أبيات شعر عن الأخلاق

كم ذا يكابد عاشق ويلاقي

إنّي لتُطرِبُني الخِلالُ كريمةً

طَرَبَ الغريبِ بأَوبَةٍ وتَلاقي

وتهُزُّني ذكرى المروءَةِ والنَدى

بينَ الشمائل هِزَّةَ المشتاقِ

فإِذا رُزِقتَ خَليقَةً محمودَةً

فقدِ اِصطَفاكَ مُقَسِّمُ الأَرزاقِ

فالناسُ هذا حَظُّهُ مالٌ وذا

عِلمٌ وَذاكَ مَكارِمُ الأخلاقِ[١]

هي النفس ما حمّلتها تتحمل

هي النَفسُ ما حَمَّلتَها تَتَحَمَّلُ

وللدَّهرِ أَيّامٌ تَجورُ وَتَعدِلُ

وَعاقِبَةُ الصَبرِ الجَميلِ جَميلَةٌ

وَأَفضَلُ أَخلاقِ الرِجالِ التَفَضُّلُ[٢]

لهان علينا أن نقول وتفعلا

فلم أَجِدِ الأخلاقَ إِلّا تَخَلُّقاً

ولم أَجِدِ الأَفضالَ إلّا تَفَضُّلا[٣]

ألا إن أخلاق الرجال وإن نمت

أَلا إنَّ أَخلاقَ الرِّجالِ وإن نَمَتْ

فَأَرْبَعَةٌ مِنْهَا تَفُوقُ عَلَى الْكُلِّ

وَقَارٌ بِلا كِبْرٍ وَصَفْحٌ بِلا أَذَىً

وَجُودٌ بِلا مَنٍّ وَحِلْمٌ بِلا ذُلِّ[٤]

ريم على القاع بين البان والعلم

صلاحُ أَمرِكَ لِلأَخلاقِ مَرجِعُهُ

فقَوِّمِ النَفسَ بِالأَخلاقِ تَستَقِمِ

والنفسُ مِن خَيرِها في خَيرِ عافِيَةٍ

وَالنَفسُ مِن شَرِّها في مَرتَعٍ وخِمِ[٥]

لما عفوت ولم أحقد على أحد

لمّا عفوتُ ولم أحقد على أحدٍ

أَرَحتُ نَفسي مِن هَمِّ العَداواتِ

إِنّي أُحَيّي عَدوّي عِندَ رُؤيَتِهِ

لأَدفَعَ الشَرَّ عَنّي بِالتَحِيّاتِ

وأُظهِرُ البِشرَ لِلإِنسانِ أَبغَضُهُ

كما إِن قد حَشى قَلبي مَوَدّاتِ[٦]

هي الأخلاق تنبت كالنبات

هي الأخلاق تنبتُ كالنبات

إذا سقيت بماء المكرماتِ

تقوم إذا تعهدها المُربي

على ساق الفضيلة مُثمِرات

وتسمو للمكارم باتساقٍ

كما اتسقت أنابيبُ القناة

وتنعش من صميم المجد رُوحا

بأزهارٍ لها متضوعات

ولم أر للخلائق من محلِّ

يُهذِّبها كحِضن الأمهات

فحضْن الأمّ مدرسة تسامتْ

بتربية ِ البنين أو البنات

وأخلاقُ الوليدِ تقاس حسناً

بأخلاق النساءِ الوالداتِ

وليس ربيبُ عالية ِ المزايا

كمثل ربيب سافلة الصفات

وليس النبت ينبت في جنانٍ

كمثل النبت ينبت في الفَلاة[٧]

