ كَالدِّيَمِ

ثُمَّ اِستَقَلَّ وَأَبقى في الزَّمانِ لَها ذِكراً

يَسيرُ عَلَى الآفاق كَالنَّسَمِ

فَبَينَما هُوَ يَطوي البِيدَ أَدرَكَهُ

رَكضاً سُراقَةُ مِثلَ القَشعَمِ الضَّرِمِ

حَتّى إِذا ما دَنا ساخَ الجَوادُ بِهِ

في بُرقَةٍ فَهَوى لِلسَّاقِ وَالقَدَمِ

فَصاحَ مُبتَهِلاً يَرجُو الأَمانَ وَلَو مَضى

عَلى عَزمِهِ لانهارَ في رَجَمِ

وَكَيفَ يَبلُغُ أَمراً دُونَهُ وَزَرٌ

مِنَ العِنايةِ لَم يَبلُغهُ ذُو نَسَمِ

فَكَفَّ عَنهُ رَسولُ اللَّهِ وَهوَ بِهِ

أَدرى وَكَم نِقَمٍ تفتَرُّ عَن نِعَمِ

وَلَم يَزَل سائِراً حَتّى أَنافَ عَلى

أَعلامِ طَيبَةَ ذاتِ المَنظَرِ العَمَمِ

أَعظِم بِمَقدَمِهِ فَخراً وَمَنقبَةً لِمَعشَرِ

الأَوسِ وَالأَحياءِ مِن جُشَمِ

فَخرٌ يَدُومُ لَهُم فَضلٌ بِذِكرَتِهِ

ما سارَت العِيسُ بِالزُّوّارِ لِلحَرَمِ

يَومٌ بِهِ أَرَّخَ الإِسلامُ غُرَّتَهُ

وَأَدرَكَ الدِّينُ فيهِ ذِروَةَ النُّجُمِ

ثُمَّ اِبتَنى سَيِّدُ الكَونَينِ مَسحِدَهُ

بُنيانَ عِزٍّ فَأَضحى قائِمَ الدّعَمِ

وَاِختَصَّ فيهِ بِلالاً بِالأَذانِ وَما

يُلفى نَظيرٌ لَهُ في نَبرَةِ النَّغَمِ

حَتّى إِذا تَمَّ أَمرُ اللَّهِ وَاِجتَمَعَت لَهُ

القبَائِلُ مِن بُعدٍ وَمِن زَمَمِ

قامَ النَّبِيُّ خَطيباً فيهِمُ فَأَرى نَهجَ

الهُدى وَنَهى عَن كُلِّ مُجتَرَمِ

وَعَمَّهم بِكِتابٍ حَضَّ فيهِ عَلى

مَحاسِنِ الفَضلِ وَالآدابِ وَالشِّيمِ

فَأَصبَحُوا في إِخاءٍ غَيرِ مُنصَدِعٍ

عَلى الزَّمانِ وَعِزٍّ غَيرِ مُنهَدِمِ

وَحِينَ آخى رَسُولُ اللَّهِ بَينَهُمُ آخى

عَلِيّاً وَنِعمَ العَونُ في القُحَمِ

هُوَ الَّذي هَزَمَ اللَّهُ الطُغاةَ بِهِ

في كُلِّ مُعتَرَكٍ بِالبِيضِ مُحتَدِمِ

فَاِستَحكَم الدِّينُ وَاِشتَدَّت دَعائِمُهُ

حَتّى غَدا واضِحَ العِرنينِ ذا شَمَمِ

وَأَصبَحَ الناسُ إِخواناً وَعَمَّهُمُ

فَضلٌ مِنَ اللَّهِ أَحياهُم مِنَ العَدَمِ

قصيدة عبدالرحيم محمود عن الهجرة النبوية

(ذكرى الهجرة النبوية) هي قصيدة للشاعر الفلسطيني عبدالرحيم محمود، وتقول أبياتها:

