أجمل ما كتب العرب في الشعر
ملائكة الرحمة
بيضُ الحَمَائِـمِ حَسْبُهُنَّهْ
- أَنِّي أُرَدِّدُ سَجْعَهُنَّـهْ
رَمْـزُ السَّلاَمَـةِ وَالوَدَا
- عَةِ مُنْذُ بَدْءِ الخَلْقِ هُنَّـهْ
في كُـلِّ رَوْضٍ فَـوْق َ دَا
- نِيَـةِ القُطُوفِ لَهُنَّ أَنَّـهْ
وَيَمِلْنَ وَالأَغْصَـانَ مَا
- خَطَرَ النَّسِيمُ برَوْضِهنَّـهْ
فَإذَا صَلاَهُـنَّ الهَجـ
- ـيرُ هَبَبْنَ نَحْوَ غَدِيرِهنَّـهْ
يَهْبِطْنَ بَعْدَ الحَـوْمِ مِثْـ
- ـلَ الوَحْيِ لاَ تَدْرِي بهِنَّـهْ
فَإذَا وَقَعْـنَ عَلَى الغَدِيـ
- ـرِ تَرَتَّـبَتْ أَسْرَابُهُنَّـهْ
صَفَّينِ طُـولَ الضِّفَّتَيْـ
- ـنِ تَعَرَّجَا بِوُقُوفِهنّـهْ
كُـلٌّ تُقَبِّـلُ رَسْمَهَـا
- في المَاءِ سَاعَةَ شُرْبهِنَّـهْ
يُطْفِئْنَ حَـرَّ جُسُومِهِـنَّ
- بغَمْسِهِـنَّ صُدُورَهُنَّـهْ
يَقَـعَ الرَّشَـاشُ إذَا
- انْتَفَضْنَ لآلِئَاً لِرُؤُوسِهِنَّـهْ
وَيَطِرْنَ بَعْدَ الإِبْتِـرَادِ
- إِلى الغُصُونِ مُهُودِهِنَّـهْ
تُنْبيكَ أَجْنِحَةٌ تُصَفِّـقُ
- كَيْفَ كَانَ سُرُورُهُنَّـهْ
ويُقـرُّ عينَـكَ عَبْثُهُـنَّ
- إذا جثمـنَ ، بريشِهنّـَه
وَتَمِيلُ نَشْـوَانَاً – وَلاَ
- خَمْرٌ – بعَذْبِ هَدِيلِهِنَّهْ
وَتَخَالُهُـنَ بلاَ رُؤُوسٍ
- حِينَ يُقْبِـلُ لَيْلُهُنَّـهْ
أَخْفَيْنَهَا تَحْتَ الجَنَـاحِ
- وَنِمْنَ مِـلْءَ جُفُونِهِنَّـهْ
كَمْ هِجْنَـنِي ورَوَيْـتُ
- عَنْهُنَّ الهَدِيـلَ … فَدَيْتُهُنَّهْ
قم للمعلم وفه التبجيلا
قُمْ للمعلّمِ وَفِّـهِ التبجيلا
- كادَ المعلّمُ أن يكونَ رسولا
أعلمتَ أشرفَ أو أجلَّ من الذي
- يبني وينشئُ أنفـساً وعقولا
سبحانكَ اللهمَّ خيرَ معلّمٍ
- علَّمتَ بالقلمِ القرونَ الأولى
أخرجتَ هذا العقلَ من ظلماته
- ِوهديتَهُ النورَ المبينَ سبيلا
وطبعتَهُ بِيَدِ المعلّمِ، تارةً
- صديء الحديدِ، وتارةً مصقولا
أرسلتَ بالتوراةِ موسى مُرشد
- وابنَ البتولِ فعلَّمَ الإنجيلا
وفجرتَ ينبوعَ البيانِ محمّد
- فسقى الحديثَ وناولَ التنزيلا
علَّمْتَ يوناناً ومصر فزالتا
- عن كلّ شمسٍ ما تريد أفولا
واليوم أصبحنا بحالِ طفولةٍ
- في العِلْمِ تلتمسانه تطفيلا
من مشرقِ الأرضِ الشموسُ تظاهرتْ
- ما بالُ مغربها عليه أُدِيلا
أسألك الرحيلا
لنفترق قليلا
لخيرِ هذا الحُبِّ يا حبيبي