إن مازت الناس أخلاق يعاش بها

إِن مازَتِ الناسُ أَخلاقٌ يُعاشُ بِها

فَإِنَّهُم عِندَ سوءِ الطَبعِ أَسواءُ

أَو كانَ كُلُّ بَني حَوّاءَ يُشبِهُني

فَبِئسَ ما وُلِدَت في الخَلقِ حَوّاءُ

بُعدي مِنَ الناسِ بُرءٌ مِن سَقامِهِمُ

وَقُربُهُم لِلحِجى وَالدينِ أَدواءُ

كَالبَيتِ أُفرِدَ لا ايطاءَ يُدرِكُهُ

وَلا سَنادٌ وَلا في اللَفظِ إِقواءُ

نوديتَ أَلوَيتَ فَاِنزِل لا يُرادُ أَتى

سَيري لِوى الرَملِ بَل لِلنَبتِ إِلواءُ

وَذاكَ أَنَّ سَوادَ الفَودِ غَيَّرَهُ

في غُرَّةٍ مِن بَياضِ الشَيبِ أَضواءُ

إِذا نُجومُ قَتيرٍ في الدُجى طَلَعَت

فَلِلجُفونِ مِنَ الإِشفاقِ أَنواءُ[٨]

أخ طاهر الأخلاق عذب كأنّه

أخٌ طاهِرُ الأَخلاقِ عذبٌ كأَنَّهُ

جنَى النَّحْلِ مَمْزوجا بماءِ غَمَامِ

يزيد على الأيام فضل موده

وَشِدَّة َ إِخْلاَصٍ وَرَعْيَ ذِمَامِ[٩]

إذا رُزِق الفتى وجهاً وقاحاً

إِذا رُزِقَ الفتى وجهاً وقاحاً

تَقَلَّبَ في الأُمورِ كما يَشاءُ

ولم يَكُ للدَواءِ ولا لشيءٍ

يُعالِجُهُ به عنهُ غَناءُ

وَرُبَّ قَبيحَةٍ ما حالَ بَيني

وَبَينَ رُكوبِها إِلّا الحَياءُ

وَكانَ هُوَ الَّذي أَلهى وَلكِن

إِذا ذَهَبَ الحَياءُ فَلا دَواءُ[١٠]

ولرب نازلة يضيق لها الفتى

ولَرُبَّ نازِلَةٍ يَضيقُ لَها الفَتى

ذرعاً وعِندَ اللَهِ مِنها المَخرَجُ

ضاقَت فلَمّا استَحكَمَت حَلَقاتُها

فُرِجَت وَكُنتُ أظُنُّها لا تُفرَجُ[١١]

لكل امرئ من دهره ما تعودا

وما قَتَلَ الأَحرارَ كَالعَفوِ عَنهُمُ

وَمَن لَكَ بِالحُرِّ الَّذي يَحفَظُ اليَدا

إذا أنتَ أكْرَمتَ الكَريمَ مَلَكْتَهُ

وإن أنتَ أكْرَمتَ اللّئيمَ تَمَرّدَا

ووَضعُ النَدى في مَوضِعِ السَيفِ بِالعُلا

مُضِرٌّ كَوَضعِ السَيفِ في مَوضِعِ النَدى[١٢]

ترد رداء الصبر عند النوائب

تَرَدَّ رِدَاْءَ الصَّبْرِ عِنْدَ النَّوَائِبِ

تنل من جميل الصبر حسن العواقب

وَكُنْ صَاحِبا لِلْحِلْمِ في كُلِّ مَشْهَدٍ

فما الحلمُ إلا خير خدنٍ وصاحب

و كن حافظاً عهد الصديق وراعياً

تذق من كمال الحفظ سمو المشارب

وَكُنْ شَاكِرا للَّه فِي كُلِّ نِعْمَةٍ

يثيبكَ على النعمى جزيل المواهب

وَمَا الْمَرءُ إلاّ حَيْثُ يَجْعَلُ نَفْسَهُ

فَكُنْ طَالِبا في النَّاسِ أَعْلَى المَرَاتِبِ

وَكُنْ طَالِبَا لِلرِّزْقِ مِنْ بابِ حِلَّة ٍ

يضاعفْ عليك الرزق من كل جانب

وَصُنْ مِنْكَ مَاءَ الوَجْهِ لا تَبْذِلَنَّهُ

وَلاَ تَسْأَلِ الأَرْذَالَ فَضْلَ الرَّغَائِبِ

وَكُنْ مُوْجِبا حَقَّ الصَّدِيْقِ إذَا أَتَى

اليك ببرٍ صادق منك واجب

و كن حافظاً للوالدين وناصراً

لجارك ذي التقوى وأهل التقارب[١٣]