يوم مجد فات ما أجمل ذكره

فيه لو نفطن آيات وعبره

فيه أن الحق إن حصنه

قادر لم يستطع ذو البطل هدره

فيه أن الفعل أجدى للفتى

مم كلام ما عهدنا قط أمره

فيه أن المال والأهل إذا

لم يجودا ضحيا من أجل فكرة

فيه إن هم الفتى فليقتحم

لا يخف ضحضاح ما ينوي وغمره

شرعة علمناها المصطفى

ليتنا نمشي على شرعه إثره

فليحل السيف ما عقده

غادر بيت للأوطان غدره

ليس مثل البطش في الدنيا فكن

باطشا يرهب أهل الأرض شره

ضيع المضعوف لا ظفر له

ونجا المضعوف لو طول ظفره

ودموع الذل ما رق لها

قلب ظلم إن قلب الظلم صخرة

قوة المرء له حجته

وهي إن يظلم تقف في الناس عذره

“وأعدوا” لم يقلها ربكم

عبثا فلتحسنوا في ” الذكر ” نظره

لم تكن هجرة طه فرة

إنما كانت على التحقيق كره

كانقباض الليث ينوي وثبة

وانقباض الليث في الوثبة سوره

ورمى في السوح أبطالا لهم

فوق سوح الموت تمراح وخطره

وانجلى العثير عن هاماتهم

كللت بالغار من مجد وفخرة

نصروا الله فلم يخذلهمو

بل جزاهم ربهم فوزا ونصرة

فمشوا في الناس نورا وهدى

وبدوا فوق جبين الدهر غرة

ركزوا أرماحهم فوق العلا

وحدى الحادي بهم عزا وشهرة

وأتينا نحن من بعد همو

وأضعنا ما جنوا طيشا وغرة

يثغر السور علينا ونرى

ثم ر نرتق بالأفعال ثغرة

ونرى الماكر في أمجادنا

ثم لا نفسد للشقوة مكره

ونرى حد حمانا ناقصا

كل يوم شطرة من بعد شطرة

ولنا في كل يوم قالة فأرونا فعلة في العمر مرة
لا يصون الحد إلا حدة

ويذيب القيد إلا نار ثورة

ومذاق الموت أحلى في الوغى

من حياة ضنكة في القيد مرة

ونفوس الخلق أعلاها التي

إن تعش عاشت وماتت وهي حرة

لا تقولوا ما لنا من قدرة

إن تريدوا ينخلق عزم وقدرة

إن فيكم لبقايا طيبات لم يزل

في الدم مجراها وخيره

فانهجوا نهجا قويما واعملوا

واعملوا لا تبخسوا ” مثقال ذرة “

ما أضر الشعب كاليأس فإن

يئس الشعب يكون اليأس قبره

هكذا نقضي ولم تبدر لنا

غضبة في حقنا أية بدرة

ولنا ثأر على الناس وما

نام من يطلب أن يدرك ثأره

هاجر الهادي إلى رجعى فإن

نحن هاجرنا فماذا بعد هجره؟

قد خرجنا أمس من أندلس

ودخلنا بعد في نيران حسره

وإذا نحن خرجنا في غد هل

يحن الناس للأقصى بزوره؟

لا يخاف الناس إلا ظالما

فاظلموا كونوا ذوي بأس وجسرة

ليس يحمي الحق إلا فتكة

ويعيد فينا غير قسره

قصيدة وليد الأعظمي عن الهجرة النبوية

كتب الشاعر وليد الأعظمي قصيدة (هجرة المصطفى) وتقول أبياتها:

يا هجرة المصطفى والعين باكيـة

والدمـع يجـري غزيراً من مآقيها

يا هجرة المصطفى هيّجت ساكنةً

من الجوارح كــاد اليأس يطويهـا

هيجّـت أشجاننا والله فانطـلقت

منا حناجرنا بالحـزن تأويهــا

هاجرت يا خير خلق الله قاطبــةً

من مكــة بعد ما زاد الأذى فيها

هاجرت لما رأيت الناس في ظلـم

وكنت بــدراً مـــنيراً في دياجيهـا

هاجرت لما رأيت الجهل منتشـراً

والشــر والكفـــر قد عمّ بواديهـا

هاجرت لله تطوي البيد مصطحباً

خلاً وفـــيـاً.. كريم النفس هاديها

هــــو الإمـــام أبو بكـــر وقصّتــه

ربّ السماوات في القرآن يرويها

يقول في الغار “لا تحزن” لصاحبه

فحســــبنا الله: ما أسمـى معــانيهـا

هاجرت لله تبغي نصـر دعوتنا

وتســأل الله نجحـاً في مباديهــا

هاجرت يا سيّد الأكوان متجهاً

نحو المدينــة داراً كنت تبغـيها

هذي المدينة قد لاحت طلائعـها

والبشـر من أهلها يعلو نواصيها

أهل المدينة أنصـار الرسول لهم

في الخلد دور أُعدت في أعـاليها

قد كان موقفهم في الحق مكرمةً

لا أستطيع له وصــفاً وتشبيهــا

قصيدة صالح بن علي العمري عن الهجرة النبوية

قصيدة بعنوان (نفحات الهجرة) للشاعر صالح بن علي العمري:

شعّ الهدى والبشرُ في بسماتهِ

واليُمن والإيمان في قسماتهِ

وتفجرت فينا ينابيع الهدى

واستيقظ التاريخ من غفواتهِ

“اقرأ وربُّك” في حراء تحررت

والدهر غافٍ في عميق سباتهِ

جبريل حاملها وأحمد روحها

إن الحديث موثّقُ برواتهِ

مُهج الملائك بالتلاوة تنتشي

فتُقَبّل الكلماتِ فوق شفاتهِ

صلى عليك الله يا من ذكره

قربى .. ونورُ الله من مشكاتهِ

يا من كساه الله حلّة سمته

وكساهُ بالقرآن حُلّة ذاتهِ

لمّا أضاء الله مهجة قلبه

هانت عليه الروحُ في مرضاتهِ

غسل الكرى عن أعين الدنيا كما

يُجلى الدُّجى بالفجر في فلقاتهِ

و أنار بالآيات كلّ بصيرةٍ

فكأن نور الشمس من قسماتهِ

واقتاد للجنّات أسمى موكبٍ

“إياك نعبدُ” تمتماتُ حداتهِ

اقرأ معاني الوحي في كلماته

في نسكهِ وحياتهِ ومماته

لو نُظّمت كلّ النجوم مدائحا

كانت قلائدهن بعض صفاته

يا من بنى للكون أكرم أمّةٍ

من علمه من حلمه وأناته

صاروا ملوكا للأنام بعيد أن

كانوا رعاءَ الشاءِ في فلواته

فسل العدالة و الفضيلة و الندى

وسل المعنّى عن مُلمِّ شتاته

وسل المكارم والمحارم والحيا

من غضّ عن درب الخنا نظراته؟!

من حطّم الأصنام في تكبيره

من عانق التوحيد في سجداتهِ

من أطلق الإنسان من أغلاله

من أخرج الموئود من دركاته؟!

من علّم الحيران درب نجاتهِ

من أورد العطشان عذب فراتهِ؟!

من هدّ بنيان الجهالة و العمى

وبنى الأمان على رميم رفاتهِ؟!

فإذا بأخلاق العقيدة تعتلي

زور التراب وجنسه ولغاتهِ

وإذا لقاء الله يأسر في رضا

وتشوّقٍ من كان عبد حصاته

ورأى جنان الخلد حقّا فازدرى

دنياه واستعلى على لذّاتهِ

أرأيت إقدام الشهيد وقد سعى

للحتف معتذراً إلى تمراته !!

حملوا الهدى للكون في جفن الفدا

فتحرر الوجدان من شهواتهِ

خيّالة المجد المؤثل و العلا

فكأنما ولدوا على صهواتهِ

سمّارة المحراب في ليل ، وإن

نادى الجهاد فهم عُتاة كماته

في الهجرة الغراء ذكرى معهدٍ

نستلهمُ الأمجاد من خطراته

تاريخ أمتنا . . و منبع عزّنا

ودروبنا تزهو بإشراقاته

فيه الحضارة والبشارة والتقى

ومُقِيل هذا الكون من عثراته

فتألقي يا نفس في نفحاته

واستشرفي الغايات من غاياته

أبيات نشيد عن الهجرة النبوية

يرجح بأن أهل المدينة المنورة استقبلوا الرسول صلى الله عليه وسلم عند استكمال الهجرة من مكة بهذا النشيد:

طلع الـبدر عليـنا

مـن ثنيـات الوداع

وجب الشكـر عليـنا

مـا دعــــا لله داع

أيها المبعوث فينا

جئت بالأمر المطـاع

جئت شرفت المديـنة

مرحباً يـا خير داع