وخيرنا
لنفترق قليلا
لأنني أريدُ أن تزيدَ في محبتي
أريدُ أن تكرهني قليلا
بحقِّ ما لدينا
من ذِكَرٍ غاليةٍ كانت على كِلَينا
بحقِّ حُبٍّ رائعٍ
ما زالَ منقوشاً على فمينا
ما زالَ محفوراً على يدينا
بحقِّ ما كتبتَهُ إليَّ من رسائلِ
ووجهُكَ المزروعُ مثلَ وردةٍ في داخلي
وحبكَ الباقي على شَعري على أناملي
بحقِّ ذكرياتنا
وحزننا الجميلِ وابتسامنا
وحبنا الذي غدا أكبرَ من كلامنا
أكبرَ من شفاهنا
بحقِّ أحلى قصةِ للحبِّ في حياتنا
أسألكَ الرحيلا
عن إنسان
وضعوا على فمه السلاسل
ربطوا يديه بصخرة الموتى
وقالوا: أنت قاتل
أخذوا طعامه والملابس والبيارق
ورموه في زنزانة الموتى
وقالوا: أنت سارق
طردوه من كل المرافيء
أخذوا حبيبته الصغيرة
ثمّ قالوا: أنت لاجيء
يا دامي العينين والكفين
إن الليل زائل
لا غرفة التوقيف باقية
ولا زرد السلاسل
نيرون مات، ولم تمت روما
بعينيها تقاتل
وحبوب سنبلة تجف
ستملأ الوادي سنابل
في انتظار العائدين
أكواخ أحبابي على صدر الرمال
و أنا مع الأمطار ساهر
وأنا ابن عوليس الذي انتظر البريد من الشمال
ناداه بحّار، و لكن لم يسافر
لجم المراكب، وانتحى أعلى الجبال
يا صخرة صلّى عليها والدي لتصون ثائر
أنا لن أبيعك باللآلي
أنا لن أسافر
لن أسافر
لن أسافر
أصوات أحبابي تشق الريح، تقتحم الحصون
يا أمنا انتظري أمام الباب إنّا عائدون
هذا زمان لا كما يتخيلون
بمشيئة الملاّح تجري الريح
والتيار يغلبه السفين
ماذا طبخت لنا؟ فإنّا عائدون
نهبوا خوابي الزيت، يا أمي، و أكياس الطحين
هاتي بقول الحقل هاتي العشب
إنّا عائدون
خطوات أحبابي أنين الصخر تحت يد الحديد
وأنا مع الأمطار ساهد
عبثا أحدّق في البعيد
سأظل فوق الصخر تحت الصخر صامد
صناديق
وَضعُنا وَضْعٌ عَجيبْ
هكذا
نَصحو
فَيصْحو فَوقَنا شيءٌ مُريبْ
وَعلى الفورِ يُسمّينا “الأحبّاءَ”
وفـي الحالِ نُسمّيه “الحبيبْ”
نَحنُ لا نسألُهُ كيفَ أتانا
وَهْـوَ لا شأنَ لَهُ فـي أن يُجيبْ
ثُمَّ نغفو
سائلينَ اللّهَ أن يجعَلَهُ خيراً
وفي أحلامِنا
نَسالُهُ أن يَستجيبْ
نَحنُ والحَظُّ
وحيناً يُخفِقُ الحظُّ
وأحياناً يَخيبْ
يَمخَضُ “الشيءُ”
فإمّا هُـوَ ذئبٌ يَرتدي جِلدَ غَزالٍ
أو غَزالٌ يقتَني أنيابَ ذيبْ
وَهْـوَ إمّا صِحَّةٌ تَنضَحُ داءً
أو مَماتٌ يَرتَدي ثَوبَ طبيبْ