وعاذلة هبت بليل تلومني

وعاذلة هبت بليل تلومني

وقد غاب عيوق الثريا، فعردا

تَلومُ على إعطائيَ المالَ، ضِلّة ً

إذا ضَنّ بالمالِ البَخيلُ وصَرّدا

تقولُ: ألا أمْسِكْ عليكَ، فإنّني

أرى المال، عند الممسكين، معبَّدا

ذَريني وحالي، إنّ مالَكِ وافِرٌ

وكل امرئٍ جارٍ على ما تعودا

أعاذل! لا آلوك إلا خليقتي،

فلا تَجعَلي، فوْقي، لِسانَكِ مِبْرَدا

ذَرِيني يكُنْ مالي لعِرْضِيَ جُنّة ً

يَقي المالُ عِرْضِي، قبل أن يَتَبَدّدا

أرِيني جَواداً ماتَ هَزْلاً، لَعَلّني

أرَى ما تَرَينَ، أوْ بَخيلاً مُخَلَّدا

وإلاّ فكُفّي بَعضَ لومكِ، واجعلي

إلى رأي من تلحين، رأيك مسندا

ألم تعلمي، أني، إذا الضيف نابني،

وعزّ القِرَى ، أقري السديف المُسرْهدا

أسودُ سادات العشيرة عارف

ومن دونِ قوْمي في الشدائد مِذوَدا

وألفى لأعراض العشيرة حافظاً

وحَقِّهِمِ، حتى أكونَ المُسَوَّدا[١٤]

لا افتخار إلا لمن لا يضام

لا افتِخارٌ إلّا لمَنْ لا يُضامُ

مُدْرِكٍ أوْ مُحارِبٍ لا يَنَامُ

ليسَ عَزْماً مَا مَرّضَ المَرْءُ فيهِ

ليسَ هَمّاً ما عاقَ عنهُ الظّلامُ

واحتمالُ الأذَى ورُؤيَةُ جانِيـ

ـهِ غِذاءٌ تَضْوَى بهِ الأجسامُ

ذَلّ مَنْ يَغْبِطُ الذّليل بعَيشٍ

رُبّ عَيشٍ أخَفُّ منْهُ الحِمامُ

كُلُّ حِلْمٍ أتَى بغَيرِ اقْتِدارٍ

حُجّةٌ لاجىءٌ إلَيها اللّئَامُ

مَنْ يَهُنْ يَسْهُلِ الهَوَانُ عَلَيهِ

ما لجُرْحٍ بمَيّتٍ إيلامُ

ضاقَ ذَرْعاً بأنْ أضيقَ بهِ ذَرْ

عاً زَماني واستَكرَمَتْنِي الكِرامُ

واقِفاً تحتَ أخمَصَيْ قَدْرِ نَفسي

واقِفاً تحتَ أخْمَصَيّ الأنَامُ

أقَراراً ألَذُّ فَوْقَ شَرارٍ

ومَراماً أبْغي وظُلْمي يُرامُ

دونَ أنْ يَشرَقَ الحِجازُ ونَجْدٌ

والعِراقانِ بالقَنَا والشّامُ

شَرَقَ الجَوِّ بالغُبَارِ إذا سَا

رَ عَليُّ بنُ أحْمَدَ القَمْقامُ

الأديبُ المُهَذَّبُ الأصْيَدُ الضّرْ

بُ الذّكيُّ الجَعدُ السّرِيُّ الهُمامُ

والذي رَيْبُ دَهْرِهِ مِنْ أسَارَا

هُ ومِنْ حاسدي يَدَيْهِ الغَمامُ

يَتَداوَى مِنْ كَثْرَةِ المَالِ بالإقْـ

ـلالِ جُوداً كأنّ مَالاً سَقَامُ

حَسَنٌ في عُيُونِ أعْدائِهِ أقْـ

ـبَحُ من ضيْفِهِ رأتْهُ السَّوامُ

لوْ حَمَى سَيّداً منَ المَوتِ حامٍ

لَحَماهُ الإجْلالُ والإعْظامُ

وعَوارٍ لَوامِعٌ دِينُهَا الحِـ

ـلُّ ولَكِنّ زِيَّها الإحْرامُ

كُتبَتْ في صَحائِفِ المَجْدِ: بِسْمٌ

ثمَّ قَيسٌ وبعدَ قَيسَ السّلامُ

إنّما مُرّةُ بنُ عَوْفِ بنِ سَعْدٍ

جَمَراتٌ لا تَشْتَهيها النَّعامُ

لَيلُها صُبْحُها مِنَ النّارِ والإصْـ

ـبَاحُ لَيْلٌ منَ الدّخانِ تِمامُ

هِمَمٌ بَلّغَتْكُمُ رُتَبَاتٍ

قَصُرَتْ عَنْ بُلُوغِها الأوْهامُ

ونُفُوسٌ إذا انْبَرَتْ لِقِتَالٍ

نَفِدَتْ قَبْلَ يَنْفَدُ الإقْدامُ

وقُلُوبٌ مُوَطَّناتٌ على الرّوْ

عِ كأنّ اقْتِحامَهَا استِسْلامُ

قائِدو كُلّ شَطْبَةٍ وحِصانٍ

قَدْ بَراها الإسْراجُ والإلجامُ

يَتَعَثّرْنَ بالرّؤوسِ كَما مَرّ

بتاءاتِ نُطْقِهِ التَّمتَامُ[١٥]

المراجع

  1. “كم ذا يكابد عاشق ويلاقي”، aldiwan، اطّلع عليه بتاريخ 17-2-2019.
  2. “هِيَ النَفسُ ما حَمَّلتَها تَتَحَمَّلُ”، adab، اطّلع عليه بتاريخ 17-2-2019.
  3. “لَهانَ عَلَينا أَن نَقولَ وَتَفعَلا .. أبو تمام”، poetsgate، اطّلع عليه بتاريخ 17-2-2019.
  4. “ألا إن أخلاق الرجال وإن نمت”، aldiwan، اطّلع عليه بتاريخ 17-2-2019.
  5. “ريم على القاع بين البان و العلم”، poetsgate، اطّلع عليه بتاريخ 17-2-2019.
  6. “لما عفوت ولم أحقد على أحد”، aldiwan، اطّلع عليه بتاريخ 17-2-2019.
  7. “هي الاخلاقُ تنبتُ كالنبات”، adab، اطّلع عليه بتاريخ 17-2-2019.
  8. “إِن مازَتِ الناسُ أَخلاقٌ يُعاشُ بِها .. أبو العلاء المعري”، poetsgate، اطّلع عليه بتاريخ 17-2-2019.
  9. “أخٌ طَاهِرُ الأَخْلاقِ عَذْبٌ كَأَنَّهُ”، adab، اطّلع عليه بتاريخ 17-2-2019.
  10. “إِذا رُزِقَ الفَتى وَجهاً وَقاحاً”، adab، اطّلع عليه بتاريخ 19-2-2019.
  11. “ولرب نازلة يضيق لها الفتى”، aldiwan، اطّلع عليه بتاريخ 19-2-2019.
  12. “لكل امرء من دهره ما تعودا .. أبو الطيب المتنبي”، poetsgate، اطّلع عليه بتاريخ 19-2-2019.
  13. “تَرَدَّ رِدَاْءَ الصَّبْرِ عِنْدَ النَّوَائِبِ”، adab، اطّلع عليه بتاريخ 19-2-2019.
  14. “وعاذلة هبت بليل تلومني”، aldiwan، اطّلع عليه بتاريخ 19-2-2019.
  15. “لا افتخار إلا لمن لا يضام”، aldiwan، اطّلع عليه بتاريخ 19-2-2019.